الفصل الاول

( قرية ايندينان )

دقت الطبول وارتفع صوت غناء وزغاريت نساء القرية، وهبّ الاطفال يتجمهرون أمامهم فرحين، وكنت أنا واحد منهم.
اليوم هو حفل زفاف فتاة من أهل القرية، وزوجها شاب من القرية المجاورة.
تم تقديم الحلوى والكعك للأطفال كما هي العادة، وكان عرسٌ بسبعة أيام ولياليها.

واليوم هو اليوم الاخير لحفل الزفاف وسيأتي العريس ليأخذ زوجته لبيت الزوجية.

تجمعن نساء القرية في مجموعات، منهن للطبخ لتجهيز الوليمة، ومنهن لتجهيز حنة العروس وزينتها وفستان الزفاف، ومنهن للغناء، ومنهن لتقديم الشاي والحلويات للضيوف.
حقيقة كانوا كأسرة كبيرة واحدة او هي فالحقيقة كذلك، تتكون من ابناء العمومة وابناء الخال، حيث يعتبر من كان بعيدا قليلا فالنسب نجد انه يكون على الاغلب ابن عم جدي او ماشابه.
اما القرى المجاورة لقريتنا فهي امتداد لبعضها البعض.
منازل القرية متجاورة ويفصل بينها مسافات بسيطة، واغلب المنازل ذات طابع بسيط.
المحلات التجارية والسوق تقع في وسط القرية.

بدأ الرجال برقص رقصة الكاسكا الجميلة.
رقصة تقليدية يرقصها الرجال بشكل ثنائي مستخدمي العصي، يرقصونها بوتيرة واحدة على انغام آلة الزكرة.
كنت اشاهدهم وانا مبهور بأدائهم، وأحاول تقليدهم انا والاطفال الذين في مثل عمري.

العرس في نهايته وجاء العريس وأهل العريس لأخذ الزوجة الى بيت الزوجية.
اشتد ضرب الطبول والغناء واحسست حينها ان راسي يضج، بدأت الرؤيا لدي مضببة، وزاد الصوت داخل رأسي، اعتقدت ان شيء ما أصابني فهلعت وارتعبت وانا ذي الست سنوات فقط. امسكت رأسي بين يدي وسقطت وأرضا من شدة الالم. كنَّ هؤلاء النسوة حرفيا يجلسن في رأسي يقرعن طبولهن ويصدحن بصوت زغاريتهن.

أفقت وانا في حضن امي، وأبي يبلل وجهي بالماء، يبدوا ان تلك الضجة قد خفّت، فلم أعد اسمع منها شيء يذكر، دخل عمي واخبر ابي ان الشيخ يقف خارجا، أمر أبي امي ان تدخل احدى الغرف وتتركنا.

جاء الشيخ واخذ يقرأ بعضا من آيات القرآن الكريم، احسست حينها ان روحي خفيفة، وشعرت بالطمأنينة، ولكن يبدو ان الشيخ قد نبه ابي لشيء خطير، نظر ابي ناحية الشيخ في رعب وما حييت لن أنسى تلك النظرة، ثم نظر ناحيتي وهو حزين، وخرجوا جميعا.

عادت اليَّ والدتي بم لذّ وطاب من الاكل والحلويات، وحتى انها لم تسمح لأخوتي بالاكل منها، فاليوم انا المريض وانا المدلل، واعتقد ان هذا يعجبني.

انا خليل، وهذه قصتي التي قد تبدو في اول الامر عادية، ولكن اجل هي عادية ما لم تكن احداثها من العالم الآخر.
اخي عمر اكبرنا سنا وهو بعمر التسع سنوات، وتليه زهراء ثمانية سنوات، واختي الصغرى ذات الثلاث سنوات تدعى فاطمة.

طاف اخوتي في دائرة حولي، وجلسوا بجانبي، كنت لا احس بأي مرض فالحقيقة، ولكن أعجبني ان اكون محط اهتمام، وان اشعر انني مهم ونجم هذا اليوم.

عمر بجو حماسي : ماذا أصابك؟ لقد كان الجميع قلقا عليك. هل دخلك جني؟
قلت وكأنني مفتخر: ربما اكون انا المختار!
قالت اختي زهراء بخوف حقيقي : ولكني سمعت الشيخ يتحدث مع والدي بصوت منخفظ ويخبره انه امر خطير ويجب ان يرقوك ويحموك حتى لا يتمكنوا منك.
لقد شعرت بأنني بطل حقا، كنت اعتقد ان هذا كله إطراء.
قفزت عليّ اختي الصغرى فاطمة وقالت بصوتها المتلعثم: لقد خفت عليك كثيرا.
عادا امي وابي الى الغرفة ويبدو الحزن عليهما، ولكن سرعان ما ابتسما في وجوهنا ثم قال ابي: خليل، من يوم غد عليك ان تبدأ في الذهاب إلى حلقات تحفيظ القرآن مع اخيك عمر، بعد عودتكما من المدرسة، وأن تحملا خنجريكما معكما دائما.

كان الخنجر شيء أساسي يحمله كل رجال أهل القريتنا قرية آيدينيان والقرى المجاورة، فهي تحميهم حسب ما يعتقدون من ان يهاجمهم احد الجن الساكنين الصحراء.

وقالت امي : ويُمنع عليك حضور حفلات الزفاف.
وعندما نطقت امي بهذه الكلمات حزنت فأنا احب حقا اجواء اعراس قريتنا.

بدأنا فعليا انا واخي عمر في الذهاب يوميا إلى المدرسة ثم حلقات الذكر.
كنت متفوقا كثيرا حتي انني اكملت جزء عمّ كاملا من القرآن بأحكام التجويد خلال شهر فقط.
ولم يفارق الخنجر جيبي قط، وكانا والداي شديدي الحرص على ذلك.

ومرت السنون وكبرت حتي اصبح عمري ستة عشر عاماً وكنت قد ختمت القرآن وشاركت في عدة مسابقات على مستوى البلاد، وربحت معظمها.

أبي كان فخورا بي وبإنجازاتي، ودائما ما كان يرافقني الي المسابقات هو واخي عمر.

عمر سيذهب بعد شهر واحد الى الجيش للخدمة العسكرية، لقد حزنت على ذلك فقد كنا مقربين جدا.
سيغيب عنا قرابة العامان لتأدية واجبه اتجاه وطنه حسب قوله وسيأتي في زيارات متفاوته خلالها.

كنت اقضي معظم وقتي خلال هذا الشهر بصحبة أخي، ارافقه كظله الى اين ما ذهب، اريد البقاء بجواره قدر إستطاعتي قبل رحيله، ولكن الوقت في صحبة الاحبة سرعان ما يمر!

بعد رحيل اخي للخدمة العسكرية بدأت اعتكف فالمسجد كثيرا، وحتى انني بدأت في مساعدة الشيخ على تعليم الاطفال تلاوة القرآن، ازداد تعلقي بالشيخ محمود كثيرا فقد كنت أراه طيباً متفانياً في عمله زاهدٌ في الدنياً حتى انه رفض اخذ اجر من اجل تعليم الاطفال وقال لي ذات يوم حين سألته: لم لا تأخذ اجرا.
قال: ان اجرِيَ على الله وافعل ذلك لوجه الله علّه يغفر لي.

اليوم هو حفل زفاف آخر في القرية فقد شب جيل جديد وبدأو يتزوجون تباعاً، في الحقيقة ان حفلات الزواج لا تكاد تنقطع من القرية والقرى المجاورةِ لنا.

ولكني انا الممنوع من حظورها منذ ما يقرب من العشر سنوات.
لزمت المنزل غالبا لتجنب اصوات الطبول وهرجة الزغاريت، كانت فسحتي الوحيدة هي الذهاب للمسجد او الجلوس مع الشيخ محمود يحكي لي قصص الاولين من الانبياء والصالحين.
قصص احبتها روحي قبل أذناي!

واحيانا اركب خيل ابن عمي خالد واركض به نحو الخلاء لأختلي بأفكاري وأتأمل جمال الكون والطيور والسماء، وسر الوجود وسر الفناء.
ان تأملي يصل بي احيانا الى التسائل في كل شيء حولي، أتسائل حتى عن سبب طنين الذبابة!

كنت اليوم عائدا من ركوب الخيل واتجهت مباشرة الى المنزل، وفي طريقي وجدت نوفل وهو ابن احد اغنياء القرية ومعه عُصبته.

كانوا كالعصابة دائما ما يسببون المشاكل لأهل القرية.
كان نوفل من عمري وأحد اصدقائي اثناء الطفولة، ولكن عندما تفوقت في دروس القرآن الكريم وفشل هو في حفظ نصف القرآن، ابتعد عني واعتبرني غريمه، وهذا بسبب والده وضربه المبرح له ومعايرته بي.

تكاثروا حولي في حلقة، فقلت مبتسماً لهم: السلام عليكم يارفاق!
نوفل بسخرية: انزل ام انت خائف.
قلت: ستغرب الشمس وسيرتفع صوت الطبول والغناء بسبب العرس وكما تعلم عليا ان اسرع في العودة.
كنت قليل الخبرة، لا اجيد التصرف فهل من شخص عاقل يعطي سر هلاكه لغريمه!؟
ابتسم نوفل بلُؤم وقال: اذا ما رأيك ان نذهب غدا في رحلة قصيرة بسيارتي الصحراوية الجديدة لنجربها.
ظننت انه يريد ان نعود كما كنا سابقا ويفتح مجالا لذلك، فوافقت فوراً.



في بقعة اخرى من بقاع تلك الصحراء المقفرة، كان رجل يلبس عمامة يشق دربه في الصحراء وخلفه قطيع كامل من الابل.
كانت الشمس ترسل آخر خيوطها الذهبية مودعة حتى اختفت خلف ذاك الجبل الحجري العظيم الذي يتوسط قلب الصحراء!

اظلمت عليه السماء وغامت الصحراء في ليلٍ بهيم ادهم، كان اكتشف توا ان مصباحه اليدوي قد فرُغ شحنه، وهاتفه ايضا!
وقف على ضوء القمر الخجول الذي يكاد ان يكون معدوم، اشعل نارا واخرج زاده وجلس.
اتكأ يناظر النجوم فما اجمل السماء ليلا وانت في قلب الصحراء، تشعر انها فضاء واسع، صافية تتلألأ النجوم فيها كعقد لؤلؤ في رقبة فاتنة سمراء.

لم يكن يشعر بالجوع فأخرج عدة الشاي وبدأ يعده على النار ولم تمضي دقائق حتى سمع صوت يحدثه ويهمس له: تعال تناول العشاء معنا!
ظن انه خُيِّل له، فلم يأبه للصوت، ثم عاود الصوت يهمس له مرة ومرتان وعشر حتى صار من المستحيل تجاهله او الظن بأنه مجرد خيال.
امسك بعصا مشتعلة من حطب النار وبدأ يدور حول نفسه ويقول: من هناك؟
زاد الصوت وزادت وتيرته: تناول العشاء معنا!
ظن اولاً انه ربما يكون احد ما بقربه ولكن لا يوجد احد لقد استيقن ذلك.
رجفت يداه فقد علم انهم هم، فهو خبير الصحراء الذي يجوبها صبح مساء.
دق قلبه بوتيرة سريعة وبدأ يلملم اشيائه، كانت عيونهم تحدق به ولكنه لا يراهم.
يلفحونه بأنفاسهم ولكن لا يشعر بهم.
يبتسمون لخوفه ويزدادون متعة وقوة، كان احد منهم ملاصق لوجهه يستمتع بنظرات الرعب التي تعلو وجهه.
اذا كُشف عنه الحجاب الآن لخرّا صعقا من دمامة وجوههم، حيث يحيط به الظلام من كل مكان وعيونهم تلمع بين الظلام، عيون حمراء مخيفة، يحيطون به كما يحيط النمل بالسكر.
وكلما زاد خوفه زاد عددهم، فهم يتغدون على الخوف!
يتلو بصوت مهزوز آيات من القرآن ويمسك خنجره وشعلة النار بيد ويلملم اشيائه بيده الاخرى، لم يكن ليضروه بشيء حتى وان لم يقرأ القرآن.
ولكن غريزيا الانسان يخاف مما لا يراه اكثر مما يراه امامه.
كان رجلاً شجاعاً بحق كأغلب رجال الصحراء، قاد إبله وتوجه بنار الحطب الذي في يده الى ظلمة الليل عله يجد وجهته او يغوص اكثر داخل دهاليز الصحراء!



صباح اليوم رتيب روتيني كباقي الاصابيح في ايام حياتي.
استيقظت فجراً كعادتي وتوجهت إلى المسجد انا ووالدي لأداء صلاة الفجر، عدنا إلى المنزل ونحن محملان بالافطار والخبز الساخن ذو الرائحة التي تشعرك بالجوع وتفتح شهيتك على الطعام.

اتجهتُ لاحقا عند حوالي الثامنة صباحاً الى المسجد لأساعد الشيخ في تحفيظ القرآن لتلاميذ المسجد!

مرّ النهار سريعا ولا أكاد اشعر به، وما ان خرجت من المسجد قافلا الى المنزل من بعد صلاة العصر حتى وجدت نوفل أمامي بسيارته الصحراوية الجميلة.

معه زمرة من الشباب، ترجل من سيارته وتقدم نحوي باسماً قائلاً: خليل، هيا لقد تأخرنا دعنا نذهب.

تلفت حولي علَّي اجد احداً ارسله لأمي حتى لا تقلق علَيْ.
ص

اح احد الفتية الذين في السيارة: ربما يخشى الذهاب.
وقال آخر: اظن ان والدته تمنعه من الابتعاد عن المنزل.
غلت دمائي فقلت: هيا.
اصر نوفل ان اركب بجانبه من الامام، وكان يشق عباب الصحراء مسرعاً تتقافز السيارة على الصخور والرمل والحصى.
نسمات الهواء الباردة تلفح وجوهنا وتتخلل شعر رؤوسنا لتشعرك بشعور الحرية.

تعمقنا داخل الصحراء حتى صادفنا رجلا يمشي هائما على وجهه، مشعثاً ومغبراً، خلفه قطيع من الابل يقودها متجهاً نحونا.

وما ان اقتربنا منه حتى وجدناه اسعد، احد تجار الابل في قريتنا، رجل في أواخر الثلاثين من عمره.
مظهره يبدو مفزعا وكأنه شاهد شبحاً لتوّه.

عندما رآنا قال وهو يكاد يقفز من نافذة السيارة ليدخلها وكأن الجنون قد ضرب عقله وبدأ يهذي ويقول: انهم في كل مكان، اسمع ضحكاتهم وكلماتهم من حولي! لا تدخلوا الى تلك الصحراء انها مسكونة.

التمع الحماس في عيون الشباب وقالوا: سنذهب ونستكشف ولا يوجد الجن هنا اصلا وما يقوله العديدون ماهو الا أساطير تداولوها.
ولكن الرجل كان يقول: لا لا تذهبوا، انهم موجودون في كل مكان منتشرون.
حقيقة اخذني الحماس مثل باقي الشباب، وقررنا خوض غمار هذه التجربة.
بالرغم من تحذيرات والدي ووالدتي لي ألا ابتعد كثيرا وألا اظل خارجاً في فترة الغروب، إلا إن على مايبدو أن قريني من الجن كان لجوجاً ونجح في غرس الفكرة في رأسي.
كان نوفل يناظرني بنظرات غريبة، لم افهمها الا متأخراً.
اكملنا مسيرنا بحوالي الساعتين ونحن نتوغل داخل الصحراء، تارة نترجل من السيارة ونأخذ الصور وتارة نتمشى قليلا.
شغل نوفل برنامج الخرائط ليسجل طريق العودة، كنا مجرّد زمرة من المراهقين!
برز لنا من بعيد جبل عظيم موحش ومقفر، يبدوا مثاليا ليعيش فيه الجان!
كان عبارة عن جبل صخري، هيكله اسطوريٌّ حقاً، به نتوئات صخرية متداخلة وثقوب واسعة تزيد من وحشة المكان وتعطيه طابعٌ مظلم، متعدد المغارات ومتدرج الارتفاع قمته كأنه قلعة او حصن منيع.
كانت هناك اصوات خفيفة نسمعها حولنا منذ ان ظهر لنا الجبل ضبابيا عن بعد، وكل ما وضحت صورة الجبل واقتربنا منه زادت حدة الاصوات وعمقها بشكل مخيف.
وفجأة جلجلت اصوات مرعبة المكان، فانحسرت الدماء في اجسادنا وكأنها توقفت هنيهة ترقبا للقادم، نظرت إلى نوفل وجدته شاحب الوجه وشفتاه بيضاء من الخوف وكذلك باقي الفتية.
قال احدهم: دعونا نعود ادراجنا.
كان الصوت يخترق قلوبنا مرسلاً رجفات متتالية من الادرينالين تأهباً للكر والفر.
نظر لي نوفل برعب وقال: ربما هم غاضبون لأنك هنا، كل القرية تعلم ان ورائك سرٌ ما يخص هؤلاء القوم.
واكمل حديثه وقال: احضرتك الى هنا لأتأكد بنفسي ويبدوا انه حقيقي.
نظرت اليه بتوجُّس، ثم دوت صرخة كانت السبب في تخبطنا في بعضنا ونحن نركب السيارة فزعين مرتاعين.
ولكن الامر لم يتوقف عند ذلك كان كلما اسرع نوفل بالسيارة كلما ازداد الصوت وكأن شيء ما سيقع فوق رؤسنا ويهشمنا.
ثم جاء صوت من حيث لا نعلم يقول هامسا بغلظة وكأن الرياح هي التي تحمل صوته في الارجاء: المختار، حان الموعد ايها المختار!
اخذت تتكرر هذه الجملة، عدد من المرات ونحن نُسرع بالسيارة في الطريق الوعرة والصوت يلاحقنا وكأنه يمشي خلفنا والطريق تمتد أمامنا بلا نهاية، وذاك الصوت المرعب مازال يدوي بهول في الارجاء..
نظر اليا جميعهم وهم يقولون: انه انت، انهم يريدونك انت.

صدمت من نظراتهم لي فقلت في هلع وجزع: لا لا اسستطيع.
صرخ نوفل: هم لن يتركوك اما ان يأخذوك انت وحدك او يقتلوننا جميعا.
وحدث بعد ذلك كل شيء في لمح البصر، امسك نوفل الفرامل فجأة بكل قوته فأصدرت السيارة صريرا قويا والغبار انتشر كسحابة كبيرة حولنا.
فتح احد الفتية الباب ورماني الآخر خارجا.
سقطت على حجارة صلبة فأحسست بألم رهيب في قدمي ولكني من الخوف لم أبالي به بل امسكت الباب لأركب وانا اقول: لا لاتتركوني هنا وحدي، كانت السماء قد بدأت في المغيب فعلا والليل يعلن وصوله!
نظر لي نوفل وعيناه ممتلئة بالدموع وقذف نحوي كيس الطعام والماء الذي احضرناه معنا وقال: أنا آسف، سامحني.
وقاد مسرعاً وكأن ملك الموت يلاحقه!
توقفت بي الحياة والزمن وانا اقف مصدوم ومشدوه مما حدث وانظر للسيارة تبتعد.
نظرت حولي في خوف، خوف؟ الخوف شعور بسيط عما احسه الآن، انا هَلِع مُرتاع وَجِل مذعور ولكن لن تصف كلمة الخوف ابدا ما اشعر به.

اكاد اقسم انني اسمع دقات قلبي!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي