بوابة إسفوديل

Shiry`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-05-09ضع على الرف
  • 5.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

"مقدمة"
النجاح والفشل ما هما إلا وجهان لعُملة واحدة .
أنت فقط من تقرر أى وجه ستنقلب له العُملة ، ستسير أميالاً وأميالاً فى طريق ربما تعلم نهايته وربما لا ؛ولكن إن توقفت حتماً ستكون النهاية .
أنت من قررت السير من البداية فى طريق يخشاه الجميع طريق نهايته لا تتوقف على النصر والهزيمة ، بل تتوقف على الحياة والموت إما النجاة أو ....

فى منزل تكاد جدرانه تسقط على ساكنه من شدة تشققات الجدران كان قنديل صاحب هذا المنزل .
الرجل الذى يبغضه الجميع من شدة الحقد والكره الذى يمتلكه إتجاه كل سكان تلك الحارة .
كان يعيش بمفرده دون وجود أى شخص يقربه ، لقد كان قنديل وحيد أبويه لا يمتلك إخوة ؛ وبرغم تقدمه فى العمر إلا إنه لم يسعى إلى تكوين عائلة أبداً .
قنديل شاب أربعينى وبرغم بعض الخصل البيضاء الموجودة برأسه ، إلا أنه كان وسيم بعض الشئ وقوى البنية أيضاً .
كان يجلس قنديل ويُشعل النار من أمامه ويردد كلام السحرة كما يفعل أى ساحر بموضعه ، ولكنه فاشل بشهادة الجميع ، حتى الشئ الخطأ الذى يفعله ينتهى بالفشل.
ولكنه يظن أنه سيأتى يوماً ويصبح ذو شأن ومنزلةً عالية ويمتلك أموالاً طائلة.
كانت تجلس أمامه سيدة فى أواخر الخمسينات خائفة مما يفعله فهو ساحر
- أريد أن أجعلها لا تنجب ويطلقها زوجها حتى يتزوج إبنتى  ، هل تستطيع مساعدتى ؟
- بالتأكيد ، أريد شيئاً من ثيابها وأريد خمسة ألآف جنيه
- ولكن هذا كثير للغاية
- وهل سأخذ هذه الأموال لى؟ إنها للأسياد
نظرت السيدة للنار التى إشتعلت عالياً فى غمضة عين وكأنها بركان ورددت بخوفٍ شديد
- سأأحضرها لك سأحضرها
ثم تركته ورحلت بسبب خوفها الشديد ، فالجهل يؤذى صاحبه إلى حدٍ كبير ، أما هو فكان يبتسم برضا وأخيراً سيحظى بمال.

فى أحد أحياء القاهرة القديمة وفى غرفة ضئيلة الحجم  مليئة بالأتربة والحشرات .
كان يسكن شاب فى الثالثة والعشرين من عمره فى السنة الثانية من الجامعة ، وذلك لأنه يرسب كثيرا حتى تقدم عليه زملائه وذلك بسبب مستوى ذكاءه الضعيف.
ومستواه الاجتماعى  شبه منعدم ، لا يمتلك سوى ما يرتدى من ملابس غير أنه هزيل البنية .
لا يرى شئ سوى بتلك النظارة اللعينة التى جعلته أضحوكة الشباب والفتيات فى الجامعة .
نعم إنه أدم هذا الشاب الذى برغم ضعف شخصيته إلا أنه وسيم للغاية ، يمتلك عينين بلون السماء وبشرة كالثلج ولكن تلك الوسامة لا يراها أحد بجانب تلك الشخصية الضعيفة المهزوزة.
كان يستعد أدم للذهاب إلى الجامعة رغم خوفه من هؤلاء الأشخاص الذين يتغذون على ضعفه والسخرية منه وكأنه لا يشعر فقط هذا لأنه فقير ، وضعيف وهزيل البنية .
يستعرضون قواهم أمام فتيات الجامعة .
وفى النهاية إرتدى نفس الملابس التى يرتديها كل يوم وكان فى طريقه إلى الجامعة ، ولكن إستوقفه ساعى البريد .
- هل أنت أدم محفوظ على؟
- نعم هل هناك خطبٌ ما
- هذا الطرد إليك ، من فضلك إمضى بالإستلام هنا
وقع أدم أسفل الورقة وكان يريد أن يعلم من أرسل إليه هذا الطرد
- من المرسل ؟
- لا أعلم
ثم تركه ورحل فتح أدم الطرد ولم يجد سوى ورقة غريبة الشكل قام بفتحها ولم يجد سوى عملة ذهبية ولكن لغة الطرد هذا غير مفهومة ، وضعها فى جيبه إلا أن يأتى ويتفحصها بعد الدوام .

فى حى الجامعة ، فى كلية الخدمة الإجتماعية بالأخص ، كان يسير أدم ويلتفت يميناً ويساراً يسير بخوف وقلة ثقة وكأنه مريض نفسى ، ظل يسير إلى أن وصل إلى مدرج المحاضرات الخاصة به.
كان المقعد الذى يجلس عليه لا يشاركه فيه أحد وكأنه يحمل وباءاً لا يجلس أحداً بجانبه مطلقاً ولا يرافقه أحد أبداً كان منبوذ بشكل كبير، جلس يستمع إلى المحاضرة ، حتى إنتهى الدكتور من الشرح وخرج .
كان يستعد للخروج إلى إن إستوقفه هؤلاء الأشخاص الذين يتكاثرون عليه كل مرة ويبروحونه ضرباً .
قام أحدهم بنزع نظاراته ليسخر منه
- إلحق بى  إن كنت تريدها
- مهلاً ، ولكن أنا لا أرى بدون نظاراتى
تحدث شخصاً آخر منهم بسخرية
- سأجعلك ترى من دونها،  هلا ساعدتمونى لنجعل هذا الفتى يستعيد الرؤية من جديد .
ومثل كل مرة أبرحوه ضرباً ، وأصبحت الدماء تنهمر من وجهه وكأنهم يتعمدون إيذاء ذلك الوجه البرئ.
ثم قام أحد الأشخاص بإبلاغ الشرطة حتى ينقذوا هذا الشاب من أيدى هؤلاء الأشخاص ، ثم أتت  وإقتادتهم جميعاً إلى المركز  .

فى منزل قنديل المتساقط كان يفكر كيف سيساعد تلك المرأة ويجعل الرجل يطلق زوجته ويتزوج بإبنتها .
هو حتى لا يعلم كيف؟
ولكن لم يترك تلك الفرصة تضيع من بين أيديه سيغتنمها بالتأكيد ، فرصة لن تعوض فى حياته مرة أخرى .
كان يجمع كافة كتب السحرة والمشعوذين ويبحث بها عن طريقة تساعده ، ولكن قطع خيط بحثه مجىء الشرطة حيث قام أحد سكان المنطقة بالإبلاغ عنه بسبب تلك الأشياء التى يفعلها دائماً، ويجلب إليهم المصائب التى تخص السحر والدجل والمشعوذين.

فى قسم الشرطة قام الضابط بحبس جميعهم فى الزنزانة حتى يأتى أهالى تلك الطلاب ، وبالفعل  أتى كل ولى أمر لإستلام  نجله.
ولكن أدم والديه متوفين  لا توجد لديه عائلة فبمجرد إن مات والديه تخلى عنه الجميع.
  كان أدم يشعر بالملل ، ثم تذكر الطرد الذى بُعث إليه فى الصباح.
فقام بإخراجه ونظر إليه بتمعن ثم قطع تركيزه دخول وجهٌ جديد إلى الزنزانة ، كان هذا الشخص هو قنديل بعد إن ألقت الشرطة القبض عليه وعلمت أنه ساحر بالفعل طالبت بكفالة حتى يستطيع الخروج .
إتصل قنديل بأحد أقاربه حتى يأتى إليه ويخرجه من تلك الورطة .
دس أدم العملة بجيب بنطاله وذلك بسبب جلوس قنديل بجانبه ثم أخذ ينظر إلى الورقة، ويحاول القراءة ولكن لا يستطيع كلام هذه الرسالة غير مُفسر بأى لغة هذه ؟
نظر قنديل له بريبة وإلى الورقة شكلها غريب وبها طلاسم ، ثم رأى صعوبة هذا الشاب فى فهم هذه الأشياء فعرض عليه المساعدة.
- هل أساعدك ؟ ، أنا أستطيع فهم هذه اللغة
- بالطبع ، فأنا لا أستطيع فهمها
نظر قنديل إلى الورقة بصدمة وفرحة كبرى
- كنز؟!
كان أدم لا يصدق هل ستبتسم الحياة له
- ماذا تقول ؟ كنز؟!
شعر قنديل بالندم ، فهو كان يريد أخذ الكنز له وحده فقط دون مشاركة أحد ، وحاول إصلاح ما أفسد
- الكتب الخاصة بهذه اللغة ، عندى ف المنزل
- سأكتب لك رقم هاتفى أسفل الورقة ، وإن توصلت لشئ إتصل بى
شعر قنديل أن هذا الشاب أخرق من يُعطى شيئاً كهذا لشخصاً آخر ، وأين ؟ فى السجن ! حقاً أخرق
- حسناً
دَوّن أدم رقمه أسفل الورقة وذلك لحسن الحظ بوجود قلم فى بنطاله كتب به وأعطاها  لقنديل ولكن دون العملة.
"بعد مرور ساعة من الوقت"
قام العسكرى بالنداء على كلاً من قنديل ، وأدم ، وبعض الأشخاص للإفراج عنهم منهم من بالكفالة ، والآخر بضمان محل الإقامة.

بعد خروجهم من السجن قام قنديل بشكر قريبه على المال ووعده أنه سيرده إليه ولكن بعد فترة ، ثم قبل رحيله إستوقفه أدم .
- عاهدنى أن تتصل بى عندما تتوصل لحل
نظر له قنديل بعدم تصديق ، وهل للساحر عهد؟
- بالطبع يا ....
- أدم إسمى أدم
- حسناً أدم سأتصل بك عندما أفك الطلاسم
رحل أدم عنه ، وقرر قنديل الذهاب إلى المنزل كى يُنفذ ما كُتب بهذه الورقة ، بينما أدم كان لا يطمئن لهذا الساحر ولكن ماذا سيكون بهذه الورقة؟، ومن أرسلها له.
فى منزل قنديل المتساقط ، كان قنديل يبدل ثيابه كى يستعد لهذه التجربة ، ثم قام بإحضار جميع الكتب الخاصة بالسحر ،ثم فك  جميع الرموز والطلاسم.
أحضر مرآة كما مكتوب فى هذه الورقة لينطق بالجملة المكتوبة أسفل الورقة أيضاً ، ولكن حدث شيئاً غريب للغاية عندما نطق بالجملة هذه ، مما جعل قنديل يفزع لما يراه .
أصبح وجه المرآة دهبى اللون وبه مكان لوضع عملة كأنها خزانة أموال وكُتب أعلى المرآة بالضوء الأحمر
- ضع العملة فى موضعها الصحيح يا أدم .
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلم/ شيرين محمد الطيب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي