الفصل الثاني

بداية الحياة هى نهاية اخرى، اعتقد الحكماء قديما انه كلـما زاد اليأس زادت الرغبة بالحياة، لا بأس بالاستسلام والموت فـهذا مصير كل فريسة تستسلم لمفترسها، عندما تشعر ان لا مهرب اخر هي فقط تتوقف غافلة عن الطريق الطويل امامها.

كان قد مر عليها الكثير من الوقت حتي ملت من العد، جل ما تتذكره عن الحياة هو الموت، موت تراه يوميا على هيئة كابوس مخيف، واضح لتلك الدرجه التي تعيد حتى مشاعر سعادتها في البدايه والخوف بالنهاية

كانت تستيقظ يوميا لتقابل ذات السقف، ذات الجدران والقضبان لحديدية على هيئة باب والحراس المسؤولين عنها
والان
كانت تجلس تتناول الفطور الذي يحضره الحراس يوميا في وقت محدد كان المكان هادئ كالمعتاد وتجلس بهيئتها المخيفة صامتة فقط تأكل

مرت عدت دقائق حتي استمعت لصوت غريب عقدت حاجبيها لغرابة الصوت الذي لم تسمع مثله بهذا المكان قبلاً، حولت كامل تركيزها لذلك الصوت مره اخرى حتى نبض قلبها بقسوه فور ادراكها ماذا يكون هذا الصوت وقفت من مكانها سريعا وعلى حين غره

وما جعلها تبتسم بسخريه واضحه هو استعتاد الخمس حراس مدافعين في ذعر، فهي لا تتحرك ابدا ولم يرها احدا يوما تخالف الاوامر لكن تلك الحراسات عليها جعلتهم ينقلوا عنها الاقاويل

اقتربت اكثر من القضبان لتردف بصوت هادئ متحشرج وان دل علي شيء فقد دل علي قلة استخدامه

"ما هذا الصوت!"

لم تكن تحتاج ان تعيد كلماتها مرتين فقد هرع احد الحراس في اجباتها

"انها احدي إناث الذئاب في القطيع المجاور تخطت حدودنا فأمر الملك بحجزها هي وطفلها"

نظرت له عميقا وهي لا تعطي اي مجال لمعرفة ما يدور في عقلها، التفتت للسرير بينما تتمددت عليها تستعد للنوم قبل ان تأمر كانها السجان وليست مجرد سجينه، وهذا ما قد اشعل فتيل الاقاويل منذ وقت طويل

هي لا تتصرف أبداً كسجين، هي مخيفه لتلك الدرجه التى يهابها الحراس

"حسنا اود ان اراها عندما استيقظ"

لم تنتظر الرد انما نامت كأنها ضغطت علي زر الاحلام فرحب بها، نظر الحراس لبعضهم وابتلعوا ريقهم بتوتر، أتفق الحراس فيما بينهم انهم يجب عليهم اخبار الملك ولم يكذب اكبرهم خبر انما اتجه سريعا الي الملك

وقف الحارس امام قاعة الملك منتظرا الاذن بالدخول، دقائق صغيره قبل ان يسمع صوت السماح ودخل فورا منحنيا احتراما لملكه مردفا بخضوع

"مولاي اعتذر لقدومي بتلك الطريقه لكن لقد امرتنا ان ننفذ كل ما تقوله السجينه اركيديا"

كان الملك المزعوم ينظر اليه من حيث يجلس ينتظر انتهائه

"اجل اعلم ادخل بالموضوع، ماذا حدث!"

"لقد امرت ان نحضر لها تلك المستذئبه التي اخترقت حدودنا صباحا مولاي"

همهم الملك يفكر قليلا بينما ينظر له الحارس بريبه، هو هنا منذ قديم الزمن،قبل ان تاتي تلك الاركيديا بعشرات السنوات كان هنا منذ عهد الملك السابق، وكانت تلك الاركيديا هي السجينه الاخيره فى عهد الملك السابق لذلك فضوله ينهشه حتى يعلم اي سر تخفى

ولمَ هي مهمه لتلك الدرجه لملك القصر، كان الحارس شارد فيما قد يكون ذلك السر حتى افاق على صوت موافقة الملك

"حسنا افعلوا لن نخسر شيئا هي تريد ان تتسلي قليلا فلا بأس، لكن احذروا ان تهرب"

انحني الحارس ملقى بسؤاله على ملكه متمنياً ان يرصي فضوله ولو بمثقال ذره، يريد فقط ان يفهم لمَ يقوم بسجنها اذا كان بنفذ كلما تريد.

"عذرا مولاي لكن لقد مر خمسة عشر عاما بالفعل ولم تهرب او تحاول لمَ قد تفعل الان!"

ربما كلمات الحارس لنا لا تعني شيئا لكن لملكه!، لقد اشعلت فتيل غضبه ليصيح به صارخا بينما يتنفس بقوة اثر غضبه من تلك الكلمات التى لا تكف نخر عقله.

"انت فقط قم بواجبك وان هربت ستكون رأسك ثمنا لذلك"

فزع الحارس وانحني بأحترام، وترك القاعه وهو ممسك برقبته بفرع خوفا من غضب ملكه، توجه الى الزنزانات وبالتحديد عند تلك المراءة وطفلها.

فور فتحه للبوابه نظر للمراءة التي تنظر له بكبرياء، نظرات قوية تخبره انها لن تخضع لهم ابدا وانها ليست خائفة، نظر لها في المقابل بإحتقار واضح، لتزمجر في وجهه بغضب ليقلب عينيه بملل، لطالما كانَ هذين النسلين اعداء

تقام بينهما حروب قوية تسجل بكتب التاريخ لشدتها، لذا كانت المقابلة بينهما متوقعه الى اقصى حد لذا هو فقط سينفذ الاوامر.

"حسنا ايتها الجروة اخرجي هيا"

نظرت له في المقابل من الاسفل للاعلي بينما تصك على اسنانها من ذلك اللقب الذى استخدمه مشيرا اليها بالضعيفة وتردف بأستنكار

"الي اين!"

"الي الجنة"

سخر منها لتكشر عن انيابها ليمثل الخوف قبل ان يقلب عينيه بملل ويأمرها بالخروج بعد ان هددها بصغيرها النائم بأحضانها.

غريزتها تنشطت لتحمي طفلها ضامةً اياه الي صدرها، انصاعت لاوامر الحارس، الى ان قادها حيث توقف امام زنزانة حولها الكثير من الحراس، كان هذا قد ارسل اليها بعض الخوف على طفلها، فلماذا يوجد هذا الكم من الحراس على هذه الزنزانة

استجمعت شجعاتها وكانت ستدخل الا ان الحارس اوقفها قائلا وبذات اللحظة هادم تلك الشجاعة التى كانت قد استجمعتها

"اياكِ ان تنطقي بحرف واحد حفاظا علي سلامة طفلك"

ادركت مغزي كلامه وامئت له، هي لن تضحي بحياة طفلها ابدا ولن تغامر بأذيته حتى.

عندما دخلت الي الزنزانة كانت مظلمة ورغم وجود النافذة فيها الا ان الظلمة كانت شديدة ومخيفة نوعا ما، شددت من حصار طفلها في حضنها اكثر عندما انتبهت الى ذلك الجسد الممدد على الفراش، كانت خائفه على صغيرها وهي تراقب ذلك الجسد النائم، ولكن فضول البشر ادي بهم للتهلكه

ولكن باقي المخلوقات لم تتعظ، وهذا ما حدث حينما اخذت تقترب من ذلك الجسد النائم تود ان تعرف لمن يكون، كانت تقترب وتستمر في الاقتراب، لم يتبقي سوى خطوه واحده لكنها بالمقابل تراجعت فزعة حينما اردفت القابعه امامها

"ليس من الجيد ان تسترق النظر للنيام صحيح!"

ثواني معدوده واستقامت من السرير ولكن تلك الواقفه بعيدا لم تستطع رؤيتها جيدا بسبب الظلام!، كانت تقف برعب تحمي طفلها الصغير بذرعيها بينما انهالت عليها بالاسئله

"من انتِ!، ولمَ احضروني الي هنا!، وما هي هالتك تلك!"

نظرت لها المعنيه بهدوء بينما تراقبها كيف تدعى الشجاعه وما هي الا اوميغا غبيه خطت حدود العدو وهى الان اسيرة،تنهدت واردفت بشىء من الؤم

"فقط اصمتِ حتى تخرجي والى حين حدوث ذلك لا احب سماع صوت هنا غير صوت الصغير"

لم تفهم الام مقصدها لكن غريزتها لحماية طفلها حذرتها لتحمي طفلها بحياتها ان وصل الامر لذلك

"ما دخلك بطفلي!"

قلبت اركيد عيناها بينما تعود الى مكانها بعدما تاكدت انها غبيه بالفعل واردفت

"هو صغير لن يتحكم في لسانه يثرثر ويثرثر وله عذره لانه صغير لكن انتِ لا فإن كنتِ تودين الخروج من هنا بلا لسان تحدثِ مره اخرى!"

كانت كلماتها القاسيه نقطة النهاية لتلك المحادثة العقيمه قبل عودتها للنوم، مرت عدت ساعات حتي غفت الام وبأحضانها ابنها من فرط تعبها والتفكير فيما وضعت به نفسها بخروجها من حدود القطيع.

حينما شعرت اركيديا ان انفاس المراءة انتظمت فتحت عينيها ونظرت من النافذة قبل ان تعود ببصرها مره اخرى لتلك الام التي ستحمي طفلها حتى الموت، شردت بهما

كيف انها تشعر به وتخشى ان يعاد ما حدث في الماضي مع ذلك الصغير، هي تشعر بها، تعلم انها قد تضحي بحياتها بالفعل لاجل جروها الصغير، ابتسمت ابتسامه حزينه بينما لازلت شارده اثناء نظرها للنافذه

واثر شرودها لم تشعر بذلك الصغير ذو العامين الذي يحدق بها، لم يكتفِ بالتحديق انما اخذ بالاقتراب منها بينما يشعر ان هذه وجهته الوحيده، افاقت من شرودها علي لمسة الطفل لها، جفلت في بادء الامر، لقد مر الكثير من الوقت علي اخر مره لامست بشرتها تلك النعومه المحببه لها

احقا لم تعد تتذكر ذلك الشعور حينما كانت في الخامسه من عمرها وتلاطف ابنة عمها ذات الايام القليله قبل الحادث!، افاقت من اعصار الذكريات علي محولات الطفل الظريفه في صعود الفراش، لم تضع اي تعابير علي وجهها تجاه الطفل لكن هل للطفل ان يفهم

اخذ بالاقتراب منها ويلتمس كل انش من وجهها بمرح وهو يضحك بسبب وجهها الناعم الطري الذي يستطيع سحبه بسهوله، اخذت ضحكات الطفل تعلو لتجعلها تبتسم رغما عنها، ولكن لم يكن ذلك الناتج الوحيد فقد استيقظت والدته ايضا لتهم بأقصى سرعه لها

تاخذ طفلها من بين ذراعي اركيديا وتعود سريعا لزاوية الزنزانه تحمي طفلها بجسدها محضره بوضع الدفاع
ما تفعله تلك الام لم يكن له اي رد فعل سوى ابتسامه جانبيه وكلمتين

"لو أردت لفعلت."

تلك الكلمه كان لها اثر كبير بنفس الاخري، هي لا تعلم ما تكون، ليس لها هاله كالبشر، لكن ان كانت بشريه لمَ لها كل هؤلاء الحراس في الخارج، عشرون حارس لزنزانه واحده، من يراهم قد يظن انهم يحتجزون وحشا في الداخل، ونظرات القابعه علي الفراش امامها تثبت لها ذلك، ذلك الفراغ في نظرتها مخيف، قررت انها لن تحتك بها الى حين خروجها، فبالتأكيد سيأتي لها قطيعها لانقاذها.


مر اليل ليأتي الصباح لتستيقظ الام على صوت فتح باب الزنزانه ليدخل حارس تحتل ملامحه الريبه والخوف، وضع امامها طعام السجن خبز عفن وحساء مقرف لزج وكأس ماء.

ولفضولها الشديد نظرت لطبق اركيديا، لتتفاجىء بالطبق الذي يوجد به فواكه وكأس ماء وقهوه وخبز طازج وجبن ومربى التوت و البيض، هل هذا طعام سجين ام فطور اميره!، كان هذا كل ما جال في تفكيرها وسؤالها الذي ارق منامها البارحه، من تلك الفتاه!

راقبت الحارس يرتب الطعام جيدا علي تلك الطاوله بحذر شديد وهم بالخروج ولكن قبل خروجه اوقفه صوت اركيديا

"هيي ياعفن!"

اتسعت عيني تلك الام ليس خوفا من رد فعل الحارس لكن من رجفته لقد اقسمت لولا ان الارض صلبه لكانت اهتزت من تحته من شدة ارتجافه خوفا منها، التفت الحارس تحت نظرات الام المندهشه

"نعم"

"غير هذه القمامه التي علي الارض لا اسمح بالقمامه في غرفتي واحضر فراشين ومنشفه اخرى وملابس للصغير"

نظرت الام لصغيرها الذي يبتسم بهدوء رغم عدم فهمه انه المقصود لكن هدؤه المريب اخافها فصغيرها ليس من النوع الهادئ، حولت الام نظرها سريعا للحارس الذي اومئ سريعا وغادر، دقائق من الصمت مرت حتي قاطعه صوت صرير السرير لتحرك اركيديا من فوقه

اقتربت من الطعام وجلست بالكرسي حولت نظرها للصغير الذي بين احضان امه واشارت له بالقدوم،
شددت الام من حصارها علي صغيرها فـالتي امامها يخشاها سجانها، فما الذي من الممكن ان تفعله بها وبصغيرها، نظرت لها اركيديا وقلبت عيناها ملل واردفت

"ان كنتِ لا تودين ان تأكلي فلا شأن لي لكن الصغير جائع لم يأكل شيئا منذ امس لذا كونِ جروه مطيعه ودعى الصغير يأكل"

قابلها فقط صوت زمجره عاليا لكنها لم ترمش حتي بالمقابل ولكن جفلت الام حين دخل الحراس يحاصرون اركيديا، والكثير من الحراس اكثر مما رائت او تخيلت، اهم يقومون بحمايتها ام حماية انفسهم!

هذا كل ما دار في عقل الام، كانت الاسلحه الموجهة الى اركيديا كفيله بإبادة قطيع كامل ورغم ذلك لم يرمش لها جفن، نظرت لهم اركيديا ببرود واردفت بصوت جاف خالي من الحياه

"اخرجوا، لن اقتلكم الان لم اتناول فطوري بعد"

ولدهشة الام الكبيرة ارتجف الحراس واقسمت انها رائت الرعب بأعينهم، خرج الحراس ببعض الطمأنينة لتعقد الام حاجبيها ببعضهم، لقد كانوا خائفين لم الاطمئنان الان!ذلك السؤال اجابت عليه اركيديا كأنها كانت تتجول في اركان عقلها

"انا احافظ علي كلمتي دائما، خوفهم لانني سأقتلهم، اطمئنوا لان موتهم لم يحن بعد، والان اترك الطفل ليأكل ولا تقلق لن اسمح ان يتأذي ابدا"

لا تدري تلك الام ماذا تفعل لكنها وقفت وهي تحمل طفلها الهادئ علي غير عادته واقتربت من الطعام وبدائت في اطعام الصغير بينما تنظر للمؤكلات التي تاكل منها اركيديا خوفا من ذلك الطعام

مر اليوم ليحضر الحراس ما امرت به اركيديا وتحسنت اجواء ذلك السجن واصبح مقبولا نوعا ما غير ان لا حريه، فقط لا اذلال وهذا ما اراح تلك الام ان طفلها لن يتأذي، مرت الايام والطعام والشراب يأتي لها ولطفلها ولـاركيد التي اتضح انها ليست تلك الوحش التي ظنت انها هي

كانت اركيديا تنتظر ان تنام الام حتى تلاطف ابنها بصمت وامرت الحراس من زمن بعيد ان لا يقتربوا من الزنزانه ليلا لانها تود النوم، تعلق الصغير ماكس بأركيديا وامه التي اتضح ان اسمها ايمليا ايضا لم تعد تخشي عليه منها، مر الان عشرة ايام، كانت الاجواء هادئة كالعادة كانت ايمليا تلاطف ماكس بينما اركيديا ممدده علي سريرها تغطي عينيها


شعرت ايمليا بحركه في الخارج لتحتضن ماكس وتقترب من اركيديا التي ابتسمت ابتسامه لم تظهر علي وجهها لتلك الحركه التي اثبتت ان ايمليا تثق بها الى حدا ما، فُتحت الزنزانه ببطئ بينما تري ايمليا من خلفه وتعرفه جيدا نظرت له ايمليا بحقد بينما لم يلتفت لها الرجل وانما كان نظره مثبت علي اركيدبا الممدده.

اشار ذلك الرجل لاحد حراسه ان يقترب من ايمليا التي احتضنت الصغير اليها بحمايه، كان الحارس يقترب بينما يراقب الرجل ردود فعل اركيديا التي لم تتحرك بينما ايمليا اخذت وضعية الدفاع.

كانت الاصوات في الزنزانه الهادئه مختلفه، صوت وطئ اقدام الحارس وصوت تنفس ايمليا العالي وصوت الطفل الذي يصدر أصواتا كأنه في لعبه ما، لكن تدخل صوت اخر كاسراً تلك الاصوات

"هل قررت اخراجهم اخيرا!"

جفل الحارس ووجه نظره لنيكولاي الذي اشار له بالاكمال، ليردف نيكولاي مسايراً حديث اركيديا، مريداً الوصول الي مرادها

"نعم سأخرجهم"

تراجع الحارس للوراء بفزع حين اعتدلت اركيديا بجلستها تناظره بهدوء ولكن رغم ذلك هو قراء بعينيها تهديد بالاقتراب منهم، حولت نظرها بلا مباله الي نيكولاي وهي تردف

"حسناً اخبرني ماذا حدث ولماذا تريد ان تأخذ العابي مني!"

نظرت لها ايمليا في غضب اهذا ما يعنياه لها!لقد تركت ابنها كل ليلة يلعب معها بينما هى تدعي النوم فقط لاجلها والان تقول العاب!؟

ابتسم نيكولاي ليردف موضحا ما حدث وما سيحدث الي اركيديا التى تستمع له

"اووه حسنا ان قطيعها يبحث عنها، ويجب كسر تلك الرابطه التي بينها وبين رفيقها العزيز لانهاء البحث"

عادت اركيديا لما كانت عليه منذ قليل ممدده علي الفراش وتغطي عينيها بذرعيها بلا مباله ليس وكأنها تتحدث عن روحين احداهما لطفل بريء وهي تردف

"لا، لم استمتع بهما بعد"

نظرت لها ايمليا وهي تحتضن صغيرها وهي لا تصدق ان تلك هي التي كانت تلاطف صغيرها وتعتني به وقت نومها، نعم كانت تشعر بها وبرائحتها علي طفلها، قلب نيكولاي عينيه وهو يقترب من ايمليا

"ليس لدي وقت لدلالك هذا يجب قتلها الان قبل ان تحل علينا حرب بيننا وبين قطيعها"

وفي اللحظه التي اقتربت يده من ايمليا وكادت تلمسها، اغمضت ايمليا عينيها واحضتنت صغيرها هي تعلم انها ليست نداً لهم مهما فعلت وذلك المبني اللعين لا يساعدها علي التخاطر مع قطيعها، وفي تلك اللحظه التي اغلقت بها جفنيها سمعت صوت كسر عظام قاسى.

فتحت عينيها سريعا تنظر حولها لتجد ذلك المدعو نيكولاي يجثوا ارضا من الالم ويداه مكسورتان بينما عيناه جاحظة من الالم،كان صراخه شديد بينما ينظر بعدم تصديق ليديه، حولت نظرها لـ اركيديا التي تقف امامها تماما وهي تردف بذات النبره الخاليه

"الم تسمع لم انتهي بعد"

خافت ايمليا حد الجحيم من ما هو قادم اذا فعلت هذا بـثاني اقوي قوة بمملكة مصاصي الدماء ماذا ستفعل بها وبصغيرها!

اوه اجل 'ستستمتع'

نظرت لها اركيد بذات النظره واردفت بهدوء مريب

"اتبعيني، اغمضي عيني الصغير"

تبعتها بصمت للخروج من الزنزانه تحت صراخات نيكولاي مكسور اليد، فزع الجنود وهمُ بالهجوم علي اركيديا التي اشارت لايمليا بأغماض عينها هي وصغيرها، عندما اغلقت ايمليا عينيها لم تعد تري لكنها تستمع لصوت الكسور وصوت الضربات التي تحطم الجدران

وصوت صرخات متألمة في كل مكان شعرت للحظه ان هذه ساحه حرب لان تلك الصرخات لن تكون الا هناك
عدم توقف الصرخات دفعها لنظر لتصدم بما رأت، تلك الفتاة قتلت بما يعادل مئة حارس

ومازالت تتقدم ببرود بينما تقتل من يأتي امامها دون لمسهم حتى، ماذا قد تكون!كان هذا السؤال ينهش عقل ايميليا المسكينه بينما تراقبها
كيف ترفع يديها وفقط امامها لتسقط الجثث بعد صراخ الألم دون ادني مجهود، كأن هناك سكين يقوم بطعنهم واكدا تلو اخر

شعرت اركيد بنظراتها لتلتفت لها وتردف بذات النبره الخاليه مع تلك النظرات البارده التي لا تدل علي التعب حتي والعجيب انها لم تخدش حتي

"بما انك فتحت عيناك فإتبعيني"

ترددت في بادئ الامر ولكنها نفذته في النهاية وتبعته ومع مرور ساعه كانا تقفان امام بوابه صغيره بينما خلفهم المئات من الجثث، ازاحت اركيد الباب بيدها ليفتح وتخرج بخطي بطئيه مستمتعه بتلك اللحظه التي لم تنتظرها ابدا، استقبلت الشمس بزاعين

مفتوحتين وعين مغلقه لم تعتد النور ابدا، كانت ايما تنظر لما تفعله ولم تقاوم نفسها كثيرا وسالتها ما يجول بخاطرها

"من انت!"

لترد اركيديا بهدوء وبلا مشاعر لا تتسم ملامحها بشئ بينما تخطوا للامام

"اركيديا"

"لا انا اقصد نوعك ما انت"

"لن تعلمي الان لذا لا داعي للشرح"

تنهدت ايمليا وعزمت علي السؤال الاخير، اغمضت عينها واردفت وهي تحتضن صغيرها بقوه

"لقد كانو يخافون منك وانت بالفعل قوية لدرجة مخيفه كنت تستطيعين الخروج من السجن بسهولة!
لمَ لم تخرجي بينما كنت تقدرين علي ذلك!"

كانت ايمليا تنظر لظهر اركيديا التي تسير امامها وهي تنتظر الاجابه، توقفت اركيديا فجأه والتفتت الي ايمليا بعينين صفراء ذهبية لا تقترب من لون العسل او الون البني لا!

انها ذهبية كما الشمس في السماء

فور ما رأت ايمليا تلك العينين تيبست مكانها من هول صدمتها بتلك السجينة، هناك سر يحاوطها، ماذا قد تكون لتردف اركيديا بذات البرود والذي اتسمت به طوال حياتها

"لم ارد الخروج يوما، لكن اليوم! خرجت لايصال بطلي الصغير"
.
.
.

مررت بالكثير ولكن لم قتل بعد لذا!انا قادمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي