بلا جفون

Asmaasabry`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-24ضع على الرف
  • 10.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

تتجلى بالإبتسامة وداخلك ألف غيمة، تشعر بالتيه وسط غلبة الأيام، تقف على حافة السلام وتنحدر بك لتعود لنقطة البداية، تتلاشى أحلامك وتزهق مشيئتك، أحلامك تبخرت وأصبحت أضغاث، أخطأ الجميع في حقك وها أنت الأن تائه بين شعور اللا شعور، ماقت هشاشة قلبك، باغض نفسك البرئية، زاهد للعيش وسط هذا المستنقع.
كل هذا سيمر، أنت من مررت بمرارته وحدك عليك تجاوزه ومروره، تعلم أن نفسك باتت هشة لا تحمل العيش ولكن عليك المثابرة والاثبات ما دامت أنفاسك تتصاعد، تجرد من أحزانك وثابر على نهجك الأولي، حيث أنت ولا تدري من حولك.
لطلما عشت معطائًا من دون كدٍ أو ملل، كان عائدك هو الضرر، ضرر نفسي يأتي من بعد الاعتياد، وحين تلجأ بنفسك للمساعدة أو الإهتمام، كانت صدمة التجاهل حليفتك، هنا عليك بالتريس والتأني في التفكير لأمرك، ساند نفسك على ما أنت عليه، واستبق العون العام المعثر، ولا تنحدر بنفسك لعون أناس مرور الوقت لن يلائم أثر جراحهم..


هو شخص يعيش سالماً بين العالم، نكرة وسط مستنقع دلف فيه عاميا جاهلاً، تقوده براءة أصوله الحسنة، ليلتقي صدفة بفتاة يرغمه هواها لا إراديا الهوس بعشقها، ولكن إلى أي حافة ستصل، سنعلم خلال ما هو قادم من نصوص تالية.


على أحد الجبال العالية بمصر جبل يدعى "الجلالة" سلسلة جبلية من جبال البحر الأحمر شرق مصر تحديداً بأماكن ينابيع الكبريت أو ما تسمى "العين السخنة " حيث يبلغ إرتفاعه ألف ومئاتي كيلو متراً، كان يتجمع أناس من الشرطة فور إخبارهم عن حادثة سقوط سيارة من أعلى الجبل، وما مر سوى دقائق ووصل المحقق "يوسف" بنفسه حيث مسرح الحادثة يسأل عن متى وكيف حدث هذا الحادث؟

أجابه أحد الموجودين أن كل ما تشير إليه الدوافع أن هذه الحادثة انتحار عن عمد، وأن التقرير المبدئي للأطباء أن نتائج تحاليل الضحية تحتوى على نسبة هائلة من المواد المخدرة، وجميع الشواهد تدل على أنه شاب انحدر تحت فساد المجتمع الأخلاقي السائد على حال الشباب هذه الفترة، وأصبح مثل هذه الحوادث أمر اعتيادياً على مسامعنا.

لم يعر يوسف الأمر اهتماماً أكثر فكل ما تفوه به بالفعل على حق، ولكن هو شاب يأسف بداخله على حال الشباب من ضعف إيمانهم لتهون عليهم زهق أرواحهم بهذه السهولة.

ولكن ما أفاقه من شروده هو إخباره أيضا أن الشخص ما زالت تمن عليه رحمة الله وأنفاسه تعافر أخذ ما تبقى لها من الحياة، وهنا تسرب دهاليز الشك إلى قلبه فور توالي سماع الأخبار أن الشخص كان يرتدي رابطة الأمان.

ترك محل الحادث بعد أخذ قسط كاف من المعلومات المبدئية عن هوية الشخص، ومن ثم انتقل الضابط يوسف في الحال للمشفى حيث تقبع الحالة على كم هائل من الأجهزة الطبية، وجسده بالكامل محصور بين الجبيرة البيضاء ، انتقل حيث الطبيب المشرف على حالته ليستعلم أكثر عنه واذا بخبر آخر يؤكد أصول شكه أن ما وضحته نتائج التحاليل الأخيرة لهذا الجسد المهشم، بأن دمه يحتوي على نسبة ليست بقليلة من السم المميت ولكن هذا النوع الذي حددته النتائج أنه يؤدي بحياة الشخص على مدار أيام وليس من أنواع السموم القوية.

كل ما كان يجول بعقله كيف لشخص يريد زهق حياته بهذه السهولة أن يفعل كل هذه المتضادات، عندما يصل الإنسان إلى ما يدفعه لزهق روحه بهوان هكذا، دائما ما يتثنى بالأسهل والأسرع، ما حجة عقله وحكمته في تناول سم يميت خلال أيام، ويتناول أيضا كمية مخدرة عالية ومن ثم يأتي بروحه من أعلى الجبال، وذرة العقل الأخيرة التي استخدمها في وضع حزام الأمان خاصته لم تشفق عليه برحمه من طرق انتحاراته المختلفة البشعة، هناك أمر خفي حيال هذا سيعلمه حتما.

خرج من المشفى وبوجهة ثانيةً إلى مقر عمله لمتابعة التحقيقات في القضية و الاستعلام عن حال ومنشأ هذا ما يدعى « مصطفى» وبداخلة تنشأ لذة فك شفرة القضية لإرضاء روح الضابط الماهر خاصته.

أخبره أحد الضباط أنه شاب على مشارف العقد الثالث من عمره، درس الهندسة المعمارية لأربع سنوات، وبسبب وفاة والدته لم يتم سنته الأخيرة وتعرض حينها لانتكاث نفسية تطورت معه لاكتئاب حاد، تعافى منه على مهل ولكن حينها لم يستطع الالتحاق بجامعته مرة أخرى، لم يعر الأمر إهتماما، فمن بعد فقدة لوالدته أصبح زاهدا للحياة، كل ما يهمه هو الحصول على فرصة عمل جديدة، ملبياً حاجته اليومية، وبعد وقت أتيح له فرصة عمل بصيانة المصاعد تابعاً لشركة معروفة بالبلد.

جلس يفكر في أناة ومهل وحزم أن ما سمعه للتو من سيرة حميدة لمصطفى تؤكد أيضا وجود طرف أو أكثر تسبب في وأده أو حفزه لذلك، إن لم يكن مقتول عن عمد حقا، وبعد مرور بضع ساعات وهو على حاله يزعم بألف قصة وحوار يدفعه للإنتحار، ولكن لم يجد، جميعها أفكار وهمية غير متقنة المنطق، أحدها أنه أثناء عمله بالشركة الخاصة بصيانة المصاعد تم فصله من العمل لأسباب من المؤكد ستجنيها نتائج تحقيقاته، مما أدى إلى غلق باب رزقه الوحيد وتراكم الديون عليه، وعلم أيضا أن قبل عام كان يمتلك منزله الذي يقطن فيه الآن ولكن ابتاعه لرب عمله واستأجره منه ثانية.

هنا تعقد الأمر أكثر، كيف له بطرده وتركه بالمنزل، وما الذي تعثر عليه هذا الشاب من أمور الدنيا يجعله يستغني عن منزل ليس بثمن بخث ورثه عن والده.

حثم على الكون سكون رهيب، والحجب الكثيفة من الظلام تجول بريقها المظلم حيث مكتبه، وهو منغمس بين الأوراق يفتش عن قضية تشغل باطن عقله فقط، ليقطع وصلة أفكاره دلوف رفيق عمله قائلا:
_ ألم تنتهي بعد من بحثك عن ما هو هراء بداخلك يا حضرة المفتش الماهر الفريد المبجل.

هاتفه يوسف بضيق على استهزائه هذا:

ـ تفضل بالخروج وإلا طلقت عليك سم حروفي، أذهب واتركني وشأني في الحال.

توتر" خالد "حقا من نبرته المشدودة التي تكسوها ضيق حل عقدة ما بيده، تمتم وهو يجلس بالمقعد المقابل له:
ـ رفيق الدرب والعمل، أتيتك للاستفسار عن حالك، لن أسألك عن سبب اهتمامك الزائد بهذه القضية، فهذه عادتك ما الجديد، ولكن الأمر لا يتكلف تلك العناء، شاب يتعاطى المواد المخدرة، وانجرف بسيارته من أعلى الجبال دون وعي منه، عقله بالأصل سلبته المخدارت، ِلمَ تكلف نفسك بكل هذا العناء وتشق عليها الأمر وتضع له ألف عقدة وعقدة، المسألة ليست بقضية من الأساس.

انتفض من مكانه كمن لدغته حية مردفاً:

ـ هذا الشاب مخطط لقتله بحرفية عالية وأنا سأخبرك بحل اللغز عن قريب، انتظر وترقب، وكما تفوهت قبل قليل،اهتمامي الذائد ليس بجديد، وأيضاً لا تنكر صواب تفكيري، أنا ذاهب الأن، إلى اللقاء.

ـ إلى المنزل، حسناً سأكترث عليك وخذني في طريقك، سيارتي بالصيانة منذ البارحة.

ناظره بهدوء ولمعة شغف تزين محياه:

- طريقي لا يطابق تجاه طريقك، أنا ذاهب حيث لا تدري.

ـ إلى أين وبهذا الوقت، والدتك ستقلق عليك.

قهقه ضاحكاً:

ـ أخبرها بألا تجبرك على اتباع خطواتي، كونك رفيقي يوحى إليها أننا بنفس هذا العقل الذي يضاهي حبة فستق حلبية تائهة من بلاد الشام لمصر.

وأثناء استيعابه لما قاله له، جمع متعلقاته وذهب.

رفرف بأهدابه مشيراً إلى رأسه، مجاهدا استرسال ما سرده الآن إلى عقله:
_ يعلم أن والدته هي من أرسلتني لإتباعه! من أخبره بالأمر؟ أنا يا ترى؟ ، سحقا لك  يا يوسف، جعلت مني مسخاً يشك في نفسه، دعاني بحبة الفستق!

اه منك، لا أعلم ما العائد عليَّ من هذه الرفقة المهينة؟ عقل حبة الفستق هذا لا يوجد لديه أخ غيرك.
والتفت يبحث عنه بعينه ليجد نفسه يحدث حاله بالمكان ليتابع بضجر:
_ أصحبت معتوها أيضاً وأحدث حالي، وهو الندل تركني وذهب.

ولنا للصدفة دين مقدار وفائه إلى ما لا نهاية، حين نلتقي بمنبع اللطف في حياتنا، أشباه للروح، ونس تألفه رغماً، يأتيك مسترسلاً لطف الله في عبراته، عوض من الله في حنوه، روح تمنيت أن تقضي ما مر من دونه وما هو آت بصدق محبته الدهر والأزل، تقيدك خصالك الوفية وضعف حيلتك في الاستغناء عنه، أو مرور يوم واحد دون أن تحدثه، مجرد التفكير لوهلات في هذا يصيبك انقباض قلبِّي، ومشاعر تهيم بالدمع دون كلف، تمر لحظات الخلاف المؤقت حتما گ ساعات وسنين، عمق معزته تجعلك متغاضٍ دائما عن غضبه المتردد، لحين أنك تثق من لين خاطره وشماخة أصوله.
وهذه هي علاقة خالد ب يوسف، بدأت صدفة عابرة أثناء تقديم كلاهما على كلية الشرطة، لتصبح صداقة وعلاقة أخوة وطيدة يخالفها الكنية والمكان.

......

وصل يوسف إلى منزل مصطفى فأخد يتجول فيه بعيون ثاقبة وتركيز بليغ، المكان يبدو عليه الرتابة البالغة وهندمة ليست لشخص فاقد الأمل في الحياة مطلقا، أخذ يجول بين أركانه ويفتش في كل زاوية عن وجود أي علامة تدل على ما يدور بعقله، ولكن من دون فائدة.

لا ينكر إصابة داخلية باليأس والزعم بأن الأمر بات مستحيلا حل عقدته، خرج من المنزل وهام ليغلق الباب خلفه ليتسلل إلى مسامعه صوت أحدهم قائلاً:
ـ مصطفى، متى وصلت يا رجل.

التفت يوسف ليجد رجلاً صاحب بنية هزلية جارت عليها معالم الزمن، منحي الظهر يتكأ على عصاة تساعده على السير، وخلفه شاب يحمل اثنتي من حقائب السفر بيده، مما دل على عودتهم من طريق سفر بالتأكيد.

ترجل الكاهل في حديثه متمتماً:

من أنت يا ولدي، رفيق جديد لمصطفى.

جراه يوسف في حديثه مسترسلاً إليه الود بنبرته:

ها، نعم يا جدي، تعال تسند علي، هل تبعد شقتكم كثيراً؟

أردف العجوز ممتنا لعطفه: مشكور يا ولدي، شقتي بابها أمامك هذا، بمقابل شقة رفيقك، أين هو؟

أمسك كفه بترقب ويده الأخرى توسطت ظهره وبدأ يخطو معه ما تبقى ليصل إلى شقته دالفاً معه للداخل وخلفه الفتى يحمل الحقائب، وأراح جسده على أول مقعدٍ قائلاً:

_ مصطفى بخير يا جدي، هو فقط معه حادث بسيط حدث معه بالأمس وأنا أتيت لأخذ بعض متعلقاته.

ـ حادث؟ عن أي حادث تقول، ومن مصطفى، كيف؟ ومتى؟ خذني إليه يا ولدي، وهم واقفاً بوصال مرتعشة تجاهد التماسك وكلمات مبعثرة.

أخذ يهدأ من روعه ويبث الطمأنينة إليه بحديث لين:
ـ اهدأ يا جدي، هو بخير أخبرتك، لا داعي لكل هذا القلق، مجرد حادث سير بسيط كسرت فيه قدمه وبعض الخدوش، وهو على ما يرام الأن.

الجد إبراهيم بقلب خرعه القلق: قلت لي أنه بالمشفى، كيف له أن يكون بخير؟ قل الحق يا ولدي أو دلني لطريقه كرماً، وأنا لن أكلفك عناء مساعدتي في الذهاب إليه.

لمست نبرته الراجية المتلهفة جدار قلبه، ربت على كتفيه يبث الأمان من خلال دفء كفيه، فهو دائماً ما يعجز لسانه على حنو الحديث، ونادر إن حدث هذا، ومن ثم خاطبه وعينه تجوب حالته:

_ لا داعي لإخفائي عنك حالته، أخبرتك أنه بخير، وقريبا سأدلف إليك وهو بيدي، ثم تابع مستجوباّ إياه بحذر، يبدو أن مصطفى عزيز عليك جداً يا جدي، وقلقك عليه الجلي ناتج  عن علاقة وطيدة دامت  لسنوات، تخميني صحيح أليس كذالك؟

أراح الجد ظهره للخلف قائلاّ:

- مصطفى، شاب يشبه الحب في فصل الربيع، عواطفه كافية لملأ العالم وما يفيض، يضطرم رونق روحه بالقلب ليلبث فيه رغماً، حل عوض وجوده الابن والرفيق، أجمل ساعات يومي حين أخلو به نسابق ساعات الليل في السمر، خلوة همومي وأحزاني أناجي بها قلبه الفياض، أذرف عبراتي اليائسة جفاء قلوب من حولي معه، فتبرد كلماته جميع الغلل التي تعتلج في صدري، كنت غريب الأطوار عن كبر أثر وحدتي، أصبحت يافع المشاعر رغم كهل مظهري، وكل هذا لا يعود فضلا إلّا له، غمرني بكل الخير حتى سلبته نقمة الله على الأرض مني.

هز رأسه بمعنى من؟ متلهفا الإجابة، كاد بالتفوه معلناً مغزى كلماته، ليبتر حديثه صوت الشاب الذي كان يقف معه أمام المنزل يحمل الحقائب:

_ جدي، كفاك اليوم، حان ميعاد نومك الأن، لقد تأخر الوقت كثيراً.

نظر يوسف حيث ما يقف ذلك الشاب مردفاً يلعن حاله باطناً كيف انتابه السهو حيال أمره، فقد كان يقف معه ولكن ظنه أجير يساعده في حمل الحقائب:

ـ حسناً سأنصرف الأن، وسآتي أطمئن عليك ثانية يا جدي إن سمحت لي الفرصة أكيد.

حدثه الجد بغيط مكتوم:

_ لا عليك بأمري يا "عمر"، حديث عليَّ هذا الاهتمام المفاجئ، اذهب أنت للنوم، وأنا لن سأذهب مع السيد إلى المشفى لأطفأ نيران قلبي مطمأن على مصطفى.

سيطر الغضب على جوارحه، باثق ما بداخله من  شحنة في وجهه:

- مصطفى، مصطفى، مصطفى، لم يعد بحياتنا سواه، هموم الحياة تنقصها مصائب مصطفى ومشاكله، أصبحت شغلك الشاغل الأن! أسفي على حالي والله، أنا هو ابن ولدك، أنا هو من يشاركك الدم الذي يسري بداخلك، أنا هو من يعولك الآن ويتولى أمرك، وأنا أيضاً من يتحمل عناء خرافك، وبالأخير هناك شيء واحد لا تهتم إلا به" مصطفى وحياته" سئمنا يا رجل كفاك، كفاك هجراً لحالي واكتراثا لأمري، اذهب وارقد معه بالمشفى، عسى أن تصعد أرواحكم سويا وينتهي عنائي.

انتفض يوسف قائماً، معتصراً قبضة يديه من الغيظ، كيف له بأن يحدث جده بهذه الطريقة، أغمض جفله يهدأ من روعه قليلاً حتى لا ينفجر بوجهه:

لا يحق لك بأن تحدث جدك بهذه الطريقة، واهتمامك لأمره فرض عين عليك، لا مَنٌ ولا فضل منك عليه.

عمر أنفاً حديثه:

- ما شأنك بنا يا سيد، دلفت إلى هنا لسبب أنا أدور بعقلي يمنة ويسرة لأعلمه حتى الأن، من أين لك أنت الحق بالتدخل فيما بيننا؟

كاد يوسف يتحدث ولكن قاطعه إبراهيم مردفاً من بين أسنانه:

_ أما آن أنت تعود لرشدك قليلاً، وتحترم ضيوفنا، أعتذر منك حقاً يا ولدي، لقد اعتدت على سفاهته، وأيضا  لا ذنب لك في ما سمعته يغضب خاطرك، أعتذر منك ثانية.

أصابته مقتة داخلية لتكرار اعتذاره المتكرر، بسب سوء تربية وأخلاق حفيده ليردف بملامح جامدة:

-لاداعي لأسفك، اعتذر منك الوقت قد تأخر، سأتركك الأن، وأعدك سأعود إليك ثانية، ربما يكون فطورنا غداً صحبة.

زال عبس وجهه لما أردفه حفيده وتجلت الابتسامة محياه مردفاً:
- سأنتظرك بالتأكيد، ولكن لم تخبرني عن مصطفى.

ـ لنا كثرة من الحديث قادمة، ومصطفى بخير لا تقلق حياله، استأذن منك الأن.

ـ انتظر لم تخبرني باسمك على الأقل.

ـ يوسف، المقدم يوسف.

وتركهم في صدمتهم ببتسامة تزين معالم وجهه.

أردف عمر فور خروجه وهو يدور حوله يصفق بيديه وقهقهة ضحكاته تصدح بالمنزل:

ـ جائزة الأوسكار في التمثيل لا تستحق سواك يا جدي، برعت حقاً.

ـ تريس وانتظر، ها هي البداية فقط.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي