الحلقةالثانية الأنتقال

الحلقة الثانية


كان يقف في ذلك المكان الغريب ينظر إلى "فينغ ميان" وهو يقول:
_ ماذا تعني؟ هل قلت حقا انني ساعيش مئات السنين؟!

  "فينغ ميان": أجل قلت ذلك.

_ وكيف هذا؟ هل تريد مني أن أصدقك؟!
 
_ انا لا أريد شيئا، لكنك سوف ترى بنفسك، سوف تعرف أن كل كلمة أقولها حقيقية "شي ريان" 

_ما الحقيقة في أن أعيش مئات السنين، أنا بشر متوسط أعمارنا لا يتجاوز المائة.. 

_ ربما ذلك في حياتك السابقة ولكن الأن أنت لست بشري، أنت الآن نصف بشري "شي ريان" وهذا يعني أنك خالد

 فغر "شي ريان" فمه وهو لا يصدق كلام "الصامت في الغابة" ولكنه لم يحاول أن يبرر له، بل قال:

_ والآن عليك أن تتعرف على عائلتك الجديدة.

 رغم الدهشة التي ظهرت على وجه "شي ريان" من تلك البوابة التي فتحت إلا أنه وهو يقول:

_ ما هذا؟ هل ما أراه حقيقي؟

_ أجل حقيقي يا "شى ريان"  كل ما تراه هنا حقيقي. 

"شى ريان": كيف؟! 

" فينغ ميان": انت في عالم آخر، ونحن الآن في المنتصف. 

قبل أن يتكلم  أو يرد صدم حينما ألتفت إلى حيث يشير "الصامت في الغابة" وجد كل هؤلاء الأفاعي متجمعة حوله، وكأنها دائرة عملاقة، ترتفع الى عدة أمتار قد تتجاوز طوله بكثير وهي تدور حول نفسها 

"شي ريان"ازدرد لعابه وهو يرى تلك الحركات الغريبة كانها تتراقص، على إرتفاع جلي كأنها إعصار مهول يلتف به وأخذه معه الى مكان آخر.

ومع تلك الصرخة التي تعالت من داخل حنجرته وهو يقول: 

_ يا الهي! ماذا يحدث؟ أين انا؟! وما كل هذا الذي أراه؟!

 ابتسم "الصامت في الغابة" بوقار وهو يقول:

_ رويدك أهدى أنهم يرحبون بك، يأخذونك الى حيث تنتمي.

 وهنا أدرك أنه في مكان مختلف، عن ذلك الذي كان فيه من قبل، هو الآن في منطقة ثالثة بعيدا عن بيته نظر اليه" فينغ ميان" يرد على تساؤله فقال: 

_ هنا بيتك، ونحن من الآن عائلتك سوف تأخذ الكثير من الوقت لتتعلم، ولكنك سوف تتعلم إنك "حارس التايبان"

 "شي ريان":  نحن هنا وما المطلوب مني 

_ لا شيء، أنت فقط تتعلم، كل ما نريده منك ان تظل معنا، وأن تدرك إلى من تنتمي، هنا تستطيع أن تعيش على حريتك، تلك الغابة بكل ما فيها ملك لك. 

" شي ريان": حقا 

"فينغ ميان":  أجل كل هذه الفواكة ملكك، كل تلك الأراضي انت حر ان تتحرك فيها وأن ترى من حولك هنا ستتعرف على الملكة والملك، سترى أن المملكة بأكملها مرحبا بك. 

" شي ريان": الملك وملكة 

"فينغ ميان":  هل تظن أننا نعيش حياتنا عبث؟! 

" شي ريان": لم أقل ذلك.

"فينغ ميان":  لكن كلامك يقول ذلك، ولكن أنا سأتجاوز عن ما تقوله، ولكن أمام الملك والملكة عليك أن تحذر، وإن تدرك ما معنى كلامك.

_ حسنا صديقي

_ هذا ما أتوقعه منك، ارجو أن تلتزم بكل ما أقوله لك.

_ حسنا سوف أفعل لا تخف.

_" شي ريان" تحرك معي الأن  علينا أولا أن نعدك ونهيأك لتقابل ملكنا ومليكتنا.. 


مضى اليوم وهو ينتقل في هذا العالم الغريب حتى شعر "شي ريان"  بالنعاس وقتها اختفى ما حوله من أفاعي تسير بجواره 

"فينغ ميان":  سوف يتركونك بمفردك حتى تأخذ قسط من النوم .

 "شي ريان": بالفعل أنا أريد أن أنام، ولكن كيف عرفت أيها الصامت في الغابة؟! 

ابتسم له وقال: سوف تعرف قريبا كيف أعرف ولكن الان تستطيع أن تنام هنا.. 

هز" شي ريان" رأسه وهو يتحرك إلى حيث أشار "فينغ ميان" ولكنه لا يعرف لما يطيعه،  لا يعرف لما لم يسأل عن ذهابه إلى بيته..

"فينغ ميان": هنا 

تحرك حيث أشار  أبتسم لذلك الملمس الغريب والذي لم يعرف ما هو، وربما لو عرف لما اقترب انه جلد افعى غيرت جلدها..

" فينغ ميان": هل تشعر بالدفء؟ 

"شي ريان": أجل أشكرك. 


 ها هو ينعم بدفء الكهف وتلك الشفافة التي تلتف حوله، في اللحظة التي يتحرك فيها" فينغ ميان" بسرعة مهولة بين الأشجار ليختفي، بعد أن تأكد أن "حارس التايبان" أخذه النوم..

 في الصباح شعر بثقل كبير عليه وكأن هناك من ينام بجواره وعلى صدره، وقبل ان فتح عينيه شعر بخوف غريب، كاد أن يصرخ بصوت مرتفع؟!

"شى ريان":.يا ألهي من انت ايه الثقيل؟! 

وهو يحاول أن يبعد ذلك الثقل عنه، ولكن ما انفتحت عينه حتى تعالى صراخه بصوت مرتفع:

_ يا الهي ما هذا؟  ماذا تفعلون هنا؟ ابتعدوا عني 

صرخته العالية بعثرت تلك الأفاعي المتكومة فوقه، فقد كان عدد مهول من الأفاعي تكومت فوق منه وكأنها تقوم بحمايته أو تدفئته، ولكنه لم يدرك ذلك..

 وقف" شي ريان" يصرخ حوله في اللحظة التي وجد أمامه "فينغ ميان" يقول له:
_ ماذا هناك؟! لما تصرخ؟ لما صوتك مرتفع الى هذه الدرجه؟ لقد أيقظت الأموات!

 نظر له "شي ريان" بصدمه وهو يقول: 

_ما هذا لقد حاولوا أن يبثوا بعض الدفئ في عظمك. 

_ حاولوا ماذا؟!

_ كما سمعت، لقد شعرت بالبرد في المساء، لذا تجمعوا حولك لتشعر بالدفء.
 "شي ريان": هل هذا طبيعي؟! هل ما تقوله طبيعي؟  أن يتكدس الأفاعي فوقي! 

نظر له بطريقة  مختلفة ولكنه في لحظة تحول إلى جسد بشري، يكاد يكون جميل بصورة مبالغة وسيم بطريقة مختلفة، بهت وجه " شي ريان " وهو يتراجع خطوة ويقول:

_ ما هذا انت بشري؟!

_ لا انا "الصامت في الغابة" انا افعى  "التايبان" وأنت "حارس " وهؤلاء حاشيتك، يحاولون أن يساعدوك لتشعر بالدفئ وكانت نتيجة ذلك أن صرخت بوجههم وفزعتهم لما؟! 

_ آسف لم اقصد. 

نظر له مطولا ثم قال:

_ لا عليك سوف تعتاد على كل شيء، سوف تمر الأيام وتتعلم 

_ حسنا  ولكن ماذا سوف افعل الآن وهل سأبقى هنا يجب أن أرجع إلى بيتي..

-دعك من هذا الآن  لا تفكر فيه. 

_ في ماذا سأفكر  إذا؟! 

_ في تلك المقابلة المرتقبة لملكنا ومليلكتنا، ستتناول فطورك اولا ثم ترتدي شيء مناسب. 

_ ارتدي شيئا مناسب، وما هو؟! انا لا املك شيء هنا! 

ابتسم له "فينغ ميان" وهو يقول: 

_ من قال لك ذلك؟! أنت تملك الكثير يا "حارس التايبان " هيا بنا.

 وبالفعل كان أمامه الكثير من الطعام، الذي قد يناسب البشر وغير البشر، ثمار فاكهة ناضجة، بعض البيض النيئ بعد الطعام الذي يصلح ليأكله البشر، رغم أن السمك النيئ والبيض النيئ على الإفطار ليس وجبته المفضلة

 "شي ريان": ما هذا أيها  الصامت في الغابة؟ 

_ الإفطار 

"شي ريان" هل تريد مني أن أتناول هذا على الإفطار؟ لم يحدث ذلك من قبل! 

 "فينغ ميان": لا عليك بما كان يحدث من قبل، نحن ابناء اليوم ومن الآن سوف تعتاد على أشياء كثيرة لم تكن تعرفها من قبل والآن هلم لتناول طعامك سوف يعجبك 

"شي ريان": هل تظن ذلك أيها " الصامت في الغابة"؟ 

" فينغ ميان" أجل سوف تري بنفسك.

 وبالفعل لقد شعر بالصدمة،  وجد نفسه ياكل بشراهه وكأنه لم يأكل منذ زمن، لا يدرك أنه يأكل لذلك الثعبان بداخله، أو لتلك الأفعى التي سيكون عليها يوما؟! 

 بعد وقت كان يسير بجوار "فينغ ميان"  يرتدي ملابس غريبة لا تمت للبشر، ولم يراها من قبل إلا أنها تعد مرتبة عليه، وكأنه يرتديها طوال حياته ..

"شى ريان": أبدوا مختلف! 

"فينغ ميان": بل هل لاحظت. 

"شي ريان": ماذا؟! 

إبتسم له "فينغ ميان"وهو يشير إلى جلده الظهار وهو يقول:  هذا. 

"شي ريان": أجل أنا هذا لم يحدث من قبل! 

" فينغ ميان": ألم أقل لك أنسي ما حدث من قبل، أنت اليوم مختلف. 

ابتسم  "شي ريان" وهو يقول: اجل.  

 فتلك البقع الجلدية التي تغطي جلده توشك على الإختفاء، وكأنها لم يكن لها وجود! صدمة أخرى شعر بها، الا أنه يتحرك ليقف حيث أشار "فينغ ميان" نظر الى ذلك المهيب الذي يجلس على العرش، وتلك التي تجاوره وهو يرى صورة أخرى لبشريين يملكان جمال مختلف، أو هكذا يخيل له..

 همس بصوت خفيف: "فينغ ميان"  هل هم بشر؟ 

 "فينغ ميان": أصمت الآن التزم الصمت. 

 "شريان": حسنا ولكن هل هم بشر؟ 

_ آتاه الرد من الملك الذي ابتسم ابتسامه سمحة وقال:

_ لا لسنا بشرا "شي ريان" 

_ حقا سيدي؟! 

نظر له" فينغ ميان" بحدة فماذا يعني بحقا هل يكذب الملك؟!

_ استميحك عذرا يا جلالة الملك ولكن هذا الأمر والوضع جديد علي.
 
الملك: لا بأس لا تخف "شي ريان" لك الأمان أسأل عما تشاء
 
_ ماذا تكون إن لم تكونوا بشرا؟! 

 في هذه  اللحظة كان الملك يقترب منه بسرعة مبالغة وهو يقول:

_ ربما من الجن

 نظر له "شي ريان" بصدمة وهو يقول:
_ ماذا تعني؟! 

الملك: أعني أن فصيلة (التايبان) أحد الأفاعي التي تتكلم مع البشر والتي تملك هبة سحرية ولمسة من الجن، هل عرفت الآن لما شكلنا قريب من شكل البشر؟! 

 هز "شي ريان" رأسه بالموافقة على أي شيء يقوله ذلك الرجل الذي يحمل هيبة ووقار وقوة وكأنه ملك طول عمره، ابتسم له الملك وهو يقول: 

_انا بالفعل ملك طوال سنين عمري 

بهت وجه "شي ريان"  فابتسم له الملك وقال: 

_ لا تشعر بالخوف مني..

_ سوف أحاول سيدي 

_ مازلت خائفا رغم انك تتبسط مع الوزير الأول 

"شي ريان": من هو الوزير الأول؟! انا لم اراه الى الان!

 الملك: حقا؟! هل حقا تقول ذلك لم تراه الى الان؟! وماذا تسمي" الصامت في الغابة "

"شي ريان": صديق لي 

أبتسم الملك وبعد ذلك أشار إلى وزيره الأول ليتكلم فتكلم "الصامت في الغابة" وهو يقول:

_ انه لا يعرف أنني الوزير الأول! يعرفني كصديق له وهو حارسنا وأنا سأتكفل بتعليمه كل شيء .

الملك: حسنا انا اعتمد عليك في هذا،  فنحن نحتاجه في الأيام القادمة،  سيكون معنا بطريقة جيدة يجب عليك أن تعلمه أشياء كثيرة

انحني" فينغ ميان "وهو يقول: 

_ سوف يحدث مولاي أسمح لي جلالتك

اشار له الملك وكان ذلك  كافيا كأنه أمره بالانصراف

تحرك" فينغ ميان" وتبعه. "شي ريان" وهو يحمل في رأسه العديد من الأسئلة ، ولكنه لم يقول شئ، ولكن ما أن أبتعد عن المكان ظهر له قصر، لم يتخيل أن يراه في الخيال نفسه! 

" فينغ ميان" : هل أعجبك القصر؟ 

" شي ريان":  هل تسأل؟! 

" فينغ ميان." وماذا عن ساكنيه؟! 

"شي ريان": يحمل هيبة رهيبة ولكن الملكة لم تقترب ولكنها تبدو متألقة. 

ابتسم له وقال: لكنك لم تستمع لكلامي وسألت عن أشياء دون تفكير .

" شي ريان": أعتذر ولكن.. 

نظرة 'فينغ ميان" جعلته يصمت وأستمع له وهو يقول: 

_ عليك أن تستمع  أكثر من أن تتكلم. والآن أمامنا الكثير لنتعلمه، بينما يتم إعداد مكان لتنام فيه 
_  لكني لم اشتكي من مكان نومي. 

_ لكنه كان مؤقت ولا يليق (بحارس التايبان )
_ لما 
_ لأنه غلاف أفعي 

_ ماذا تعني بغلاف أفعى 

_ جلد أفعى غيرته  منذ فترة

_ ماذا تقول؟!  

_ كما سمعت لذي أمرتهم بأعداد فراش لك والآن أغلق فمك وكفي تفكير وتحرك.. 

_ إلى أين…  
 
يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي