الحلقة الثالثة التحول

(الحلقة الثالثة)


الأيام التالية لحارس التايبان كانت عادية ما بين علما ومعرفة وحياة رغداء ولكن هناك سؤال على وجهه 

 "فينغ ميان": هل هناك شيء ناقص لديك؟!

" شي ريان": على العكس كل شيء متوفر، ولكن لا اعرف إلى الآن لما أنا هنا وما المطلوب مني؟ 

"فينغ ميان": هل أنت دائما مستعجل؟ أمامنا الكثير من الوقت؛ لتعرف أمامنا الكثير لتتعلمه.

" شي ريان":  أنا بالفعل اتعلم وأشعر بأني إنسان مختلف، عن ما كنت ولكن إلى الآن لم أعرف كيف لكل تلك القوة التي تملكونها؛ وتحتاجون الى حارس؟

"فينغ ميان":  وما العجيب في ذلك؟!

_ أنا أعلم أن فصيلة" التايبان" تملك قوة سحرية، لا يملكها غيرها. 
 نظر له "الصامت في الغابة" بابتسامة وهو يقول:

_ بالفعل ولكنك سوف تعرف لما نحتاجك؟ ولذا عليك ان تتعلم فنون القتال والدفاع عن النفس.

_ لا أظن أنني أحتاج إلى ذلك، يبدو إنك نسيت أن جلدي مسمم من يلمسني يجد الموت.

_ ربما يكون كلامك صحيح، ولكن الميت لا يخاف من الموت بالفعل!
- لم أفهم ما تقوله بالتحديد! ماذا تعني؟! 

_ أنه ليس الوقت المناسب لتعرف، عليك الآن أن تنعم بقصرك وحياتك الجديدة، عليك أن تتحرك بين الأودية وتتعرف على كل شيء في هذه البيئة المختلفة  إلا..

_ إلا ماذا؟!  

نظر له الصامت في الغابة بجدية وحزم وهو بقول: 
_ السهل الأرجواني! ووادي النار الزرقاء، ونهر المحيط الأحمر! 

"شي ريان" باستفسار.ودهشة:  ماذا؟! وأين هي هذه الأماكن؟ 

"فينغ ميان".ليس مهم الآن أن تعرف مكانها؛ لأنك بالتاكيد لن تذهب لها وخاصة بمفردك.  

_ ولكني بمفردي منذ فترة طويلة 

_  من قال ذلك كل من حولك من الحاشية يتمنون أن يخدموك؛ لأنه سوف يأتي ذلك اليوم الذي تقوم فيه بخدمتهم؟

_  حقا؟ ومتى هذا اليوم؟!

_ قريبا لا  تتعجل الأمور لكل شئ وقت. 

 نظر له "الحارس التايبان" وهز رأسه بموافقة، وهو يتحرك إلى قصره..

 وبعد هذا النقاش أيام كثيرة مضت دون أن يدرك، وكلما حاول أن يسال أو يستفسر، لا يستطيع أن يكمل، أو حتى يطلب منه أن يرجع الي بيته واسرته التي بالتأكيد أصابها القلق والخوف عليه..

شهر كامل مضى وهنا نظر الى "فينغ ميان" باستفسار وكأنه يقول: متى سوف أذهب إلى بيتي؟ متى أستطيع أن أرجع؟!

 أجابه "فينغ ميان" على السؤال الذي لم يطرحه، وقال:
_  قريبا. 

"شي ريان": وما هو القريب؟! 

_ رجوعك لبيتك، سوف تذهب لترى أهلك، ولكن لا تخف من مرور الوقت! لن يشعروا بشيء

_ أنا لا أفهم ما الذي تقوله؟!

_ حينما تذهب سوف تعرف. 

_ أعرف ماذا؟ هل حدث لهم مكروه؟!

 أربت" فينغ ميان" على كتفه وهو يقول: 

_ لا تقلق يا صديقي، نحن لا نفعل بك ذلك، كل ما في الأمر إنك لست مدرك إلى الآن ما الفرق بين هنا وهناك؟!

_ أنا لا أنكر أنني تحسنت في الفترة التي أقمت فيها هنا، جلدي تغير إلى شكله الطبيعي،  هناك قوة أستطيع أن أفعل بها ما أشاء. 

"فينغ ميان": وليس هذا فقط، هناك صفات سحرية لا يملكها بشر عادي..

_ أنا لا أنكر كل ذلك الفضل عليك، ولكن في نفس الوقت لا أستطيع أن أترك أهلي ودنيتي وحياتي..

نظر له "فينغ ميان" بسخرية  وكأنه يقول:
_ هل كانت حياتك بهذه الدرجة من السعادة؟!

 "شي ريان": أعلم جيدا لما تنظر الي هكذا، تظن أنني أنكر فضلك،  وتذكرني أن حياتي السابقة لم تكن بتلك الحرية ولا الإنطلاق، الذي أعيشه الآن..

"فينغ.ميان":  بصراحة  هذا ما أردت قوله..

" شي ريان":  ولكنك لست صريح معي، إنك إلى الآن ايها الوزير الأول لم تخبرني بشيء،  لما أعرف إلي الآن لما  انا هنا؟

 "فينغ ميان": حينما تذهب إلى أهلك وتعود مرة أخرى، سوف تعرف جيدا لما أتيت إلى هنا؟ أن هناك..
 
" شي ريان":  أن هناك  بيتي 

"فينغ ميان.": وهنا أيضا بيئتك 

" شي ريان": حسنا أعرف ولكن.. 

"فينغ.ميان": لا لم تعرف بعد، عليك أن تدرك أنك لم توصم بلعنة بل إمتلكت هبة لم يملكها غيرك، تمتلك قوة يتمناها غيرك، تلك اللعنة التي تخاف منها سوف تجعلك تعيش مئات السنين، سوف تجعلك تمتلك قوة لا يملكها غيرك..

" شي ريان": رغم إني أشعر بتلك القوة من الآن، إلا إني أريد أن اخبرك أنني لا أستطيع أن أبعد عن البيت كل ذلك الوقت.. 

اخرج "فينغ ميان" الهواء من صدره وهو يقول:

_  لا يزال يذكر الوقت، قلت لك غدا سوف تدرك كل شيء، غدا سوف تعلم بنفسك ان اهلك..

 "شي ريان": ما بهم اهلي؟!

 نظر له فينغ ميان بجدية قال:

_ هل تريد أن تذهب الآن؟! 

" شي ريان": بلا عودة!

" فينغ ميان": ماذا تعني؟ هل ترغب في أن تعود مرة أخرى إلينا؟

 نظر له "شي ريان" مطولا وهو يقول:

_ أجل أريد العودة إلى هنا مرة أخرى، كل ما في الأمر إني لا أريد أن أثير القلق والريبة في نفس أهلي 

"فينغ ميان": حسنا وقت ان تذهب سوف تفهم كل كلامي 
 

لم يكاد  "فينغ ميان" أن ينهي كلامه وهو يقول: 
_ بإمكانك العودة 

"شي ريان": إلى أين.. ؟

ولكنه لم يتلقى رد حيث وجد "شي ريان" نفسه في غرفته يقف بتلك الملابس التي كان يرتديها قبل رحيله 

ينظر إلى فراشه الذي لم يتغير بصدمة 

"شي ريان": ما هذا؟!  ألم تدخل أمي لتغير الفراش؟! ألم يسأل عني أحد؟!

نظر إلى باب غرفته المغلقة التي لم تفتح!!

" شي ريان": هل من المعقول أن يظل الباب مغلقا لمدة شهر 

كان يتكلم بصوت مرتفع مما جعل الباب يهتز وكان أحدهم ما أن سمع صوته حتى طُرِقَ الباب 

"شي ريان": من بالباب؟ 

"جاين ي": هذا أنا يا بني هل هدأت بعض الشئ 

"شي ريان":  ماذا ؟!

"جاين ي": لقد مرت عدت ساعات، وأنت لم تخرج، ولم تطلب الطعام ولم تصرخ كعادتك .

"شى ريان": ماذا قلتي؟ كم مضى من الوقت!

"جاين ي": عدة ساعات يا بني! هل أنت بخير؟

"شي ريان" كاد يقول هل جننتي! ولكن ٱبتلع لسانه وهو يتذكر كلام "الصامت في الغابة" الذي أكد على أنه لن يفتقدك أحد  في هذا الشهر !.

"جاين ي": لم أنت صامت يا بني !.

"شي ريان": وماذا عساي أقول يا أبي؟ أنا بخير  . 

تكلمت أمه بلهفة وهي تقول: 

"يو تونغ": هل أعد لك بعض الطعام يا بني هل أنت جائع؟

"شى ريان":  لا. 

"يو تونغ":  لما يا صغيري؟ هلا فتحت الباب أنا أشعر بالخوف عليك.

"شي ريان": ليس الآن أمي دعيني بمفردي. 

"يو تونغ": لما يا "شي ريان" لقد مر وقت طويل دون أن تخرج. أو تاكل دعني فقط اراك هل انت بخير ؟

"شي ريان" من خلف الباب:

 بخير أمي سوف أخرج بعض قليل .

تحرك يبحث في ملابسه يرتدي شيئا ثقيلا على غير العادة، فهو مضطر أن يواري ما طرأ على جلده من تغير خاصةّ، يده أصبحت شبه عادية!

 الطرق على الباب أخرجته من أفكاره

 "شي ريان": ها أنا أتي 

" يو تونغ": حسنا  ها أنا اعددت لك الطعام، لا تتأخر. 

"شي ريان": حسنا أمي هانا آتي.

 لكنه توقف في مكانه يفكر؛ هل تغير الجلد فقط! أم انتهت اللعنة رجع لينظر لنفسه في المرآة وهو يقول: 

_ علي أن أتاكد، ولكن  كيف؟ علي أن ألمس أحد حتى أتاكد أن كان السم لازال موجود أم لا..

ترك القفاز عن يديه وتحرك ليخرج من الباب، نظر له والده وبلهفة وهو يقول:

" جاين ي": تبدو بخير

 أقترب منه دون أن يشعر بنفسه وهو يقول:
_ لا تغضب مني يا بني.

 أبتسم  "شي ريان" ونيته كانت تحمل شيء آخر، وهو يربت على كف والده، الذي تراجع وكأنه لدغته أفعى!

نظرة الوجع على وجه والده وهو يمسك يده التي سارى فيها جزء بسيط من السم، كصاعق كهربائي إلا أنه كان يقول:

 "جاين ي": لا عليك يا بني، لا تحزن ليس الذنب ذنبك، انا من أقتربت دون أن أنتبه انت لست مذنب في شيء. 

نظر له" شي ريان" وهو يحاول أن يظهر تأثر وحزن ولكنه  تأكد أن لعنته لم تنتهي لذا قال:

_ آسف أبي أنا أيضا مخطئ، لم انتبه لك.

 "جاين ي": لا تحمل نفسك فوق طاقتها يا بني؛ يكفي ما أنت فيه أنا لا الوم عليك، لا أحد فينا يلوم عليك.

" شي ريان": حسنا ابي سوف أحاول أن أنسى الأمر، ربما قد أخرج اليوم.

 "يو تونغ": ألن تأكل شيء، لقد أعددت لك طعاما شهيا 

نظر إلى الطعام ولكنه أبتسم لأمه أخذ لقمة صغيرة وهو يقول:

_ حينما أعود أمي 

_ سوف تخرج 

رغم الدهشة على وجهها إلا أنه هز رأسه لا يدري لما يريد الخروج الآن ولم يفعلها من قبل، والده لم يعترض هو لا يريد منه أن يشعر أنه أسير داخل البيت..

 تحرك يلتقي لأول مره بالعالم الخارجي، وهو ينظر إلى أختلاف الأماكن أو الحداثة التي ظهرت على البيوت بسرعة، لقد مرت سنوات تجاوزت الخمسة عشر

  كان يتحرك في الطرقات؛ يستكشف معالم جديدة عليه، يتاكد من أن القفاز يغطي جلده بالكامل، ولكنه  أدرك شيء؛ أن حاسة السمع عنده تضاعفت بصوره مبالغه فيها وهو يقول 

_ ما هذا هل ما أسمعه الآن حقيقي؟  هل هناك امرأة تستغيث؟

أرهف السمع؛ لذلك اللص يجمع بعض الأموال والمجوهرات، يهم أن يتحرك يهرب ولكنه اصطدم بتلك الخادمة، وما أن رأته أخذت تصرخ 
الخادمة: يا الهي النجدة.

 رفع السلاح الأبيض وهي تصرخ بصوت مكتوم وتقول: 

الخادمة : أتركني أرجوك؛ لدي أطفال أريد أن أربيهم، أرجوك لا تؤذيني

 المجرم: لقد عرفت من انا سوف تقومي بالابلاغ عني؟

 خادمة: لا لن أفعل أرجوك اتركني، أرجوك.. 

ام هو لم يكن يهتم بل كان يتحرك يقترب منها وهي تحاول الهرب 

صرخة عالية خرجت من فم المراة المسكينة،  كبتها  بيده وهو يقول:

_ اخرسي أيتها اللعينة لا أريد أن اسمع صوتك..

 في اللحظة التي كاد أن يقترب منها وجد "شي ريان" نفسه يتحرك بطريقة مختلفة عن البشر؛ لقد تحول الى ثعبان حقيقي، يسير بسرعة مبالغ فيها، حتى وصل إلى المكان، في اللحظة التي كاد الرجل أن يقترب بسلاحه الأبيض من المرأة، التي تتوسل وتترجاه ولا زالت تردد
_ لدي اطفال اتركني لحالي، لن افعل شيء لأنه ليس مالي من الأساس.. 

ولكن ذلك المجرم تجرد من الرحمة؛ كاد أن يقتلها ولا يبالي في هذه اللحظة كان" شي ريان"  يلتف حول جسد المجرم يعتصره بقوة بالإضافة إلى ذلك السم يسري في جسد الرجل الذي تعال صراخة من فرط الألم وهو يقول:

_ اتركني، ما هذا أي لعنة أنت من أين اتيت؟! هل هناك ثعبان بهذا الحجم!

 ولكن المرأة نظرت بذهول لتلك الأفعى العملاقة التي تعتصر الرجل بين جسدها الملتف حوله، وكأنها تقوم بعصره وتكسير عظامه!

 وفي اللحظة التي فقدت فيها الوعي كان يفقد فيها المجرم الحياه لقد مات.

 ونفس اللحظة التي استعاد فيها "شي ريان" وعيه، وجسده البشري مع تعالي الصراخ.. 

تجمع الناس بالخارج في اللحظة التي شعر فيها بالخطر وهو يقول:

_ يا الهي ماذا أفعل؟! إلى أين اذهب؟

 في هذه اللحظه تعالى صفارات الإنذار! والطرق على الباب، اما هو كان يشعر بأنه وقع في مصيدة أين سيذهب الآن وهو بهذه الحالة؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي