الفصل الثالث

بعد مرور بضعه ايام ولم يتغير شئ
فكانت رودينا تذهب لعملها مع ساهر
وكان دائما ما يصر علي إيصالها
للمنزل ،وكانت تخرج هي ونادين
معاً وبعد منتصف الليل كانت
تخرج للنزول للبحر لتلتقي بنادر .

في منتصف الليل  نزلت رودينا
الي البحر وتحولت لحوريه
وظلت تسبح حتي وصلت للمكان
التي تلتقي فيه مع نادر ،وجلست
علي الصخره.
وبعد قليل وصل نادر وهو يسبح
بسرعه بذيله الأسود الطويل
: أووه إنظرو من هنة لقد وصلتي
اليوم مبكراً يا رودينا .

ابتسمت رودينا بحب فكانت تنظر
له عندما كان يسبحون بإتجاهها
وهي شارده به وبمظهره الرائع
: نعم لقد إنتهيت من العمل باكراً
وقررت المجئ وإنتظارك هنا
كيف حالك اليوم .
جلس نادر الي جانبها : انا بخير
وانتي كيف حالك .
: انا أيضاً بخير .

صمت قليلاً وهو يجلس بجانبها
ويتأملها : أتعرفين يا رودينا انتي
جميله جداً .
ردت رودينا بخجل : شكراً لك .
أمسك بيديها وسحبها خلفه
: لقد قررت أن أريك شئ اليوم
  تعالي معي .

: إلي أين تأخذني يا نادر  حسناً إسبح
ببطء قليلاً  أنت سريع جداً.
تمهل نادر من حركته ونظر لها
: حسناً يا حوريتي .
ابتسمت رودينا بعفويه عندما أطلق
نادر هذه الكلمه من فمه
: حسناً ايمكنك ان تخبرني إلي
أين تأخذني الان .
نظر لها بتعجب: لا تخافي من شئ
وأيضاً انت دائما تسأليني هل يوجد
حوريات أخري   والان لقد قررت
أن أخذك الي مدينتنا  .

ردت رودينا بحماس  : حقاً هل يوجد
مدينه كامله لحوريات البحر  ام
انك تمزح معي .
: تعالي معي وسوف تري بنفسك  .
: حسناً هيا بنا .

وأمسك نادر بيدها ونظر لها فآبتسمت
له  وسحبها وظلو يسبحون لعده
دقائق وأماكن غريبه في البحر لم
تراها رودينا طوال الفتره التي
جائتها الي هنا .

وظلو يسبحون أعمق واسرع وكانت
رودينا  مذهوله من المناظر من حولها 
وبعد قليل رأت رودينا المدينه من علي
بعد وصمتت قليلاً فالمكان رائع جداً 
وعندما وصلو وقفو وراء صخره،
  وكانت رودينا تنظر بذهول: هذا مدهش
حقاً لم أري في حياتي جملاً كهذا .

نادر بإبتسامه : انا سعيد جداً أن
المدينه اعجبتك .
وظلت رودينا تنظر للمدينه بينما
ينظر نادر لها  بإعجاب  : اتعرفين يا رودينا
عندما أنظر لك أكون سعيد جداً فأنتي
مختلفه جداً.
خجلت رودينا ولا تعرف ما تجيبه
: هذا لطف منك حقا شكراً لك يا نادر .

وعم الصمت عليهم وفكرت رودينا 
هل هي أحرجتني فهي ليست متأكده
من إعجابها به حتي الآن وليست
متأكده فقررت كسر حاجز الصمت
وسألته : كم من الحوريات تعيش
في هذه المدينه .
: يعيش هنا ألالاف الحوريات  .
: حقاً كل هذا العدد  هل يمكن أن يكون
إختفي والداي لأنهم في الأصل
حوريات بحر ام ماذا .

نظر لها نادر : يمكن لجميع الحوريات
الخروج من البحر والعيش كبشر عاديين
مثلك ولكن يجب عليهم العوده الي هنا
كل عام لتجديد صلاحيه الخروج وان
لم يجددوها  ونزلو الي البحر لا يمكنهم
الرجوع كبشر عاديين مجدداً .

رودينا بذهول : حقاُ هذا يعني أنني
يمكن أن أجد والداي هنا صحيح .

:يمكن أن تجديهم  او يمكن أن يكونو
قد تم ترحيلهم الي بحر أخر لأنهم
خالفو القواعد والقوانين  .

: ان هذه القوانين صعبه جداً ولكن
يعني هذا انك يمكنك الخروج الي البر
أيضا والعيش كأنك بشر عادي .
: لم  أفكر في هذا مطلقاً ولكن بعد
معرفتك يمكنني التفكير .
: اريد رؤيه المدينه يا نادر .
وكادت ان تسبح بناحيه المدينه أمسك
نادر يديها : توقفي لا يمكنك الذهاب .

نظرت له رودينا بتعجب : لماذا لا يمكنني
الذهاب  انا أيضاً حوريه ولم يلاحظ
احد انني غريبه .

: حتماً سوف يلاحظون لان ذلك مختلف
فهو مزيج من لونين أزرق ووردي اما
باقي الحريات  زيولهم مكونه من لون واحد .
رودينا بحزن : ولكن أريد دخول
المدينه يا نادر  .
:حسناً يا فتاه لا تحزني فأنا سوف أخذ الي
مكان هادئ وسوف أعرفك علي صديقه
لي فقد حكيت لها عنك وسوف تحبك
ولا تطيق الإنتظار لرؤيتك.

ابتسمت رودينا : حسناً سوف أذهب
معك الان .
وسحبها من يدها  وظل يسبح
بالقرب من المدينه  ووصل الي المكان
المنشود .

ونظرت رودينا الي المكان خلفها
فكان رائع والمدينه رائعه من القريب
وظلو ينتظرون مجئ صديق نادر
وكانو يتحدثون تن انها تأخرت ولكن
وصلت فجأه حوريه جميله بشعر أسود
طويل وذيل أحمر ووقفت أمامهم
بإبتسامه عريضه : ها قد أتيت  .

نظرت لها رودينا من الأعلي الي الأسفل
بإعجاب شديد فالأول مره تري
حوريه جميله هكذا .
وتوجهت الحوريه نحو رودينا
: مرحباً عزيزتي رودينا  لقد
حكي لي نادر عنك الكثير
انا اسمي كارما .
:مرحباً كارما أنتي جميله جداً وأيضاً
انتي أول حوريه ألتقي بها في حياتي انا
منبهره حقاً بجمالك  .
: شكراً لكي يا رودينا وانتي أيضاً جميله
وزيلك مميز جداً .
رودينا بإبتسامه : يمكننا أن نكون
اصدقاء إذاً.

: سأكون سعيده بهذا وأيضاً أخبريني
كيف هي الحياه علي البر .
: ان الحياه خارج البحر جميله جداً
وأيضاً يمكنك إرتداء جميع انواع
الملابس من الكاجول والسواريه وكل شئ .
كارما بضحك : انا لا أفهمك حقاً .

ضحك نادر : ان كارما لا تفهم الحياه
في الخارج فهي دائما متشوقه للخروج
ولكنها تخاف من القوانين .

وظلو يدردشون لساعات ونادر يجلس
ويشاهدهم ويتأمل ملامحها
وضحكات رودينا فهي حقا دخلت
قلبه من أول لقاء .

وودعت رودينا كارما وأخبرتها
أن يجب عليها الذهاب فإن لديها
عمل مبكراً وأخبرها نادر انه سوف
يوصلها  وكان يسبح بجوارها
حتي وصلو الي القرب من الشاطئ
وكادت رودينا أن تودعه ولكن
اوقفها وأمسك يدها
: رودينا أريد إخبارك بشئ .

نظرت له رودينا بتعجب : ماذا هناك سوف
أتأخر الان يا نادر .
: ألا تفكرين في العيش هنا في أعماق
البحار الي الابد.
توترت رودينا من أمساكه يدها بشكل
مفاجئ  وردت عليه : لم أفكر في
هذا إطلاقاً لان حياتي الأساسيه
هي علي البر وليس في البحر لقد جئت
إلي هنا صدفه ولم أكتشف بعد لماذا جئت
والان يجب عليا الذهاب سوف نلتقي
في وقت أخر .

وتركته رودينا وسبحت بعيداً  وقبل
خروجها من البحر نظرت له بإبتسامه
وصاحت بصوت عالي حتي يسمعها
:يمكنك انت التفكير في الخروج من البحر .
وإستدارت وخرجت من البحر بجانب
الصخره العملاقه وإنتظرت حتي جف
زيلها ورجعت قدميها وبعد ذلك
رجعت للمنزل .

اما عند نادر  إحتار بسبب كلماتك رودينا
فهو لا يعرف ما في رأسها ورجع الي مدينه
الحوريات  وذهب الي صديقته كارما
وجلس معها وهو صامت  فنظرت له
قليلاً ثم تحدثت : هل أحببتها يا نادر ام ماذا .
نظر نادر نحو كارما : أتوقع ذلك مع انك
تعرفين لم يدق قلبي ناحيه اي حوريه
في المدينه بأكملها وتأتي هذه الحريه
المجهوله وتخطف قلبي ببساطه والي ا
لان لاء اعرف ما يدور برأسها  .

تحدثت كارما بغموض : لماذا لا تخاطر
انت وتخرج الي البر وتعرف كيف
هي الحياه هناك .
: اخاف ان أخاطر واختلف قوانين
المدينه واتعلق بها وبالأخير أحبس
هنا في البحر الي الأبد.
: انت أحمق حقا  ولماذا سوف
تخالف القوانين .
نادر بتفكير  : إتركيني افكر بالموضوع
وأعرف ما برأس رودينا اولاَ .

في صباح يوم جديد
جلست رودينا مع أختها نادين
وهم يتحدثون علي مائده الإفطار
  وكان يظهر علي رودينا التعب والإرهاق .
فنظرت لها نادين بتعجب
: ما الذي يحدث لكي يا رودينا 
أصبحت تعودين في وقت متأخر
ويظهر عليك الإرهاق والتعب
ما الذي يحدث معك .

ردت رودينا بتعب : انا فقط متعبه من
كثره العمل والان يجب عليا الذهاب
الي العمل وسوف أطلب  إجازه لمده
يومين  للراحه .
: حسناً يا رودينا إنتبهي لنفسك
وأيضاً أريد آخبارك أنني قد تعرفت
علي بعض الأصدقاء هنا في الحي
وهم لطفاء جداً .

وقفت رودينا وهي تحمل أغراضها
وترتدي حذائها : حسنا يا نادين ولكن
إنتبهي لنفسك فقط وسوف أعود مبكراً
اليوم .
وخرجت رودينا وفضلت أن تتمشي
حتي تصل للمطعم فهو ليس بعيداً
جداً عن منزلهم  وعندما وصلت
دخلت الي غرفه تغير الملابس
وإرتدت يونيفورم العمل وبعد ذلك
توجهت نحو المطبخ لتري ساهر
ووجدته منسجم في طبخ بعض
الأطباق فتوجهت نحوه : صباح الخير
يا ساهر أعتذر علي التأخير اليوم
فأنا متعبه قليلاً .

ترك ساهر ما بيده وغسل يده وتوجهه
للحديث معها : صباح الخير يا رودينا
لا بأس بتأخيرك وبما أنك متعبه لماذا
لا تطلبين إجازه حتي ترتاحين .
ردت رودينا بتعب :انا قد جئت اليوم
لطلب أجازه ليومين لأنني حقاً متعبه .

إبتسم ساهر لها  : حسناً تعالي لأوصلك
للمنزل الان لأنك متعبه .
: لا بأس يمكنني العمل اليوم وأرتاح غداً  .
: حسناً كما تريدين يا فتاه لا يمكنني
منعك عن شئ فأنتي تنفذي ما تقولينه .

إبتسمت رودينا بعفويه وخرجت للقيام
بعملها مع لي لي وماهي  وكانو يجعلها
ترتاح لان يظهر عليها التعب .

وانتهي وقت العمل وكان الوقت متأخر،
وجلست رودينا مع لي لي وماهي
وبعدما إطمئنو عليها ذهبو الي منزلهم
وجائت رودينا حتي ترحل ولكن
اوقفها ساهر : إنتظري يا رودينا
سوف اوصلك .

: لا داعي يا ساهر أن المسافه ليست
بعيده فقط سوف  اتمشي الي المنزل .
نظر لها ساهر بجديه : أخبرتك ان
تنتظري لا تجادليني  .

انتظرت رودينا وأغلق ساهر المطعم
بعدما اتمم علي كل شئ  وخرج أحضر
السياره وركبت رودينا الي جانبه وإنطلق
بها إلي منزل رودينا .

وبعد قليل وصلو ونزل ساهر وفتح
الباب لرودينا وجائت حتي تخرج
شعرت بالدوار وقبل ان تقع وتصتدم
بالسياره أمسك بها ساهر بين يده
وحملها وأغلق السياره بقدمه ودخل من
الباب الرئيسي ودق علي الباب بقدمه
بقوه فردت عليه نادين من الداخل
بصوت عالي : حسنا إنتظر لحظه .

وفتحت الباب ودخل ساهر بسرعه
وهو يحمل رودينا ووضعها علي الأريكه
وصاح بصوت عالي : أحضرت كوب من
الماء يا نادين بسرعه .

ذهبت نادين وأحضرت كوب من الماء
بسرعه وذهب نحوهم ،وجلست بجانب
أختها بينما أمسك ساهر بالماء ووضع
القليل علي وجهها وبدأت تفيق وكان
نادين متوتره جداً وقلقه علي أختها
فسألت ساهر : ما الذي حدث معها يا
ساهر أرجوك أخبرني .

: لا تقلقي فهي يظهر عليها التعب منذ
الصباح وايضاً انوقع انها لم تأكل شئ
لهذا أغمي عليها  .
بكت نادين وهي تنظر لأختها التي
يظهر عليها الضعف  فنظر لها ساهر
بشفقه : إهدئى يا فتاه فهي سوف
تستيقظ وأنتي بدلاً من البكاء تعالي
معي الي المطبخ لنحضر شى حتي تأكله .

وأحضرت نادين غطاء من غرفه رودينا
ووضعته فوقها ودخلت الي المطبخ
هي وساهر وأحضرت له الأغراض الذي
طلبها  وبدأ يطبخ الطعام بمهاره ونادين
تشاهده وتنظر له بهيام حتي طلب منها
أن تحضر له طبق كبير  ،

وذهبت حتي تحضره وهو  بعيد جداً
عنها وترفع قدها وتحاول إحضار
ولمحها ساهر فضحك عليها بشده
وذهب نحوها ومد يده للأعلي
وأحضر الطبق : توقفي يا قصيره
سوف أحضره انا .

توترت نادين من قربه منها وفوراً
إبتعدت من أمامه وردت عليها
: انا لست قصيره لا تتنمر علي يا ساهر .
ضحك ساهر : حسناً انا أعتذر .
: حسناً لا بأس   .

إستيقظت رودينا ونظرت حولها لم
تجد أحد ولكن إشتمت رائحه ذكيه
أتيه من المطبخ فذهب نحوه وجدا
ساهر ونادين يطبخون الطعام 
ويضحكون فنظرت لهم بإبتسامه
ثم تحدثت : هااي انا هنا .

جرت نادين نحوها عندما رأتها
واحتضنتها بعنف فشعرت رودينا بالإختناق
: حسناً يا فتاه إبتدي سوف أختنق .
نظر لهم ساهر وإبتسم لان علاقه الأخوه
بينهم قويه جداً  وعندما إبتعدت
نادين عن رودينا نظر لها وتحدث

: حمداً لله علي سلامتك يا فتاه لقد
قلقنا عليك وأيضاً انتي مستهتره جداً
لأنك لا تتناولي الطعام الطعام في مواعيده.
: حسناً توقف يا ساهر عن هذا وأيضاً
أسرع قليلاً فأنا سوف أموت من الجوع .
: تبقي فقط عشر دقائق وسوف أتنهي
  من تحضير الطعام .

وبعد قليل إنتهي ساهر من  تحضير
الطعام وساعدته نادين في وضعه
علي الطاوله وأصرت عليه حتي
يتناول الطعام معهم  وجلسو وكانو
يطعمون رودينا ويضحكون معاً 
وبعدها إنتهو غسلت نادين الأطباق ،
وجلسو في الصالون ونظر ساهر في
ساعه وجد الوقت قد تأخر

: يجب علي الذهاب الأن لقد تأخر
الوقت كثيراً .
نظرت له رودينا  : إنتظر قليلاً أريد ان
أسألك عن شئ .
جلس ساهر ونظر لها بتعجب
: أخبريني ماذا هناك .

: لماذا تخفي انك انت مدير المطعم .
توتر ساهر ونظر نحو نادين بتلقائيه
فرفعت له أكتافها بمعني تصرف انت
من كذبت  ورجع بنظره نحو رودينا
وتحدث : كنت سوف أخبرك ولكن
لم أخبرك منذ البدايه حتي لا تفكري
انني أعاملك معامله خاصه بعيداً عن
جميع الموظفين  وهذا لأنك صديقتي
قبل أن تكوني موظفه عندي وأيضاً انتي
تعرفين أعامل جميع الفتيات في
العمل بصرامه  .

إبتسمت رودينا : حسناً لا بأس ولكن
أنا لا أحب الكذب أو الأشخاص الذي
يكذبون  فلا تخبئ عني شئ بعد الان .
اومأ لها ساهر وودعهم وخرج ركب
سيارته وإنطلق بها إلي منزله فهو
يعيش وحده  في فيلا كبيره وجميله
جداً وعندما وصل  ركن سيارته في
الجراش،
وصعد الي غرفته وأخذ دوش
بارد وإستلقي علي السرير بتعب
وشرد وهو يفكر برودينا  وإبتسم بحب
وبعد ذلك ذهب في نوم عميق .

اما عند رودينا ونادين  بعدما ذهب ساهر 
اطفؤ الأضواء وشغلت نادين التلفاز
وأحضرت غطاء كبير وساعدتها رودينا
في ضم الأريكتين ونامو بجانب بعضهم
وهم يشاهدون فيلم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي