الفصل الرابع

مر يومين
وكان نادر يذهب يومياً الي
مكان إلتقائه برودينا في البحر
وهي لم تذهب لشده تعبها وهو كان
قلق عليها جداً وعاد حزيناً الي مدينه
الحوريات وذهب لصدقته كارما ،
وجلس بصمت شديد وكانت تنظر له
باهتمام فهو دائم الشرود

فبادرت بالحديث : ما الذي يحدث معك
يا نادر لماذا انت حزين وشارد الذهن دائماً.
رد نادر بحزن : حقاً لا أعرف يا كارما فأنا
سوف أجن لقد مر يومين ولم تأتي
رودينا الي البحر هل هيا لم تعد تهتم
بي او لم تعد تتحول لحوريه لا أعرف
ما الذي حل بها .

كارما بعد تفكير : هل إعترفت لها
انك معجب بها  .
: لقد أعطيتها تلميحات فقط وأتوقع
انها فهمت ومنذ هذا الوقت لم تعد الي البحر.
: لماذا لا تفكر بالخروج الي البر وتبحث
عنها .
: كيف انا حتي لا أعرف اي شئ علي البر  .
نظرت له كارما بغضب : حسناً توقف عن
التفكير وإنتظر يمكن أن تكون مريضه
لذلك لم تأتي إنتظر وبعد ذلك سوف نفكر
ماذا سوف نفعل .

وأومأ لها نادر وأخبرها انه يريد البقاء
وحده وظل يسبح كثيراً وجلس في
مكان هادئ وحده .

في البر كان الوقت لا يزال في الثامنه
صباحاً وإستيقظ ساهر من نومه
وقرر الذهاب لزياره رودينا ونادين
  وأخذ دوش بارد وإرتدي ملابسه
وصفف شعره فكان وسيم جداً ،

ونزل الي جراش السيارات وأخرج
سيارته وإنطلق بها نحو منزل رودينا
وبعد قليل وصل ودخل من الباب
الرئيسي ودق علي الباب وكانت
رودينا ونادين يجلسون ويتناولون
طعام الإفطار وذهب نادين نحو الباب
لفتره وجدته ساهر ونظرت له بإعجاب
فألقي ساهر تحبه الصباح بإبتسامه جذابه 
فأجابته : صباح الخير ساهر تفضل بالدخول.

ودخل ساهر معها وهو يشعر بالإحراج
فهو ليس معتاد علي الذهاب لبيوت
الأخرين وعندما دخل قابلته رودينا
بإبتسامه بسيطه : تفضل وأجلس يا
ساهر أن والدتك تحبك هيا تعالي لتناول
الفطور معنا .
: لا بأس يا فتاه فقد جئت للإطمئنان
عليكي فقط ليس أكثر .
نظرت له نادين بتحذير: هيا إلي الان والا
لن أجعلك تخرج للذهاب للعمل .
وبعد كثير من إلحاح رودينا ونادين
عليه جلس وتناول معهم وجبه خفيفه 
وبعدما إنتهو جلسو في الصالون  
وسألها ساهر : هل تشعرين بتحسن
اليوم يا رودينا .

: نعم انا بخير تماماً وكنت سوف
أداوم اليوم .
نادين بملل : اوووه سوف أجلس
بمفردي اليوم ايضاً .
ضحك ساهر عليها : بما انكم أكتشفتو
انني مدير المطعم يمكنك المجئ معنا
اليوم يا نادين  ومشاهدتنا اثناء العمل .
: حقاً ام انك تمزح معي .

ضحك ساهر ونادين عليها ثم رد عليها
ساهر : حسناً أمامك عشى دقائق
حتي تجهزي  .
ردت نادين بمرح : حسناً سيدي في
لمح البصر .

وذهبت نادين الي غرفتها وإستأذنت
رودينا من ساهر حتي تغير ملابسها
وذهبت الي غرفتها واختارت بنطال
جينز أسود وتيشرت ضيق يظهر
جزء من خصرها بحملات رفيعه
بالون الأحمر وجاكت من الجينز الاسود
ورفعت شعرها في زيل حصان
ونظرت لنفسها في المرأه وشعرت
بالرضا،

وخرجت وجدت  نادين تجلس مع ساهر
وقد ارتدت فستان بالون الأصفر  قصير
بالون الأسود  وفردت شعرها البني
الطويل فكان يغطي ظهرها بالكامل .

وخرجو معاً وركبو في سياره ساهر
  وقضو يومهم في العمل وكانت
نادين تراقب ساهر وهو يطبخ بمهاره
وجديه وكانت تنظر له بإعجاب شديد ،
وكانت رودينا تعمل بجد ايضاً لأنها
تغيبت عن العمل لمده يومين وبعدما
انتهو من العمل تناول العشاء معاً
وبعد ذلك ذهبو الي المنزل .

في غرفه رودينا بعدما تأكدت ان
نادين نائمه  قررت الذهاب الي البحر
لأنها قد إشتاقت لنادر وخرجت ببطء
وجرت نحو الشاطئ وذهبت خلف
الصخره الكبيره وقفزت في المياه
وتحولت لحوريه ونظرت ليلها وزعانفها
بإشتياق فلم تري نفسها بهذا الوضع
منذ فتره من الزمن وظلت تسبح
وتسبح حتي وصلت الي مكان

وجود كارما  وجدتها جالسه وتتمتم
بكلمات الاغاني وكان صوتها عذب
جداً وجميل بينما تضع شئ علي زيلها 
فقررت رودينا أن تفزعها
وذهبت خلفها ووضعت يديها علي أعين
كارما فتوترت كارما وتحدثت بخفوت
: من هذا ابتعد عني .

فتراجعت رودينا وهي تضحك
: هذه انا يا فتاه لقد إشتقت لكي .
نظرت لها كارما بفرح  وسبحت نحوها
وضمتها  : وانا أيضاً إشتقت لكي لقد كنت
حزينه جداً توقعت انك لم تأتي الي
البحر مجدداً ونادر أيضاً حزين كان
ينتظرك كل ليله بفارغ الصبر
ولكنك لم تأتي .

ردت رودينا بحزن : أقسم لكي لقد
كنت متعبه وأجلس في السرير طوال
الوقت حتب انني لم أكن أذهب للعمل .
:حقا تعالي لنذهب لنادر سوف يسعد
عندما يراك .

: أين هو نادر هل سوف تأخذيني
الي المدينه .
: لاء انهم الان يدرب الدلافين علي
إنقاذ البشر فهذا تقريباً عمله منذ سنوات .
ردت رودينا بذهول : حقا ً ام انكي
تمزحين معي  .
: ولماذا سوف أمزح يا فتاه هيا تعالي معي .

وسبحت رودينا خلف كارما في بعض
الأماكن المختلفه وذهبو الي مكان
وجود نادر وكانت رودينا وكرما
يشاهدونه من علي بعد مسافه
وهو يدربهم بمهاره وزاد إعجاب
رودينا به ولاحظت كارما أن عيون
رودينا تلمع عندما تنظر لنادر
وسبحت للخلف ببطء حتي لا
تلاحظها رودينا  وقررت ان تعطيهم بعض
الوقت  معاً لأن سبق  وأخبرها نادر
انه معجب برودينا .

كانت رودينا شارده الذهن تماماً تشاهد
نادر فقط حتي انها لم تلاحظ ذهاب
كارما وإستدار نادر ولمحها وفوراً جعل
الدلافين تنصرف وتقدم نحوها
  وجذبها من ذراعها نحوه وإحتضنها
بقوه ،وصدمت رودينا من فعلته
وتصنمت وخجلت
بشده ولا تستطيع الإبتعاد عنه .

وبعد قليل إبتعد عنها نادر ونظر ال
وجهها وكانت أحمر بشده : لماذا وجهك
بلون الأحمر هكذا  .

كانت رودينا متردده في الحديث
ولكن وأخيراً خرج الكلام منها بصعوبه
: ما الذي فعلته .
نادر بإبتسامه جذابه : أعبر عن إشتياقي لك .
خجلت رودينا ولا تعرف ماذا تجيبه
ولكنها عزمت قرارها أن تغير الموضوع
فسألته: لماذا لم تخبرني انك تدرب
الدلافين فأنا أحبها بشده .

عرف نادر انها تريد تغير الموضوع
: لماذا تتهربين مني ولماذا تغيبتي
كل هذه المده هل لديك حبيب علي البر  .

توترت رودينا ولكنها أجابته : انا لا أتهرب
منك وكنت متعبه كثيراً لذلك لم أتي
إلي هنا وأيضاً ليس لدي حبيب كل
ما في الأمر اني لا أريد المبادره
أريد التأكد من مشاعري اولاً وإذا
كنت تحبني حقاً او لانني مختلفه
عن الحوريات الأخري   ورجائاً أعطني
بعض الوقت فأنا أفكر في المستقبل 
فأنا لا أعرف لماذا أنا هنا ودائماً أفكر
بوالداي ووالدتي  لهذا السبب انا
مشوشه انا أسفه حقاً علي انفعالي
الان  انا لدي مشاعر تجاهك ولكن
لم أتأكد منها  بعد اذا كنت صديق
ام حبيب  أمهلني فقط بعض الوقت .

كان نادر يستمع لها فهي محقه
  وقرر مساعدتها علي إيجاد والديها او
معرفه ما حدث لهم : حسناً رودينا
رجائاً إهدئ وأيضاً أعدك أننا سوف
نجد حل وأيضاً لم أفتح هذا الموضوع
مره أخري وسوف أبحث في موضوع
والديك ايضا لا تقلقي .

ومد نادر يده وأمسك بيده  وتشبثت
رودينا بيده لأنها أحسن ببعض الاطمئنان
معه  وبعد ذلك ظلو يتجولون في
أعماق البحر  حتي ترتاح رودينا من همومها.

وبعدما إنتهو من جولتهم اوصل نادر
رودينا الي المكان التي تخرج منه دائماً
وأخبرها انه سوف ينتظرها غداً حتي
يراها ويعرفو ما هي الخطوه القادمه .

خرجت رودينا من المياه وكان الجو بارد
جداً وكانت مبلله من المياه وعندما جف
زيلها وإختفي تماماً رجعت الي المنزل،
وكانت تدخل بهدوء وكان الجو مظلم
جداً  وكانت علي وشك أن تدخل غرفتها
ولكن أضاء المنزل ،ووجدت نادين

تقف وتضع يديها إلي جانبها وتقف في
منتصف الرده ويظهر علي وجهها ملامح
الغضب : أين كنتي يا رودينا في
هذا الوقت وقد تأخرتي في الخارج
اتعرفين كم قلقت عليكي ولماذا
ملابسك وشعرك مبلل هكذا .

توترت رودينا فل تكن تتوقع أن نادين
مستيقظه في هذا الوقت  : لقد كنت اتمشي
قليلاً علي الشاطئ  ونزلت الي السباحه
  لذلك تبللت  .

: حقاً يا فتاه توقفي كن الكذب  فأنتي
لا تعرفين كيف تسبحين في الصباح
تذهبين في الليل توقفي عن الكذب
فأنا أكثر شخص يعرفك عندما تكذبي
ألست انا أختك وعائلتك الوحيده
أخبريني ما الذي حدث معك لماذا
تخفي عني .

اقتربت رودينا من نادين
: حسناً عزيزتي سوف أخبرك بكل
شئ في الوقت المناسب لا تتعجلي
في معرفه شئ لان هذا خطر عليكي
ورجاءً لا تسألي كثيراً والان إدخل
الي غرفتك حتي ترتاحي  جيداً .

ودخلت رودينا الي غرفتها وهي
تتنهد بضيق ودخلت الي حمامها
الخاص وحصلت علي دوش بارد
وبعد ذلك إستلمت علي السرير
ونامت وهي تدعي أن لا تفكر نادين كثيراً .

اما نادين كانت تدور بأفكرها
ودخلت الي غرفتها وهي تفكر ما الذي
سوف تفعله هل تراقبها فهي لاحظت
انها تخرج بعد منتصف الليل وتعود
قبل شروق الشمس .

وأخرجت هاتفها وقررت مراسله ساهر
حتي تخبره ويساعدها  فيمكن أن تكون
رودينا  في خطر .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي