الحلقة الخامسة ملك من نار

الحلقةالخامسة

كانت نظرات الصامت في الغابة تحمل الكثير مما جعل"شي ريان" يقول: 

_ حسنا يا صديقي كما تريد، ماذا سوف نفعل الآن؟

" فينغ ميان": الكثير.. تحرك. 

كانت الأيام التالية، عبارة عن تمرين مستمر سواء كان علي فنون القتال أو القدرات السحرية. 

_ هل فهمت؟! 

- أجل صديقي فهمت، ولكن الأمر ليس سهلا! 

_ بالتأكيد لا يوجد شئ سهل،  نحن نتكلم عن تحولك !. عملية التحول ليست هينة، ولكن مع التكرار سوف تقدر على فعل ما تريد. 

_اتمنى ذلك يا صديقي، لكن الوضع الى الآن لا زال مؤلم ربما المرة الأولى كان شيء عادي، ولكن الآن أشعر في كل مرة يتم التحول من جسد البشري الى جسد الافعى، وكأن نياط قلبي يتمزق!.

_ لا عليك يا صديقي سوف تتحسن، سيكون كل شيء على ما يرام، الآن عليك أن تتامل لفترات طويلة..

_أتأمل؟!

_ تجلس وتفكر في حالتك، وقتها سوف تدرك أنه حينما تتعرض للخطر، يكون سهل عليك أن تظهر بالصورة التي يختاروها خيالك

 ورغم عدم اقتناع "شي ريان" الا انه هز راسه موافقا

_ لا تبدي الموافقه عن شيء أنت رافضه، أو غير مصدق ومقتنع به.

_ لكني أصدق كل شيء تقوله؛ فلم تكذب علي من قبل!، ولذا أنا أبدي موافقتي على كلامك. 

_ حسنا يا صديقي فلا زال أمامك عمر طويل لتدرك كل شيء. 

_ هذا بيت القصيد أريد أن أعرف شيء.

_ ما هو؟

_  هل هذا العمر الذي سوف أعيشه يعادل الأيام هنا! أم في  دنيا البشر حيث أعيش؟!

_ سوف تعيش في حياتك البشرية حتى يفنى كل أهلك وكل من تعرفهم..

_ حقا !

_ وليس هذا فقط بل  سوف تنتقل من بلد لآخر سوف تعيش حياتك رحال متنقل، تبحث عن الحق تحارب الشر ولكن في نفس الوقت قد يتمكن منك الشر.

 نظر له " شي ريان" بصدمة من كلامه الصريح فهو يريه حياته المستقبلية، وحيدًا بعيدًا عن الجميع فهو إلى الآن لا يستطيع أن يقترب من أي بشر، حتى بعد أن ٱختفت تلك البقع المرقطة على جلده، ولكنه لاحظ  أنها في اللحظة الخطر أن الجلد يبرز بطريقة أخرى، يظهر وكأنه ليس أملس كما كان بل جلد سميك يصعب إختراقه، لا يسمح بمرور أي شيء من خلاله.

 - ماذا تعني؟ هل تعني أنني سأظل وحيدا بقية عمري؟ 
نظر له" فينغ ميان" بتركيز وهو يقول: 

_وهل كنت تملك الصحبة من قبل؟! لا تتعجل الأمور ربما يحدث شيء يجعلك تستطيع أن تعيش حياتك كما ينبغي، ولكن عليك أن تهيئ نفسك

_ لماذا أهيئ نفسي

_ أنك إن وجدت من تحبك فانها  قد تموت وتفنى، وتبقى أنت بجسدك الخالد تعيش حيوات متعددة، وسنوات متعددة!.

_ لقد فهمت ماذا تعني؟ تعني أنني حتى لو عشت مع عائلتي سوف ينتهي العمر بهم، وأبقى انا!

"فينغ ميان" هز رأسه بموافقة وهو يقول:  الآن عليك أن تتهيئ لترى الملك والملكة مرة أخرى..

 ابتسم "شي ريان"  وهو يقول:

_ حسنا سوف أستعد

 اوقفه الصامت في الغابة وهو يقول:

_ هذه المرة لا أريد أي خطأ، هذه المرة لا أريد منك أن تتكلم دون أن تفكر..

_ سوف أحاول 

_ لا لن تحاول سوف تفعل، إياك أنت تهذي بكلام لا معنى له جلالته تبسط معك في المرة الماضية، ولكن هذه المرة لن اسمح لك..

- حسنا ايها الوزير الأول

 ابتسم "الصامت في الغابة" وهو يتركه.

  أما هو ذهب ليستعد بعد قليل كان يخرج من بيته ينظر في أثر "الصامت في الغابة"، لكنه لم يجده فتحرك في نفس الطريق وهو يقول:

_ أين ذهبت يا صديقي؟

 لم يتلقى ردا ولكنه تلقى صدمة،  فهو لا يعرف إلى الآن من هم الهائمون؟ ولا يعرف شكلهم لكن الخوف تملك منه، من تلك الأفعى التي تأخذ شكل النار كأنها حمم  بركانية تسير علي الأرض، إزدرد لعابه وهو يقول:

_ يا الهي هل أتت وقت المواجهة؟!

 شعوره بالخوف جعله يتحول إلى أفعى، ولكنها ليست بحجم تلك  التي تحمل النار في داخلها، إقترب يحاول أن يقتلها  بكل الطرق، بينما تلك العملاقة التفت حوله .. 

وكأنها تبتلعه بداخلها  فلم يعد يظهر منه إلا رأسه التي كانت تقابل تلك المشتعلة بالنار، لكنه صدم حينما إستمع إليه وهو يقول: 

_ هل تريد أن نتبارى معا؟! 

  أدرك "شي ريان" أنه أستمع إلى ذلك الصوت من قبل! ومن فرط الصدمة رجع إلى جسده البشري مرة أخرى وهو يقول:

_ من أنت؟! ولما أشعر أني أعرفك وأيضا أن  هذه النار لاتحرقني!

 إقترب "الصامت في الغابة" ينحني لتلك الأفعى المشتعلة بالنار وهو يقول:

_ مولاي إعذرني فهو لم يراك على هذه الصورة من قبل. 

- من هذا؟!

_ هل تسأل؟ ألم أقول لك الزم الصمت في حضرة الملك؟

- الملك! 

الملك وهو يترك له مكانا ليقف فيه قال: 

_التقط أنفاسك لا أحد يركض خلفك يا"حارس التايبان" ولكن من أين أتتك الجرأة لتصارعني؟! 

_ لقد ظننت إنك أحد الهائمون، شعرت بالخوف على صديقي لذا حاولت ان… 

الملك:  أن ماذا؟!  
_اعذرني مولاي لم أكن اعرفك..

 في هذه اللحظة ٱقتربت أفعى على نفس الشكل مشتعله بطريقة ذهبية، لكنها أصغر حجما بعض الشيء من جلالته، وفي اللحظة التي أقتربت منه تحول الإثنين الى اللون الاسود الفحمي، كانهم "أناكوندا" وهنا إنحنى "الوزير" مرة أخرى وهو يقول: 
_ مولاتي. 

الملكة: وزيرنا الأول 

إبتسم الصامت في الغابة ولكنه لم يرد 

الملكة: يبدو جريئا "حارس التايبان" لم يخف من جلالته

 إنحني لها "شي ريان" هو الاخر وهو يقول:

_ أستمحيك عذرا مولاتي، لكني لم أعرف الملك 

الملك: هل ظننت  أنك سوف ترانا في كل وقت على تلك الصورة التي رايتنا عليها.

 - في الحقيقه أجل..

 وقتها تحول الملك الى شكل بشري، وهو يقول للوزير الأول الذي لازال ينظر أرضا: 

_عليك ان تكثف تدريبه فهو يملك من الجرأة الكثير، ولقد ٱستطعت بالفعل أن تساعده ليتحول. 

_ اجل مولاي.

الملك: وعندما رأيته الآن وسرعة تحوله وعدم خوفه؛ أرى أنه سيكون قوي بما يكفي ليحارب الهائمون..

- أتمنى ذلك مولاي

الملك:  وليس هذا فقط بل سوف تكون قويا بما يكفي لتحارب الخارجين عن القانون في ديارك..

"شي ريان": حقا مولاي

نظر له الصامت في الغابة بتحذير أما الملك قال:

_ أجل يا "حارس التايبان" انت لم تكتفي بان تكون نصف بشريا ونصف ثعبان، لقد استطعت أن تتحول الى أفعى عملاقة، ولقد دفعتك قوتك السحرية لتحارب ما ظننت شر. 

 الملكة: وهذا يعني أنك تتمتع بقوة سحرية أكبر بكثير مما كنا نظن. 

_شكرا جلالتك أتمنى أن أكون مثل ما تقولين 

ابتسم له الملك وتحرك هو والملكة دون أن يضيفها حرف، وبعد خطوة تحولا الى صورتهم السابقة بلون النار..

 وهنا نظر "شي ريان" إلى "الصامت في الغابة" وهو يقول: 

هل حقا ما أرى؟ هل رأيت لقد تحول الى نار مشتعله؟! وكانها حمم! 

_ أنا لم أرى إلا اندفاعك ولسانك الذي لم يتوقف، ألم أقل لك انتظرني لنتقابل مع الملك والملكة؟!

- بلا قلت، لكني انتهيت وأتيت خلفك، أبحث عنك وقتها خفت عليك، شعرت أنه من الممكن أن يحدث لك مكروه لذا حاولت أن اتخلص منه.

 ابتسم"لصامت في الغابة"  وهو يقول:

_ تتخلص من الملك والملكة يا "حارس التايبان" تتخلص منهم أن مهمتك  حمايتهم!

 - ومن أين لي أن أعرف؟! لقد ظننتهم الهائمون. 

هنا تعالى ضحكه" الصامت في الغابه " وهو يقول:

 _وهل تظن الهائمون لهذا الشكل الناري؟!

- ألم تقل أنهم يسكنون وادي النار الزرقاء  والغابة السوداء  ووادي الموت الأحمر ظننت أنهم أحد الهائمون الحمر!

_ لقد خاب ظنك أن الملك يختلف  عن باقي أفاعى التايبان، يملك بشرة متوهجة وكأنها نار ولكنها لا تحرق من يحب، ولذا أشكر حظك أنك رأيته على هذه الحالة التي من المستحيل  أن يراه أحد غير أفعى التايبان عليها 

_ إذا أنا محظوظ.

_ بالفعل أنت محظوظ عليك أن تشكر حظك والآن سوف نكثف جلسات التأمل وباقي التمارين..

_ انا جاهز في أي وقت  تريد 

_ تناول طعامك ثم نبدأ

 وبالفعل كان يتحرك وسط الغابة يرى  عدد مهول  من الكائنات الحية التي لم يتخيل أن يراها، يرى انواع كثيرة من الأفاعي التي لم يتخيل أن يراها يوما ، ولكنهم كانوا ينحنون لهم وكانهم يقدمون التحية لذوي شان رفيع، نظر الى "الوزير" وهو يقول:

_ هل ما يفعلونه طبيعي؟!

_ أجل بالطبع طبيعي، أنت حارس التايبان

 ابتسم له "شي ريان" وهو يتحرك معه إلى تلك الحلقة يتعلم فيها كيف يصارع، كيف ينتقل بسرعة أكبر في عملية التحول..

 بينما هناك في قريته لا زال الكلام مستمرا في تلك الجريمة وخاصة أن الخادمة تصر على أن هناك افعى عملاقة إعتصرت الرجل، ورغم أن القضية قد أغلقت إلا أنها إلى الآن تردد لقد انقذتني أفعى عملاقة من ذلك الرجل

 قالت إحدى الجارات: 
_ ربما تخيل لك

 الخادمة: لا أظن لقد رأيته رأي العين 

_ ربما يكون خدام المكان

 الخادمة: تحاول أن تخفي عني الكل لا يصدقني حتى انت، ساذهب..

 ربما ليس مستحبا الكلام على أناكوندا عملاقة تسكن حيهم البسيط، إذا لم يستمع اليها احد، رغم تسرب الخوف الى قلوب البعض.

 اما هناك داخل بيت "شي ريان" كانت أمه تطرق على الباب بخفة وكأنها شعرت بالقلق وهي تقول:

_ لقد مرت عدة ساعات يا بني 

لم يأتيها رد من الداخل 

"جاين ي ":   دعيه علي راحته 

يو تونغ : هو إلى الان لم يستيقظ.. 

ولكنها لا تدرك أنها لو ظلت تطرق لليوم التالي لن يفتح الباب 

"يو تونغ":  "شي ريان" يا بني ألم تكتفي من النوم لقد مرت عدة ساعات طويله؟ ألا تريد بعض الطعام. 

"جاين ي": اتركيه عزيزتي هو طلب الراحة ربما هو بحاجة الى النوم اكثر من الطعام! 

_هل تظن ذلك؟ أفكر أن افتح الباب  وأدخل حتي أطمئن عليه. 

نظر لها والده وكأن ما تقوله شيئا عاديا،  ولكنه قال:

_ لا أظنه سوف يقبل ذلك، اتركيه حتى يخرج بمفرده 

رغم مظاهر الرفض على وجهها ولكنها أن فتحت الباب سوف تصدم لأن أبنها الذي تنادي عليه ليس بالداخل من الأساس ..

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي