الفصل الخامس

فى غرفة كبيرة الحجم تحتوى على تختين من الخشب المبرزخ القديم والعتيق .
كان قنديل يحاول إفاقة آدم لا يعلم ما الذى أصابه؟ إلى أن باءت جميع المحاولات بالفشل الذريع.
فقرر طلب المساعدة من أحد  ولا يعلم إلى أين يذهب ؟ وقف قنديل فى منتصف الردهة الواسعة
وقرر أن يصرخ حتى يسمعه أى شخص
- النجدة ، نريد المساعدة هل من أحدٍ هنا ساعدونااااا
إنتفضت بيانكا بفزع تلك الفتاة الصهباء التى أبلغت الحراس بشأن آدم ، نهضت بهرع على أثر صوت الصراخ هذا وإتبعت مصدر الصوت حتى وصلت إليه
- لما كل هذه الضجة ؟ ماذا تريد أخبرنى؟!
- آدم فقد الوعى هلا ساعدتنى وأحضرتى الطبيب!!
نظرت إليه بيانكا بنفاذ صبر وذهبت لإحضار الطبيب الملكى حتى ينقذ آدم

كان آرتميس يسير ذهاباً وإياباً تحت نظرات ابولو المتفحصة
- كل هذا التشتت من أجل هذان الشابان ، هدأ من روعك آرتميس
- نظرة آدم هذا سرقت شيئاً من قلبى
شعر ابولو بالقلق عن ماذا يتحدث آرتميس هذا آدم شخص ضعيف وضئيل مقارنة بشخص كآرتميس
- لا أفهم مغزى حديثك هذا عن أى سرقة تتحدث
- إنها لعنة ..
أحضرت بيانكا الطبيب وأخبرته أنه فاقد للوعى ويصعب عليهم إفاقته ، قام الطبيب بفحص آدم بدقة
- منذ متى تناول طعام
- منذ يومين
- إنه فاقد للوعى بسبب عدم  تناوله الطعام إحضره إليه شيئاً يأكله وسأحضر إليكم بعض الأعشاب الطبية حتى تتحسن حالته
- شكرا أيها الطبيب
قالتها بيانكا وهى تمرر بصرها على جسد آدم الملقى على الفراش ، وأحضرت كوباً من الماء وسكبته دفعة واحدة على وجه ذلك المسكين.
شعر آدم وكأنه يغرق
- هااا ماذا حدث ؟
وكان يتحسس وجهه أثر المياة ونزع نظارته حتى يجففها .
ولكن حدث شئ غريب بعض الشئ ، لم تكن الرؤية ضبابية بل واضحة تماماً.
رأى آدم بيانكا تنظر إليه بسخرية وتهكم
- هل إستيقظ الطفل أخيراً
كان آدم يشعر بالسعادة هو يرى دون النظارات ولكن كيف حدث هذا ؟
ولكن كلمات بيانكا ترددت مرة آخرى على مسامعه شعر بالغضب فهو ليس طفل
- لست طفل هل سمعتى ؟
تحدثت إليه بيانكا بلامبالاة وهى تُنظف أظافرها
- سمعت ، هل أصدق حديثك ؟
- أنتِ وقحة
نظرت إليه بيانكا بغضب شديد وبصوت أشبع بفحيح الأفاعى
- سأُريك من هى الوقحة إنتظر
- لنرى
تركته بيانكا وهى تتوعد له بشرٍ كبير أثر تلك الإهانة التى تفوه بها ، ونظر قنديل بإتجاهه بتعجب ماذا هو بفاعلٍ بهم كسب عداوة الجميع من اليوم الأول بالتأكيد ستكون نهاية المطاف.
- ماذا تريد أن تفعل بنا ؟
- عن أى شئ تتحدث؟
- وقاحتك مع الملك أولاً ، ومع تلك الفتاة التى لا نعلم منصبها هنا حتى الآن
- أنا لم أتواقح مع أحد هل أصمت لإهانتى قنديل تريد منى الصمت
تحدث قنديل بنفاذ صبر من عقل هذا الفتى ، حقاً طفل صغير أى إهانة تلك وهما فى تلك الكارثة
- سأخلد للنوم فأنا متعب للغاية كف عن الثرثرة
- ترانى أتشوق للحديث معك
كان قنديل يشعر بشئٍ غريب حدث لآدم وكأنها لعنة حولته لشخص آخر حتى أنه نزع نظارته هل هى قوة خارقة أم لعنة .
ولم يخطر بباله مطلقاً أن يسأله عن مالك الورقة الفعلى بالتأكيد ليس هو ، وما علاقته بآدم كى يبعث له هذا الكنز ؟ وهل هو كنز أم فخ ؟ ظل يفكر ويفكر إلى أن ذهب فى سباتٍ عميق .
بينما آدم إبتسم براحة ولا يعلم ما سر تلك الراحة ، وهل هذا المكان يشعر أحداً فيه بالإطمئنان سوى المختل .

فى غرفة كبيرة جداً مليئة باللوحات والألوان الزاهية كانت تجلس فتاة فاتنة فى التراث الخاص بغرفتها تنظر إلى السماء ، ونسمات الهواء تداعب خصلات شعرها الأسود القاتم وتجعله يتطاير مع موجاته .
كانت شاردة حزينة تريد أن تُقرع طبول قلبها لعاشقٍ معشوق شخص يعشقها وتبادله العشق هى بالمقابل
ريتا فتاة حالمة جريئة وجميلة حد الفتنة عيونها خضراء كغصون الأشجار وبشرتها بيضاء صافية .
كانت تتأمل المكان من حولها وتتنفس الهواء النقى بإنتعاش تريد أن تشعر بالحياة إلى أن قطع سكونها الروحى إقتحام بيانكا الغرفة صديقتها الوحيدة وخادمتها الوفية .
كانت كشعلة الجمر المتوهجة
- ما بكِ بيانكا لمَ أنتِ غاضبة بهذا الشكل ؟ هل حدث شئ معك أخبرينى
- وقح مختل وطفل أيضاً
- من هذا ، هل تواقح عليك ابولو مرة آخرى
- ليس هو وإنما شخص آخر بل طفل
شعرت ريتا بالتيه أى طفل فى هذا القصر
- هل جُننتِ طفل؟!
- شاب بعقل طفل أحمق ومختل
قهقهت ريتا بشدة على صديقتها المشاكسة بالتأكيد تطاولت كعادتها فهى سليطة اللسان والجميع يعلم ذلك .
نظرت إليها بيانكا بغضب طفولى
- وأنا من أتيت للحديث معك ، حتى أخفف عن آلالامى
- لا أصدق أنكِ تألمتى إخبرينى من هذا البطل الشجاع الذى تصدى لهذا اللسان السليط وجعلك تستشيطى من الغضب
تحدثت بيانكا ببراءة مصطنعة
- أنا لسانى سليط ! أنا بريئة وضعيفة لا أؤذى أحد مطلقاً
- مخادعة وكاذبة،  هيا إجلسى بجانبى وأخبرينى ماذا حدث
قصت بيانكا ما حدث على مسامع ريتا وأخبرتها بشأن رحلتهم من مصر كما يتحدث من هم بالقصر جميعاً ، فمن المؤكد أن آدم وقنديل سيكونون حديث البلدة ف الآونة الآخيرة.
كانت ريتا تشعر بالصدمة فى كل كلمة تنطقها بيانكا ولم تشعر بالإطمئنان لهذه الأخبار هناك خطبٌ ما .
إستنطبت بيانكا شعور الخوف من وجه ريتا وأن وجود الشابان يشكل خطر على إسفوديل.
- ما بكِ يا ريتا
- لا يهم أخبرينى هل هما وسيمان بيانكا
- الأول لم يكن وسيماً بشكل كبير هيئته غير مريحة مطلقاً شرير ، أما آدم قبيح
كانت بيانكا تتفوه بها بغضبٍ منه فهى تعلم أنه وسيم جداً وبرئ كلأطفال تماماً
نظرت إليها ريتا بإبتسامة
- قبيح إذن يبدو أن الحياة بالقصر ستكون ممتعة أليس كذالك
- بل ستكون كالحرب فقط إنتظرى
- أوووه يبدو أن الأمر سيكون فى غاية المتعة ، على كلٍ شئ جديد نستمتع به فى هذا القصر .
هل علم آرتميس بالأمر ؟
- نعم كان غاضب بشدة من دخولهم المفاجئ دون إذنه
- وماذا فعل هل عاقبهم؟
- لا ، أمرهم بالمكوث هنا إلى أن تنتهى رحلتهم
كانت ريتا تعلم أن عقل آرتميس لا يفكر بهذا الهراء مطلقاً الأمر لا يتعلق بالرحلة إنه يدبر أن ينتهى منهم ولكن يريد يعلم سر المجئ أولاً
- الأمر ليس هكذا بيانكا
- وماذا سيكون إذن ؟
- آرتميس يريد أن يضعهم تحت نصب عينيه فهمتى
- الحق معه ، فهو الملك المسئول عن إسفوديل لو كان الملك هومايور على قيد الحياة لفعل نفس الشئ
- يجب أن أتحدث معه بالأمر
- أراكِ تتحدثين إليه كثيراً صحيح
نظرت إليها ريتا وهى تعلم مغزى الحديث لطالما تمنت بيانكا أن تقع ريتا فى عشق آرتميس فهو الأحق بها من أى شخص
- وما المشكلة ؟ هو إبن عمى هل نسيتى هذا؟
- لا لم أنسى ولكن أنتِ تذهبين إليه كثيرا حتى وإن كان الأمر لا يستحق
تنهدت ريتا بتعب وأغمضت عينيها
- لا أعلم ، ولكن أشعر بالوحدة وشعورى أن المتبقى من عائلتى هو آرتميس يجعلنى أريد أن أجاوره أتحدث معه حتى ينتهى كل الكلام من داخلى أنا تعيسة بيانكا ..
يتبع
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي