الفصل 5

"مولاي القائد ريموس يريد مقابلتك"

"ادخله"

ألكسندروس بسأم: "ريموس اذا كان الموضوع بخصوص روز فأنا ليس لدي طاقة لمهاتراتكم فأمامي عمل يملئ رأسي لدرجة الانفجار و صدقني لن يعجبك انفجاري"

ابتسم ريموس ساخرا :"ماذا يا رجل اردت فقط ان اتناول كأس مع صديقي العزيز ما العيب في ذلك"
ثم اتجه ناحية الطاولة و جهز كأسين و اعطي احداهما الى ألكسندروس.

رفع حاجبيه بمكر ثم التقط الكأس منه و إرتشفه دفعة واحدة: "ريموس انا لست بأبله، هيا قل ما عندك او اغرب عن وجهي"

ريموس :"حقا يا رجل انك مفسد للحظات السعيدة، أعلم أن مزاجك السئ هذا سيتحسن فور أن تنتهي الأعمال الحالية و تتفرغ لفتاة الثلج خاصتك"
لاحظ نظراته القاتلة فعلم أنه بمزاج سئ فتابع بجدية: "حسنا سأدخل مباشرة في الموضوع، اريد اقامة زفافي علي شقيقتك اللعينة في اقرب فرصة"

ألكسندروس :"حسنا حددوا الميعاد المناسب لكليكما و لكم مني المباركة مقدما"

ريموس بتهكم :"تبا يا رجل هل تعلم كم انا سعيد الان، فقط كنت اموت خوفا من الا تعطيني مباركتك العظيمة"
صب لنفسه كأس اخر لعله يبرد نيران قلبه ثم تابع :"كف عن المراوغة ألكسندر فأنت تعلم جيدا ان الأمر متوقف علي موافقة روز فلو تُرك الأمر لي لكانت الآن في بيتي برفقة أطفالي"

قلب ألكسندروس عينيه بملل :"حسنا ماذا تريد من أن افعل؟"

نظر له بإصرار بعد ان تجرع كأسه كاملا :"اريدك ان تقنعها او تفرض عليها الأمر كونك الملك، لا يهمني إن تزوجتني رغما عنها فسأراضيها في وقت لاحق، المهم هو ان تكون روز بين احضاني في اقرب فرصة"

ألكسندروس بجدية :"اعلم انك تعشقها و اعلم انها تستفزك حد الجنون و ان صبرك بدأ ينفذ و لكن لا استطيع اجبارها علي شئ كهذا فهي شقيقتي الصغرى و مدللة القصر حتى و ان كانت جامحة قليلا"
صمت قليلا حين لاحظ غضب الماثل امامه ثم تابع :" صدقني ريموس في حال ان فعلت و اجبرتها عليك ستواجه اياما كالجحيم فروز ليس من السهل اخضاعها و انت أعلم مني بذلك، ستكرهك ريموس و ستكره نفسك تباعا"

ريموس بنفاذ صبر :"زوجها لي فقط و سترى كيف سأجعلها تذوب بين زراعي متعطشة لحبي"

انفجر ألكسندروس ضحكا من استماتة صاحبه و رغبته الشديدة في شقيقته :"يا رجل عيب عليك الا تستطيع اغوائها لتكون لك راضية، لا أصدق اني انا شقيقها من يقول لك ذلك"

نظر له ريموس بغضب و اردف :"صدقني ألكسندر ستتذوق عذاب الحب يوما ما و ستعرف شعوري اللعين هذا"

ألكسندروس ببرود :"اعتقد انه من الافضل لك ان توفر طاقتك لإقناع روز بدلا من مجادلتي، فلن يتم الزفاف ابدا بدون رضاها و تلك هي كلمتي الاخيرة و لن اغيرها"

ضغط ريموس علي قبضته كي يسيطر علي غضبه ثم غادر راحلا بدون اي كلمة اضافية.


الآن و بعد ان قامت باستفزاز كيرا شعرت بأن ايامها في هذا المكان اصبحت تعد علي اصابع الكف الواحد، فبالطبع ذلك الهمجي المدعو شاتاي سينتقم منها لإغضاب حبيبته و ربما يقتلها ارضاءا لها ايضا، ظلت تبحث في متعلقاتها بلا جدوي و هي علي وشك ان تجن فهي متأكدة من انها كانت ترتدي عقد ماسي لحظة اختطافها، صفعت رأسها حينما تذكرت انها غيرت مكانه خوفا عليه من ان يسرق و خبأته في الاريكة من الداخل، اسرعت متجهة اليها و صرخت متحمسة حينما وجدته فهو يعد السبيل الوحيد لاخراجها من هذا المكان و تنفيذ خطتها.
خبأته جيدا بين ملابسها ثم عدلت من هيئتها و ربطت خصلاتها الشقراء علي شكل ذيل حصان و ارتدت ذلك الرداء البالي الذي منحته لها الخادمة و لكن اضافت عليه حزاما لتحديد خصرها كما قامت بقصه قليلا فأصبح لا بأس به.
خرجت من الغرفة تنوي ان تتجه الى المطبخ حتي تنفذ خطتها و لكن كأن القدر يعاكسها و يسعى لتعطيلها فقد ظهر هو من العدم قبالتها حتي كادت ان تصطدم به فأردفت بتوتر :"اريد ان اعبر سيدي"

شاتاي :"و ما دخلي انا"

نظرت له بغضب طفيف فاللعين يسد الباب بجسده العملاق مما قد يمنع الذبابة من العبور فضلا عن انسان من لحم و دم، زفرت بغيظ ثم رسمت إبتسامة سمجة على محياها مردفة: "سيدي انت تسد الباب بجسدك لذا ارجوك افسح لي الطريق"

نظر لها بثبات و لم يتحرك انشا واحدا :"الى اين تنوين الذهاب"

ليليان بتلعثم سرعان ما سيطرت عليه :" إلى المطبخ سيدي فأمامي بعض الأعمال التي يجب عليا انجازها"

شعر من هيئتها المرتعشة بأنها تخفي شيئا :"بإمكانك تأجيل الامر، اريد التحدث معك قليلا"

ليليان برهبة :"و لكن سيد..."

لم تستطع اكمال جملتها لانه قام بدفعها الى غرفة مجاورة و دخل هو ايضا ثم قام بإغلاق الباب ورائه و اتجه الى الاريكة و اضجع عليها غير ابه بها ثم اشار لها بإصبعه أن تقترب تجاهه.

فغرت فاها صدمة من تصرفه الغير حضاري فمازالت العادات الملكية تؤثر عليها و لكن سرعان ما استعادت رشدها محدثة نفسها بأنه صعلوك لا يفهم في الذوق و لا يعرف معاملة النبلاء، رتبت ملابسها التي تجعدت قليلا اثر دفعه لها ثم جلست علي الاريكة المقابلة له رافعة رأسها بشموخ ثم سألته :"حسنا ما الذي تريد ان تحادثني بخصوصه سيد شاتاي"

ابتسم شاتاي ساخرا من ذوقها المصطنع رغم يقينه بأنها تريد غرز سكين داخل صدره :"حسنا من الجيد انكي تعرفين اسمي، لذلك سأتجاوز فقرة التعارف و سوف ادخل في صلب الموضوع مباشرة يا أميرة"

نظرت له بفضول :"هيا انا اسمعك، ماذا تريد؟"

شاتاي بجدية :"إقامتك هنا لن تكون طويلة يا اميرة، فور ان يدفع اباكي الأموال المطلوبة منه سيكون بإمكانك الرحيل فورا"
ثم اكمل بعبث ناظرا إلى جسدها بتمعن: "رغم انه ليس من السئ كليا ان تتواجدي معنا و لكن لكل قصة نهاية مهما كانت مشوقة عزيزتي"

تغاضت عن تلميحاته القذرة و لم تصدم كثيرا مما سمعته فهي توقعت ان يكون سبب اختطافها هو رغبة في اموال والدها و لكن هي علي علم بالوضع السئ الذي تمر به المملكة لدرجة ان والدها كان علي وشك بيعها ليحصل علي اموال تنعش الاقتصاد قليلا :"سيدي ان الاوضاع في المملكة لا تسمح بذلك صدقني، بإمكانك ان تعيدني و اعدك سأقنع ابي بأن يعطيك المبلغ علي دفعات"

شاتاي بغضب :"و هل عندما طلب والدك خدماتي قمت بتقديمها علي دفعات؟!، كما نفذت جانبي من الاتفاق سينفذ والدك جانبه ايضا مرغما او بإرادته تلك ليست مشكلة بالنسبة لي كما اني متأكد بأنه سيعطيني الاموال شاء ام ابي حتي لا يقتله ألكسندروس"

وقفت من مكانها بغضب مماثل له و صاحت به دون ان تهتم بكونها رهينة بين قبضته :"ايها الكاذب الحقير، بالطبع والدي لن يعمل مع شخص حقير مثلك"
لاحظت ثباته و كأنها لم تهنه للتو و لكن لم تهتم للأمر فجل ما يشغل بالها الان هو والدها فتابعت بنفس غضبها :"ثم ماذا تعني يا هذا بأن الكسندروس سيقتله، بل سيقتلك انت فور علمه بجريمتك"

استقبل اهانتين في يومين متتاليين من امرأتين مختلفتين ،حقا هو الان علي وشك قتل احدهم، غادر الاريكة و اتجه ناحيتها حتي اصبح يتشارك معها نفس الهواء الذي تتنفسه، مرر يده علي خصلاتها الذهبية اللامعة و لاحظ توترها اثر حركته، قرب شفتيه من اذنيها هامسا لها :"صغيرتي انا امتلك العديد من الصفات السيئة و ربما بعضها لم تسمعي بها من قبل و لكن الكذب ليس احداهم لذلك امامك ثانيتين للإعتذار و إلا سأفصل رأسك الجميل هذا عن جسدك المثير"

نظرت له بفزع اثر تهديده هذا و ما زاد رعبها هو ثبات ملامحه و كأنه عني كل حرف مما قاله، ابتلعت ريقها مدركة بأنه لا يوجد مفر فنظرت له في رهبة منفذة طلبه :"اعتذر سيدي"

كم ارضاه اعتذارها هذا عندما خرج من تلك الشفاه التوتية الشهية، ابتسم بمكر و قرر ان يطلق رصاصة الرحمة عليها و يشرح لها ما حدث :"بما انك اظهرتي طاعة لا بأس بها لن ابخل عليكي بالشرح، والدك العزيز لا يعلم بأنه تم اختطافك بل زورت الامر ليبدوا كحادث هروب منك رفضا للذهاب مع الطاغية، فقد علمت من احدى الجواري انك ترفضين الامر و بالتأكيد والدك العزيز في قبضته الآن، لذلك في تلك اللحظة التي اتحدث بها معك سيكون احدى جنودي علي وشك الوصول الي مملكة اباك و سيساومه علي ارجاعك يا جميلة"

صدمت ليليان مما سمعت فأي داهية هذا الذي وقعت بين قبضته، خافت كثيرا علي والدها و والدتها و لكن لم تشأ ان تظهر له ضعفها فنظرت له بشموخ متحدية اياه مقتربة منه اكثر لتبين له قوتها حتي انها لم تأبه لشبه وجودها بين احضانه الان ناغزة اصبعها بداخل صدره مهددة اياه "اسمع شاتاي، صدقني ستكون انت الخاسر الوحيد في هذه اللعبة، فوالدي سيخبر ألكسندروس بما حدث و لن يدفع لك عملة واحدة و ستتعفن في سجن أبدي"

اعجبه الوضع كثيرا و راقه جرئتها و نطقها لإسمه و اثارته ابتسماتها الخبيثة الواثقة التي هو علي وشك تدميرها الان :"بإمكانك القول أنني محصن ضد القتل بواسطة ألكسندروس كما أنه لديه معي اعمال متبادلة لذلك سيصدقني حينما اخبره بأننا نحب بعضنا البعض و بأنك هربتي معي لذلك في كل الاحوال اباكي مضطر ان يدفع ما اطلبه كي لا يُقتل"

بهتت ابتسامتها فور حديثه هذا فيبدوا انه خطط لكل شئ و لكل الاحتمالات لذلك لا يوجد مفر سويى هربها لذلك ستسايره حتى تستطيع تنفيذ خطتها، ابتعدت قليلا عنه مقررة انهاء الحديث :"حسنا سيدي لقد اوضحت لي الان ان مفاتيح اللعبة كلها بيدك فهل من اخبار تعيسة اخرى تود ان تلقيها على مسامعي؟"

تصنع التفكير لبرهة ثم اردف :"لا يوجد شئ اخر صغيرتي بإمكانك الذهاب الى المطبخ الآن"
افسح لها الطريق كي تغادر ثم اردف بمراوغة :"ارجوا ان تتعلمي الإحتفاظ بالأسرار عزيزتي و خصوصا ان هذا لن يكون اخر لقاء لنا"

فهمت انه يرمي الى إخبارها لكيرا عن مجيئه ليلا لها و لكن تصنعت عدم الفهم و أومأت له بالموافقة ثم ذهبت الي المطبخ داعية ان تفلح خطتها.



انتهت من وضع لمساتها الأخيرة و أصبحت الأن جاهزة بالكامل، جاهزة لإستقبال مصيرها الأسود فقد أخبرتها احدى الجوار بأن الطاغية يخبرها بأن تستعد لقضاء الليلة في جناحه، حاولت أن تمسك عبراتها و لكن لم تفلح رغما عنها نزلت دمعة متمردة و لكن سرعان ما محتها آخذة نفسا عميقا مخبرة انعكاسها ان تضحيتها تلك لها ثمن باهظ ألا و هو سلام مملكتها لذلك عليها عن تصمد و سيمر كل شئ على خير.
وصلت إلى جناحه رغم تباطؤها في السير و عندما شاهدها الحراس انحنوا ثم قاموا بفتح الباب لها، ابتلعت ريقها بصعوبة ثم ولجت إلى الداخل حتى وصلت الى منتصف الجناح فأطلقت بصرها فوجدته جالسا على مكتبه منكبا على كتاب تعرفه حق المعرفة فهو يحكي عن تاريخ نشأة الممالك السبع و كيف وصل الأمر الى ما هو عليه الأن حيث تجد أربعة ممالك ضعاف يسهل الاستحواذ عليهم و ثلاث ممالك اقسى من الفولاذ و لولا العهد القائم بينهم منذ مئات السنين لحدثت مجازر لا تحمد عقباها.
لاحظت انه رفع بصره عن الكتاب امامه و وجهه ناحيتها فانحنت بإحترام له مردفة :"سيدي، لقد أخبرتني الجارية أنك تريدني"

أغلق الكتاب و اتجه ناحيتها مردفا بجدية :"نعم فعلت، اتمنى ان تكوني مستمتعة بقضاء الوقت هنا معنا، أعلم أن اختلاف الأجواء تزعجك فانتقالك من بين الثلوج الى احضان الحمم البركانية ليس بأمر هين"

ابتسمت ميرال بمجاملة :"أنا بالفعل مستمتعة سيدي، اشكرك على سؤالك"

ألكسندروس :"جيد" ،صمت قليلا ثم تابع :"اقتربي"

لم تفهم قصده فهي بالفعل قريبة منه كفاية حيث يفصل بينهم خطوة واحدة فأردفت بعدم فهم :"اين سيدي"

قطع الخطوة الباقية و ألصق جبينه بخاصتها مردفا :" انتهيت من اعمال اليوم لذلك اعتقد ان الوقت قد حان كي نقضي بعض الوقت سويا"

انزلت رأسها للأسف حين شعرت بالقشعريرة اثر انفاسه الساخنة، وصل اليها مقصده و علمت في تلك اللحظة انها لن تستطع الفرار من بين براثنه، كما انها لا تقوى على الرفض من اجل مملكتها الحبيبة لذلك نظرت إلى عينيه مردفة :"تحت أمرك مولاي"

و في ثانية وجدت نفسها محمولة في الهواء بين زراعيه القوية متجها بها ناحية فراشه، جاهدت كي تأخذ انفاسها اثر توترها، شعرت بإصطدام ظهرها بفراشه الناعم فأغمضت عينيها تنتظر القادم بدون مقاومة.
مرت دقيقة كاملة لم يحدث بها شئ فتسائلت بداخلها هل رحل و تراجع عن نيته ام ماذا، فتحت عينيها ببطئ و تفاجأت بوقوفه امامها.

نظر متأملا جمالها الآثر ثم أردف بمراعاة: "اعلم انها مرتك الأولى ليليان، لا تقلقي لن أوذيك بل على العكس سيعجبك الأمر فأنا مراع لأقصى الحدود في هذه الأمور "

نظرت له بشرود فاللعين يتبجح أمامها بخبراته السابقة، بالإضافة إلى أنها لم تكن بريئة بالكامل و ربما عبثت قليلا في حياتها، الأمر لم يتجاوز بضعة قبلات و لكن هذا وضع استثنائي فهي مسلوبة الإرادة و مجبرة على هذا الأمر، ابتلعت ريقها ببطئ و هي تراه يقترب نحوها ثم تمدد فوقها و التقت زرقاوتيها ببنيتيه في حرب من النظرات دامت لثوان قبل ان يهبط ببطئ إلى شفتيها مقبلا إياهم و وجدت نفسها تبادله بدون أن تشعر.

فصل القبلة كي تلتقط انفاسها و أردف منتشيا :"لديك شفاه تُقام حروبا من أجل اقتناصها، ولكن يا ترى من أين لكي تلك الخبرة لمبادلتي يا أميرة"

تعلم أنها ستندم و لكن شعرت بالرغبة في كسر غروره فأردفت بجرأة :"اذا كنت تريد السؤال عن كونها قبلتي الأولى ام لا فأنا أسفة لإحباطك سيدي و لكن سبقك رجل أخر و لكن لا تقلق ما زلت عذراء لذلك ما زالت صفقتك رابحة"

تفاجأت من ردة فعلها كثيرا و انفجر ضاحكا مظهرا عضلات فكه البارزة بطريقة ساحرة فعقدت حاجبيها بطفولية و أردفت :"هل تسخر مني أم ماذا"

توقف ألكسندروس عن ضحكه و أردف بجدية :"لم أصادف يوما أميرة بجرأتك، فكل من سبقتك قد جاهدت في إقناعي بِأني الأول في كل شئ رغم علمي بدنسهن السابق لذلك أجد الأمر محيرا قليلا كونك لست مثلهن"

ميرال بإبتسامة :"اعتقد أني أتفهم سبب قولهم هذا فأنا توقعت أن تغضب علي و ربما تأمر بإرجاعي إلى مملكتي و إلغاء الصفقة و لكن أصدقك القول فاجأتني كثيرا مولاي"

ألكسندروس بعدم إكتراث: "و لما اغضب؟ لست حبيبتي او زوجتي كي أفعل، أنا فقط أعشق الجمال و أريد قضاء وقت ممتع مع امرأة خارقة الجمال مثلك لذلك لما و اللعنة يهمني الماضي"

لا تنكر شعورها بالغضب قليلا من أجل تذكيرها بأنها مجرد دمية دفع ثمنها مسبقا و لكن لم تشأ اظهار ذلك فهو على كل حال سيحصل عليها لذلك من الأفضل أن يكون بإرادتها فابتسمت بمرح :"معك حق مولاي، اللعنة على الماضي" ثم استسلمت له بالكامل لاعنة حظها العثر الذي ألقاها بين براثنه.


"حسنا ما الذي عليا فعله كي تصفح عني حبيبي"

ريموس غاضبا :"كفي عن استعمالك الملامح البريئة تلك فقد انتهى زمن تأثري بها منذ ان تعرفت بعمق على الشيطانة التي تتواجد بداخلك" ثم تركها و ذهب الى مكتبه لمتابعة أعماله.

زفرت روز لاعنة غبائها الذي اوقعها في شر اعمالها فقد ظنت انه سيسامحها ككل مرة فور ان تأتي اليه مستحضرة وجه الجرو خاصتها و لكن بلا فائدة فقد مرت نصف ساعة عليها و هي تحاول استرضائه بلا جدوى، أبعدت بعض الأوراق من فوق المكتب و جلست عليه كاشفة عن جزء لا بأس به من ساقيها مردفة بإغواء كمحاولة أخيرة: "عزيزي ريموس انا اسفة، اقسم اني لم أقصد ان اضايقك فقد طلب الأخر الرقص و انا لقلبي الضعيف لم استطع الرفض لذلك حبيبي اعتذر كثيرا"

أراد إيلامها لذلك نظر الى جسدها المثير الذي تتعمد التأثير به عليه و اردف بجمود :"حصلت على ليلة مثيرة مع احدى الجواري لذلك بإمكانك أن تعرضي خدماتك في وقت لاحق"

شعرت بالإهانة فانزلت فستانها الى كاحلها و حبست دموعها أمامه ثم لملمت شتات كرامتها و غادرت مسرعة و بمجرد ان خرجت من مكتبه اطلقت العنان لعبراتها و أخذت تبكي كما لم تفعل من قبل حتى وصلت الى جناحها، ارتمت على الفراش تسترجع الأحداث التي عاصرتها منذ مجيئها الى تلك الحياة و كيف كانت اميرة مهمشة من قبل والدها طيلة حياته من و لانها ابنة جارية و ليست مثل اخيها او اختها الكبرى القادمين من دماء ملكية خالصة، و عندما رحل والدها رغم حزنها عليه و لكن ظنت ان الحياة ستبتسم لها اخيرا و هو ما حدث مؤقتا و لكن في كل مرة كانت تحدث كارثة تذكرها بمكانتها لذلك اتخذت من التمرد قناعا لها رغم انه بداخلها توجد فتاة لطيفة تريد ان تنعم بأحضان حبيبها و تنجب له أطفالا ولكن الخوف من المجهول كان دائما هو العدو الذي يتربص بها مفسدا عليها حياتها محولا اياها الى جحيم مستعر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي