الفصل الثانى

كان أدم فى طريقة إلى المنزل .ثم تذكر العملة التى يمتلكها كان سعيد للغاية ، ستبتسم الحياة له أخيراً.
أخرج العملة الذهبية من جيبه ونظر إليها بسعادة كبرى إنها ملكه ، ثم قرر أن يذهب للصائغ حتى يستنفع بها ويبيعها له .
بالفعل ذهب للصائغ وأعطى له العملة ، نظر الصائغ للعملة فهى تحفة فنية إنها من عصر أزلى ثم نظر لملابس هذا الشاب وشعر بأنه سارق.
ولكن هذه فرصة لن تعوض  أعطى للشاب الذى بدى له أنه  أحمق ويستطيع أن يخدعه بسهولة.
- هذه العملة قيمتها ألف جنيه أيها الشاب، ما رأيك؟، أنا لم أدفع أكثر من ذلك
نظر أدم بفرحة كبيرة وصدمة  فهو لم يُمسك هذا المبلغ فى حياته من قبل
- حسناً حسناً سأبيعيها لك بهذا المقابل  إعطنى المال وخذها لك هى ملكك 
أخرج الصائغ المال له وهو يضحك على سذاجة هذا الشاب الغبى  وأعطى له المال وأخذ هو العملة .
نظر أدم إلى المال بفرحة كبيرة ودسه فى جيبه حتى لا يراه أحد ، وأثناء سيره توقف لكثرة رنين هاتفه ونظر إلى الهاتف ، وما هو إلا رقم مجهول لا يعرف لم يكون  ، قام بالرد عليه.
- من معى ؟
- أنا الساحر  الذى أخذ الورقة منك فى السجن ، أين أنت؟
- أمام منزلى،  ماذا تريد منى ؟ هل توصلت لشئ بشأن هذا الكنز الذى كنت تتحدث عنه
نظر قنديل للهاتف بنفاذ صبر ، فهذا الشاب أخرق
- وأين هو منزلك هذا سآتي إليك ، أريدك بشأن الكنز وهذا شيئاً هام ، لا ينبغى أن نتحدث عنه فى الهاتف
- سأرسل لك العنوان فى رسالة
- حسناً ، ولكن بسرعة
أرسل أدم إليه العنوان وكان ينتظره على أحر من الجمر ليعلم عن ماذا تتحدث هذه االورقة  ؟ ، وما هو مضمون هذه الرسالة ، وربما يكون إسم المرسل فى الأسفل ليعلم من  هو ؟
مرت الدقائق على أدم وكأنها ساعات إلى أن أعلن دق الباب قدوم قنديل ، فتح أدم الباب له وأدخله حتى يتحدثان ويعلم ما تخبأ الورقة.
نظر له قنديل ولا يعلم من أين يبدأ ، ففكرة خداعه لا تجوز فكل شئ متوقف على أدم وحده.
- هل كانت توجد عملة ذهبية مع هذه الورقة ، أخبرنى بالحقيقة يا أدم ، فكل شئ يتوقف على هذه العملة
شعر أدم بالرعب من قنديل كيف علم ذلك ؟
- لا تخف يا أدم المرآة أخبرتنى بتلك المعلومة ، لم أكن أراقبك
شعر أدم بالرعب أكثر من ذى قبل
- المرآة اخبرتك؟!و هل ينبغى أن أطمئن وأنت تقول هذا ، لو كنت تراقبنى كان أفضل
شعر قنديل بنفاذ صبر من هذا الجبان الغبى
- أدم ، أين العملة؟ لن نستطيع الحصول على الكنز بدون العملة هل فهمت؟ لا تخف
- كيف ذلك ؟ كنز كبير يتوقف على عملة قديمة ؟!
أخرج قنديل المرآة من جيبه ، نظر لها أدم ، وشعر بالرعب إسمه مكتوب أعلاها " ضع العملة فى مكانها الصحيح يا أدم "
كيف هذا ؟
- ووو لكن كيف علمت بإسمى ؟
إرحل من هنا أنا  لا أريد الكنز هذا ، لا أريده إتركنى وشأنى .
علم قنديل أنه جبان وضعيف ، وقرر خداعه مرة أخرى
- ولكن هى علمت بإسمك ، وجاءت معى إلى هنا وعلمت مكان منزلك إن لم تذهب معى وتحضر العملة  سيقتلونك صدقنى
كان صدره يعلو ويهبط من شدة الخوف.
- ماذا أفعل كى أنجو من هذه الكارثة؟
- إدخل العملة هنا وسينتهى كل شئ
أدم ببلاهة
- ولكن أنا قمت ببيع العملة للصائغ منذ قليل.
نظر له قنديل بغضب شديد
- هل أنت غبى ؟ لما فعلت هذا ؟ لما لم تخبرنى بشأن العملة يا أحمق
حاول أدم أن يخبئ ضعفه وخوفه منه .
- لا تغضب منى هكذا كيف لى أن أعلم أنها ذو فائدة ؟
الورقة لى والعملة لى  أيضاً ما دخلك أنت .
- أنت من طلبت المساعدة منى  ، سأتركك لهم وأرحل
شعر أدم بالخوف تجاه حديثه هذا
- إنتظر ، أنا أريد منك المساعدة بالفعل بعد ما حدث ، هيا نسترد العملة من الصائغ  فالأموال معى
- هذا هو الحل الوحيد الذى نمتلكه فى الوقت الحالى

فى محل مجوهرات ثمينة وباهظة  كان يقف أدم على أعتابه.
وقنديل ينتظره بالخارج
نظر له الصائغ وكان يخشى أن يطالبه بالمزيد من المال أو إسترداد عملته.
- ماذا تريد يا هذا ؟
- أريد أن أسترد عُملتى التى أعطيتك إياها
- أى عملة هذه ، عن أى شئٍ تتحدث هذه المرة الأولى التى أراك فيها ، هل جئت إلى هنا من قبل ؟
- لا تحاول خداعى أريد العُملة خاصتى وخذ أموالك التى أعطيتني إياها 
نظر له الصائغ بسخرية وبرود
- البضاعة المُباعة لا تُرد ولا تستبدل يا هذا  ، إرحل من هنا
- لن أرحل بدون العُملة إعطنى إياها 
- سأجعل رجالى يبروحوك أرضاً إن لم ترحل من هنا هل سمعت؟
خرج أدم من المحل خوفاً من رجاله نظر له قنديل ، فهيئته لا تُنذر بالخير أبداً
- هل أحضرت العُملة ؟
- رفض إعطائى العُملة وكان سيجعل رجاله يضربوننى
- ماذا سنفعل ؟ كل هذا بسبب غباءك
- أنت ساحر صحيح أم لا
- نعم ساحر ولكن لماذا تسأل؟
- هذا لأنك تستطيع أن تُحضرها بحيلةٍ ما
كان يحك ذقنه بإصبعه ويحاول التفكير فى الأمر يمكنه الحصول عليه بسهولة ، أغمض عيناه وتفوه ببعض الكلمات غير المفهومة، ولم يحدث شئ مطلقاً
نظر له أدم وهو لا يفقه شئ
- هل أحضرتها ؟
- لا إنتظر ، أحاول إحضارها الصبر
حاول قنديل مرة أخرى التفوه بكلمات أخرى غير مفهومة ولكن هذه المرة أحضر العملة بمساعدة أحدهم ، كان أدم لا يصدق ما يرى 
- كيف هذا ؟ إنك أحضرتها بالفعل
- بالطبع ، والآن هيا إلى منزلى لنُكْمِل ما بدأنا
- هيا لنذهب
ذهب أدم وقنديل إلى منزل قنديل ، وأحضر قنديل المرآة كى يُدخل أدم العُملة كما أخبره  ، كان أدم خائف للغاية حتى أنه كان لا يريد إدخال العُملة ، حتى سئم منه قنديل ومن خوفه هذا.
- تحلى بالشجاعة يا فتى  لن يحدث شئ أنا بجانبك
- لا تتركنى إذن
- حسناً ولكن تعجل كى ننتهى 
أدخل أدم العُملة فى موضعها الصحيح ، ووقعت المرآة من يده فى مكان بعيد ، وفارغ بعض الشئ  وتحولت المرآة إلى باب خشبى قديم وثقيل ، تحت نظرات أدم وقنديل المصدومة.
وعلى هذا الباب يوجد موضع يد ، وضع قنديل يديه ولم يحدث أى شئ ، ثم أخبره قنديل أنه من يجب عليه وضع يده وليس هو ، كل شئ يتوقف على أدم فقط وليس قنديل .
وضع أدم يديه وكانت باردة وترتعش ومرتجفة من الفزع ، ثم فُتح هذا الباب وكان المكان أشبه الحديقة المليئة بالأشجار والزهور نظر قنديل وأدم إلى بعضهم البعض ، رجع أدم للخلف بخوفٍ شديد
- لن أدخل قلبى غير مطمئن لهذا إدخل أنت
- ولكن كل شئ يتوقف عليك ، هل تضمن أن يتركوك إن دخلت أنا ستبقى أنت بمفردك هنا
شعر أدم بالرعب أكثر ، وشعر أن الدخول أكثر أماناً من المكوث بالخارج
- لا تتركنى إبق بجانبى
- حسناً ، إمسك بيدى ، وهيا ندخل .
أمسك أدم بيديه كما أخبره وكان يرتجف ويشعر بالرعب .
تقدموا إلى الداخل وعندما دخلوا  أُغلق هذا الباب وإختفى تماماً وتحول النهار إلى ليل دامس ، والأشجار والأزهار إختفت أيضاً لا يظهر سوى طريقين مختلفين فقط ، نظر كلاً منهم للآخر بصدمة و.....
يتبع
إلي اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمي/ شيرين محمد الطيب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي