الفصل الثاني

بعد مرور يومين تقريباً
إتفقت رودينا ونادين علي إلإلتقاء بساهر
حتي تسأله عن العمل الذي عرضه
عليها واتصلت به وقررو الالتقاء علي
الشاطئ وكانت نادين خائفه ولكن
أقنعتها رودينا بأنهم لم يقتربو من
مياه البحر  وإرتدو ملابسهم
وخرجو معاَ .

وبعد قليل من الوقت وصلو الي
الشاطئ وجلسو في كافتريا أمام
البحر مباشره ونظر ساهر نحو نادين
بإبتسامه : كيف حالك يا نادين الان
لقد أخبرتني رودينا بما حدث معك
أتمني أن تكوني بخير الان.

ضحكت نادين : نعم انا بخير الان
وأيضاً قليل من الماء المالح لا يضر .
ضحكو عليها  وجلسو يتحدثون
بتفاصيل العمل والراتب وسألته رودينا
: متي يمكنني الإلتقاء بالمدير حتي
تتم مقابله العمل .

فكر ساهر قليلاً فهو لا يريد إخبارها
أنه المدير حتي لا تكون رسميه معه
: لا تقلقي يا فتاه سوف أتصل أنا
كل الأمور ومتي تريدين ان تبدئي .

: سوف أبدأ غداً .
: حسنا يا رودينا هذا أفضل  لقد كنت
متوقع أن بعد حادث نادين سوف
ترجعون الي بلدكم .
نادين بضحك : حسناً لم يحدث شئ
خطير لهذه الدرجه حتي نعود وأيضاً
المكان هنة جميل لا أريد تفويت شئ
وزياره كل الأماكن به .

نظر ساهر في ساعته : حسناً يا فتيات
يجب عليا الذهاب الان لدي شئ مهم
وأيضاً تكري يا رودينا العمل غداً يبدء
عند الساعه الثامنه صباحاً .
أومأت له رودينا وودعوه ثم ذهبت
هي واختها ليتمشو قليلاً وبعد
ذلك ذهبو الي السوبر ماركت لإحضار
جميع المستلزمات والطعام الذي سوف
يأكلو منه وبعد ذلك حملو الأغراض
وذهبو الي المنزل .

وفي صباح اليوم التالي 
إستعدت رودينا للذهاب للعمل مبكراً
وأعدت الفطور ووضعته علي الطاوله
حتي تأكل نادين عندما تستيقظ
وخرجت من المنزل وتوجهت نحو
مطعم ساهر وعندنا وصلت كان
المطعم ممتلئ بلفعل بلزبائن  ،
وتوجهت الي المكان الموجود به
ساهر وأخذها ساهر بعيد قليلاً
حتي يستطيع التحدث معها بعيداً
عن الإزعاج وتحدث ساهر
: هل أنتي جاهزه يا رودينا .

: نعم أنا جاهزه  ولكن كيف سأبدأ العمل .
إبتسم ساهر  لها : سوف تكون معك
فتاتين لي لي وماهي  وسوف يخبروك
بكل شئ ولا تترددي في السؤال
عن أي شئ وسوف تكونين مسؤله
عن هذه الناحيه من المطعم  والان
تعالي معي حتي أعرفك علي الفتيات
واتركك معهم .

ذهبت خلفه رودينا وتعرفت
عليهم وكانت فتيات جميلات
جداً ورحبو برودينا بحراره  وتركهم
ساهر معاً وبدأت رودينا بالعمل
بجد مع الفتيات و بعد مرور وقت
طويل جاء وقت الراحه ،
وجلست الفتيات معاً وإستغلو الوقت
للدردشه والتعرف علي بعضهم أكثر
  وجاء ساهر وجلس معهم وأخبر رودينا

: انا سعيد جداً بتعلمك طريقه العمل
بسرعه وأيضاٍ لي لي وماهي  يشكرون
في عملك الجاد .
ابتسمت رودينا وردت عليه
: أنا سعيد بسماع هذا وشكراً لكم يا
فتيات لتعليمكم لي اليوم أتوقع انني
أتعبتكم من كثره الأسئله .

ردت لي لي بسرعه : توقفي يا فتاه لم
نتعب او شئ وأيضاً نحن سعداء
للتعرف عليك فأنتي جميله جداً
وطيبه القلب ايضاً .

جلسو يدردشون قليلاً ورحلت لي لي
وماهي  وجلست رودينا مع ساهر
فكان تقريباً حل الليل  فسألها ساهر
: هل أنتي جائعه  يا رودينا.
: لا لست جائعه  .

: توقفي يا فتاه فنحن تعمل طوال اليوم
ولم تتناول اي شئ سوف أحضر
لك وجبه سريعه .
ردت رودينا بسرعه : لا لا شكراً لك
يا ساهر أنا حقاً لست جائعه 
إجعل هذه الوجبه في يوم أخر  .
: حسناً كما تريدين إذا .

فنظرت رودينا حولها وهي تتحدث
: أتوقع أن هذا المكان مختلف جداً
فهو رائع عن أي مكان أخر   كنت
أتي إلي هنا عندما كنت صغيره
مع والدي ووالدتي .

: ان المكان لست مختلف في أي شئ
ففي أي مكان تذهبين إليه تسمعين
الخرافات الكثيره فمثلاً منتشر هنا
أن  في البحر ألهه ومخلوقات  غريبه
جداً والخرافات تشعرك بالملل  أيضاً .

نظرت رودينا بغموض : حقا  ألم بحر
ومخلوقات غامضه لم أستمتع بهذا من
قبل ولكن هل ممكن ان يكون موجود فعلاً .

: لا أعرف حقا ولكن كانو دائما يتحدثون
أن البحر عندما يهيج تكون هناك مخلوقات
غاضبه  به كانو يخبروني بهذه الخرافات
وانا صغير لدرجه انني كنت أسبح للبحث
عن حوريات بحر بشعر لامع وذيل
سمكه وعن بعض المخلوقات الغريبه
التي تأتي في القصص الخياليه .

عند هذه النقطه قررت رودينا تغيير
الموضوع فسألته
: لقد أخبرتني ماهي انك هادئ دائماً
وتحفظ ولا تخطلت  بالفتيات ولكني
لا أري هذا حقاً .
ضحك ساهر بشده  ورد عليها
: هذا يعتمد علي الأشخاص الذي أتعامل
معم يعني فتاه مثلك جميله وهادئه لا
يمكنني تجاهلك حقاً ولكن ماهي ولي لي
يتحدثون كثيراً ويفتحون الكثير من
المواضيع لذلك أتجنبهم  كثيراً .

رودينا بضحك : ولكني أعتقد أنهم جيدون
جداً ويملؤن اوقات فراغهم بلكلام٠
: حسناً دعك منهم لماذا لا نذهب غداً للجلوس
علي الشاطئ قليلاً ونشرب شئ .
ردينا بتفكير : حسناً لما لا إنها فكره جيد 
وأيضاً سأخبرك نادين حتي تأتي معنا 
والان يجب علي الذهاب .

: إنتظري لحظه سأحضر مفتاح سيارتي
وأوصلك إلي المنزل .
: لا داعي لا أريد أن أتعبك معي .
: لا بأس يا فتاه هذا يسعدني .
وأحضر مفتاح سيارته وركبت رودينا الي
جانبه وإنطلق بالسياره الي منزلها
وكان ساهر ينظر لرودينا طوال الطريق
مما جعلها تنظر من شباك السياره
بخجل من نظراته .

وبعد قليل وصلو أمام منزلها وكانت
نادين تقف في الأعلي وتشاهد رودينا
وهي تنزل من سياره وودعت رودينا
ساهر ودخلت الي منزلها بينما هو
آنطلق بسيارته الي منزله للراحه .

وعندما دخلت رودينا الي المنزل 
إستقبلتها نادين عند الباب: أخيراَ قد
رجعتي من العمل يا أختي لقد إشتقت
لكي وأيضا لمن هذه السياره الفخمه
جداً ومع من جئتي أخبريني بكل ما
حدث معك اليوم يا فتاه .
: إنتظري يا فتاه حتي أدخل أولاَ
واستريح وبعد ذلك أحكي لك .

وجلست رودينا علي الأريكه وجلست
نادين الي جانبها بفضول : والان لقد
جلستي أخبرني الان ما حدث .
حكت لها رودينا ما حدث معها في
العمل وانها قد تعرفت علي فتاتين
جميلتين وساهر هو من أوصلها
وسألتها عن ماذا فعلت اليوم أخبرتها
نادين انها لم تخرج من المنزل فقد
جلست  تتصفح الإنترنت وتتابع
مسلسلها المفضل .

وسألتها نادين هل هي معجبه بساهر .
ردت رودينا بعد تفكير : لست متأكده
ولكنه شاب جيد حقاً وقد طلب مني
أن أذهب وأجلس معه علي الشاطئ
غداَ ونتناول مشروب .
: أتوقع انه معجب بك يا أختي العزيزه
ووقفت نادين وتوجهت نحو المطبخ
: سوف أحضر يعض الطعام حتي
تغيري ملابسك للأكل معاً .

وذهبت رودينا وأخذت دوش بارد
وإرتدت بجامه وخرجت من غرفتها
وجلست هي ونادين لتناول الطعام وبعد
ذلك دخلت كل منهم الي غرفتها  وجلست
نادين تتصفح هاتفها وجلست رودينا
وتحسست السلسال الموجود في رقبتها
وظلت تسأل نفسها هل لهذا السلسال
علاقه بإختفاء والديها ام ماذا ولما هي
وليست نادين وفكرت قليلا وقررت
النزول للماء حتي تبحث مره أخري  .

وخرجت من المنزل بهدوء وذهبت
الي الماء وقفزت وعندما تحولت
شعرت براحه كبيره في داخلها 
والمياه البارده جعلتها تصفي ذهنها
وبدأت تشعر بتحسن 
،وظلت تسبح وتلهو ونسيت
لماذا  قد نزلت الي الماء في هذا الوقت
ولم تلاحظ أن هناك عيون تراقبها
من خلف صخره كبيره الحجم
وأخذ يحدث بها لبعض الوقت
وقرر أخيراً التوجه نحوها  وعندما
وصل تحدث : من أنتي .

فزعت رودينا من مكانها وإستدارات و
عندما رأته أصيبت بالذهول فهذا
حوريه بحر ولكن رجل  بزيل أسود
كبير الحجم وبه لمعه مميزه جداً
وصدره المعضل بشكل ملفت وشعره
الطويل البني  الناعم وعيونه العسليه
الجميله فكانت تنظر لها من الأعلي
للأسفل وبعدها تحدثت : هل أنت
حوريه بحر حقاٍ هذا يعني انني
لست الوحيده  ولكن بحثت كثيراً بالأمس
لم أجد أحد .

إقترب منها بهدوء : هل يمكنك
التوقف اولاً وصفك ليس دقيق فأنا
لست حوريه بحر حوري تناسبني أكثر
  وايضاَ لا يمكنك العثور علي بسهوله .

: حسناً يا سيد حوري .
كانت رودينا لا تستوعب انها تري
شخص أخر مثلها وأيضاً هل هو
بشري ويتحول وأراد سؤاله ولكنه
سألها  اولاً : من أنتي ومن أين جئتي
ولماذا تأتيني يومياُ في هذا الوقت
لهذا المكان .

: انا أبحث عن حوريات بحر او أي
شخص يشبهني فأنا لا أصدق حقاً
انك أمامي الان هل يوجد حوريات
أخري هنا أرجوك أخبرني كل شئ .
نظر لها بتعجب : ماذا تقصدي بيشبهك.
: أقصد انني إنسان علي البر وحوريه
في البحر .

: انا لم أراكي من قبل من أي بحر أنتي
وكيف جئتي إلي هنا .
: في الواقع انامن البر وفي الأساس
لست حوريه وهذة السلسال منذ أن
إرتديته جعلني حوريه في البحر
وانا أبي وأمي من البر .
: إن هذا مستحيل .

وأخذ يدور حولها ويتطلع لها  
وهي تنظر له بتعجب: لما تدور حولي
هكذا أشعر بالدوار .
وقف ونظر لها : هل أنتي حقاً حوريه بحر
: نعم انا الان حوريه ولم أري حوري
غيرك هنا هل يوجد حوريات أخري.

:لن أخبرك قبل أن تخبريني كيف أصبحتي
حوريه بحر .
: حسناَ لقد إخنفي والدي عندما كانو
علي متن سفينه ولم يجدو جثث لهم
حتي ولا أعرف أين ذهبو ولن نأتي
الي هذه الجزيره منذ تسعه عشر عاماً
وجئت الان انا وأختي لقضاء عطله،
ووجدت في غرفه أبي وأمي هذا السلسال
مع رساله غامضه وإرتديته ووجدت نفسي
هنا ولكن بدأت أعتقد علي وجودي في
البحر والبر ولكن لا أعرف ما هو اللغز
في الموضوع .

نظر لها بغموض : حسنا يمكنني أن أخذك
في جوله بما أنك جديده هنا .
نظرت له رودينا بإبتسامه : هل يمكنني
معرفه اسمك.
: اوو أعتذر لم أتعرف عليك بعد انا 
نادر وانتي ما أسمك .
: إسمي رودينا  .

وأخذها وظلو يتجولون في أعماق
البحر ودخلو إلي كهوف مختلفه
وبعد ذلك الي غابات بحريه في غايه
الجمال وكانت رودينا في حاله من
الذهول  فهي لم تري هذا المكان
فقد تحولت كثيراً ولكنها لم تأتي الي
هذا المكان .

وقبل حلول النهار  حان وقت رجوع
رودينا الي المنزل للراحه قليلاً
: يجب عليا الذهاب الان قبل
شروق الشمس .

نظر لها نادر بإبتسامه :هل سوف تأتين غداً .
: سأحاول المجئ .
: حسناً فأنا أريد رؤيتك مره أخري
سوف أنتظرك عند الشعاب المورجانيه الكبيره .
:حسنا وداعاً .
وسبحت رودينا بعيداً عن نادر وكان
ينظر في أثرها بإبتسامه فهي جميله جداً .

وخرجت روديناً الي الشاطئ وانتظرت
خلف الصخره حتي جف زيلها وإختفت
زعانفها وذهبت الي منزلها .

وفي صباح اليوم التالي بقيت رودينا
  نائمه وجائت الساعه الحاديه عشر
وهي لازالت نائمه أكثر من المعتاد
فقد تعبت كثيراً من كثره السباحه .
فقلقت نادين عليها ودخلت لغرفتها
حتي توقظها : رودينا ألم تتعبي من
النوم هيا إستيقظي  .

تململت  رودينا في نومتها : إتركيني
أنام قليلاً فأنا متعبه .
: هيا يا فتاه لقد رن ساهر علي هاتفي
وأخبرني  انه قد إتصل بك كثيراً
ولكنك لم تجيبي عليه وأخبرته أنكِ
متعبه جداً  .
: حسناً إتركيني انام قليلاً  .
تركتها نادين نائمه وخرجت للجلوس
في الحديقه .

بعد قليل من الوقت إستيقظت رودينا
وإبتسمت عندما تذكرت جولتها مع
نادر وإبتسمت بحب وهي تتذكره
فهو وسيم جداً ودخلت الي حمام
غرفتها وأخذت دوش بارد وإرتدت
فستان جميل وخرجت للجلوس مع
نادين في الحديقه .
وعندما جلست نظرت لها أختها بشك
: لماذا نمتي كل هذا الوقت هل خرجتي
في وقت متأخر أعتقد أنني سمعتك
عندما كنت تخرجين .

ردت رودينا بتوتر : نعم لقد خرجت
لأتمشي علي الشاطئ قليلاُ  وقد داهمني
الوقت ورجعت في الصباح .
نادين بغضب :هل تمزحين معي يا فتاه
  كيف تخرجين في مثل هذا الوقت ألم
تقلقي أن يحدث معك شئ غير متوقع .
: لا تكبري الموضوع يا فتاه انا أمامك
بخير الان وأيضا أريد أن أخبرك لقد
تعرفت علي شخص بالأمس إسمه نادر
وهو وسيم جداً ولطيف أيضاً .

نادين بضحك : أتوقع انك وقعت في
الحب من النظره الأولي أليس كذلك .
رودينا بخجل : توقفي يا فتاه  .
: هل سنجلس طوال اليوم في المنزل
لماذا لا نخرج لنتمشي قليلاً .

جلست رودينا شارده وهي تفكر فقد
وعدت ساهر أن يخرجو معاً ليشربو
علي الشاطئ ووعدت نادر بالإلتقاء في
البحر ونادين أختها أيضاً تريد الخروج
ولكن أفقتها من تفكيرها صوت صراخها
نادين في وجهها : هيا يا فتاه هل سوف
تظلي جالسه طوال الوقت هل سنخرج
ام لاء .
: حسناً هيا لنذهب  .

وخرجو معاً وأخذت أشيائهم وبعض من
المقبلات و مظله وذهبو الي الشاطئ
ووضعو المظله وفردو ملائه صغيره
وجلسو عليها  وكانت رودينا تنظر ناحيه
البحر بإبتسامه ونظرت لها نادين وهي
تسألها : رودينا أريد أن أسألك عن شئ
هل حقا جئنا الي هنا من أجل العطله
ام أن في رأسك شئ أخر .

نظرت لها رودينا  وهي علي هدوئها
: أختي العزيزه توقفي عن هذه الافكار
اجل جئنا لأجل العطله وايضاً لأجل
أن أتغير علي فقدان أهلنا وحتي
أخرجك من جو الدراسه فأنتي
لازلت منتهيه من اختبارت الثانويه العامه.
: حسناً يا أختي تعالي لنلعب بالكره معاً .
: لا أريد دعينا نجلس فقط  قليلاً فأنا
أشعر بالتعب من الصباح.

فإقتربت نادين من رودينا وعانقتها
بحب وأمالت رودينا برأسها علي كتف
نادين  وجلسو يتأملون البحر وكانت
كل منهم في رأسها تدور افكار مختلفه
عن الأخري.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي