الفصل الثالث

نظر كلاً منهم للآخر بصدمة وخوف ماذا حدث؟ ما هذا التحول المفاجئ ، كان أدم خائف للغاية، وينظر حوله بريبة، ويبحث عن الباب الذى دخلوا منه .
- أين الباب ، كيف سنخرج من هنا ؟ أين نحن أخبرنى؟
كان قنديل يشعر بريبة هذه أرض مخيفة ولكن ليست على وجه الأرض لا يوجد تفسير لديه لهذا الشئ المرعب 
- لا أعلم أين نحن ؟  لا أعلم ولكن علينا إتباع الخريطة  كى ننجو
نظر إليه أدم بنفاذ صبر
- أى خريطة تلك التى سنتبعها فى مكان لا نعلم عنه أى  شئ؟
- معك حق ، ولكن نحن لا نستطيع أن نستجوب أحد هنا ، نحن لا نعلم من هم سكان هذه الأرض من البشر أم لا
نظر له أدم برعب
- وهل يمكن أن يكونوا ليسو من البشر
- بالتأكيد نحن لا نعلم ، ولكن علينا أن نحترس من كل شئ هنا
نظر أدم من حوله لهذا المكان الغريب ، صوت فحيح أفاعى مرعب صمت مهيب وظلام دامس.
نظر إلى الطريقين وكان يُرجح أن الطريق الأيمن أكثر آماناً من الطريق الأيسر ولكن قرر أن ينتظر قرار قنديل ورأيه فى هذا .
بينما كانت معالم وجه قنديل لا تنذر بالخير أبداً ، كان يحاول اللجوء لأحد من خادميه كان   يتفوه ببعض الكلمات الغريبة والمريبة  ،ثم يتأفف بغضب شديد.
كان أدم ينظر إليه ولا يعلم بماذا يفكر هذا الساحر الشرير ؟
- هل هناك خطبٌ ما ؟
- الحيل السحرية الخاصة بى لا تُجدى نفعاً أبداً ، ولا أعلم ماذا نفعل ؟ هل سنظل هكذا ، نحن علقنا هنا
- بالطبع لا ، أمامنا طريقين سنسير فى أى طريقٍ منهم ربما ننجو
- لا يوجد حل أمامنا غير ذلك لعلنا نتوصل لخيط يدلنا على الكنز أيضاً.

كان أدم ينتظر أن يتفوه بأى قرار ، أى طريق يجب السير فيه إلى إن نظر إلى أدم بثقة :
- سنسير فى الطريق الأيسر ، أظن أنه سيأخذنا إلى الكنز سريعاً دون متاهات ويبدو غير مخيف
نظر له أدم بشك
- ولكن هذا الطريق ليس آمن ، و الطريق الأيمن فارغ ويبدو عليه أنه آمن أكثر ما رأيك
نظر له قنديل بلامبالاة ، فآخر ما يفكر به هو رأى هذا الأخرق
- كما تريد إفعل لا شأن لى
- إذن لنسير هيا
نظر له قنديل بسخرية
- نسير ؟! ، أنا سأذهب من هذا الطريق، ولكن أنت تريد أن تسلك الطريق الآخر إذن إذهب بمفردك إن شئت ، إن كنت تستطيع إذهب يا فتى
نظر له أدم بعدم تصديق ، إنه حقاً مخادع عاهده على عدم التخلى،  وها هو تخلى عنه فى بداية الطريق ولكن عزم على الثبات على قراره ويثبت له أنه ليس خائف من أى شئ  
- سأذهب بمفردى ، لست بحاجة إليك
- حسناً إلى اللقاء أيها الشجاع
ذهب كلاً فى طريق مختلف عن الآخر.
كان أدم خائف للغاية ، يشعر بعدم أمان كانت كل خطوة يسيرها تُنهى الخطوة التى  قبلها .
كانت تنهدم الأرض من خلفه بمعنى أنه لا عودة عن قرارك هذا، شعر بالهواء ينسحب من حوله ، ما هذا ؟ لا يوجد خلفه إلا الظلام فقط . الطريق الآخر وقنديل ، إختفوا تماماً وكان يشعر بأعين تراقبه ولا يستطيع العودة أبداً ولا التخلى عن قراره ليته ذهب مع قنديل ونيساً له على الأقل كان يبكى بصوت مرتفع ويسير إلى الأمام بتحفظ وحرص .
بينما قنديل كان طريقه عبارة عن جسر طويل خشبى ضعيف  ،عند سيره عليه كانت سلالم هذا الجسر تسقط إلى الأسفل   وإن لم يهرول سوف ينتهى مصيره .
أصبح يهرول بدون توقف لفترة طويلة ، كان يشعر أن أنفاسه تكاد تنقطع حتى إنتهى هذا الجسر فى أرض صلبة شديدة البرودة.
نظر إلى الجسر الذى لم يبتقى منه أى شئ ، وهذا معناه أنه لا يستطيع العودة مرة أخرى ، وشعر بالندم
- ليتنى ذهبت مع أدم ، ماذا أفعل ؟ 
كان قنديل يفكر  ويفكر إلى أن رأى من بعيد منزل به إضاءة عالية تصل إليه ، وفكر أن هذا هو الحل الوحيد الذى سيساعده إلى أن يعلم أكثر عن هذه الأرض حتى يعلم أماكنها ليسير على الخريطة للوصول إلى الكنز وتنتهى الخطة .
بينما أدم كان لا يهدأ يبكى بدون توقف ؛ إلى أن ظهر أمامه باب من العدم به مفتاحين :مفتاح أحمر ومفتاح أخضر ، قام أدم بالضغط على المفتاح الأخضر ففُتح له هذا الباب ودخل أدم ، فلا يوجد أى مخرج سوى من هذا الباب فقط  .
كان باب لمنزل عتيق ، قديم جداً من العصر الأزلى كما يقولون به الكثير من التماثيل والتحف واللوحات الفنية ولكن فارغ من أى شخص هذا ما شعر به أدم فى البداية  ، فهو كبير جدا كان أدم متعب للغاية يريد أن يستريح وجائع ولا يعلم إن كان يوجد طعام هنا أم لا وفكر بالبحث لعله يجد أى شئ يتناوله.
  بينما قنديل تورمت قدميه من السير فى هذا الطريق الطويل وكأن المنزل يبتعد منه كلما إقترب هو إليه ظل يسير ويسير إلى إن وصل إلى المنزل،  كان باب المنزل عتيق وقديم وكان هناك بجانب هذا الباب مفتاح ملقى على الأرض .
إنحنى قنديل لمستوى المفتاح وحاول فتح هذا الباب ، وبالفعل إستجاب الباب لمحاولات قنديل الكثيرة ، نظر قنديل داخل هذا المنزل الذى بدى وكأنه خرج من لوحة فنية للتو فقد كان كل شئ فى موضعه الصحيح وتمنى فى داخله أن يمتلك منزل مثله ولكن فى هذا المنزل شئ غير مريح أبداً، كان يسير بحرص فالطبع هذا المنزل ليس بفارغ ، فالخشب المشتعل فى المدفئة يدل على ذلك .
وإذا بشخصٍ يُمسك بيد قنديل بقوة وينظر إليه بغضب شديد ويضغط على يديه حتى كاد أن يكسرها

بينما أدم كان يبحث عن شئ يأكله إلى أن وجد رائحة طعام جميلة تنبعث فإتبع الرائحة حتى وصل إلى منبعها.
  إنه طعام ساخن وهذا يعنى أن هذا المكان ليس فارغ وإذا بفتاة عشرينية صهباء عيونها زرقاء فُتن بهيئتها تلك ، كانت تنظر له بأعين غاضبة
- من أنت ؟ وماذا تفعل فى قصر الحاكم
كان أدم يشعر بالصدمة ، إنه فى قصر الحاكم أيوجد حاكم هنا ؟
إنه حقاً فى مأزق ، ثم قامت هذه الفتاة بالنداء على حراس هذا القصر وألقوه فى السجن حتى يأتى الحاكم

أما قنديل فكانت يديه تؤلمه من قبضة هذا الشاب قوى البنية
- من أنت؟ يا هذا كيف دخلت إلى هنا
قنديل بألم
- إترك يدى أنا دخلت من هذا الباب
- أين الحراس ، كيف تتركون هذا الباب بدون حراسة ، سأُبلغ الحاكم
نظر له قنديل بصدمة حاكم؟! ، إنها كارثة إذن كيف سيبحث عن الكنز وبماذا يُخبر الحاكم ؟ وما هذه الأرض الذى تحتوى على بشرٌ مثلهم ولكن شكلها غريب لا تنتمى إلى الأرض بصلة ماذا يفعل؟
كان هذا  تفكير قنديل ، ثم أمر هذا الشاب الحراس بوضعه فى السجن إلى أن يأتى الحاكم ويعرض عليه، وتم وضعه فى السجن ولكن شعر بالصدمة هذا أدم !
ولكن كيف جاء إلى هنا ؟
لم يسلكوا نفس الطريق ولكن النهاية نفس المكان ، كذالك أدم لا يصدق عيناه
- أنت؟!
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمي/ شيرين محمد الطيب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي