5

°°°

- ليليز أسرعي عَلينا الذهابُ لرؤيةِ إيدي..
على لوكوو أن يأخُذَ حماماً فهو مُلطخ بالألوان..

صاحَ الغرابي على الفتاةِ التي تحتلُ حمامهُ منذُ ساعةِ تَقريباً.. وهو يود الإستحمام بعد حصةِ رسمٍ طويلة،
لِتصرُخَ هيَ في المُقابل مِن داخِل الحَمام:

- نااه لوكوو جميل بالألوان،
ليليز تريد اللعبَ في الماءِ أكثر، إيدي سينتظرها..

صفعَ الغرابي جبينهُ بقلةِ حيلة..
بَعد أن كانَت تَخافُ المياهَ وقامَت ناي بمساعدتها في التغلب على خوفها بالألعاب خاصة الأطفال والفقاعات الكثيرة..

أصبحت لا تُغادرُ الحمامِ إلا إن أجبروها على ذلك..
وبما أن ناي قد عادت إلى أمريكا مُنذ أسبوعين..
هو يعاني بشدةٍ في التَعامُل مَعها وَحده الآن..

فقد مَرَّ شهرٌ على مُكوثها مَعه..
أصبحت تستطيعُ الحديثَ بشكلٍ جيد، تقريباً..

تستطيعُ السيرَ، وإرتداء ثيابِها وَحدها، بَعد أن قامت ناي بتعليمها ذلك..

وتستطيعُ سرقةَ عصير البُرتقالِ مِن الثلاجة طبعاً..

إبتسمَ الغرابي بشرٍ حينَما خَطرت على بالهِ فكرة ما، لينطق بطريقة مستفزةٍ وإبتسامةٌ لعوبةٌ رسمت على شفتيه:

- حَسناً إستمري باللعبِ في المياه..
وسوفَ نَشربُ أنا وإيدي كُل عَصير البُرتقالِ الموجودِ في الثلاجةئ دون إنتظاركِ..

إستمع لشهقةِ الشاحبةِ المُرتفعةِ من الداخل، ثُم صوتَ توقُف المياه لتصرُخ بسرعة:

- ليليز سترتدي ثيابها وتخرُج بسرعة..
ليستطيع لوكوو الجميلُ الإستحمام..

ضحكَ الغُرابي بخفةٍ لردة فعلها هذه، هو يعلم بكم حُبها لعصير البرتقال..

وبعد عدةِ دقائق خَرجت لهُ ذاتُ أعين الغزلانِ بثوبٍ أرجوانيٍ بطولٍ مُتوسط يُغطي رُكبتيها..
ضيقٍ مِن الخصر وفضفاضٍ مِن الأسفل بطابعٍ بسيط جداً..

- إيدي يُحب الأرجواني..
لهذا ليليز إرتدت ثوبها الأرجواني الجَميل ليصبحَ إيدي سعيداً..

نَطقت بسعادةٍ تَدور بثوبها تتباهى به كالأطفال،
ليقلبَ الأدعج عينيه ثُم يعقد ذراعيه إلى صدره وينطقَ بتململ:

- لوكوو يحب الأسود ولَم ترتدي الثوب الذي أعطاهُ لكِ كَ هدية..

تصنمت الشاحِبةُ وكأنها قَد إرتكبت جُرماً ما،
تتسعُ عينيها ثُم تزم شفاهها الكرزيةَ بخفةٍ تبتلع مافي جَوفها بصعوبة ثُم تنطق بهمس:

- ليليز لا تُحب الأسود، هي تُحب الوَردي و الأرجواني أكثر مثلَ إيدي..

قَلبَ الغرابيّ عينيهِ مرةً أخرى ليتمتم بغضب:

- إذاً دعي إيدي هو من يشتري لكِ ثيابكِ مرةً أُخرى..

أنهى حديثهُ يدخُل الحمامَ صافعاً البابَ بقوة خَلفه..

جَفلت الشاحبةُ تَزم شفاهها بِخفةٍ بينَما إمتلأت مُقلتيها بالدموع لتصرُخَ تالياً:

- إيدي أفضُل مِنك يا شِرير..

- أنا ماذا؟!!

جفلت حينما فَتحَ البابَ ينطق ذلك في وجهها بحدة،
لتعبس أكثر ثُم تصرخ مرة أخرى:

- أنتَ شريرٌ ولَئيم، إيدي لا يَصرخُ على ليليز..

أنهت حديثها تُخرجُ لسانها له..
ثم إستدارت تطرق الأرض بغضبٍ بقدميها بينَما بدأت دُموعها بالإنهمار على ملامِحها.. تمسحها بيديها كلما غطت ملامحها..

- هل أصبحت أنا اللئيم والشرير الآن؟؟

تمتمَ بِصدمةٍ بينَما ينظُرُ إليها وهي تبتعدُ عنه حتى إختفت في الرواقِ المُؤدي إلى المَطبخ..

- سترينَ يا ناكرةُ الجَميل من هو الشرير..
فأنا لَن أحضر لكِ عصيرَ البُرتقالِ مرةً أخرى..

صاحَ مَرة أخرى لتُطِل هي برأسها مِن الرواقِ فَقط.. وترفع إصبعها الأوسط له ثُم تَهرب..

فَغر الغرابيُ فاهه بصدمةٍ بعيونٍ جاحِظة..
ينظرُ للمكانِ الذي إختفت مِنه بفراغ ودونَ أي تَعابير على وجهه..

- يَجبُ عليَّ إبعادُها عَن إدريان حقاً.. إنه يغسلُ دماغها حرفياً ويفسدها بتصرفاته الوقحة..

تمتمَ بينما يُدلكُ ما بينَ حاجبيهِ بتعب..
يشعُر بالغضبِ يَتصاعدُ إلى دماغهِ مُقرراً مُحاسَبتهُما لاحِقاً..

ليَدخُلَ إلى الحَمامِ مُغلقاً البابَ خَلفه،
فتتسعَ عينيهِ حينَما كانت تَضعُ جميعَ ملابسهِ السوداء معَ الثيابِ المُتسخة.. بعد أن لطختها بالطحين والزيت..

ليُغمض عينيه ويرصّ على أسنانهِ بشدة..
ثُم تَدوي صرختهُ في كُل أنحاء البِناء:

- ليليز!!

تصنَمت الأُخرى في مكانها وهيَ ترتشفُ القليلَ مِن عَصير البرتقال في المَطبخ، ثُم قهقهَت بخفة تُغطي ثغرها بيدها.. تنطق تالياً بإنتصار:

- نَجحت الخطة سأجعل لوكوو يَرتدي الأرجواني مِثل ليليز...

°°°

- ليليز صَغيرتي!!

صاحَ الأسمرُ حالَ رؤيتهِ للغُرابيّ العابسِ بقميصه الأرجواني!!
والشاحبةِ التي تتَعلقُ بيدهِ كالأطفال..

لتهرول هي بسرعةٍ ناحيته تَقومُ بِمعانقته..
فيحملها مِن خاصِرتها وَيدورَ بِها تَحت أصواتِ قهقهاتِهما المُرتفعة.. ونا إن عادت قدميها تلامس الأرضية حتى نطق بلطف:

- ثَوبٌ جَميلٌ زَهرتي الصَغيرة..

إبتسمت الأُخرى بخجلٍ لتُجيبهُ بِحماس:

- ليليز إرتدت الأرجُوانيَ لأجلِ إيدي فَقط..

قَلبَ الأدعج عينيه يُكتف ذراعيه إلى صدره،
وحالَ فصلِهما للِعناقِ همسَ الأسمر للشاحبةِ:

- لِما يَبدو كالبُركان الذي يوشك على الإنفجار؟

ضحكت الشاحبةُ تُخفي ثغرها خلف كفها لتهمسَ لهُ في المُقابل:

- ليليز قامت بإتلاف جَميع ثيابه السوداء.. وأجبرتهُ على إرتداء قميصٍ أرجواني..
ثُم رفعت إصبعها في وجهه كما علمتَها أن تفعل إذا أغضبها..

ضحكَ الأسمرُ بشدةٍ حينما تَخيل شَكل الغُرابي بَعد كُل ما قامت بِفعله من مصائب..

- لِتضحكا كثيراً لأنها آخر مرة تتقابلانِ بِها..
وأنتَ كُف عَن إفسادِ عَقل فَتاتي الصغيرة..

نطقَ الغرابيّ بحنقٍ لينظر الأسمرُ والشاحبةُ إلى بَعضهما ثُم يَضحكانِ بِشدة..

تمسكت الشاحِبةُ بكف الأسمرِ ومَشيا معاً أمامَ الغُرابي دُون أدنى إهتمام لَه..

تنهدَ الغرابيُّ بعمق يُدلكُ ما بين حاجبيه بتعب..
إلا أنهُ إبتسم في النهايةِ يَلحقُ بِهما بينَ المَحلاتِ التجارية..

صَحيحٌ أنه يَغضبُ مِن بعضِ تَصرفاتهما الطفولية والطائشة،
إلا أنهُ سَعيد لأن ليليز إستطاعت إخراج صديقهِ الأسمر مِن حالةِ الإكتئاب التي كانَ يَعيشها..

بروحها الطُفوليةِ والمرحةِ.. أجبرت الأسمر على التَعلُق بها والضحكَ كُلما تَقابلا..

هوَ يَعلمُ بأنهُ لَم يتخطى مَوت هيذر بعد..
ويَعلمُ بشربه للكحولِ بإفراطٍ مساءَ كُل يومٍ حينَما يَتصلُ بهِ وهو يَبكي في حالةِ سُكرِه..

يزيدُ الذَنب في قَلبه.. فلا يَستطيعُ البَوح له بما فَعل ولا يستطيعُ مُسامَحةَ نَفسهِ على ما جَرى بسببه وبسبب أمنياته الطائشة..

لِذا هُوَ قَرر أن يَجمعَهُ بـ ليليز كُلما سَنحت لهُ الفرصة..
لأنها بِطَبعها الطُفولي ذاك قَد خَففت مِن وَحدةِ الأسمَر..

°°°

في اليَومِ التَالي إستيقَظ الغُرابي على تحرُكاتٍ غَريبةٍ في غُرفته.. تحركات مألوفةٍ بالنسبة له..
لينقلبَ على معدتهِ مُتنهداً ثُم يُحاولَ العَودةَ للنَوم..

إلا أن إنخفاضَ مرتبةِ السرير بقربهِ إستطاعت تَوضيحَ مَا سيحصُل تالياً، بدأ يعد في سرِه منتظراً القادِم..

ثلاثة
إثنان
واحِـ..

- لوكوو..

إبتسمَ الغُرابيُّ حينَما لَم يَكملِ العَد حتى يحصُلَ ما تَوقعهُ تَماماً.. فيهمهمَ بخفةٍ دونَ فتحِ عَينيه..

- لوكوو هوَ الأفضُل والأجمَلُ في العالَم..
لوكوو المُفضلُ لَدى ليليز أكثرَ مِن نايو وإيدي حَتى..

قهقهَ الأدعجُ بِخمولٍ يَعلمُ تَماماً ما وراءَ هذهِ المُقدمة اللطيفة وكلامها المعسول هذا..

- همم حقاً؟! مالذي تُريده ليليز مِن لوكوو يا تُرى؟

نَطق الغُرابيّ يَفتحُ إحدى عينيه فَقط ينظرُ إلى ملامِحها المُرتبكةِ.. وأصابعها المُتشابِكةِ بتوتر حِينما نَطقت بِهمس خجِل:

- عَصيرُ البرتقال، لَقد نَفِذ..
لوكوو الرائِع سَيُحضرُ العَصير لليليز.. صَحيح؟

تقوست شفاهها نِهايةَ حَديثها وكأنها على وشكِ البُكاء.. تعرف نقطةَ ضعفه التي تجعله يفعل كل ما تريده عادةً، لكن..

ليس هذه المَرّة..

ليَنقلبَ هو على ظهرهِ يَضعُ ساعدهُ على عينيهِ ثُم ينطقَ بإبتسامةٍ جانبية مُستمتعة:

- كَلا ليليز مُعاقبةٌ لأنها كانَت فتاةً سيئة..
قامَت بعملٍ سيئ ترفعُ إصبعها في وجهِ لوكوو..
وأيضاً أتلفت قُمصانهُ المُفضلة ولم تقُل له أنها آسفة حتى..

زَمت الشاحبةُ شفاهها بِحزنٍ تَعلمُ بأنها أخطأت، وقد شعرت بشعور سيئ فهذه أول مرة يرفض الغرابي أي طلب لها..

- إيدي هوَ مَن أخبرَ ليليز أن ترفع إصبعها في وَجهكَ كُلما أغضَبتها..

قالت الشاحبةُ ليلويَ الغرابي فَمه بغيرِ رضى..
هوَ يَعلم بأنها مُتعلقةٌ بإدريان بشدة وأنهُ يَعتبرها كَطفلته لا أكثر..

لَكن شيءٌ ما جَعلهُ يشعُر بالضيق..
وهوَ قد كرهَ هذا الشعور بشدة..

كَرهَ بأنهُ يَشعرُ بالغيرةِ مِن علاقةِ الأسمر مع ليليز
ومِن أنها تَستجيبُ لهُ كَثيراً، تستمع لصديقه أكثر منه وتفعل كل ما يحبه إدريان لا هو..

كَرهَ إحساسَهُ بأنها مُتعلقةٌ بشخصٍ ما أكثر مِنه..

- دعيهِ يُحضر لكِ عصير البُرتقال إذاً.. وليهتم بكِ هو..
أنا لا أهتم..

نَطق بحدةٍ دونَ وعيٍ مِنه.. يَستديرُ للجانِب الآخر..
تَنفسَ بثقلٍ يَرصُ فَكهُ بقوةٍ وكأنهُ يكاد يحطم أسنانه..

إستمعَ لشهقةٍ هَربت مِن ثغر الشاحِبة..
ليعقد حاجبيهِ بشدة يُغمضُ عينيهِ مُحاولاً تَجاهُلها..

إلا أنها قامت بجر كُم قميصه بلطف ليستدير ناحيتها
ويرى وجهها الغارِق بالدموع فيتنهد بعمق..

وما فاجأهُ هُو إقترابُها منهُ تَدفنُ رأسها في صَدره..
تتَمسكُ قبضتيها الصغيرتين بقميصه القُطني الرمادي بينما تنتحب بخِفة..

- لَكن ليليز تُحب لوكوو أكثر، ليليز آسفة..
كانَت تَمازحُ لوكوو وحينَ أفسدت ثيابَه أرادت أن يرتديا اللونَ ذاتَه كما الثُنائيات الذين تراهم في التِلفاز..

نَطقت الشاحبةُ ما بينَ شهقاتها لتزداد حدةُ بُكائها حينما قامَ الغُرابيُ بِضمها إلى جسده أكثر..

إزدرد ريقهُ بصعوبةِ ورغم أنهُ يَعلمُ بأن حُب ليليز له بريء وَنقي..
لَكن هذا لَم يَمنع قَلبهُ مِن الخفقانِ بشدةٍ حينما نَطقت بِذلكَ لهُ لأولِ مَرة..

إستعدلَ بجلوسهِ يُقيم جَسدها معهُ ولا تزالُ تبكي بينما تُخفي وجهها في صدره..

إمتدت يدهُ يُداعبَ خُصلات شِعرها بحنانٍ ثُم يَنطق بهدوء وبكُل صدق:

- لوكوو أيضاً آسف لأنهُ صرخَ على ليليز..
لا تَبكي وإلا سَتصبحين قبيحة، إبتَسمي لِتصبحي أجمل..

شهقت الشاحبة تَبتعدُ عنهُ تَمسحُ دموعها بِسرعة..
تبتسمُ بخفة بينما تنظرُ في عينيهِ.. بينما كانت عيناها تذرف دموعها على وَجنتيها فيما لا تزالُ تُحافِظ على إبتسامَتِها..

ضحِك الغُرابي بِخفةٍ تَمسحُ أصابعهُ دُموعها بِرقةٍ، ليَدنو مِنها حتى يطبعَ قُبلةً ناعمةً على جِفنها..

ببطء ورِقةٍ شَديدة يَنتقلُ إلى جِفنها الآخر طابعاً قُبلةً أُخرى..

- لِيز جَميلةٌ جِداً الآن..

نَطق الغرابي بهمسٍ لا يُبعد عينيهِ عَن ملامِحها الفاتِنة..

أهدابُها الطويلةُ واضحةٌ لأنها تُغمضُ عينيها تبدو أغمق بسبب البلل الطفيف الذي أصابها من بكائها، ووجنتيها المُمتلئةُ الصافيةُ مُتوردةٌ بِخفة..

أنفُها الصغيرُ بأرنبتهِ المُحمرةِ لِبُكائها مُسبقاً ومِن ثَم..
شفاهُها المُكتنزةُ ذاتُ لَونِ الكَرز..

خلالَ هَذا القُرب كانَ يَستشعرُ أنفاسها المُرتجفةَ التي تَلفحُ وَجنته وتَمسُكها الشديدَ بقَميصه..

تَفغرُ فاهها قَليلاً أمامَ نَظراتِه الثاقبةِ التي لا تَعلمُ هي عنها أي شيءٍ.. تُطلقُ تَنهيدةً مُرتجفة لَفحت شفاهَ الأدعجِ ليغمضَ عينيهِ بِخدَر..

دَنا مِنها أكثر تَقبض يدُه اليُسرى على وَسطها، يقربها إليه..
بينَما تُكوبُ يدهُ اليُمنى وجنتها يُقربها إليه أكثر..

عَقدَ حاجبيهِ بشدةٍ يَتنفسُ بحدةٍ مِن أنفه..
يُفرقُ ما بينَ شفاههِ قَليلاً مُقترباً منها أكثر فأكثر..

نيةً في إحتواءِ تلكَ الشفاهِ المُرتجفة ما بينَ خاصتهِ المُتلهفةِ لتَذوقِها..

وإرتجافُ يَديها التي عَلى صَدرهِ باتَ واضِحاً..
لامَست شفتهُ العُليا شفتها السفلى قليلاً فَحسب..

لَم تُحتسب قُبلةً حَتى وحينما كانَ في صددِ الإقترابِ أكثرَ لسلبِ شِفاهها ما بينَ خاصته.. في لحظة من اللا وعي..

وَسعَ عينيهِ مُتراجِعاً للخلفِ هَلِعاً فجأة، حتى سقطَ مِن على السرير...

ثُم إستقامَ بِسُرعةٍ مُتجهاً إلى المَطبخ...
حينما ضرب الإستيعاب رأسه فجأة..

إستندَ بذراعيهِ على رُخامةِ المَطبخ يَلهثُ بِخفة..

- مالذي كُنتَ تُفكرُ بهِ أيُها الغبي..
كُنتَ تَود تَدنيسَ تلكَ الفتاةِ النَقيةِ بِقذارتك..

حادثَ ذاتهُ بهمسٍ يشعرُ بالنَدمِ يأكُلهُ لما فَعل..
أو كادَ أن يَفعل.. لربما تلك القبلة لم تكن لتكون خطأً إن كانت فتاةً واعية ولكن..

- إنها بِروحِ طِفل كَيفَ إستطعتُ التَفكيرَ بِها بِهذه الطَريقة حَتى؟!

همسَ مرّةً أُخرى يجيب ذاته بِحدةٍ يَصفع الجدارَ الذي بِقُربهِ بِقوة على ذنبٍ هو براءٌ منه..

- لا بُد أنها خائِفةٌ مِني بِشدةٍ الآن.. كيف سأستطيع النظر في وجهها الآن...

تنهدَ بعمقٍ يَشُدُ خُصلاته بعُنفٍ للخَلف..

- لـ..لوكوو؟

نَطقت الشاحبةُ بصوتِ أقربَ للهمس..
تَدخُل للمَطبخِ لا تَستوعبُ أياً مِما جَرى ولَم تَفهم سببَ هلعِ الغرابيِّ مِنها..

- أخرجي ليليز.. عودي للنَوم أو شاهدي التِلفاز..
أنا سأُحضر لكِ عَصير البُرتقال وأعود..

أنهى حَديثهُ دونَ النَظرِ إلى ملامِحها حتى.. هو لم يستطع فعل ذلك أساساً..
يَخرجُ مِن المَكانِ أمامَ عينيها الدامِعة التي تَنظُر إليهِ بإستهجان..

────────────────┈ ✦
- إنتهى ~
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي