الثاني

-كان عقلها يخبرها، أنها لا يجب أن تثق به،
فلذلك كانت بحاجة إلى إيجاد دار حضانة ،
أخرى لأبنها لكنها قررت، أن ترى بنفسها أولا،

إذا كان مهند سيكون بخير، في الحضانة هذا اليوم
ام لا. فستقوم بتجربة اليوم،
فأن لم تفلح ويتأذى مهند بأي شكل من الأشكال فستنقله، من هنا إلى أي حضانه أخرى.




مر الصباح بهدوء نسبيا،وكان عز الدين سعيدا لكن
الهدوء أختفى، بمجرد أن أكتشف الأطفال ،أن لديهم بعد وجبتهم كعكة الشوكولاته كتحليه.


- لماذا هذا الصراخ?

- أجابته سالي :لأن اليوم لدينا كعكة الشوكولاته،
اليوم لأنه يوم مميز.

- وما هو الشيء المميز? -بالمناسبة هل أحضرت
تلك الأطباق الورقيه التي قلت لك صباحا أن تحضرها
-نعم.


- ما يميزها أنها تحدث مرة كل أسبوعين أو ثلاثه،
نجمع بين الطعام والرسم إنهم يرسمون،
تلك الكعكة ثم بعد ذلك يأكلونها.


- ومن يكون صاحب، تلك الفكرة العبقرية?
- بالتأكيد الأستاذه أميرة!

- بالتأكيد كان يجب، أن أتخيل ذلك، فلماذا سألت،
كنت أعلم أن أختي لم تكبر أبدا،
ومن سيهتم بالفوضى التي يخلفها الأطفال.


- ستساعدني بالتأكيد، في التنظيف كما كانت تفعل أختك.

- انا لا، ثم رفع يديه، وكأنه يدافع عن نفسه.

لكن بالطبع لم يكن لديه بديل، حتى وصول تلك
المدرسات، الذي طلبهن في الإعلان، لن يكون أمامه خيار سوى ،أن يقوم بالبدء في المساعده.


- قالت له سالي: أنتظر!
ثم أحضرت منشفة، ومريلة مطبخ بلاستيكية، وقالت: بهذه الطريقة سوف تكون أقل تلطيخ.


كان الأطفال سعداء رغما من أن الكيكة،
كانت بين أيديهم يخطفونها من،
بعضهم البعض وكانوا يأكلونها، بشراهه لكنهم
كانوا يستمتعوا، بالرسم وهم يأكلونها.


وما زاد الطين بل، أن سالي وضعت في، المسجل
بعض الأغاني الخاصة بالأطفال،

وبجد عز الدين نفسه يصفق، بيديه لمواكبة
ذلك الأحتفال الغريب بل أيضا، كان الأطفال
ينظرون إليه ويضحكون.



وفي ذلك الوقت ووسط، هذا النشاذ، والصراخ
والموسيقى، والغناء والتصفيق.


دخلت سلمى الحضانة، وعندما رآها عز الدين،
أعطى تأوها، منخفضا من الألم،

لماذا كان عليها أن تصل في تلك اللحظة،
التي كان فيها مغطى بـمريلة مطبخ ملطخة
بأكملها بالشيكولاته، من جراء أصابع الأطفال، الذين كانوا يتشابكون، مع بعضهم البعض ويتدخل بينهم عز الدين، لكي يقوم بالصلح بينهم.



-سألها هل يمكنني مساعدتك?
قالها بكل كرامة، كي لا تشعر هي أنه،
يفتقد الثقة من جراء ما حدث لمظهره.

- ماذا يحدث هنا أين أبني?

- بخير لا تقلقي، ها هو هناك ياكل الشوكولا،
وأشار بيده ناحية أبنها.

أن كلمة مغطى بالشيكولاته هي كلمة هينة،
لكن كانت الصوره أنهم مغطى بالشوكولاته
أكثر دقة،
وكان يخشى أن تقوم والدته بالتقاطه،
من هنا والأنصراف به لكن والغريب أنها أرتاحت،
عندما رأت أبنها يلعب بسعاده مع الآخرين.




في هذه اللحظه، رأى مهند والدته وأطلق نفسه
عليها بأذرع مفتوحة، والدهشه عز قد قامت والدته،
بمعانقته بما في ذلك كعكة الشوكولاته التي
تمتلئ ،على ملابسه، ترك الصبي علامة بنيه على وجه ولادته، من جراء القبله التي قبلها لها .


وكان على عز أن يبذل جهدا كبيرا، حتى لا يقوم
بمسحها بلسانه.


فقط فوجئ بهذه الرغبة الغريبة وأضطر،
إلى النظر بعيدا أخر شيء، كان بحاجة إليه
هو تلك الأنواع ،من التخيلات في هذا الوقت،
وحول أمهات الاطفال.


- نظرت إلى سالي ،وسألتها هل يحدث هذا أيضا
عندما، تكون أميرة في الحضانة?


- فأجبتها: بنعم يحدث ذلك كل أسبوع،
أو ثلاثة أسابيع نحن متفقين،
مع إحدى محلات الكعكات والجاتوهات الشهيره،
وتبعث الينا كل أسبوعين أو ثلاثه كعكة كبيرة،
مطبوع عليها أسم الحضانه.


وشددت أميره أن تكون الكعكة من الشوكولاته، لكن اميره كانت تحضر بعد اغطية الرأس البلاستيكية،
وأيضا مرايل بلاستيكية، يرتديها الأطفال
إلا أنني قد نسيت،

أن أبلغ عز امس وعندما أحضر المحل الكعكة،
لم يكن لدينا تلك البنيهات أو المرايا البلاستيكية
لكي يرتديها الأطفال، لذلك فإن
معظم الأطفال قد ملابسهم باكملها.



- تكلم عز وقال: أنا متأكد من أنكي تعرفي أختي
إنها تهتم بكافةالتفاصيل،
كما أنها تهتم برفاهية الأطفال بجانب تعليمهم،
الأساسيات التعليمية.


-هل أنت متاكد من أنها تعرف ما يفعلونه الأطفال،
قالتها وهي تنظر، إلى قطعه كيكه تطير عبر الغرفة ،لم يكن عز سعيدا بأستجوابها له، هكذا لكن لم يكن لديه الوقت للدفاع عن نفسه،

لأن الصغير يوسف كان يحشو شعر زميله،
امجد بالشوكولا وكان عليه أن يوقفه على الفور.



- فقالت سلمى بإصرار، أعتقد أنك، قلت أنك
ستهتم فقط بالجزء الإداري.


لم يكن عز الدين ،موفق أنه أخبرها في البداية،
أنه يعمل محامي بدت هذه المرة وكأنها،
تنظر إليه كما لو كانت، هره ستنقض عليه
عندما علمت بوظيفته،

وشعر بالإرتياح لأن سالي أنقذته عندما أخبرته أن
هناك مكالمة من أجله.

-فنظر لسالي ،وقال: لا يمكنني أن اشرح لك
شيئا الآن، لكن أبنك بخير بل هو أكثر من بخير، أعطي أبنك لسالي، وبعد قليل سيكون نظيفا متلالئا.


كان عز الدين يعتقد أن اليوم لم ينتهي بعد،
وكان هذه مشكلته بالفعل.

كان يرى محمد يضع الشيكولا في فمه،
ثم يخرجها ليضعها، في فم مهند وبعد ذلك كانت،
ندى تضعه في شعر زميلتها بل ترسم أيضا ،
لماذا سمحت أخته بهذا الجنون أن يقع.



لذلك فإن هدف عزالدين الأن، في هذا اليوم هو،
أن يبقى على قيد الحياة خوفا من بطش الأهالي به،


وبعد يوم شاق نظرت له هاله وقالت: باي باي ،
نظرت إليه والدتها ،وقالت: نراك غدا شكرا لك.


- أدار عز الدين ظهره إلى الباب وقال،
أنا منهك أعتقد أنني سأذهب لزيارةاختي في
المستشفى،
ثم نام لساعات وساعات حتى الغد.


ولكن عندما نظر، حاول إكتشاف طفلا صغيرا جالسا على الأرض، يحاول وضع بعض المكعبات في
الدلو الخاص بهم، كانت الساعة الرابعة
والنصف وهو موعد الإغلاق، لكن والده مهند
لم تأتي إلى الأن،


مع إنها عندما كانت تتواجد صباحا خرجت وقالت:
أنها ستعود في الميعاد، وقد قالت سالي، وقتها
أنها لن تجد حضانه أخرى، تكون ممتدة لمثل
هذا الوقت لذلك فقد أحضرته هنا.


مشى نحو الصبي وأستلقى على الأرض بجانبه، ورأسه مسنود، على احدى يديه وألقى نظرة على، ملف
مهند وعلى ما أن مهند لا يشاهد، والده لأن والده
قد قام بتطليق والدته ، وهذا مثال
آخر على ما يحدث، في محاكم الأسرة.


أبتسم مهند، وأخرج من جيبه قطعة مكعبات
لونها أحمر.

- فسأله عز هل تحتاج إلى مساعدة?
قالها وهو يشعر بتعاطف غريب، مع الطفل
لأنه هو نفسه، كان نتائج زواج غير موفق، ما بين والده ووالدته لذلك فإن، علاقة الترابط قد كبرت
ما بينه وبين أخته ،لأنه لم يجدوا أحدا لديهما.


- أجاب مهند لا.

- هل تريد أن تفعل ذلك بنفسك، ثم نظر على
القطعه وقال: إنها على شكل حرف.

كان مهند لا يزال، يبحث عن المكان المناسب ،
للقطعة ويقوم برسم حرف من الحروف، ويقوم بلفه وتركيب بطرق مختلفة كان يحاول ويحاول، حتى صرخ في النهاية عندما وضعها، وكان فخورا بنفسه.

- فقال عز: أحسنت يا مهند.

بدأ الصبي الصغير يضحك وأخذ الألعاب
بأطراف أصابعه يقوم بتقبيلها، ثم يضع كل
قطعة في الدلو المخصص لها.


- فضحك عز وقال: هل بعدما تنتهي من
تركيب كل قطعة تقوم بتقبيلها هكذا.



- بعض صدمه عزالدين، والمتمثلة في رؤيه الكثير من الاطفال ،بل والتعامل معهم ،لم يكن سيئا جدا
في ذلك، بالطبع فقد انقذته سالي
هذا اليوم أيضا، بعد حادثة التبول،


تمكن من البقاء جافا، أو تقريبا لأنه كان عليه
أستثناء بعض طعام الأطفال وبقع الشوكولاته على قميصه، وقد تعلم شيئا مهم جدا.


أنه لا يستطيع إدارة ظهره عن تلك الوجوه الملائكيه.


تفائل ونظر الى الساعه، مرة أخرى فوجدها
الخامسة.

اين هي والدة مهند؟ وأغمض عينيه، وتذكر
لقائه معها في الصباح.

كان مفتونا بهذه المرأة الجذابه، و أحب وجهها
المحاط بشعرها الطويل .لقد رأى ضوء دافئا
في عينيها البنيتين حتى أخبرها من هو.


بالإضافة إلى تشابها،مع أبنها، فقد بدا الصبي
مستقلا مثل والدته ،كان عز الدين يراقبه طوال اليوم ،وأدرك أنه لا يريدهم أن يساعدوه، في انجاز
المهام الخاصة به.


فكر عزالدين وقال: تماما مثل والدته، متذكرا
أحجامها عن السماح له بمساعدتها في فك الحزام، لم تكن بالتأكيد نوع المرأة التي يمكن للمرء أن
يتخيلها.


ثم سمع الباب يفتح، فنظر عزالدين،
ووجد سلمى في الصباح، بدت جادة وصارمة
لكنها الأن بدت ملامحها تدل علي الأنهاك والتعب.


- نظرت وقالت: ماذا يحدث هنا?

كان ما زال عز ينظر إليها بولع، فتساءلت عن
سبب نظره إليها، كما لو أنه قيد أو مكمم.

- قال ساخرا: مساء الخير أستاذه سلمى.

- هل تقرأ له قصة؟

- لا لأنه يقوم بجمع قطع الميكانو،
بعضهم بجانب بعض ويلعب بهم.

- ليس عليه الآن أن يلعب الميكانو يقول برنامج
التعليم الفردي الخاص به، إنه يجب عليه الاستماع
إلى القصص في هذا الوقت، تعرف أميره هذا جيدا.


- أنا لست أميرة، قالها وهو ينظر إليها ببرود.

- فأجابته وهي تحمل طفلها بين ذراعيها،
من الواضح وقالت: هل انت بخير يا مهند?


- قام عز بالتحديق إلى السقف، ولأن هذا السؤال كان سؤالا سخيفا حتى للصبي، فبدأ بركل بقدميه
في الهواء.
فأحتج على أمه وقال: أنزليني!

- هل أخذت غفوه اليوم يا مهند?

- نظر إليها عز بسخريه، وقال: نعم يا سيدتي،
وقد أكل في الموعد مثل بقية الأطفال.

- نظرت إليه بطريقة غريبه، وكأنها لا تصدقه.

- قالت بعدها لمهند :هيا بنا علينا العودة إلى
المنزل الأن.


- لا يا ماما أريد أن ألعب. وكان يحاول تحرير نفسه من ذراعها.

لأنها أصرت بحزم، علينا العودة إلى المنزل
لتناول الغداء.

-أجابها مهند لا.
- لماذا ألست جائعا!

- نظر إليها عز وقال: بتهكم نعم يجب أن يكون
جائعا، الساعة الأن تخطت الرابعة ثم الخامسة،
فأجابته أعرف الوقت الأن جيدا.

-أو تعلمين إننا نغلق منذ فتره، إحمدي الله
أن الطفل لم يبكي ،لأنني تركته يحل الألغاز،
ويلعب الميكانو والقطع البلاستيكية الصغيرة.


أتعلمين أن أبنك أول طفل وصل اليوم،
صباحا والأن هو أخر طفل يغادر.

-ماذا تقصد بهذا?


- لا أقصد شيء، إنما أنتي تعملي وقت طويل،
والشيء المنطقي، هو ان الطفل في هذا السن
يصاب بالتوتر، بعد قضاء الكثير من الوقت
بدون والدته.


- لجزء من الثانية لاحظ انعكاس كلماته
في عينيها، لكن هذا الضعف أختفى على الفور.

- وقالت: أبني لم يخف أبدا، ثم إن كل أسرة لها
ظروفها الخاصة ،أنا لا يوجد لدي أحد يعتني به، كما أنني العائل الوحيد لي أنا وابني.

- ثم أكملت من الذي سيتولى الحضانة غدا،
قالتها وهي تنظر في عينيه مباشره.
.

لم يشعر إلا بالإعجاب الشديد بشخصيتها، فقد كانت شخصيتها قوية، كما أنها كانت جميله حقا.

شاهد ردود الفعل على إجابته و هي قلقة،
لكنها حازمة كما إنها إمرأة مستقلة يا لها
من شخصيه معقده.

- قالت: أخيرا وهي تتجه نحو الباب، ومهند بين
ذراعيها، لا نعلم اذا كنا سنأتي غدا أم لا.


- إلا أن عز الدين نظر لمهند وقال :مساء الخير
لك يا صغير وسارك غدا بأذن الله.

ثم غادرت سلمى الحضانة، دون أن تنبس
باي كلمه اخرى، راقبها عز حتى كانت داخل
السيارة.


قال لنفسه، إنه ربما كان وقح معها قليلا، وأظهر ثقة مبالغا فيها، لكنه أعتقد أن الأمور ستختلف في اليوم التالي.

نام مهند في السيارة، وبعد أن أكل قرأت له
قصة و هو ينام.


ثم حضرت جريدة الوسيط، وبدأت تقرأ هل يوجد إعلان لأي حضانه قريبه من هنا؟


ثم أتصلت بصديقتها هيام، التي أعطتها قائمة
بأقرب الحضانات، ثم أجرت مكالمات هاتفيه
من أرقام المحمول التي مع تلك القائمه،
إلا أن الجميع قد أبلغها،


أنه لا يوجد لأبنها مكان لديهم،
خصوصا لأن معظم الحضانات في تلك المنطقة
تغلق الساعه الثانية أو الثالثة، أما هي فيجب أن
تاخذ ابنها من الحضانه بعد الساعة الرابعة،
نظرا لأنها تعمل في بنك .


دخلت بعدها لتنظيف المطبخ، وحاولت ألا تفكر في مشاكلها، على الرغم من أنها لم تكن حقا
الحضانه هي التي كانت تفكر فيها،

إلا أن هذا الرجل عز، هو الذي يديرها لم ترد
الأعتراف بذلك، فإن السبب الحقيقي وراء بحثها عن دار حضانة آخر لأبنها،

كان بسبب إنجذابها الغريب إلى عز، لقد مر وقت
طويل منذ أن شعرت بهذا الشيء من هذا القبيل،
منذ طلاقها تجنبت الرجال، وأكتشفت للتو أنه
على الرغم مما قاله لها عقلها،


فأن قلبها يندفع كلما كان هذا الرجل بجانبها، وكل ذلك بسبب تلك العيون الزرقاء، لقد فاجأتها
وشعرت أن الأمر خطير عليها وعلى أبنها مهند.

كانت تعلم، أن أبنها سيحزن لو قامت بنقله،
لان مهند كان يعشق أميرة، سيكون الأمر صعبا عليه، وأيضا لأن أميرة ستعود للعمل بعد شفائها، لذلك قد قررت
الإنتظار، حتى تنتهي مده إدارة عز للحضان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي