الفصل الرابع

دبليو حرب مشروط

مفقودة بداخل قلبي.

في الليلة الماضية.

بعدما انتهينا من تقطيع قالب الجاتوا وأكله كله بالقليل من الوقت رغم كبر حجمه؛ لكن الدار الآن ممتلئة بالكثير من الأشخاص، ليشغلوا أغاني الاحتفال وبدأنا بالرقص ثنائيات وأصبح المكان صاخب للغاية، و لم نستطيع سماع بعضنا من علو الصوت.

فجأة سكت المكان وأظلم فأدركنا بأن الكهرباء انقطعت بالدار ونظرنا من الشرفة ووجدنا بأنها انقطعت من المكان والطرقات المجاورة، فتعالى صوت الفتيات بالصراخ والضجر فأضاءت المعلمات الشموع وأمرت المساعدات بالدار بأن يوصلونا جميعًا لغرف نومنا بسلام، وبالفعل هذا ما حدث وأوصلتنا المساعدة وتركتنا أمام باب الغرفة.

تذكرت هاتفي وعندما فتحت ضوء الهاتف بعدما تركتنا المساعدة على باب غرفتنا، خطفت مني صديقتي نغم الهاتف خطفة سريعة، وأغلقت الكشاف وحذرتني بأن هناك بعض الفتيات التي تعاني من نوبات خوف وأي شيء مختلف تشعر به أثناء نومها تستيقظ وتبكي ليومين بشكل متقطع دون هدوء.

لهذا فكرت بأنها مغامرة مختلفة ودخلت للغرفة وأنا أمسك يد صديقتي نغم ودلتني على فراش وأمسكت الوسادة وعانقتها ونمت دون تبديل ثيابي بعد هلاكي بالتفكير فيه على ضوء القمر، فالقمر كان بدر في هذه الليلة ومنظره خلاب وممتع فتخيلته بداخله.

استيقظت في الصباح وأنا متضايقة، نظرت بعيني يمين ويسار وجلست على الفراش بعد معاناة بسبب إزعاج صديقاتي لي وبإيقاظي بعد شروق الشمس في بداية النهار الباكر رغمًا عني.

فتحت عيني وكأني المرة الأولى التي أتطلع بها على المكان، تطلعت حولي جيدًا والابتسامة مرسومة على شفتاي والسعادة تغمرني من الداخل، مع الأسف فأنا نمت بالأمس مبكرًا و لم ارى شيء من حولي إلا الظلام هو الذي رافقني إلى أن نمت.

لم اتعرف على الغرفة لأني بالليلة الماضية و لم ارى الغرفة بالكامل لأن الدنيا كانت معتمة للغاية بسبب أنقطاع الكهرباء بالدار، و لم افتح ضوء الهاتف عندما علمت بأن بعض الفتيات لديهم نوبات زعر من الضوء وهم نائمات فجلست على الفراش الذي نمت عليه بعدما أجلستني صديقتي عليه.

تفاجئت لأن الغرفة بها خمس عشر سرير واسع متتالي خلف بعضهم، فعلًا كانت واسعة للغاية ليست مثل الدار القديمة فهي صغيرة الحجم بكل شيء، فغرفتنا كانت تكفي فقط لخمس سرائر، وكنا نتشارك نفس الخزانة، أما هنا فكل فتاة لها خزانة خاص بها، أحببت التغيير وتمنيت البقاء؛ لكني عليّ العودة لحياتي الجديدة بعد الزفاف، أجل في الغد سأذهب من هنا لإكمال دراستي وبعدها أحقق حلمي الذي طالما أردته بشدة، وبعدها أبحث عنك يا حبيبي الغامض.

أردفت نغم وأخرجتني من شرودي بعدما وضعت يدها على كتفي لأشعر بها وأستمع إليها فقالت وهي تنظر لعيني: نارة فيما سرحتِ.

قلت لها بلهفة تسبقني مع توتر واضح باهتزاز بيدي: أنا لم اسرح باي شيء، لا أحد أفكر به.

ضحكت نغم ضحكة مكتومة لأنها وضعت يدها على شفتاها وهمست بأذني لكي لا يسمعها أحد ولا تلفت أنتباه الفتيات وقالت: لم أسألك بمن تفكري، أعترفي بالحال وتعالي هنا أخبريني بمن تقصدين! أهل ما زال ذلك الجندي ببالك! مثلما كنتِ تسألين عليه لينا باستمرار، أم تعرفتي على شخص جديد في إيطاليا وأحببته وتفكري به.

تلبكت عندما تكلمت عنه ودق قلبي بشدة، فحاولت تشتيت الوضع ورميت هذه الكلمات وأنا أقف وجميع ما بالغرفة بدأ ينظر عليّ ويحدق بي: صحيح إين لينا لم أراها اليوم، هل لم يكن لديها أي خبر للآن بأني وصلت لهنا؟ أعرف بأني لم أخبرها بأني آتيه أمس لكي أفاجئها؛ لكن أطوق لضمها فأنا أشتقت لها.

فردت نغم وهي تتلعثم بالكلام وقالت: بصراحة فهي…

قاطعتها وقلت بحماس وأنا أمسك يدها: فأنا أتذكر بأن معلمتي أخبرتني بأنها كانت لديها وردية أمس بالمصنع من الممكن بأنها قد عادت الآن أليس كذلك؟

تحول وجهي لوجه بائس وأنخفضت شفتي للأسفل وأكمل بعد أخذ شهيق من أنفي: أم أنها ستتأخر بعد.

وجدت وجه نغم تغير 360درجة،و لم ترد عليّ وفقط الدموع تتساقط من عيناها وهي مرخيه يدها وأنا ممسكة يديها بيدي، فتركتها وقمت ونظرت على باقي الوجوه والتعابير كانت غريبة.

البعض كان يصنع إشارات لم افهمها أو يضرب يده على يد، فشعرت بالخوف الشديد فصرخت عليهم وقلت والدموع نزلت مني دون الشعور بها.

ذهبت أطوف على كل السرائر وأنا أقول: ما لكم لا تردون، ووجوهكم لمَ عبثت هكذا، كم رقم الغرفة التي تمكث بها، سأذهب إليها الآن وأفاجئها بمجيئي بما أنني لم أخبرها أني سأحضر الزفاف، هي ألحت عليّ بالمجيء منذ مدة.

قالت نغم وهي تنظر للأسفل وتمسح دموعها بطرف ثيابها: صدقيني أنا لا أعرف الكثير، بالأساس هي ليست هنا.

عقدتُ حاجبي بتعجب والفضول بدأت يأكل صدري وقلت وأنا أرفع وجهها لتنظر بعيني: ماذا تقصدين بأنها ليست هنا يا نغم؟ أجيبي عليّ.

قمت وتحركت في أتجاه باب الغرفة وأنا لا أرى أمامي وقلت: أنا بالأساس لما أتكلم معك بهذه السخافات، سأذهب الآن بنفسي أفحص جميع الغرف إلى أن أجدها، هل من المعقول بأنها مازالت بالعمل؟ أم تزوجت ولم تخبرني.

وقفوا الفتيات أمامي ومنعوني من الخروج من الغرفة وهم متشبثات بثيابي لأني كنت أحاول السير رغمًا عنهم، وبدأت أسمع صوت بكاءهم واحدة وراء الأخرى.

صرخت واحدة من التي تمكث بنفس الغرفة قالت والدموع بعينها بصوت عالي للغاية: نارة أهدأي أنا أعرف مقدار حبك لي لينا لكنها هي ليست موجودة بكل الدار أفهمي ذلك سريعًا، أتتذكري الدار القديمة والحريق الذي حدث هناك.

أبعدتهم عن طريقي وأنا أحرك يدي لأجد شيء أجلس عليه، لأن ساقي ما عادت تحملني، فجلست بالفعل على أول سرير أمامي ورددت تلك الكلمات بذهول: لينا لن تعد بعد من العمل، ستغيب اليوم ليست هناك أي مشكلة، المهم أني سأراها بالزفاف غدًا، هذا أهم شيء بالنسبة لي.

فجلست نغم على ركبتها أسفل قدمي وأمسكت كتفي بيدها وقالت بحزم: رجاءًا أستوعبي الذي حدث هي لن تأتي بعد اليوم لا تنتظري شيء لم يعود مرة أخرى على الحياة.

تفتحت عيني بعد كلماتها وشعرت بأن عيني تضاعف حجمها وأصبحت بحجم الدائرة الكبيرة، كنت أنظر عليها وصدقًا لم أرى ملامحها أمامي، رغم أنها تجلس تحت قدمي، فقط سمعت كلماتها وهي تقول بصوت باكي دون رؤيتها: للأسف لينا هي فارقت الحياة بذاك الحريق اللعين مع فتيات كثيرة بالدار.

ازحتها من أمامي بيدي وقمت من مكاني وأنا أحاول تحريك قدمي بسلاسة ورأيت وجه فاتن أمامي يلمع فدلفت إليها وقلت والابتسامة على شفتي والدموع تنهال من عيني: فاتن صديقتي أنتي صادقة معي دومًا، أخبريني الحقيقة هي تكذب عليّ أليس كذلك، نغم تكرهني وتقول هذا الكلام لتزعجني فقط.

فردت وهي تحاول مسح دموعي من على وجهي بيد ترتعش: مع الأسف هذه الحقيقة يا نارة، نحن فقدناهم في ذلك اليوم بالحادث، ومن أجل أن لا تحزني وأنتِ بالخارج أنا التي كنت أراسلك من حسابها لتطمئني عليها ولا تحملي همًا وأنتِ بمفردك هناك.

كيف تموت وتتركني؟ نحن أتفقنا على فعل الكثير بعد، لا هي تنتظرني لنعيش معًا مرة أخرى ونتشارك نفس السرير هذه كانت أمنيتها دومًا، ووعدتها بأننا سنفعل كل ما تريده، لينا عودي فأنا جئت لأراكي، تعالي أنا هنا بالغرفة أخرجي هيا.

سأغمض عيني وأظهري لي، لينا أنا هنا تعالي أريد أن أحضنك وأبكي بين زراعيكي، من سيحبني كحبك، أنتي أختي التي تمنيت أخبارها بأنني أحبها جدًا من كل قلبي، لماذا تركتيني وأنتي متضايقة مني؟ حتى يوم سفري عمالتك بجفاء كعادتي أنا أسفة عزيزتي، سامحيني رجاءًا، يارب أعدها لي من فضلك، لينا أهي أهي.

فأمسكتني فاتن ورفعتني من الأرض وهي موجوعة من كلماتي وقالت: لا تفعلي ذلك يَ نارة هذا قضاء الله.

تدخلت نغم وهي تساعدها بحملي وأخذي على فراشي وقالت لفاتن: فاتن أتركيها لي سأتحدث معها قليلًا بشيء مهم، رجاءًا يافتيات اتركونا واذهبوا للفطور جميعكم و لا تقولون شيء مما حدث الآن للمعلمات اتفقنا، فنحن علينا التحضر لزفاف صديقتنا بعد الفطور، هيا أخرجوا سريعًا.

خرجوا جميع ما بالغرفة وارتمي جسدي الضئيل على نغم وبكيت بحرقة وأنا أقول: هي كانت تريدني أن أبقى، لينا سأتكلم معك كالسابق أرجعي لي اهي اهي اهي لا تتركيني من فضلك، فأنا ما سبق وأخبرتك بأني اعتبرتك أختي الحقيقية.

فقالت نغم وهي تزيح شعري من على وجهي: أخرجي كل شيء بداخلك أخرجي نارة لترتاحي.

كنت ترديني أختك أليس كذلك أرجعي هيا وسأقول لكي أختي وصديقتي وحبيبتي لكن لا تتركيني، سأعتني بك لو عدتِ، قلتي لي آلا أذهب صحيح.

أنا كنت غبية لأني أحببت السفر وتركك هنا تعانين بمفردك؛ لكن لأني تعبتُ من هنا وأنتي كنتي تعلمين، أسفة فكرت بنفسي لا بكي، أسفة اهي اهي اهي ، لكن الحقيقة التي ما أخبرتك بها بأني توجعت عند رحيلي من هنا لأجلك، فقد بكيت كثيرًا في المطار وعلى متن الطائرة أيضًا، ياليتني أخبرتك بكل مشاعري قبل فوات الأوان.

25/1/2020

أتذكر ذلك اليوم كأمس، لم تغفى عينها طوال الليل لشدة حرصها على توديعي، أستيقظت على أنيل صوتها وبكاها الخافت، فبعدما سمعت بسفري وهي تذهب خلفي إينما ذهبت، لدرجة بأني كلما صرخت عليها لم تهتم وأكملت سير.

قبل سفري بلحظات قليلة بعدما انتهيت من جمع كل أغراضي تشبثت بي لينا وبثيابي كطفل صغير يأخذوه من حضن والدته وقالت بحرقة وبراءة بعينيها: نارة لا تذهبي، مالي غيرك هنا أترجاكِ بأن تبقى لأجلي.

فقلت لها بعجرفة وأنا لا أتطلع عليها: لكن هناك سأتخلص من هذا الكابوس الذي أعيش به بأستمرار.
ازداد بكائها وجلست فوق حقيبتي فتضايقت منها وضربتها وقالت لي بعدما أبعدتها عن حقيبتي: خديني معك لا تتركيني.

طبطبت على كتفها بعدما ضربتها وقلت برقة: لكن ذلك صعب في الوقت الحالي، سأخذك في وقت آخر.

نظرت نظرة بعينيها لا أستطيع نسيانها أبدًا وقالت: وأنا من سيكون معي، أعترف بأنك لا تعامليني معاملة جيدة؛ لكنك غير الباقي بقلبي، الوحيدة التي تشعر بي وتعانقني عندما لا أكون بخير، وتعتني بي في مرضي حتى لو تظاهرتي بالعكس وقسوتك هذه أخرجي منها.

قرضتُ على شفتاي ونظرت للهاتف ومثلت بأني لا أبالي وقلت: يا فتاة لا يهمني مشاعرك هذه التي تتكلمين عنها وأنا حقًا أراكي عائق بحياتي وأكرهك بشدة.

فقالت بلهفة وهي تمسك يدي بيدها: لا يهمني كل الذي تقولينه ف الأخوات تكره أيضًا؛ لكن قولي لي أنك تعتبريني كأختك لك.

فابتسمت ابتسامة ومن ثم قلت بسخافة: انسي الأمر ربما عندما أعود أخبرك بذلك.

فقالت وهي تبتسم بعدما رأت أبتسامتي: ماذا لو قلت أنني أريد أن أحتضانك الآن؟

فبغلظة لكمتها على كتفها وقلت بخبث: تأقلمي على حياتك بدوني يا فتاة من الآن وصاعد.

تذكرت اقتباسه جميلة للكاتب أحمد الشيخ عندما قال« لم أجرؤ على النظر لـ سطر رحيلك في رواية علاقاتنا، خشية من أن أفتح باب السرد مرة أخرى للبكاء، لهذا كان علي إعطاء التصنع درجة كافية من الاهتمام للمحافظة على التوازن النفسي للمشاعر»

حقًا فهي لمست قلبي ووصفت حالتي التي أشعر بها بعد رحيلي عن لينا وتركها خلفي دون أن أتطلع ورائي عليها أو أخبارها بأني أحبها كأختي الصغيرة.

6/5/2022

يا ليت لم أقول ذلك، خشيت عند معانقتك أن أتراجع عن الذهاب، كنت متضايقة من الذين يعاملوني بشكل سيء ويكرهوني، فقررت الفرار وتركتك وحيدة بدوني بشكل سيء للغاية، يا ليت وداعك كان أكثر دفء.

دفعوا الباب علينا ودخلوا الجميع الغرفة وقالت المعلمة بتفاجئ: ماذا يجري هنا يا صبايا؟

فوقفت نغم وقالت وهي تمسح دموعي لكي لاتراها المعلمة وتعرف بشيء، لأنها شددت على عدم معرفتي بالأمر إلا بعد أنتهاء الزفاف: أووه معلمتي احترامي لكي.

وجهت وجهي تجاه المعلمة وقلت ببكاء هستري وأنا أرتمي بحضن المعلمة: لماذا هي بالتحديد يا معلمتي؟
فسمعت صوت فاتن تقول وهي تضع يدها على كتفي لمواساتي: معلمتي فقد سمعت بموت صديقتها لينا.

وقالت وحدة أخرى من الاتي كانت بالغرفة: أنها حزينة يا معلمتي وتبكي منذ مدة.

فعانقتني المعلمة بزراعيها وقبلت رأسي بعدما أبعدتني عنها لتنظر لعيني وقالت بصوت متأثر من وضعي: هل يمكنكم أن تتركونا بمفردنا لدقائق؟

الحياة تعطينا اختبارات بشكل مستمر وعلينا النجاح بها باستمرار، بسبب غلظة قلبي وطباعي السيئة التي كنت عليها، خسرت شخص كان يعز على قلبي كثيرًا، والمشكلة بأني لم أخبرها بحبي ولو لمرة واحدة وهذا ما يضايقني كلما تذكرت الأمر، بعد هذه التجربة سأخذ شكل مختلف لحياتي سأبوح بمشاعري باستمرار وأخبر كل من أحبه بأني أحبه.

بينما نحن نسير بالغرفة سقطت مغشية على الأرض وفقدت وعيي وسكبت المعلمة الماء على وجهي وفتحت عيني وأستيقظت وأنا أحضنها وأبكي، ما كان أحد يشعر بما أشعر به من ألم، الجميع يرى الوضع من الخارج، أو لربما ما أحبها مثلما أحببتها، فقالت المعلمة وهي تضرب وجنتي بكفتها لأوعى لنفسي: نارة ماذا بكي؟ أمسحي دموعك هذا قدر الله أتعترضي عليه أدعي الله لها بالرحمة.

فقلت وأنا أمسح دموعي من عيني: لكني لم أستطع سعادتها بالقليل من الوقت.

فقالت وهي تضع يدها على يدي وتربط عليها بحب: أنظري لي فأنا لا أعرف ماذا حدث بينكم بشكل كامل؟ ولكن تعلمي من الحياة عدم تكرار ذلك لاي سبب كان، عيشي وأفعلي كل شيء كانت تحبه وتريد مشاركتك به، أجل لاتنظري عليّ بتفاجئ، من الآن أفعلي لكي تسعدي روحها التي تنظر إليكي، أدعي لها باستمرار فهي بمكان أفضل منا الآن.

تفهمت من كلام معلمتي الكثير وشعرت بهدوء بقلبي قليلًا، وبالأخص بعدما أقترحت عليِ أفعل كل شيء تحبه لينا، فقلت بحيرة لها: لكنني أشعر بالذنب اتجاهها لأني أخطاءت كثيرًا في حقها.

أخرجت من جيبها رسالة مكتوبة بخط يد المعلمة، وأخبرتني بأنها هي من أخبرتها بكتابتها لي وقصت على المعلمة بأن تعطيها لي بأي وقت ترأني به، فقالت المعلمة وهي تبتسم: هوني على نفسك يَ نارة، لينا أخبرتني أنها تحبك أكثر من مرة، وقبل موتها بثلاث أيام تواصلت معي عبر الهاتف لأني كنت خارج المدينة وعندما سألتها عنكِ أخبرتني بأنك صديقتها الوحيدة هنا، وكأنت تتألم عندما تسمعك تبكين بليل والجميع مستغرق بنومه.

لكنها لم تخبرني خوفا عليكي لتشعري بالحزن أكثر، قصت عليّ الذي حدث عن يوم سفرك بكل الذي حدث بينكم وتخيلي قالت لي ذلك بالنص: أنا أعرف بأن نارة لن تقصد ازعاجي، وكان عليها السفر وكل شيء قالته من وراء قلبها أفهمها ولو كنت مكانها كنت فعلت نفس الشيء، لكن طلبت منها أحتضانها فقط لكي أحفظ ملامح وجهها؛ ورفضت هذا ما أزعجني.

عندما أعطتني العروسة الخاصة بها التي كانت تحبها، وبعد الكلمات الأخيرة التي قالتها لي أدركت بأنها سافرت ولن تعود أبدًا ولن أراها مجددًا.

ومن بعد ذلك عندما شعرت بأنها غليظة معي حاولت تغير الموضوع وقصت لي مواقف كثيرة مضحكة بيننا، فأنا حقًا كنت ممتنة لها لجعلي سعيدة ولو بالقليل من الوقت.

اغمضت عيني وأخذت نفس بعد كل الذي سمعته، كم أدركت حقًا بأنها لا تعوض بأحد.

رغم غلاظتي وطريقتي السيئة تلتمس لي العذر، كيف تحبني لهذا الحد وأن كنت فظة معها بهذا الشكل، شعرت بكرهي لنفسي وأحتقاري فأنا لم اكن أستحق قلب جميل كقلبها بأن يحبني.

وأكملت المعلمة قائلة بعدما أصفر وجهي كالليمون من خجلي مما سمعته: تذكري يَ نارة برغم قسوتك هي كانت تفهم قلبك وتشعر بك وتحبك بصدق وتبتسم عندما تراكِ تبتسمين.

فكري في كلماتي جيدًا قبل لوم نفسك، ولا تنسي بأن اليوم زفاف صديقتك تحضري كالباقية، لأنهم سيرجعون غرفتهم لتبديل ثيابهم والتجهز، صحيح عودي الي مكتبي قبل سفرك لتأخذي رسالة تركتها لك وأصرت بأن لا أفتحها، كانت بمنزلي يوم وقوع الحادث و لم تتاذى، للصدفة أخذتها بالخطأ مع أوراق تخص أعمال الدار، أعتبريها أشارة سارة لكي على مسامحتها لكي.

حديث معلمتي أعطاني صبر وحكمة هذا قدر وتغييره من الصعب أن يكون، أنا أخطاءت واعترفت بذلك، وسأتعلم في المستقبل من أخطائي بأن أسعد ما حولي بدون مقابل، اليوم زفاف صديقتي وسنسعد جميعًا وتسعدي يَ لينا بكوني سعيدة أنا أحبك.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي