وميض أمل

DoniaSaber`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-24ضع على الرف
  • 52.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

"أنا أسفه لم أعد أستطيع الأستمرار معك"

هي جملة أصدرت أمر بهدوء خيم المكان، فقط صوت الأنفاس وضربات القلب تكاد تكون مسموعة بعد إلقاءها تلك الجملة على مسامع أذنيه.
جملة بسيطة مكونة من عِدّة كلمات ولكنها وقعت على فؤادة كطعنة خنجر مسموم، أو رصاصة من سلاح قناص ماهر يعرف كيف يصيب قلب هدفه بمهارة وهدوء جراح بريطاني، يقف بلا حول ولا قوة، ضائع ينظر لها بمُقلتين مصدومتين، وكأن على رأسه الطير يقف لا يعي ما يسمعه، ضحك باستنكار وسرعان ما تبدلت ملامحه الساخرة إلى صدمة فؤاده من الحديث، أنهى صمته المريب هذا ثم سئلها بتعجب وعدم فهم لمً قالت:

_ تستمري بماذا؟
-أستمر معك.

أقترب منها خطوتين يتفحص ملامحها بعمق، لعلى وعسى يفهم مايدور داخل ذهنها، تنهد بأسى وكأنه يحمل جبال الأرض على قلبه، ومن ثم أعاد عليها الحديث مرة أخرى مُنكرًا ما سمعه للتو:

_ لا أفهمك، إلى ماذا تُشيرين! عن ماذا تتحدثي بالضبط؟

أغمضت عينيها لحظات ومن ثم إبتلعت غصتها ونظرت له، مُتحدثة بصوت جاد:

_ من الممكن أن تكون غير قادر على إستيعاب حدثي أو عن ما أريد إيصاله لك، فـ حتى أنا كنت لم اكن قادرة في البداية على اتخاذ قرار مثل هذا، كنت أظن أنها فكرة مستحيلة ، ولكن الأن بعدما فكرت كثيرًا، أجزمتُ أن هذا هو الحل الأنسب والأفضل لكلينا.

نظر لها بمُقلتين لا جامدتين وعقل لا يستطيع استيعاب ما يقال، فكسر حالة جموده هذه ثم استرسل قائلًا: لنا!
صمت للحظات تحاول تجميع قواها، فقبضت على يدها وأجابت: نعم لنا، أنا وأنت.

أغمض عينيه وهو يقبض حاجبيه بقوة، ثم سألها بمرارة وكأنه يعطيها فرصة أخيرة لتغير مجرى حديثها:
_ حور، عن ماذا تتحدثي بالضبط؟

أغمضت حور عينيها ونطقت بتلجلج:
_أتحدث عن علاقتنا ريان، أود أن أنهي تلك المهزلة.

أنهت جملتها وبسرعة أدارت جسدها موليه له ظهرها، تتحرك بخطوات مهزوزة سريعة متجهه نحو باب المكتب المقابل لمكتبة، لتجمع أشياءها.
أما عنه فما بدر منها إلا نظرات لها بنفس تعابير وجهه المصدومة، كأنه يودع أخر لحظات الحب بينهما، فهما ليس كأى أثنين يجمعهما رباط حب يربط على قلبيهما ببصمت عشق.

بل الوضع بينهما يختلف أختلاف شاسع، فهما وقعا بالحب بمحط الصدفة وكُتب عليهم أن يعشقا بعضهما ويتحول العشق إلى هوىٰ بأيام بسيطة، مروا بأزمات وصعاب أقوى من أي شيء، ومع ذلك أستمروا ونجحوا بحل كل مشكلة كانت تقف لهم أو تعيق صفو علاقتهم، ولكن الأن! ..

الوضع يختلف تمامًا، هو لا يعلم ماذا حدث فجأة لتتحول كل ذلك التحويل؛ وتأتى بلا أى رحمة له أو لقلبه وتطلب إنهاء علاقتهما، وياليتها كانت تحمل بعض الرحمة لتشفق على وتينه وتطلب الأمر برأفة.
بل أطلقت على كل ما جمعهم من مشاعر وايام وحنين بينهم بالمهزلة! عن أي مهزلة تتحدث هي؟ هل ما كان يحمله بقلبه لها أصبح مهزلة؟! فـ أهٍ على قلب عشق فسقط في فخ الهوى.

تحرك بخطوات مُتثاقلة، وكأن في أقدامة رُبطت أكياس من الرمال تُعيق حركته، بأنفاسة تتخبط بتوتر وحزن، ليجلس على أحدىٰ المقاعد الموجودة بمكتبه ينظر للفراغ أمامه بتوهان كأنه في عالم غير العالم الذي نحن فيه، حرك مُقلتيه بأتجاة حوض السمك الموضوع بالزاوية، نظر لمياهه والأسماك كأنه يحاول إخماد نيران قلبه بزرقة الماء وأبداع الله في خلق تلك الأسماك الملونة، لكن عقله لا يرحمه من تصوير أسوء وأكحل الذكريات فيه.
هل حقًا أن كل ما شعرت به وقالته له كان أكذوبه؟ أم تراه كان أحمقا مغفلًا للدرجة التي جعلته يركض خلف قلبه مغلقا عقله عن كل صورة واضحة تبرز حقيقة كونها كانت خدعة سذجة؟
ألهذا الحد هي سطحية وبمجرد أن أشتد به المرض تتخلى عنه!؟

اتتسرب الذكريات إلى عقلة دفعة واحدة كتيار ماجن ينخر في صلب روحه، نيران قلبه التي ما ثارت إلا لأجلها تثور من جديد بسببها، ألا يوجد بهذا العالم من يشعر بحجم الكون الداكن الساكن داخل تجاويف صدره، الأعباء أثقلته، والآلام أودت بزهو حياته ركام رماد لا نفع له ولا فائدة، قلبه يشتعل وغير قادر على حمل أي كره أو بغضًا لها، ترى أيملك حلًا آخر سوى عشقها؟
ضرب بيده حوض السمك لينكسر ويتهشم وتسقط المياة على الأرض ومعها الأسماك الصغيرة تنتفض في الأرض، تصارع الحياه مثله تمامً،ا فهو كالغارق ذهب بداهاليز عقله لذكرى حدثت بينهم من أسبوعين ....


كان يجلس على الأريكة مستند بظهرة عليها، يمسح بيده على راسها بحنان وهي دافنة وجهها بين ذراعيه محتضنة صدرة برقه بعدما تعبت من كثرة البكاء، مغمضه عينيها بحزن تستمع لكلماته الهادئه:

_ أسف، صدقينى لم أكن أريدك أن تعلمي بتلك الطريقه.

رفعت راسها من على صدره ناظرة لعينيه تبحث عن ذلك الدفء المحبب لقلبها، هتفت برقتها المعهودة :

_ لا تتأسف، اللوم كله يعود عليّ، فأنا من كنت مشغولة الفترة الماضيه ولم أهتم بأمرك، أتساءل كيف وصلت بي الأنانية لتلك الدرجة، كنت أفكر بنفسى فقط ولم أنتبه لحالك ومدى معاناتك، تركتك تعاني ذلك المرض وحدك، كيف لم أنتبه لك وأنت قطعه من روحي؟ ريان صدقنى أنا بدونك لا أستطيع العيش، أنا أنانية.
هز "ريان" راسه بالنفي: ليس ذنبك حور.
_ متى موعد العملية؟
_ حدثنى الطبيب وأخبرنى أن الموعد تم تحديدة بالشهر القادم بأحدى مستشفيات أمريكا.

أمسكت قميصه بقوة وهى تقضم على شفتيها بحزن: الموعد قريب جدًا، هذا معناه أنك ستسافر بعد أسبوعين؟

هز راسه بهدوء بالإيجاب، لتتذمر بضيق هاتفه بحزن:
_ لما كل شيء يحدث سريعًا؟

تنهد "ريان" بأرهاق :
_ من المفترض أن أكون منتهي منها من شهر قبل رجوعي من المامورية، وتحت الفحص ولكني أجلتها لأراكم أنتِ ومليكة ويزن أيضًا فقد أشتقت لكم بشدة.

قضمت على شفتيها تكتم غصتها وتحاول أمساك دموعها، ولكن لم تستطع وعادت بالبكاء ودموعها تسقط كالشلال، ليقترب منها بعدما تنهد للمرة الثالثة، وهو يمسح بكفه دموعها المتساقطه يهمس بحنان وهدوء:
_ توقفي عن البكاء عزيزتي، فأنا لا أحب روية دموعك التي تحرق قلبي.

هزت راسها بالنفي ومازالت تبكي: أريد أن أسافر معك لأكون بجانبك هناك ريان.

أبتسم بجاذبيه رغم علامات الأرهاق:
_ حسنًا عزيزتى سأخذك معي ولكن توقفى عن البكاء.

مسح على وجنتها برقه بأبهامه ثم أكل حديثه:
_ أنا اتيت الى هنا وفي نيتي أن نعقد القران ونسافر سويًا، ولكني كنت قلق بهذا الشئن متخوف بسبب عملك بالدار الأيتام وعمتك الحبيبة، ولكن بما أنك طلبتي ذلك بنفسك فأنا سعيد للغاية لمشاركتك رحلتي العلاجية.

مسحت دموعها من وجنتيها وهي تهز راسها بالتأيد، ليبتسم بمرار وهو يتذكر ذلك الورم المُميت داخله وتلك الفترة العصيبة التى مرت عليه وواجها وحده فقط حتى لا يقلقها عليه.

عاد من ذكرياته على صوت باب مكتبها وهو يغلق، ليتحرك خارج مكتبه متوجه لها، يمسك بمعصمها ويخطو عائدًا الى مكتبه مرة أخرى بأنفاس تخرج كالنيران من غضبه وانزعاجه، حاولت هي الافلات من يده المحكمة على معصمها ولكن لا فائده، ينظر لها ويقول بحدة وغضب:
_أشرحي لي ما تفوهتِ به منذُ قليل، أتمزحين معي؟ ما سبب حديثك هذا، ماذا حدث فجأة هل هناك مشكله تحدث معك، أنطقى ماذا هناك.

أنتفضت من صوته ونظراته لها، مرتعبه لردة فعله متذكرة ما حدث لها وسبب كل ذلك الشجا، لتغوص في دهاليز عقلها ليوم غير حياتها من حياة هادئة يعمها السلام والحب لحياة عاصفه يغزوها القلق والموج الصاخب ...



تجلس بغرفتها ببيت عمتها ناظرة لدفاتر أحد الفتيات الموجودة بالملجئ، متنفسها ومكانها المريح من ضوضاء العالم مبتسمه على تلك الرسمة البريئة لفتاتها المجتهدة، بريئه كرسمتها تمامًا، قطع لحظتة تأملها في الرسمة صوت هاتفها ينبئها بوصول رساله هاتفيه، لتفتحها وتقرأ محتواها بتعجب عاقدة حاجبيها "أنا علمت كل شيء عنك، توقفي عن حركاتك اللعينة وأبتعدي عن ريان أفضل لكِ والأ سأفشي أمرك وأفضح علاقتكما أمام الجميع".

لا تعرف صاحب تلك الرسالة وماذا سيستفيد إن أبتعدت عن ريان، ولكن كل ما تعرفه الأن أن صاحب الرسالة لا يمزح معها أبدا، فهذه ليست الرسالة الأولى التي تتلقاها بنفس صيغة التهديد تلك، تشعر وكانها سجينة مغلولة الأيدي لا تعرف ماذا عليها فعله هل تنفيذ ما يريده صاحب الرسالة مجهول الهوية ...

بعد يومين:.
ممدده بفراشها تنظر لسقف غرفتها بأعين تائهة، تشعر بالخوف والحزن والقلق، كانت ترى علاقتها "بريان"كحلم ظلت أيام وشهور حتى تستطيع تحقيقه، كجسر ظلت تبني وترمم به حتى يصبح قوي يستطيع المرء الوثوق والعبور فوقه، مذعوزة من تلك الرسائل التي تُرسل لها، علاقتها بريان ستصبح على المحك وعملها بدار الايتام وعلاقتها بالمشرفات هناك ستنتهي، ماذا سيحدث إن طُردت وأنتهى أمرها؟ كل تلك الأمور ستحصل بالتأكيد إن أفشيٰ أمرها سيبغضها الجميع.

باليوم التالي أُرسلت رسالة لعمتها مُفشية جزء من ماتخشاه واثبت صاحب الرسالة صدق تهديدة وأن لا مزح في الأمر، لا وجود للمماطلة، جلست أمام عمتها تبكي وتنوح كالأطفال فعمتها تعرف كل شيء ولكن ريان والباقون لا يعرفون، حاولت عمتها مواستها ولكن وضعها كان مزري.
_ حبيبتى توقفى عن البكاء وفكري قليلًا، أو حاولي محادثة "ريان" والأعتراف له، أخبريه عن تلك الرسائل و...

قاطعتها ببكاء وحزن:
_ لا عمتي، "ريان" مشغول ولديه أولويات، يجب عليّ تنفيذ ما يريده صاحب الرسائل.

_ ألهذا الحد جبانه!

_ عمتي، كان يجب أن أفعل هذا من البداية، لا يهمنى إلا صورتي أمام من أحبهم وريان وأطفاله أكثر شيء أحبه في هذا العالم.

أنتفضت مستيقظه من ذكرياتها على صوته المنزعج وهزاته العنيفة:
_ تحدثي يا حور ماذا دهاكِ، أتمزحين معي صحيح؟ أكمل حديثه بأبتسامه وهو يمسك كتفيها:
_ أنا أعلم أنكِ تريدين أن تردين لي مزحي السخيف معكِ ولكن ليس بهذه الطريقة، صدقينى الموضوع مزعج لا يتحمل المزح.

هزت "حور" رأسها نافية: لا أمزح "ريان" وأعلم تمامًا أن هذا الموضوع لا يتحمل المزح.

بدأت ملامح التوتر تظهر على "ريان" وصوته يهتز:
_تُخبريني أن الموضوع لا يتحمل المزح وبنفس الوقت تقولين أنك تريدين أنهاء علاقتنا، حور أصمتى رجاءًا فحديثك يفقدنى أعصابي.

حزنت وهي ترى يده بدات تهتز وملامح التعب تظهر عليه، حاولت جاهده مقاومة الاقتراب منه ولكن هيهات للقلب أن يسمع للعقل أمسكت بيده:
_أهدء ريان وأسمعنى قليلًا، أنا أعلم أنك تحبني وأنا أيضا أحبك...

نظر لها برفعة حاجب : كيف تحبيني وتريدين الابتعاد عني وانهاء ما بيننا من مشاعر صادقةّ!
_ أسمعني ريان، كلنا واقع بغرام الأخر ولكن المجتمع لن يسمح بذلك.. يجب أن نفكر بمن نحب قبل أنفسنا

نظرت لعينيه وجدت بها نظرة مبهمه، أنقبض قلبها وتوترت وبدات بالتلعثم وأكملت:
_ ولهذا ريان يجب أن أبتعد عنك وتكمل حياتك بدوني .



أبعدت يده ومن ثم تحركت سريعًا، تاركة إياه متجمد في مكانه يحاول استيعاب جملتها الاخير، فأما عنها فقد خرجت من المكان بأكمله غير منتظرة رده، تتمتم بداخله ان ما فعلته هو الأسلم لهم.




باليوم التالى تفتح باب منزلها بعدما دق جرس أكثر من خمس مرات لتراه يقف أمامها، عاقد ذراعيه أمام صدره، مرتدي نفس القميص الكحلى المحبب لها، ليخطف أنفاسها بطلته القريبه لوتينها تتوتر من رفعة حاجبه لتقول بتلعثم:
ماذا تريد ريان، ألم ننهى الامر بالأمس!


أقترب منها ريان بخطوات ثابته، فاتح باب الشقة على مصراعه حتى تقدم خطوتين إلى الداخل ناظرا لها ثم استرسل في الحديث قائلاً : لا لم ننهى شيء، تركتك تهذين كما تريدين.

_ ريان رجاءً ت..

قاطعها "ريان" بحزم وغضب:
_ رجاءً أنتِ يا حور توقفى عن تلك المهذلة، وأذا كنتِ تفعلين كل ذلك لأجل ذهابي لنور فأنا أعتذر، فالموضوع لا يحتاج لكل هذه الدراما.

_ ريان أنا لا افتعل دراما وتلك التراهات، حقًا أريدك أن تبتعد عني وتتركنى وشئني.

جعد "ريان" حاجبيه وتحدث بنبرة حادة: أتركك!

تنهدت "حور" مبتلعة غاصتها ومرار ما تقوله:
عملك الدائم وأوقاته الليلية وسفرك خارج البلاد أولادك و ... اممم فكرت مليا في هذه العلاقة والوضع الذي وصلنا إليه متأخرا، _


رفع " ريان " حاجبه، قابض على يده بقوة واحكام يحاول إخفاء غضبه، فتحدث بنفس النبره الحاده: و... أكملى..

توترت " حور " وأنزلت عينيها من عليه مطاطأة راسها للأسفل متحدثه بسرعه:
-وأيضًا مرضك، ريان أنت مريض سرطان يجب أن تسافر بسرعه لأجراء العمليه وأكمال الفحوصات لأجلك وأجل أولادك ...

قاطعها هذة المره بضيق: أعتقد أننا سبق وتحدثنا بهذا الأمر، ما الجديد؟

_ الجديد هو أنني لن أستطيع.

نظر لها ريان بضياع ونفس متقطع: لن تستطيعى ماذا ؟

_ لن أستطيع الأستمرار.

أقترب ريان منها وأمسك ذراعيها: حور توقفى عن كلامك هذا، اخبريني حبيبتي ماذا دهاكى؟ هل لديكي مشكلة؟ أخبرينى بها وساساعدك صدقينى سنستطيع أن نتخطى أي مشكله مثلها مثل غيرها من الصعاب التى مررناها معًا.

_ لا لا ليس لدي أي مشاكل، كل ما في الأمر أنني فكرت بالأمر ملياً ووجدت أن الانفصال...

_ توقفى عن ذلك الهراء، حور لا تجعلينى أندم عن أخبارك بأمر مرضي، هل تخافين من هذا الشيء لا تخافي حبيبتي فالطبيب طمئنني و...

قاطعتة وهى تبعد يديه من على كتفيها:
_لا هذا لا يعنينى أنا اشكرك لأخبارك بأمر ، فأنا كنت أبحث عن حافز ليجعلنا ننفصل فأنا أكتفيت، فانت كنت كحلم بعيد المنال وعندما حصلت عليه أصبحت كالعمياء لا أرئ أى شيء غيرك ونسيت أن هناك أمور أخرى يجب أن أراها، ظهرت بحياتى فجأه لتقلب موازينى كنت لي السند، كنت قوى وشجاع وحنون وأنا دائما ضعيفه أمامك مهزوزه وألان أنت مريض لا أستطيع الاستمرار مع شخص مريض لا يستطيع أسناد نفسه حتى...

هتف بذهول وغضب:
_ حور ما هذا!! هذا ليس كلامك، ماذا حدث لكِ، أنتِ من طلبتى مرافقتي برحلة العلاج، أنتِ من قالت أننا يجب أن نسير الدر لأخرة معًا، أنتِ من أصريتي على البقاء معي حتى هذة اللحظه، أنتِ من أجزمت لا وجود لأي شيء يفرقنا؟! أذا ماذا غيرك هكذا؟ لما تغيرين حديثك الأن!!

بكت، نعم بكت، فهي تتقطع الأن وقلبها يدمي، خبئت وجهها بكفيها:
_ ريان أرجوك لا تصعب الأمر علي أكثر من ذلك، رجاءًا أفهمني.

أبتسم ساخرًا ونظر لها بحزن وغضب: فهمتك حور.

أخرج بعض الأوراق من جيبه وبدا بتمزيقهم وقذفهم عليها وخرج من الشقة، بل من العمارة بأكملها تاركًا حور تبكي بحرقه على قلب أحبته وظلمته وقست عليه الأن، نظرت للأوراق الممزقة على الأرض لتجثو، على الارض غير مصدقة ما تراه، كأن عقلها توقف عن الفكر والعمل حين رأت أن القصاصات ماكانت الأ تذاكر السفر.

***


تسير الأيام تشابه بعضها البعض لا اختلاف ولا خلاف فيها غير الحزن والوجع والذكريات القابعة بالعقل والقلب دون فراق، ليل هادئ الا من اتيت قلبه، وكأنه يواسيه بهدؤه وقلة اصواته يخيم على قلبه بالمواساه حامل معه السكون لعل القلب والبال يهدى كهدوء الليل، ولكن كيف والليل هو مضجع المتألم والغارق في وجع الحياة، مر على قلبهما الدامى يوم يليه الأخر والأخر، حتى أصبح ذلك الفراق يجافى نومهم..

جالس على أحد المقاعد المتواجدة في منزله، ينظر ليده وبالتحديد ساعتها التي أهدتها أيها بمناسبة عيد مولده السابق، مر على ذلك اليوم أسبوعان، ومازال يعاني من عدم أستيعاب الموقف، غير مصدق أن كل ما تفوهت به حور حقيقى، فحور أكثر من حبيبه وهو واثق من حبها له وأعترفت بذلك أيضًا ولكن ما السبب لتلك السهام التى أطلقتها من فمها!

. . . .

في ذلك الملجأ الذي يحمل بين طيات جدرانه الكثير والكثير، تقف أمام مكتب مديرة الملجأ، تعتذر منها محاوله أن تنفذ ما ترغب به :
أرجو منك أن تلبي طلبي وتوقعى على أستقالتي بدون أى عائق، فأنا أحتاج إلى أن أبتعد عن هنا . . . حاولت المديره فهم ما حدث لها فجاه وجعلها تريد أن تبتعد، فالدار بالنسبه لحور متنفس مسكن تسكن إليه أن حزنت أو أرادت أن تنعزل عن العالم تأتى لهذه الدار وتجلس مع الأطفال لتحصل على السلام النفسى داخلها، تنهدت عندما رأت العزم والأصرار بأعين حور لتوقع على الورقة أمامها متحدثة:
_ رغم حزني الشديد لمفارقتك لنا، إلا انني أدعو أن يحفظك الله ويرعاكي أينما ذهبتي.

أبتسمت بمرار: شكرًا لكِ.

أدارت رأسها خارجة من المكتب، بل من الدار بأكملها يأسه لا تعلم ما صار عليها فعهل غير الذهاب إلى المنزل، قابعة في غرفتها غير مفارقها اينما حدث، فهذا حلم آخر من أحلامها يتبخر ويذهب مع الرياح سدى بدون اي ذنب أو جرم اقترفته غير أنها أحب بقلب صادق، ولكن يبدوا اننا في مجتمع وبلده بل وفي عالم كامل لا يهتم إذا كنت صادق في مشاعرك أو حديثك أم لا، فقط يهتم اين تقع المنفعة وكيف يمكن أن يستفيد منك على الوجه الأكمل دون الاهتمام لقلبك أو تلك الترهات التي يعتبرها شيء لا فائدة ولا صلاح منه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي