الفصل الثالث

بجسد هاوي وقلب مثقل بـ الآلام يقف على عتبة الأيام، لا يعلم أسر محدد يتبعه، لم الضجيج بـ ملأ قلبه، بل وأنه سكن حياته، يرجو قليلا من الصمت ليريح به نفسه، تغرق طياته بين صراعات يائسة، وتفكير مفرط في عالم من الإنكثام لا حد له ولا لتساؤلاته.
لا يعلم باي طريقة يفر من فرط هذا العناء، أصبح الحزن سكين غُرز في نفسه، فبات يسألها باشياء لا علم لها بها، وكلما تعمق بسؤالها ازداد تيها.
تأنيب يجلد الذات كلما عاد به نفسه إلى واقعه، كأن ما حدث مجرد من التصديق ومُحال عليه الحقيقة، تابع إنكار ذاته مواصلًا لذة البدايات، حيث حاجة العاطفة لم تعد كالسابق، منحدرًا بالذاكرة متمًا بداية الملتقى.

أفاق من غفلته المتقطعة على رنين جرس منزله، بثقل محمل على أجفانه جاهد فتحها، ورنين الجرس يدوي بأذنيه ک غراب صارخ، رطم وجهه بقطرات من الماء الطفيفة سريعًا عسى أن يرد له ذهنه، فاتجه حيث الباب مشدًا عزمه على تلقين ذاك المزعج درسًا لكثرة ازعاجه، وإذا ببائع اللبن يحمل أنينته الخاصة مردفاً:

- صباح الخير يا أستاذ مصطفى، أرسلني إليك عم إبراهيم لإعطائك نصيبك اليوم من اللبن الطازج.

كم من الحروف والكلمات المبعثرة هامت أن تنجرف على أطراف لسانه ولكن كعادته الرزينة تمكن من كظم غضبه متمتمًا بحديث هين:

- حسنًا، سآخذ منك اللبن الطازج الذي لا مثيل له من بعد لمساتك، ولكن لن تحصل مني على قرشًا واحدًا، بل والجديد أنك مدان لي بثمن قرص لعلاج ألم رأسي الذي تسبب به صرير الجرس.

ابتسم بائع اللبن قائلًا:
- لا عليك بثمن اللبن هو مني لك، أما لثمن دواء الرأس فحاول الكسب لجلب الكثير، بانتظارك أمور كثيرة ستلزم ذلك.

تعجب من أمر حديثه الملثم ببعض التلميحات ينتابه بعض من القلق، قاطعه مردفًا:

- ماذا تقصد؟ آمل أن يكون ما هو قادم هين.

تردد بائع اللبن في سرد ما يجول بخاطره كثيرًا مما جعل فضول مصطفى كاد يتدفق على لسانه معاودًا الاستفسار مرة أخرى.
أجابه وهو يفرك كفيه من الخجل والتردد يأكل محياه، بأنه يحتاج مساعدته في أمر ما، شعر هو حينها بأهمية الأمر فرحب به داخل منزله، مستقبلًا إياه بترحاب يكسوه الفضول، احاول أن يقطع توتر الحديث فدلف للمطبخ معدًا كوبين من الشاي، وشرع في الجلوس الصامت معلنًا ترك مجال فض ما بداخله على مهل.

وإذا به يلجأ إليه بمساعدة لا تجول الخاطر صدفة، أخبره بأن لديه ابنة أخ أتت للتو مع أبيها من خارج البلاد، وهي على مشارف الموت بعد حديث الأطباء.
لديها مرض مزمن ينهش جسدها بضراوة، يصيبها بشلل مفاجئ في بعض الأحيان دون سابق إنذار لذلك، تركتها والدتها بعد ميلادها بأقل من أسبوع، وتولى من بعد ذلك والدها أمور تربيتها، وبسبب عجزه عن العمل لأسباب صحية أيضًا قرر العودة لمصر ثانية، بعدما شعر أنه على مشارف الموت هو وابنته قرر العودة ليدفن بين ثرى بلاده.
كان يقص يسرد سطور من الحدث غير مرتبة، حتى تاه معه، لا يعلم ما العلاقة له بكل هذا؟
وما يجب عليه فعله لمساعدته؟ ولكن لزم الصمت متابعًا استباق فهم القادم من الحديث.

وأخيرًا نفر صمته ما سمعه بعد ذلك، بعدما طلب منه البايع٥ بشكل مباشر وواضح أن المساعدة الذي برده فيها لتلك الفتاة ستكون نفسية لا أكثر، وأنه جاء إليه ملتمسًا لين قلبه في إسعاد ما تبقى من عمر هذه الفتاة، بأن يدلف لحياتها ويوهمها بحبه، وينتشلها من دائها النفسي من الوحدة والتخلي المسبق.
لا عقله ولا آذناه استطاع تصديق ما يطلبه منه، هم واقفًا بالاعتراض وهو يتحكم في آخر ذروات عقله بشده، أوقفه دموع ذلك العجوز لامسًا لين قلبه موهونًا الأمر، بأنه لا داعي أن تكون لها حبيب أو عاشق حتى، يمكنه الإستغناء عن هذا الأمر لو شق عليك فعله، أو حتى ترغمها على ذلك، كن لها رفيقًا و أنيسا لا أكثر، لن يتطلب منك سوى رفقة طبية لحين أن يأخذ البارئ أمانته.

لم ينتظر حتى اعتراضه فنهض وترك له ورقتين، الأولى بها عنوان أكثر مكان تذهب إليه منذ أن وصلت، والثانية تحمل خط سيرها في أغلب الايام.
وضع الورقتين أمامه وتركه ورحل، مسترسلاً إليه طمعه في عطفه، وأنه لن يتوقع منه سوى فعل الصواب، ولن يبخل بنفسه عن مساعدة كهذه.

أمر جن جنونه حقًا، فعن أي مساعدة يهزي بها ذاك الاحمق؟
أ في الضحك و الاستهانة بمشاعر تلك المسكينة!
بأأي وجه يتحدث عن المد المعنوي تحت ظل الغش والخداع؟

أخذ يجوب المنزل ذهابًا وإيابًا بنفور مما سمعه، حتى بدنه بدا يرتعد لمجرد التفكير لوهلات بالأمر، حاول أن يهدأ من روعه بحديث نفسي، كل ما دار ومر الآن سأعتبره لم يكن، لن أعيره حتى هساسة من الإهتمام، لن أنكر ذاتي وأخالف ما يؤمن به عقلي لمجرد إشفاق مؤكد سيزول.

قاطع وصلة تفكيره دق الباب مرة ثانية وإذا بجاره إبراهيم هو الطارق، فتح له بملامح شاردة مرحبًا به للداخل.

ادعى إبراهيم تعجب حاله واستفهم مسترسلًا بمكر:

- ما به ماء وجهك منذ الصباح، ودعت عزيزًا في المنام أم ماذا؟

طالعه بجمود واتجهت خطواته إلى غرفته تاركًا الباب مفتوحًا، وأخذ يتحدث وهو يخرج ثيابه من خزانته ناصبًا أنظاره فيها، وعن تركيزه فما زال يسرقه حديث بائع اللبن.

كرر إبراهيم عليه السؤال ثانية لعله يحل عقدة لسانه:

- هناك الكثير إذا! هيا أخبرني ما الأمر؟

طالعه بنصف عين قائلًا:

- حسنًا، سأحتسب أنك لا تدري، وأسير على درب استخفافك بعقلي، ولكن أخبرني، ما المغزى من ذلك؟
ماذا يدور بهذا العقل المدبر لإيقاعي بقصص لا جد ولا عزم لي الخوض بها؟

ضحك بفخر لدهائه متمتمًا:

- هراء، كل ما يدور بهذا الزهن هو مجرد هراء، ولا أعلم عما تهذي.

ألقى ما بيده من ملابس على الأرض نافضًا غضبه:

- يا رجل! لا تعلم عن ما أهذي أليس كذلك! عجيب والله!
بالأمس فقط كنت تخبرني أن أتجاوز وحدتي بفتاة جديدة، وأنني إذا فعلت ذلك سأكون بخير ويعود نبض قلبي مجددًا، والكثير والعظم من المواعظ والنصائح، ومن بعد ذلك يأتي بائع اللبن يصرع رأسي منذ الصباح ويقص علي أشباه أحلام وروايات لا تعقل، كل هذا صدفة! وأنت لا تدري عنه شيئًا!

ملأ رئتيه بنفس عميق مستعدًا لأسئلة وجدال عارم وأخذ يتلو عليه ما يجول بخاطره بنبرة متريسة الحديث لا محال لها من الخطأ والإقناع:

- حسنًا، اسمع إلى جيدًا، والتمس صدق الحديث، ما تسامرنا به الأمس قبل ذهابك للبحث عن العمل كان صدقًا حديثُ عابر، ولو عدت لرشدك قليلا لن تجد فيه من الجديد شيء، دمت أحدثك بهذا منذ وفاة والدتك و إعصارك على نفسك وسط هذه الجدران.

تابع استماع حديثه صامتًا، مسترسلًا بنظرات التأكيد دافعا إياه تكملة ما يريده، أكمل إبراهيم على نفس وتيرته قائلًا:

- أجل، اتفقنا على شيء؛ الثاني والهام أنني لا دراية لي بهذه الفتاة، كنت أتسامر كعادتي مع بائع اللبن وانساق بنا الحديث لعودة أخيه من الخارج وقص لي أمره هو وابنته، وأنه عاد ملمًا كدَّ يومه فقط لا يملك ما يعول به ابنته، قرر العودة بعد صدمتي مرضه ومرضها ليقضي ما تبقى لديه بين عائلة أخيه، هؤلاء لا حاجة لهم بدعم مدي، كل ما دار أن الفتاة عاشت وحيدة، وها هي بخواتيم أيامها تعيش بمفردها أيضًا داخل بلد غريب لا دراية لها بأهله.

ـ حسنًا، وما شأني بكل هذا؟ تحدثني وكأنك غريب عني لا تعرفني، أتأمل أن أدلف لحياة هذه الفتاة وأقع بها في حبال عشق زائفة؟ لما علي فعل هذا؟ وما الفائدة من هذا الكذب؟

هنا فاض صبره وهم واقفًا مكبًا ما بخاطره لاعنًا غباء مصطفى قائلاً:
- أمر من الإثنين، الأول أنك أبله والثان أنك مختل، من تحدث عن خداع أو كذب الأن؟
أنا!
بائع اللبن الغبي؟
لا، أنت فقط من يقول هذا، أحدثك منذ الصباح، هذه فتاة تحتاج لداعم نفسي لا أقل ولا أكثر، لن يرغمك أحد أو يرغمها الوقوع بعشقها أو شيء من هذا، وأنت لست مجبر على هذا على الإطلاق لا تهن لذلك الأمر، وأخيرًا هذه خدمة إنسانية أراها في مصلحة الجميع، عسى أن تفهم من خلالها أن الحياة لا تفف على أحد شئت هذا أم أبيت.

وما إن انتهى إبراهيم من حديثه حتى خرج عائدًا لشقته المجاورة، صافًا بابه غاضبًا معلنا غضبه ومقته عليه، مما جعل مصطفى يعيد التفكير هاديًا من جانب آخر، أو حكمة أخرى من التدخل بحياتها وخوض هذه التجربة.
أخيرًا وبعد تفكير دام لوقت ليس بقصير، هداه رشده أن هذا سيكون دعمًا لا أكثر، وأعطى في نفسه بساطة للأمر فقال انه سيعتبرها مريض غريب يحتاج الدعم وهو لن يشح بعاطفته حيال هذا، ولكن عليه التريس حتى لا ينجرف بها إلى حافة معلوم نهايتها.

وأخيرًا ما حملته قدميه بعد كل هذا الفكر لعتبة باب رفيقه إبراهيم، هذا العجوز المحتضن الحنون الذي يثق تمام الثقة أنه لن يدله على أشرة الأفعال، لم يقدم له منذ وفاة والدته سوى الاحتواء فضلًا، يلمس حنانه واكتراثه لأمره أكثر من حفيده الذي يحمل دمه، دلف إليه بعدما أذن له مشاكثًا إياه بحديث هين مازحًا:

- ماذا أعدت لي اليوم على الغذاء؟ أنا لم أتناول شيء منذ الصباح.

طالعه بقلب مفطور من القلق، رأي لهفة والدته عندما كان يخبرها بهذا في عينيه، ولكن سرعان ما سلبت نظراته الحانية بأخرى مستنكرة جامدة:

- ولم لم تتناول شيئًا منذ الصباح، أنت لست بصغير أصبحت يافع الجسد بعقل حبة سمسم يتفنن جدالي، عليك استخدامه ولو لصنع شطيرة حتى.

دار خلفه محتضنًا إياه من الخلف وهو ما زال جالس في مقعده، مقبلًا مقدمة رأسه أسفًا:

- لم أقصد إزعاجك أو جدالك، ولا أحمل قوة مخالفتك، ولكن الأمر ليس بالعادي، إنها حياة، وأسباب وكان علي التفكير.

طالعه بفخر وثقة مما قدم لإخباره، يعلم أن معدن أخلاقه لن يقوده سوى للفعل الصواب، هنا ارتسم اللين محياه متمتمًا:

- أعلم أنك لن تتردد في مساعدة حائج، أثق بك وبجود صنيعك.

عاد يجلس على المقعد المقابل له مردفًا:

- حسنًا، ولكن عليك إطعامي بالأول، أشعر وكأن طعام شهي في انتظارنا من تحت يدك، أليس كذلك؟

- نعم، وهل لي بنسيانك يا غالي، هيا لنعد تدفئة الطعام حتى يتجمل الحديث القادم، سمعت أن الفتاة يونانية وجميلة.

قال جملته الأخيرة وتابع يغمز بعينيه مستلذًا إثارته، وقد نجح في هذا جعله يضحك بصخب على ملامحه.

وبعد وقت خرج من المنزل بعدما قص له ما تبقى لديه من معلومات تخصها وأنها تبحث عن عمل منذ وصولها إلى مصر، رغم أن مجيئها لم يتخط الشهر، ولكن كما قص له عمها أنها ستذهب في صباح الغد لدار تربية الأطفال المجاورة لهم لتبحث عن وظيفة جليسة فارغة، وأن عليه التفكير في حجة مناسبة للتعرف عليها والدلوف لحياتها، ورغم إنصاته لأمره وأسئلة المتكررة، اتفق أنه سيذهب أيضا إلى نفس الدار للصباح باحثًا عن فرصة عمل أيضًا، وعسى أن يكون للقدر حسن التدبير وتكون بداية لقائهما سالمًا.

..

ساعات الانتظار تمر ليال، بين نشوة خيال اللقاء ورهبته، ظل يفكر طوال الليل حتى سقط في النوم، اعتاد معاناة الأرق بعد وفاة والدته، ولكن هذه الليلة كانت أشد، أطالت سرحته حتى انبثق ضوء الشمس المحجل من نافذة غرفته، معلنًا بداية يوم جديد، وخطى لدرب يرهب أوصاله، جاهل نهايته وبدايته.

جاهد تجريد عقله من هذه الهواجس البغيضة قليلا، وذهب دالفًا يلقي عنان المياه ترطم جسده، مجددًا طاقة بدنه وذهنه، متناسيًا أمرها لوهلة، داعمًا نفسه بأنه ذاهب لمقابلة عمل ك العادة باءت بالقبول أو الرفض فلا يهم، وبعد انتهائه ارتدى حلة مريحة مهندمة، ورتب هيئته بشكل مريح للنظر، تزين الوسامة طلته وملامح وجهه الهادئة.

ولكن قبل ذهابه، مر على رفيقه ليسرق طاقة صباحه ودافعه منه مردفًا أثناء دخوله:

- صباح الخير جلاب قلقي.

طالعه بنظرات مستكشفة قائلًا:

ـ صباح الخير يا وسيم.


ارتبكت أساريره فرد عليه متلعثمًا:

- وسيم! ماذا تقصد؟ ها هو العادي، لم أفعل شيئًا جديدًا، بالله عليك لا تحملني ما لا جدوى لي بتحمله، يكفيني ما أنا به من توتر.

ضحك إبراهيم متابعًا مشاكسته:

- لم أقل شيئًا، فقط قلت وسيم، ما الجديد! جديدة على مسامعك مني؟ تسمعها مني الف مرة باليوم، لما أثرت عليك الأن؟

دار حول نفسه يبحث بعينه عن ما لا يدري، والأخر يكبت ضحكاته عليه وبشدة، حتى قطع هذا الوصل دلوف عمر حفيد إبراهيم مردفًا:

- لما هذا التجمع منذ الصباح، ألم تكتفوا من الثرثرة طوال الليل؟ هرمنا من أموركم الفارغة والله.

زاد حديثه ضيق صدر مصطفى، قرر عدم الرد عليه مستأذنًا من إبراهيم الرحيل وتركهم وخرج من المنزل، بخطى متجهة نحو دار الأطفال، المسافة لم تكن ببعيدة عن منزله، فقط تستغرق عشر دقائق من السير الممهل، ولحظة وصوله تفاجأ بأن الدار على مستوى متيسر من الرقي، والأطفال هناك لديهم طله مبهجه، وقف يحدث نفسه، أين هو؟ وماذا سيفعل هنا؟ أو ما هي حاجتهم به؟ والأعسر من هذا هو لا يعرف شكل من هو آت إليها، ولكن تذكر أنها ستأتي مع عمها للتقديم بالدار عن وظيفة شاغرة لمدرسة تجيد اليونانية أو فن التعامل مع الأطفال.

وجد نفسه يقترب من حارس الأمن مستفتح معه خلوة حديث، يسأله عن حاجتهم لموظفين هنا بالدار ولكن أخبره أنهم لا حاجة لهم بذلك، هنا وقف آسفًا، كيف يمكنني الدلوف؟ وهنا كان رد حارس الأمن عليه أنه يمكنه الدلوف بحجة طفل يريده أن يتعلم بهذه الدار.

وبالفعل ساعده على ذلك متمًا استفهامه من المسؤولين بعد دلوفه، واستغرق معهم من الوقت ما استغرق، منتظرًا رؤيتها ولكن وصل لحد المعرفة الكاملة بكامل الأمور التي لا حاجة له بها من الأساس، وخرج بأعباء مثقلة ومن دون أي فائدة، كاد يقنع نفسه أنه سعى في لقائها ولكن الظروف باتت بالفشل ولم تسر على نهجهما، وخرج من الدار، ولكن استوقفه صوت لم يكن بالجديد على مسمعه، هو نفس الصوت المزعج لصاحبته...

التفت سريعًا إلى مصدر الصوت فاذا بها تقف مع عمها تضحك بقهقهات عالية، تجمدت أوصاله في مكانه، مصنم كمن تقف الطير على رأسه، يعجز عن الحركة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي