الفصل الخامس

ما أن بدأت آسيا في تصفح صفحات الكتاب، وضعت يد على غلاف الكتاب من الخارج لتوقفها ، رفعت آسيا أنظارها وهي تنظر إلى مهيرة.
أعادت مهيرة إغلاق الكتاب من جديد، بينما تراجعت آسيا للخلف وهي تجلس على المقعد بتعب:
_ما الذي يحدث معي يا مهيرة؟

أبعدت مهيرة القلادة، ووضعتها على المكتب أمامها:
_أتعرفين، هناك دائما بعض الأشياء التي ليس لها تفسير، وهناك أشياء أخرى لا يجب علينا معرفتها، والنوع الثالث هو أشياء لم يكن يجب علينا معرفتها من الأثاث، أشياء قد نشعر بالندم لمعرفتها ولكن بعد فوات الأوان.

وضعت آسيا وجهها بين كفيها بتعب:
_وأنا أي اختيار من بينهم؟

ابتسمت مهيرة بخفوت:
_أنتِ هي الأشياء التي لا يجب علينا معرفتها، على الأقل الآن.

نظرت إليها آسيا متسائلة:
_إلى متى؟

مدت مهيرة يديها، وهي تضعها على كف يد آسيا قائلة:
_إلا أن يحن الوقت، يجب عليكِ البداء من البداية.

عقدت آسيا حاجبيها بخفوت:
_لكنني لا أعرف أين هي البداية!

أخذت مهيرة نفس عميق، وقد بدت مترددة لثوان قبل أن تقول ببطء:
_البداية عند أبيكِ يا آسيا، أنه البداية التي تعرفيها.

تراجعت آسيا بظهرها للخلف بعدم فهم، بينما تحدق بمهيرة قبل أن تسحب عقدها وهي تركض إلى خارج المكتبة.



في وقت سابق على حدود مملكة ”تير أصلان”
بدأ جنود الساحرة في الدخول إلى قتال ضد جنود المملكة، بينما يحاولون التسلل إلى داخل المملكة، بعد أن شدد الملك تريان بالحراسة.

إلا أن القائد والجنود تصدوا لهم، لذا تم تغيير الخطة، فحاول الجنود تشتيت قائد جنود المملكة.
بينما يهاجمه عدة أشخاص في وقت واحد.
فسقط منه سيفه، فاستغل قائد حراس جيش الساحرة تشتيته ، ويقترب بسرعة وهو يمسك بين يديه عصاه طويلة سوداء اللون، وفي أعلاها جوهرة حمراء اللون عليها نقش لتنين بثلاثة رؤوس.

مد الحارس عصاه وهو يضعها على ذراع القائد، فتشنج جسده، قبل أن تبدأ عروق جسده تظهر على كامل جسده سوداء اللون.
تراجع جيش الساحرة من حيث أتى، بعد أن جند الحارس قائد حراس الحدود إلى صالح الساحرة.




في داخل القصر.
كان الهواء ضَبَابِيًّا والنظر معلقا على بتلات الزهور، فبدت الحديقة تشبه الجنة.
لم تستيقظ الملكة الأم يولاند بعد، لذا كان لدي سيبينا بعض الوقت للتنزه.
توقفت سيبينا مكانها حين توقفها حارس الحديقة ”مايك”، قائلا:
_سيبينا؟

استدارت بمفاجأة، بينما تحول وجه مايك ذي المظهر البارد، إلى ليونة في وسط الضباب.

أقترب مايك منها وهو يضع يده فوق رأسها، فنظرت إليه سيبينا بتشوش، أنزل مايك يديه من جديد، وهو يفتح كف يديه ليظهر بتلات الورد التي كانت أعلى رأسها:
_إنها جميلة، ما بكِ؟

تنهد مايك بينما كانت سيبينا تحاول أن تتمالك أعصابها، فتحدث مايك قائلا ببرود:
_الأمير جايدن نبيل لكنه خطير، إذا حدث معكِ أي شيء، يمكنكِ المجيء إلي وليس له.

تفاجأت سيبينا من صوته البارد لكنه كان دافئًا، فهمست مرددة:
_شكرًا لك يا سيدي.

حول مايك عينيه وهو ينظر إلى خلفها قائلا:
_ابتعدي عن الأمير جايدن، سأحميكِ أنا.

كانت هناك العديد من الخادمات، أتيين ناحيتهم، فلم يرد الحارس مايك أن يتسبب لها بأي إزعاج، لذا غادر أولًا.
كانت لا تزال تقف مكانها مذهولة، لا تعرف كيف يجب عليها أن ترد على مثل هذا التذكير اللطيف.

حين عادت سيبينا من جديد إلى جناح الملكة الأم يولاند، لاحظت أنها خائفة قليلاً، خاصة بعد زيارة الأمير جايدن لها.

حاولت المربية صوفيا التي خدمت الملكة الأم لسنوات طويلة، ذكر هذا الموضوع، لكن الملكة الأم رفضت الإجابة.
بعد أن نظفت المربية السرير، ساعدت سيبينا الملكة الأم في الجلوس على الفراش.

رفعت الملكة الأم يولاند عينيها وهي تنظر إلى سيبينا قائلة:
_ما رأيكِ بالأمير جايدن؟

شعرت سيبينا فجأة على ذكر سيرته بالغضب المفاجأة، كانت تعرف أن الملكة الأم تريد أن تسألها عن تصرفاته.

لكنها قررت التظاهر بأنها لا تعرف ما تعنيه حقا، فأردفت قائلة وهي تضع الغطاء عليها:
_أنه جميل المظهر، شديد الثقة بنفسه.

مدت الملكة الأم أصابعها وهي تضعها على ذراع سيبينا:
_لا أسألكِ عن المظهر، أقصد تصرفاته.

تنهدت سيبينا، وهي تحاول أن تنتقي كلماتها بعناية فائقة:
_الأمير جايدن نبيل، إنه مهيب، نادرًا ما أرى الأمير جايدن، لذلك لا أعرف تصرفاته، ولا أجرؤ على تقديره.

هزت الملكة الأم رأسها بخفوت:
_إذا سألت شخصاً آخر، فسأستمع إلى حفنة من الإطراء، أنتِ صريحة على الأقل.


حين خرجت سيبينا من عند الملكة الأم، كانت تتجول في الحديقة، بينما تفكر في استجواب الملكة الأم جعلها متيقظا، بدأت سيبينا تقلق على أن الأمير جايدن سيبدأ من الملكة الأم من أجل الوصول إلى العرش.

هذا ليس مستحيلاً،، من الواضح الآن أن الملك يشعر بخيبة أمل من أخيه الأمير جايدن.
لذا قد يفكر في البدء من الملكة الأم، من أجل تثبيت مكانته.

كانت تشعر بالقلق من أن الملكة الأم التي حافظت على الحياد بين أبنائها قد تضطر للتدخل في النهاية، وستقف إلى جانب الملك تريان، هذا قد يشعل الخلاف أكثر بين الأخين.

كانت سيبينا تتجول في الحديقة أثناء شرودها، دون أن تنتبه أنها ناحية قصر الأمير جايدن.
لكنها عادت لرشدها، حين سمعت صوت تصفيق الأجنحة في السماء.

رفعت رأسها وهي تنظر للنسر الأسود، والذي يقف أعلى سقف القصر، كذلك كان هناك الخادم وهو يتحرك خلفه بينما يحمل القفص والعصا.

أردف الخادم بذعر حقيقي:
_لماذا لا يعود؟ الأمير جايدن سوف يقتلني إذا عرف بهذا الأمر.

الجميع كان يعرف أن الأمير جايدن أحب شراسة النسر الأسود، لقد استخدمه لقتل عدد لا يحصى من الأرواح البريئة.

اندفعت سيبينا للأمام قائلة:
_هذا لا يجدي نفعا، ومن المحتمل أن تغضبه، يمكنك جذبه باللحم الذي يجب أكله عادة.

نظر الحارس نحوها لثوان، قبل أن يترك القفص وهو يتحرك قائلا:
_الأمير على وشك العودة، لنقم بذلك.

غاب الحارس لثوان قليلة، قبل أن يعود من جديد وهو يحمل قطعة اللحم، ليضعها في القفص، وقد كانت الخطة مفيدة، أخذ النسر الأسود يحلق في السماء وهو يعود لقفصه من جديد.

اغلق الخادم باب القفص فوراً، وهو يتنفس بصعوبة بينما يمسح عرقه.
نظرت سيبينا إلى تفاصيل النسر الأسود قائلة:
_هل هذا نسر الأمير جايدنن؟ كم هو مهيب!

شكرها الخادم على مساعدتها في إعادة النسر، هم أكثر استعدادا للتحدث معها الآن قائلا:
_أنه نسر الأمير، لقد تركناه بالصدفة، شكراً لكِ لقد نفذت أفكارنا لأعادته.

ابتسمت سيبينا بخفوت قائلة:
_القصر يخضع لحراسة مشددة، لن يهرب من هنا بهذه السهولة.

هز الخادم رأسه مردفاً:
_قد لا تعرفين، لم يطلق الأمير جايدن مطلقاً النسر الأسود في داخل القصر، لا يريد للملك أن يكتشف ذلك لِئَلَّا يعتقد بأنه يلهو في داخل القصر.

هزت رأسها بخفوت:
_فهمت، يبدو أن النسر الأسود نادرًا جِدًّا، هل تعلم من أين حصل عليه الأمير جايدن؟

هز الخادم رأسه مؤكداً رفضه:
_نحن مجرد خدم لا نعرف الكثير، أعرف فقط أم هذا النسر الأسود قد أعطاه له صديق بعيد للأمير، يبدو أنه لا ينتمي إلى مملكتنا.


قررت سيبينا الحصول على بعض المعلومات، لِذَا غادرت القصر بحجة شراء المعجنات للملكة الأم.
حين دلفت سيبينا إلى داخل المقهى، خرج لها رجل من غرفة المخبر المجاورة وهو يبتسم، بينما يسكب الشاي قائلا:
_هذا حقا أمر مفاجئ، أنتِ تأتي إلى هنا، قولي، ماذا تحتاجين مني أن أفعل؟

تساءلت سيبينا وهي تنظر إلى كوب الشاي:
_لقد ذكرت أنك زرت مملكة سجلين وتعرف بعض الأصدقاء بها، هل يمكنك أن تطلب منهم التحقيق في أمر واحد فقط؟

تغيرت تعابير وجه ” فيتال ”بعد أن أخبرته بأمر النسر، وبمخاوفها من أن الأمير جايدن سيحاول الوصول إلى العرش والإطاحة بأخيه الملك.

وتساءل بعدم فهم قائل بقسوة:
_هل هذا سبب اِنْضِمَامكِ إلى القصر؟ لماذا تهتمين بأمر الأمير جايدن؟

ترجته سيبينا قائلة بخفوت:
_سأخبرك في المستقبل بكل شيء، لن أكذب عليك، أنتظر لبعض الوقت فقط.

تنهد فيتال قائلا بهدوء:
_لا بأس، فهمت إذا تعاون الأمير جايدن حَقًّا مع العدو، فربما تقعين في خطر.

ابتسمت سيبينا قائلة بتفاخر:
_لا تستخف بي، سأحمي نفسي جيدًا.

عند حديثهم جاء صوت مألوف من الخارج لفت اِنْتِبَاههَا، كان يبدو أن شخصا نبيلا يريد حجز المقهى بأكمله مع المخبز، وأخذ يطلب من الزبائن الآخرين المغادرة.

همسات سيبينا فجأة:
_أنه الأمير جايدن.

أردف فيتال بسرعة:
_سأقفز من النافذة، أنا رشيق للغاية.

أشارت سيبينا له بالمغادرة قائلة:
_أذهب أولًا، سوف أبقى، أنا مجرد خادمة خرجت من القصر لشراء بعض الأشياء.

ظلت سيبينا مكانها، بينما غادر فيتال على مضض، وتفاجأ الأمير جايدن عند رؤيتها.

انحنت سيبينا له قائلة:
_مولاي، غادرت القصر لشراء المعجنات من أجل الملكة الأم، هي تحب المعجنات من هنا وتذكرها كثيرًا.

هز الأمير جايدن رأسه، بينما يحدث بها قائلا:
_سأشتريها وأذوقها أيضاً، بالمناسبة، هل ذكرتني الملكة الأم مؤخرًا؟

هزت سيبينا رأسها، وهي تتهرب من سؤاله:
_لقد طلبت مني نسخ كتاب ديستان ، فلم أخدم الملكة الأم ولا أعرف، هل لديك أي شيء تريد إخباري به؟

أشار إليها بالذهاب قائلا:
_لا، عودي إلى القصر سيوصلكِ الخادم.

حين وصلت العربة إلى داخل القصر، أطلت سيبينا من داخل العربة، بينما وقف الخادم هناك، وهو ينحني دون النظر إليها قائلا:
_الأمير جايدن يعاملكِ جيدًا، من الأفضل أن تتذكري لطفه معكِ.

ألقت سيبينا ابتسامة مزيفة وهي تقفز خارج العربة، ولسوء حظها تقابلت مع مايك بالخارج.
أمعن مايك النظر بها وبعربة الأمير جايدن التي تحمل شعاره.
فأردف الخادم قائلا:
_الحارس مايك قاس جِدًّا، ابتعدي عنه.

وغادر من جديد بعد
أن ألقى لها بهذا التهديد، كان لا يزال مايك يقف مكانه بنظرة باردة، فقررت سيبينا إلقاء التحية عليه:
_أهلا وسهلا سيدي.

أشار مايك للمعجنات التي بين يديها:
_ما هذا؟

نظرت إلى علبة الطعام:
_بعض المعجنات للملكة الآم.

تساءل قائلا ببرود:
_هل أشتريتِ أي شيء إضافي؟

مدت سيبينا يديها ببعض المعجنات الإضافية، فاخذها منها وغادر دون أن يشكرها.





حين دلفت آسيا إلى المنزل، اقتربت من جدتها غاضبة وهي ترفع العقد الخاص بها قائلة:
_من أين جلبتِ هذا لي؟

نظرت إليها اوديلا بتوتر، بينما لم تجد القدرة على التحدث وهمست بخفوت قائلة:
_يمكنكِ سؤال أبيكِ.

أخرجت آسيا من المطبخ غاضبة، ودلفت إلى أبيها في غرفة الجلوس، وهي ترفع عقدها:
_من أين جلبت هذا العقد يا أبي؟

توتر هنري هو الآخر بينما لم يكن لديه إجابة لقولها، هل يخبرها أنها ليست ابنته؟ هل يخبرها أنه وجد معها هذا العقد عند وجدوها في الغابة رضيعة؟

فهس بصوت غير ثابت؛ من فرط توتره:
_لقد اشتريته من محل الصائغ عند ولادتكِ، لماذا؟

ارتمت آسيا على المقعد وهي تضع وجهها بين كفيها باكية:
_ما الذي يحدث معي؟ ما الذي تخفونه عني؟ هذا العقد به شيء غريب.

لثوان طويلة بكت، قبل أن ترفع رأسها بسرعة بعد إن أدركت الأمر قائلة:
_الخطأ ليس في العقد، بل الخطأ بي أنا، هل أنا ساحرة يا أبي.

صرخت اوديلا لها بالصمت، وهي تتحرك بسرعة مغلقة كافة النوافذ، قبل أن تعود لها قائلة:
_اخفضي صوتكِ، قد يسمع أحد حديثكِ.

هزت آسيا رأسها بعدم فهم لما يحدث، فتنهد هنري قائلا بخفوت:
_منذ عدة سنوات كثير مضت، حدثت معكرة بين الساحرات والشعب، إلى أن تدخل الملك حينها وأنهى هذا الخلاف، مع أخذ تعهد على الساحرات بالدخول إلى المملكة.

صمت هنري لتكمل اوديلا قائلة:
_لذا إن أستمع أي شخص لحديثكِ ستكون مشكلة كبيرة، وقد يتسبب هذا الأمر بموتكِ، لن يرحمك الشعب أبدا.




حين كانت سيبينا تتحرك في داخل القصر عند الجسر تحديدًا، رأت الخادم الذي هرب منه النسر الأسود يهرب منه عن طريق الخطأ.

أوقفها الحارس قائلا:
_يا آنسة، اعتقدت أن هذا الأمر سينتهي، خاصة بعد القبض على النسر، لكن السيدة مالينا اكتشفت الأمر.

كانت تعرف سيبينا من هي مالينا كما يعرف الجميع، السيدة مالينا هي واحدة من حراس الأمير جايدن، وفي الواقع هي واقعة في حب الأمير منذ وقت طويل.

عقدت سيبينا حاجبيها متسائلة:
_لماذا؟ ما الذي قالته السيدة مالينا ؟

هز الحارس رأسه بحزن قائلا:
_لقد أجبرتنا أن نقول الحقيقة تحت رحمتها، لذا، ربما ستبحث عنكِ.

تحركت سيبينا مبتعدة، من السهل أن تتفهم هذا الأمر، الأمير جايدن يريد أن يستخدمها لصالحه، لذلك هو لطيف معها، لكن لطفه معها يشبه وجود شوكة في عين مالينا.

لا ترد مالينا للأمير أن ينتبه لها، لذا أخفت أمر النسر عنه، وهذا أيضا ما توقعته سيبينا، النسر الأسود هو مجرد أداى، إذا علم الأمير جايدن بهذا الأمر، فسيكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لخطتها المستقبلة.

توقفت سيبينا عن التقدم وهي تنظر إلى مالينا؛ التي اقتربت منها وهي تنظر إليها بسخرية من أعلاها لأسفلها، بينما تبتسم بسخرية قائلة:
_لا يمكنكِ خدمة الأمير جايدن، إلا إذا كنتِ تتظاهرين بالضعف فقط.

عقدت سيبينا حاجبيها متسائلة:
_لا أفهم؟ ما الذي تقصدينه؟

ابتسمت مالينا أكثر قائلة بتهكم:
_تعتقدين أنكِ ذكية، لكن أنا والأمير جايدن لا نهتم بكِ.

هزت سيبينا رأسها بسخرية:
_يمكنكِ أن تقولي هدفكِ مباشرة، سيدة مالينا، هل تريدين أن تقولي لي، لا تتحدثين مع الأمير جايدن؟

هزت مالينا رأسها بتفهم قائلة:
_جيد، عرفتِ هدفي، إذا كان لديكِ أي شيء في المستقبل، يمكنكِ أن تأتي لي، ولا تزعجين الأمير جايدن.

أردفت سيبينا قائلة بخفوت:
_لقد كنتِ عدوانية بمجرد قدومكِ، والآن تقولن أشياء غريبة، هل يعرف الأمير جايدن؟

نظرت إليها مالينا بغضب بدأ يتصاعد على وجهها، كانت تعرف سيبينا أنها فنانة عسكرية وتحمل تلك الهالة القتالية، لكنها لم تخف وهي تحدق بها بهدوء، فأردف مالينا بغضب:
_هل لكون الأمير جايدن لطيف معكِ، هل يجعلكِ هذا مغرورا.

اقتربت أكثر من وجه سيبينا، وهي تمسك وجهها في كف يدها ضاغطة عليه بقوة.
فتأوهت سيبينا بألم، مما جعل مالينا تبتسم أكثر قائلة:
_لقد حذرتكِ هذه المرة فقط بهدوء، المرة القادمة سأتعامل معكِ بغضب حقيقي.

وابتعدت تاركة سيبينا تقف بذهول، بينما تضع يديها عند فكها.




حين خرجت آسيا من المنزل كانت تعرف إلى أين هي ذاهبة، فتحركت ما أن بدأ الليل ليحل باتجاه الغابة، ودن أن تعلم جدتها أو أبوها بهذا الأمر.
وقفت آسيا أمام الباب الخشبي، وهي تمد عقدها كما حدث من قبل، وهذه المرة التصق العقد بالباب الذي شده له كالمغناطيس تمامًا، ألقت آسيا بعينيها إلى داخل الكهف وهي تدافع إلى الداخل ببطء، بينما تحمل بين كفيها مصباح.

توقفت آسيا بفزع مكانها وهي تنظر إلى هذا الطائر الضخم الذي كان يجلس بداخل الكهف وهو ينظر إليها بهدوء، أستطاعت التعرف عليه جيداً، كان طائر ”العنقاء ”كبير الحجم، ذو لون أحمر قان، فتراجعت للخلف بفزع حقيقي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي