تحت البحر

Suher2177`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-02-19ضع على الرف
  • 10.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول سقوط

الفصل الأول (سقوط)

"راجي" رجل يحب رياضة الغوص، ذهب إلى البحر ليمارس رياضته المفضلة.
ها هو يرتدي ملابس الغوص، ارتمى في حضنه ليسبح مع الأسماك المختلفه.

أثناء مداعبته للأسماك؛ علقت قدمه في حلقة حديدية يبدو على شكلها أنها قديمة جدًا، وكأنها غطاء لبئر محفور تحت البحر، ظل يحاول نزع قدمه منها؛ ولكن الحلقة مُعلقة بقدمه في قوة.

فجأة هز المياه زلزالاً قويًا؛ وجد الحلقة تسحب قدمه، وتجذبه إلى هوة عميقة وكأنها دوامة عظيمة، ظل يصرخ حتى فقد الوعي.

فاق على ملمس ناعم من أصابع يد رقيقة، فتح عينيه؛ رأى فتاة جميلة الوجه، ترتدي تاجًا من الورود، عارية تمامًا، إلا من ورود تغطي صدرها وعورتها فقط، فسألها:
_من أنت؟

قالت برقة تشبه رقة وجهها:
_أنا "روزالين"، وأنت؟

فقال وهو يلتفت يمينًا ويسارًا يتفقد المكان حوله:
_أنا راجي، أين أنا؟

ظن راجي في بادئ الأمر أنه قد تعرض للغرق، وأن هذه الفتاة قد انقذته بمساعدة شخص ما، فسألها ليشكرها:
_هل أنتِ من انقذتي حياتي؟

فأجابت بايماءة:
_نعم، أنا.

هتف مبتسمًا:
_شكرا لك.

تأملت ملابسه الغريبة عليها وكأنه يشبه سمكة سوداء، أشارت على بدلة الغوص وسألت:
_ما هذا الزي الغريب الذي ترتديه؟! لم أرَ مثله من قبل!

فقال راجي متعجباً:
_ إنه زي الغطس الخاص بي، كيف لا تعرفينه؟!

ضيقت عينيها، وقالت مندهشه:
_لا أعرفه، إنني أول مرة أرى شيء كهذا!

قال لها وهو يحاول أن ينهض:
_أريد أن أعود لمنزلي.


سألته:
_من أي مدينة أنت؟ ومن أي شارع؟

أجاب:
_أنا أسكن في حي من أحياء مدينة الإسكندرية.

_لا أعرفها، أنا أسكن في هذا الكوخ.

وأشارت عليه؛ فنظر إليه راجي؛ فرأى بيتًا من طابقين ولكن جميل وفخم، مبنيًا بطريقة مبتكرة، حديثة كأنه بيت من البيوت التي تحكي عنها الأساطير، والحكايات.

فنظر إليها وقال:
_هل هذا بيت متواضع؟ فكيف تكون البيوت الفخمة إذاً؟

قالت ببساطة:
_إن بلدنا مليئة بالقصور، ونادرًا إن وجدت بيتًا: البيوت هنا قليلة.

هز راجي رأسه يمينًا ويسارًا وهو يمسد جبهته، حائرًا هامسًا:
_أين أنا؟ أريد أن أعود إلى المنزل.

أردفت قائلة:
_هيا معي، سوف نسأل عن الشارع الذي تسكن فيه، ربما يكون شارعًا جديدًا لم أسمع عنه من قبل، فقد نجده، أو نجد أحد يدلنا عليه.

أخذته روزالين، وصارت تسير معه في شوارع المدينة، وهو يلتفت يمينًا ويسارًا، وأمامه وخلفه، منبهرًا بالقصور الشاهقة التي يراها، والتماثيل المنحوتة بإبداع، والأشجار اليافعة، والثمار التي تتدلى منها.

سأل نفسه "ما هذا ما الذي أراه، وكأنني أسير في شوارع لمدينة لا توجد إلا في الأساطير؟!"


توقف فجأة ليسألها:
_ أين نحن يا روزالين؟!

قالت ببساطة مندهشة للأنبهار والدهشة المروسمين على وجهه:
_نحن في حي الزهور، ما بك؟

قال منبهرا:
_إنني لم أرَ في حياتي جمال وعظمة كهذا، في بلادي، البيوت متواضعة ولا توجد بها أي قصور.

روزالين:
_ ولكن هذه هي بلدتنا، منذ ولدت وأنا أراها هكذا.

استطرد بنبرة مازال يملؤها الانبهار:
_أنا لا أدري أين جرفتني المياه حتى وصلت إلى بلادكم لأرى هذا، أيعقل أن المياه تكون جرفتني؛ فحملتني إلى بلد غير بلدي؟! لقد ظننت أنني قد أبتعدت عن موطني؛ فذهبت إلى محافظة أخرى، وليس إلى بلد آخر.

قالت له وهي تهز كتفيها متفهمة لما يقوله:
_هدأ من روعك، سوف أذهب معك إلى كل أحياء المدينة؛ لعلك تجد بيتك في أحد منهم.

فقال لها:
_إن هذه ليست مدينتي، أنا في مدينه ليس لها مكان إلا في الأساطير، مدينة لم أرها من قبل.

_ لا تيأس، لن تضرنا المحاولة.

استسلم وسار معها؛ فليس أمامه إلا ذلك، يتفقد المدينة والشوارع بانبهار كبير، فجأة صرخ راجي:
_احذري روزالين.

التفتت روزالين صوب نظرات راجي المليئة بالرعب، وإذا بسهم كان يقترب نحوها، ولكن راجي تلقاه عنها في صدره؛ بعدها سقط غارقًا في دماءه، وروزالين تصرخ في هلع:
_ راجي.

صرختها حشدت الناس حولها؛ فصاحت بهم:
_أرجوكم، احملوه معي إلى منزلي.

فحملوه الناس بالفعل، وذهبوا به إلى بيتها، هرعت روزالين إلى جارها الحكيم "لوثر" ليعالج راجي، طرقت بابه:
_اغيثني يا حكيم لوثر.

فتح لوثر الباب؛ فوجد روزالين في حالة فزع؛ فسألها بقلق:
_ ما خطبك يا روزالين؟

روزالين بخوف:
_هناك شاب تلقى سهم عني، أرجوك هيا لتسعفه.

قال لوثر:
_حسنًا، إهدأي، سوف آتي معك على الفور، ولكن من هذا الشاب؟

أجابت:
_سوف أقول لك فيما بعد، ولكن هيا، الشاب يموت.

ذهب لوثر معها؛ فوجد شاب طويل، ووسيم ذو عضلات مفتولة، مسجى على فراش روزالين؛ فانحنى عليه، وبدأ يسعفه، وسألها:
_ من هذا يا روزالين؟

هتفت روازلين، وهي تتابع راجي بقلق:
_لا أعلم لوثر، كل ما أعرفه أنه شخص غريب عن بلدتنا، فجأة وجدته يسقط من أعلى رأسي؛ حتى أني سقطت معه، وجدته فاقد الوعي؛ أسعفته، وعندما فاق وجدته تائهًا يبحث عن موطنه.

أخذته إلى المدينة نتجول فيها لأساعده؛ لعله يجد بلده، ثم فداني بنفسه، هذا ما حدث.

انتهى لوثر من إسعاف راجي وهي تقص له كيف عرفت هذا الشاب، فتحدث قائلا:
_ها أنا قد انتهيت من معالجته، سيكون بخير؛ لا تقلقي، ولكنه يحتاجة للراحة.

طبعت روزالين على شفتيه قبلة الشكر قائلة:
_أنا ممتنة لك لوثر.

رد لوثر لها قبلتها هاتفًا:
_لا تشكرينني؛ فأنتِ مثل ابنتي، سوف أذهب وآتي لرؤيته غدًا، دعيه يرتاح، وأعدي له طعام جيد.

روزالين وهي تودعه، وتسير معه حتى الباب:
_لا تقلق، سوف أفعل، لقد فداني بنفسه.

انصرف لوثر، جلست روزالين بجوار راجي، ظلت تتأمله فتمتمت:
"ترى ما هي حكايتك أيها الغريب! وكيف تفتديني بنفسك هكذا!"


طبعت قبلة الشكر على شفتيه هامسة:
_شكرًا لك.

في ذات الوقت، في قصر الملك "لاديسلاو".

_ماذا فعلت يا "ميلو"؟!

نطقها الملك لاديسلاو عندما لمحه يتقدم نحوه بخطوات سريعة، ولكن يبدو على وجهه الخيبة.

قال ميلو وهو يضع يده على قلبه؛ حتى تهدأ دقاته بسبب الركض:
_لم يصبها يا مولاي.

صاح الملك لاديسلاو بغضب:
_لماذا أيها الغبي، إنك أمهر الرماة، فكيف أخطأتها؟

هتف ميلو وكانت ساقاه ترتجفان خوفًا من غضب الملك:
_لم اخطئها يا مولاي، ولكن كان يسير معها شخص غريب عنا، لا أعرف كيف لمح السهم؛ فتلاقاه في صدره وفداها.

صرخ الملك:
_من هذا؟ وما كنيته؟


ميلو:
_لا أعرف يا مولاي.

الملك:
_أذهب وأعرف من هذا بسرعة يا غبي، أريد كل المعلومات عنه، أفهمت؟

انحنى ميلو انصياعًا قائلًا:
_أمرك يا مولاي.

تمتم الملك لاديسلاو بسخط:
_متى أتخلص منك يا لعينة؟!


في صباح اليوم التالي، في منزل روزالين.

_صباح الخير.

قالتها روزالين وهي تحمل صينية وضعتها أمام راجي، الذي نظر لها وقال بصوت واهن:
_صباح الخير، ماذا حدث؟ وأين أنا؟

أجابت روزالين بابتسامة ممتنة:
_لا تقلق، أنت بخير، لقد تلقيت السهم عني وافتديتني بنفسك؛ فحملتك وأتيت بك إلى منزلي، وجئت بالطبيب وقم بمعالجتك، شكرًا لك.

وطبعت قبله على فمه؛ فاندهش لقبلتها الجريئة؛ ولكنه لم يعلق.

قالت وهي تطعمه في فمه:
_هيا، تناول الطعام حتى تشفى سريعاً.

شرع في تناول الطعام، وعقله شارد في تلك القبلة التي وضعتها روزالين على فمه، مندهشًا لجرأتها.

حضر الطبيب لوثر قائلًا:
_كيف حال المريض؟

رحبت به روزالين وهي تطبع تلك القبلة؛ مما جعل راجي يحدق بها في صدمة ودهشة عارمة:
_أنه بخير، والفضل لك.

نظرت للراجي، هتفت وهي تعرفه عليه:
_ إنه الحكيم لوثر، هو الذي عالجك.

حاول راجي أن يخفي ضيقه عندما قبلت روزالين ذلك العجوز، هامسًا بصوت جاف:
_ مرحبًا بك، تشرفت بمعرفتك.


اقترب منه الحكيم لوثر قائلًا:
_ مرحبًا بك، دعني أتفقد جرحك.

ابتسم لوثر قائلًا بعد تفقده للجرح:
_إن الجرح بخير، وسوف تتحسن، ولكن يجب أن تستمر على هذا الدواء.

شكرته روزالين مرة أخرى، بعد انصرفه التفتت إلى راجي؛ وجدته عابس الوجه فسألته:
_ماذا بك؟ لماذا أنت مكفهر الوجه هكذا؟

تنهد بضيق، وبدى على وجهه التردد فسألته:
_تكلم، ماذا بك؟

فلم يستطع أن يخفي ضيقه؛ فسألها:
_لماذا طبعتِ قبلة على فم العجوز؟ أهو زوجك؟ لقد ظننت أنكِ معجبة بي عندما قمت بتقبيلي ولكن.

قاطعته وضحكت، فقالت وكأنه أعطى الأمر أكثر من حجمه:
_وماذا حدث؟ أنني قبلته قبلة الشكر، أنه أمر معتاد في بلدتنا، نقبل بعضنا البعض إذا فعل شخص معروفًا لشخص آخر.

ضم شفتيه متعجبًا، قائلاً:
_وهل الشكر بينكم بتلك القبلة على الفم؟!


قالت ببساطة:
_نعم

هز رأسه غير مقتنع هاتفًا:
_أنه أمر غريب، وعادة أغرب.

قالت وهي تطعمه:
_هيا أكمل طعامك حتى تتناول دواءك.

تعافى راجي نوعًا ما، سار مع روزالين في حديقة أمام منزلها، فسألها:
_روزالين، من ذلك الرجل الذي كان يستهدفك وصوب عليك سهما كاد يقتلك؟

أجابت وهي تهز كتفيها بعدم معرفة:
_لا أعلم، إنها ليست المحاولة الأولى عالعموم، كانت هناك عدة محاولات لقتلي.

توقف وحدق فيها بأعين منزعجة هاتفًا:
_عدة محاولات لقتلك وأنت لا تبالي هكذا! ألا تدركين إنك في خطر؟!

هتفت بلا مبالاة:
_أعلم، ولكن ماذا عساي أن أفعل؟


همس والخوف في عينيه:
_روزالين، حياتك في خطر، يبدو أن أحد يريد التخلص منك.

شعرت بخوفه عليها؛ فنبض قلبها بخوف، سألت وهي تفكر:
_ ومن يريد قتلي؟ ولماذا؟ أنا لم أؤذي أحد.

_لابد أن تنتبهي على نفسك.

لاحظت روزالين أن راجي يحدق في نقطة ما خلفها؛ فنظرت حيث ما كان ينظر؛ ولم تجد شيء، فسألته:
_ماذا هناك راجي؟

قال لها بعد أن تركها، وكان يبحث عن شيء ما:
_انتظريني روزالين هنا، سوف أعود سريعًا.

ركضت خلفه وهي تسأله:
_راجي، أجيبني، ماذا رأيت؟

كان راجي يبحث خلف الشجر، ويركض يمينًا ويسارًا، بعدها تنهد هاتفًا:
_كأنني لمحت شخص ما يراقبنا، وعندما رأيته؛ هرب.

بدأ الخوف يتسلل إلى قلب روزالين؛ فهمست:
_شخص يراقبنا؟! من يكون؟! ولماذا يراقبنا؟!

قال وهو يرفع أحد كتفيه:
_لا أعلم، قلت لك أن حياتك في خطر، خاصة أنك لا تعرفين من هو الذي يريد قتلك.

قالت بصوت مرتجف:
_بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي.

قال لها:
_لا تخافي، هيا نعود إلى المنظل، ولن تخرجي منه إلا للضرورة القصوى.

عادت معه إلى المنزل، وجدت الحكيم لوثر في انتظارها؛ فتلقاها بلهفة قائلا:
_أين كنتِ يا بنيتي؟ لقد أصابني القلق من أجلك.

أجابت بأعين يملؤها القلق والخوف:
_كنت أسير مع راجي في الحديقة.

قال لوثر ببعض التأنيب:
_يا ابنتي، كم مرة أخبرك أن تقللي من خروجك.

انتبه راجي لجملة الحكيم؛ فعلم أنه يعرف بأمر محاولات قتلها، فقال حتى يتأكد:
_لقد قلت لها كذلك، خاصة عندما لمحت شخص يراقبها.

فصاح الحكيم لوثر بكلمات تقطر خوفا:
_شخص يراقبها، آه يا روزالين، لن يهدأ لك بال حتى يقوموا بقتلك.

سأله راجي بأعين تحاول أن تشف ما يضمره ذلك الحكيم:
_من هم الذين يريدون قتلها يا حكيم؟


تلجلج الحكيم، وانتبه أنه كاد يقع بلسانه؛ فنهض وقال:
_أنت قلت أن هناك من يراقبها، ومن حاول قتلها؛ فحياتها على المحك، أنا سأذهب إلى بيتي، هناك مريض ينتظرني، عن أذنكما.

التفت راجي إلى روزالين الشاردة بخوف، فهتف:
_روزالين، الحكيم يعرف شيءلا تعرفينه.

سألته:
_ماذا تقصد؟

راجي:
_لا استطيع أن اشرح لك شيئاً لأنني غير متأكد، عامةً، لا تخافي؛ أنا معك.

ابتسمت بامتنان قائلة:
_لقد انشغلت بي، ونسيت أمر العودة إلى بلادك.


قال بصدق:
_لن أعود إلى بلادي حتى اطمئن عليك، ثم أنا لا أعرف كيف العودة، ولا أعرف أين أنا.

قالت:
_إنك في مدينة (بافلوبيتري) العريقة، كيف لا تعرفها!
ضيق عينيه عندما سمع هذا الإسم؛ فهمس مرددًا:
_ بافلوبيتري؟!

صمت، وشرد يفكر في ذلك الإسم الذي كأنه مؤلوفا على أذنه، وليس غريباً.

لقد تذكره، تذكر بحثه الذي كان عن المدن الغارقة تحت البحر، فهمس لنفسه منبهرًا غير مصدق:
_ أيعقل هذا؟!

سألته وقد لاحظت انبهاره هذا:
_ماذا هناك؟

قال:
_بافلوبيتري، هذه مدينة يونانية غرقت منذ آلاف السنين، لقد تذكرت أنني بحثت عنها في شبكة المعلومات.


_ وماذا تكون شبكة المعلومات هذه؟

أجاب:
_إنها شبكة كبيرة عن المعلومات، نبحث من خلالها عن أي معلومة؛ فتمدنا بها.

روزالين وهي تقوس فمها بعدم فهم:
_لم أفهم شيء.

أمسك رأسه في حيرة، يحاول أن يستوعب الأمر، يردد بعدم تصديق:
_بافلوبيتري، بافلوبيتري، أيعقل هذا!

سألته روزالين:
_أخبرني راجي فيما تفكر، ما الذي يجعلك في حيرة هكذا؟!

لم يجبها، ولكنه نهض بحركة غاضبة، وخرج من البيت بعد أن قال لها:
_لا تخرجي من المنزل يا روزالين، أتفهمين!

ظلت تنادي عليه:
_ راجي، راجي انتظر، إلى أين؟

خرج راجي إلى المدينة يتفقد شوارعها؛ ليتأكد من الشيء الذي توصل إليه عقله.

سار كثيراً حتى استقرت به قدميه إلى أول المدينة؛ فقرأ اسمها المحفور على صخرة كبيرة:
_ بافلوبيتري.

ابتلع ريقه بصعوبة، وتمتم لنفسه:
_ إذًا، فأنا بالفعل في هذه المدينة، ولكن كيف؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي