الفصل الخامس

لاحظت ديما جلوس الشمطاء علي مكتبها فاتجهت مسرعة الي الباب و طرقت عليه بعنف شديد
علا بخوف : " انتي اتجننتي ازاي تعملي كدة المدير هيزعقلي و ي.... " لم تكمل كلماتها فقط فتح احدهم الباب من الداخل.
ابتسمت ديما بانتصار عمدما شاهدت ملامح الاخري و هي تبهت من الصدمة و فُتح الباب امامها و استعدت لفض جام غضبها عليه و لكن صدمت بذلك الرجل الذي ظهر امامها بهيئته الساحرة و المخيفة معا فحملقت به
" ايه التهريج ده يا علا مين الحمار اللي خبط علي الباب بالطريقة الهمجية دي "
علا بتلعثم : " و و و الله يا استاذ سيف هي اللي خبطت و انا حاولت امنعها بس معرفتش "
افاقت ديما من انبهارها المؤقت به فقط نعتها بالحمار الان : " اهو انت اللي حمار و ستين حمار ، و يلا وسع كدة عاوزة ادخل " دفعته كي تستطيع العبور و لكن لم يتحرك إنشا من مكانه فرفعت عينيها تجاه خاصته و ياليتها لم تفعل فلو كانت النظرات تقتل لكانت الان بين احضان ابيها
" في ايه يا حبيبي و طلع مين الحمار اللي خبط بالطريقة دي "
حسنا جيد فقط تلقت شتيمتين من شخصين مختلفين في اقل من دقيقة : " وسع عاوزة ادخل "
لم يتحرك خطوة واحدة حتي مما اغضبها بشدة فنزعت الكاب الخاص بها و القته ارضا و نظرت له بحدة : " عمر
فين قوله اني بنت عمه "
رفع حاجبه باستهزاء : " بمعني ؟! "
نظرت له ببلاهة : " بمعني اني عاوزة ادخل مكتبي لان ده من حقي "
ضحك ضحكة رجولية رنانة اسفرت عن اسنانه البيضاء و غمازته البارزة مما اشعل غضب الاخري : " من الواضح ان ملكيش اي لازمة لدرجة ان محدش عرفهم اني ماضي عقد بإدارة الشركة لمدة 3 شهور قابلين للتجديد "
احست ديما بالصقيع الان و حملقت به بعدم فهم فكيف تفعل والدتها هذا بدون الرجوع لهم فابتلعت ريقها بإحراج من الموقف المخزي الذي وضعت نفسها بداخله و اردفت بتلعثم : " ططيب ممكن اعرف عمر فين "
تحرك سيف من امامها و ولج الي الداخل سامحا لها مساحة كي تدخل : " لو عاوزة تستنيه جوه اتفضلي هو ناقصله خمس دقايق و هيوصل "
ولجت الي الداخل و جلست علي المقعد المخصص للضيوف و التوتر باديا عليها و لمحت بطرف عينيها امرأة حسناء خارقة الجمال جالسة في الكرسي المقابل لهذا المثير تنظر لها بازدراء بنظرات شبيهة لتلك المساعدة الغبية في الخارج ، مهلا هل وصفته الان بالمثير ، اخذت نفسا قويا و اخرجت هاتفها و اخذت تتصنع انها تقوم بعمل هام عليه و بالفعل بعد مرور سبع دقائق دخل عمر .
عقد عمر حاجبيه بتساؤل : " ديما ؟ ، بتعملي ايه هنا "
ديما ببرود : " و لا حاجة جيت اشوف الشغل ماشي ازاي في شركة بابي "
عمر بسخرية : " و ده من امتي ان شاء الله ، و مؤهلاتك ايه عشان تشوفي الشغل هنا انتي ناسية انك لسة في سنة تانية هندسة "
ادركت ديما انها لن نتنصر في تلك الحرب بالغضب فلجأت الي رسم ملامح شيطانية بريئة : " ايوه يا عمر يا حبيبي ما انا عاوزة اتعلم الشغل عشان بعد ما اتخرج اقدر اشتغل هنا "
ضيق عمر عينيه بريبة من لطفها الزائد هذا و لم يكن الوحيد الذي فعل : " حبيبك ؟! "
ديما ببراءة : " طبعا حبيبي و اخويا ده حتي كارلا و روز ديما يقولولي انك اخونا الكبير " لاحظت نظرة الغضب التي ظهرت عليه و التي سرعان ما اخفاها فأدركت انها اصابت هدفها.
وجه عمر نظراته ناحية صاحبه : " سيف بعد اذنك ممكن تشوف مهندس شاطر هنا يدرب الانسة "
ابتسم سيف باستمتاع : " اكيد طبعا هدربها بنفسي لو تحب "
نظرت له بغضب و لكن سرعان ما استعادت ملامحها البرئة : " اكيد طبعا ياريت ده انا حتي كنت معجبة جدا بتصميم الاوضة السودة اللي في القصر "
نظر لها عمر بنظرة تعني كاذبة لعينة و لكن لم يؤثر هذا بها و ظلت محافظة علي وجهها الملائكي
عمر بعملية : " عن اذنكم بقي انا رايح المكتب و هجهزلك الاوراق اللي انت عاوزها يا سيف و هتكون جاهزة عندك بكرة فرصة سعيدة يا انسه سالي " ثم غادر المكتب بعد توديعهم .
بمجرد ان خرج عمر وضعت ديما احدي ارجلها فوق الاخري و تخلت عن وجهها البريئ و عادت نظرات الذئب خاصتها و نظرت له بتحفذ : " انا بقول تشد شوية في الشغل عشان مفيش تجديد و لا حاجة و اخرك هنا 3 شهور "
سالي باستهجان : " هو انتي فاكراه مين عشان تكلميه بالطريقة دي ده يبقي .... "
قاطعها سيف بحدة : " سااالي مش وقته ورانا شغل ، و انتي يا انسة لو عاوزة تتعلمي قربي و اتفرجي مش عاوزة يبقي ممكن تروحي الجيم او النادي " ثم نظر لملابسها نظرات متفحصة و تابع : " مش انتي برضو كنتي ناوية تروحيهم "
حسنا لقد برع في استفزازها الان ، كتمت غيظها و اقتربت منه و من تلك الشمطاء : " اتفضل اشرح "
لاحظت ابتسامته و اخذ يشرح لها ما وصل اليه في التصميم ثم اجري بعض التعديلات هو و سالي و كانت ديما تنظر اليهم باهتمام شديد رغبة في تحصيل اكبر قدر من المعلومات و الخبرة .
.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي