الفصل الثاني

لم تستطع إبعاد يده عنها لقيد أنملة، فقوته كانت تفوق قوتها المستنزفة بمراحل عدة، ناهيك عن إنهاكها و حالة الوهن المتمكنة منها من ذلك الخبر المحزن و الذي نهش في قلبها نهشا، و رغم ذلك إلا أنها لم تكف و تمادت و اهتاجت و هي تتلوى بحسدها.

ليصيب سمعها بغتة صوته الأجوف ذو النبرة العميقة الجامدة، و هو يقول بأذنها:

-اهدأي، لقد مات، ما تفعليه لن يرجعه من الموت، أفيقي استريد، و كفي عن ما تفغلينه، والدك مات و لن يعود.

هزت رأسها بالنفي، بحركات هيسترية، و فغرت عينيها مصدومة رغم علمها أن موته حقيقة حتمية، إلا أن عقلها رافض التصديق، كما ان طريقته في إخباره لها بشعة للغاية، كيف له أن يخبرها و هي في أوج صدمتها بتلك الطريقة الدونية المجردة من اي شعور إنساني، لقد فقدت بسبب صراخها المضاغف آخر ذرات تحكم بجسدها، خارت قدميها و انزلق جسدها لأسفل، و هي تصرخ بأقصى صوت يغادر حلقها المقطع هاتفة بعد تصديق:

-لا لا لا.

كان من الصعب عليه التحكم في صراخها، أو جسدها الذي يتشنج بوتيرة قوية بين يديه، رغم ارتخاء جسدها ارضا، إلا أنه رفض تركها و ظل محكم في إحاطة جسدها من الخلف، لينزل معها أرضا، حتى رأى أن ما فعلها آل بالآخير إلى فقدها للوعي، ليغشى عليها بين ذراعيه، امتدت أحد ذراعيه اسفل ركبتيها، و الآخر مستقر خلف ظهرها، ليقوم بحملها و هو ينهض عن الأرض، لتصبح بين يديه كالجثة الهامدة، توجه بها نحو الداخل ليصعد بها إلى غرفتها ليضعها في فراشها.

كان البيت فارغا من رواده، لم يوجد به سوى العاملين، و الذين كان بعضهم في المطبخ لتنظيف الفناجين التي تم وضع القهوة فيها لمن حضر، و البعض الآخر في حجرتهم المخصصة لهم بالفيلا، توجه هو مباشرة نحو المصعد، قاصدا حجرتها، لم يكن يذكر موضعها بالتحديد، دلف أكثر من غرفة حتى عثر عليها.

كانت "استريد" بين يديه هامدة، لا يصدر منها سوى نفسا ضعيفا خافتا توجه بها نحو سريرها فور دلوفه، و وضعها به بحذر، و شد الغضاء و وضعه فوق جسدها الممدد و المستكين تماما، على النقيض مع حالتها منذ هنيهة.

شد الغطاء حتى نحرها، و هو كان منحنيا نحوها بجذعه، دون أن يلمس جسدها، اجتذبه الإحمرار الطاغي على وجهها، و وجنتيها المليئابن بعبراتها، بتلقائية منه رفع يده و قام بتجفيف وجنتيها من الدموع، توقفت عينيه عند فمها المنتفخ و المحمر للغاية، ابتلع و هو يشعر بانفاسه تثاقلت، لم يستطع ابعاد مرمى بصره من التمعن به، و بإرادة مسلوبة اقترب بوجهه منها عازما على تقبيل ذلك الثغر الممتلئ قليلا، و لكن أنقذه من فعلته الغير عقلانية صوت رنين هاتفه، معلنا عن تلقية مكالمة من أحدهم.

ابتعد عنها على الفور، و هو يتنفس بتثاقل لاهث، قام بإخراح الهاتف من جيبه، و عينيه لم تفارق وجهها بعد و هو يعيد بذهنه ما كان على وشك فعله، وجد المتصل والده، دون تفكير فتح المكالمة، و قام بوضع الهاتف فوق أذنه و أجابه بصوت مهزوز متأثر مما تحفز في خلاياه:

-نعم أبي.

صوت والده المتحدث بنبرة حانقة نفذ من الهاتف إلى أذنه و هو يقول:

-أين أنت ماسيمو؟

طباع ابيه المتحكمة تلك أصبحت تثير حنقه، قلب عينيه بملل و هو يرد في النهاية موجزا:

-في الفيلا.

جاءه صوت والده الغاضب قليلا و هو يسأله باستنكار:

-و ماذا تفعل عندك؟

زفر نفسا حانقا، ثم اجابه مرددا:

-استريد كانت تصرخ، و منهارة للغاية، و أغمي عليها، و هي هنا بمفردها، اضطريت لأصعد بها لغرفتها و أظل معها لحين عودة والدتها.

خبت العصبية قليلا من نبرة والده الذي تكلم معلقا بطريقة آمرة كالمعتاد منه:

-حسنا.. ابقى عندك، و سننتهي و أتي إليك.

أغلق الهاتف بعدما أنهى المكالمة، و هو يلعن و يسب بداخله، على معالمة والدته التي مل و ضجر منها، و كأنه طفل صغير ينتظر منه قائمة مكتوب بها خطواته و طريق سيره و ما سيقبل على فعله، كاد يتحرك مغادرا، و لكن نظره وقع على تلك المسجاة على الفراش، لا حول لها ولا قوة، انتابه قليلا من الشعور بالشفقة حيال ما حدث له نصب عينيه، و لكن لم يدم الشعور طويلا، و ما لم يفكر بما اقبل على فعله منذ قليلا كونه زير نساء و هذا ما يكنه من شعور تجاه أي امرأة، و هو الرغبة الجسدية فحسب، خطى خطواته تجاه باب الغرفة، ناوٍ على النزول لأسفل لينتظر والده ريثما يعود، ليأخذا العزاء و ينتهيا من ذلك اليوم الذي اضحى ثقيلا على روحه.

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

بعد مرور عدة أيام ..

قام بالطرق مرتين فوق باب الغرفة، التي تتواجد "صوفيا" بداخلها، انتظر مرور بعض الثواني حتى فتحت له الباب، لتظهر من خلفه مرتدية ثوب أسود اللون، افسحت له المجال قليلا للولوج، ثم أغلقت الباب فور دخوله، و توجهت صوبه و هو يردف بهدوء بغير رضاء:

-مؤكد لن تظلي حابسة نفسك بداخل الغرفة هكذا صوفيا.

انشق ثغرها بشبح ابتسامة و هي تعلق على ما قاله و موجهة نظرها لأسفل:

-لست حابسة نفسي.. تعلم أنني لا ينبغي أن أفعل غير ذلك، لكي أظهر أمام الجميع في هيئة الزوحة الأصيلة التي حزنت على فراق زوجها.

رفعت نظراتها بعدم أنهت حديثها، و حدجته بتلك النظرات المنبعث منها الخبث، و ابتسامة مليئة بالمكر تتلاعب على شفتيها، بينما دنا هو منها، و أحاط خصرها بذراعه، و ألصقها به و هو يقول بخبث ماثل خاصتها مرددا:

-و هل يوجد زوجة أصيل مثلك؟، فأنتِ الأصل ذاته صوفيا.

خرجت تلك الكلمات من فيه "نوح" بينما هي ضحكت ضحكة رقيعة، و لكنها خافتة، لكيلا يستمع إليها احد ممن بالخارج، ثم نظرت له بتفقد و هي تتساءل بترقب:

-هل رآك أحد و أنت قادم إلى هنا؟

هز رأسه بالإنكار و هو يدنو منها ناويا على تقبيل ثغرها، بينما تمنعت هي بتصنع مبتعدة، و قامت بوضع يدها فوق فمه و قالت بدلال لزج:

-ليس اليوم، لكيلا تحتس استريد بشيء، و ممكن أن تأتي في أي وقت.

حرك يده بحرية فوق ظهرها و قربها إليه أكثر، و هو يردف أمام شفتيها برغبة، و أنفاسه الساهمة تجول فوق وجهها:

-استريد لن تخرج من غرفتها، فهي منذ وفاة مايكل، مؤكد نائمة الآن.

استجابت لإلحاحها فيما يفعله، حيث قامت بإشعال رغبتها تجاهه، لترفع ذراعبها و أحاطت عنقه، و قالت بنبرة هامسة متسارع أنفاسها معها:

-أشتقت لك نوح.

لم تكن منه إجابة تذكر، حيث اقترب و احتوى شفتيها، بقبلة مليئة برغبة بحته، و كانت الأيدي خاصتهما أخذين الطريق بلمساتهم للتأجيج من الرغبة، التي اندفعت بقوة في جسد كل منهما، دفعها بجسده نحو السرير، لينقادا خلف علاقة من علاقاتهم المحرمة، البالغة الشناعة، و التي يسقطا فيها منذ شهور عدة، كانا مجرد خائنين، مثيرين للغثيان، فهو يخون شقيقه، و هي تخوم زوجها، و كلاهما يخونان نفسيهما بالتأكيد.

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كانت ممدة بظهرها على فراشها، وجهها شاحب للغاية كشحوب الموتى، لم تترك الغرفة منذ اليوم الذي توفي فيه والدها ، منذ قرابة الشهر، كيف لها ان تترك و هى شاعرة بأنها أضحت غريية ببيتها دون والدها، لم يفارقها يوما من قبل، كانت حياتها مقتصرة عليه هو، تتمحور سائر حياته حوله، كان صديق، و أخ، و والد، لم يكن هناك من تتحدث معه سواه، كل شيء يختص بها كانت تخبره به، أسرارها جميها كان هو البئر الوحيد لها.

لطوال الفترة الماضية، منذ وفاته، كان يمتلئ البيت بالعديد و العديد، الذين كانوا يأتوا لتعزيتها هي و والدتها، و وسط هؤلاء الحشود و الخضم لم تشعر إلا بالوحدة التي أضحت كظلها بعدما فارقها والدها و ابتعد عن محيطها، نفسه و روحه غادرا البيت، دفئه ذهب معه لتحتط هي ببرودة تتغلل بكيانها كاملا، لقد ابتعد حضنه الذي لم تكن تنعم براحة بدونه، لقد لشتاقت لصوته، رائحة ثيابه، و ذلك الحتان الذي كان يتغدق عليها به.

ذكرياتهما العديدة، تجول في ذهنها و أطيافها يمر امامى بصرها، ليترك وجعا و ألما لا يفارق قلبها، و أصبح جليا على قسماتها و كل شيء بها، بداخلها تشعر أنها لم يعد لديها مأوى تلتجئ إليه، بالرغم من وجودها بين جدران منزلها، إلا أن وفاة والدها، دفع ذلك الشعور بداخلها، فهي ل تعد تحتس بالحياة رغم وجودها بهذه الحياة.

استمعت في خضم شرودها، لصوت طرقتين خافتتين فوق باب غرفتها، ليست ببال يسمح لها بدعوة من بالخارج للولوج، بل لا تستطيع حتى رفض دخوله، الإجابة عليه حتى تشق عليها، كانت ساكنة تماما، صامتة لا يغادرها سوى أنفاسها، ولجت المدبرة حينما ازدادت مدة انتظارها بالخارج، كانت امرأة حنون، و كانت تحاول بأقصى طاقتها أن تواسيها في مصابها، دنت منها، و هي تحمل بين يديها صينية الطعام، تركته فوق المنضدة الصغيرة المقابلة لفراشها، و ذهبت هي نحوها، بعد أن ارتسمت ابتسامة منمقة طيبة على وجهها، و أخبرتها و هي تربت على كتفها بحنو:

-استريد عزيزتي، انهضي و تناولي عدة لقيمات صغيرة لأجلي أنا ابنتي، فأنتي انقضى عليكي يومين دون أن يصل شيء لمعدتك.

لم تتفوه بحرف، و ظلت عينيها موجهة للفراغ بنظرة فاقدة للحياة، كالأيام المنصرمة تماما، اعتلى وجه المدبرة، الأسى و الحزن على ما أصابها، و لكنها رغم ذلك لم تفقد الأمل، عازمة على إطعامها تلك المرة، فما تعرض نفسها له ما هو إلا انتحار حتمي، لذا اطنبت مضيفة بإصرار:

-حسنا، ليس لأجلي، لأجل السيد مايكل، الذي ما كان ليرضيه الحالة التي اصبحت عليها إطلاقا.

لقد أصابت هدفها، رفعت حدقتيها الممتلئاين بالدموع إليها، عندما اتت بذكر والدها الحبيب، تداركت الأخرى أنه نذير خير و استجابة حميدة لها، لذا اقتربت منها أكثر، و تساءلت بتوجس، و يدها تمسح فوق خصلاتها:

-ستنهضي لتأكلي عزيزتي، أليس كذلك؟

هزت رأسها لها بضعف متملك منها، عاونتها المدبرة على الوثوب، فقد وهن كل ما بها و قارب على فقدان القدرة على الحراك، فقد اصبحت بالفعل غير قادرة على التحرك دون مساعدة، أجلستها على الاريكة و قربت منها المنضدة، و ساعدتها ايضا على تناول الطعام، الذي امتزج بفمها رفقة دموعها، التي لا تنفك تسيل من حدقتيها، فقد انتابها شعور بعدم قدرتها على التحكم بها هي الآخرى.

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كانوا جالسين حول مكتب المحامي، ذلك المختص بأعمال "مايكل حوناس"، حيث قام بتبليغهم أنه سينبئهم عن وصية الفقيد، حول تركته، تلك الوصية التي قام بعملها قبل وفاته، و كلف المحامي بإثباتها قانونيا، بالتوكيل الذي معه في أمور العمل، انقضى صمت مهيب و قد دام لبضعة دقائق، كان يبعث المحامي بملفات عدة متراصة أمامه فوق المكتب، تكلم أخيرا بتلك النبرة الرسمية، التي تحمل الجد، مع علم بداخله بالاثر البالغ الذي ستخلفه عبارته عليهم:

-السيد مايكل قبل وفاته بشهرين تقريبا، كتب جميع أملاكه لإبنته الآنسة استريد جوناس.

فغرت أعينهم جميعا، و تملكت صدمة رهيبة من أجسادهم، ألجمت ألسنتهم لحظيا، ما عاداها هي، فقد انتابها صدمة لحظية من فعلة والدها، و لكن حزنها تحكم بها سريعا، و ظلت صامتة، ما تزال نظراتها موجة نحو الفراغ فحسب، بنظرات خاوية من الحياة، حيث لم يصدر منها أي ردة فعل، في حين هبت والدتها كالملسوعة من افعى او ما شابه، و هدرت في تعنيف بالغ في المحامي، متملكا منها حالة هياج عارم و هي تقول:

-ما هذه التراهات، هذا محض كذب، يستحيل أن يقوم مايكل بمثل تلك الفعلة.

تبدلت أمارات وجهه، من تشكيكها الصريح في أمانته، إلا أنه تحامل على نفسه تلك الإهانة، و رد عليه بهدوء و لكن اكتسب صوته بعض الحدة مرددا:

-سيدة صوفيا، لا داعي للعصبية، أنا بحوزتي الأوراق التي تثبت صحة كلامي و مسجلة كذلك، باستطاعتك أخذ نسخة منها و تتأكدي من صحتها بنفسك.

لم تخمد ثورتها، بل تمادت في إهانتها المذعنة له، و هدرت صارخة بهيسترية واضحة:

هذا تزوير خالص، و انت شريك به، و سوف ارفع عليك بالمحكة العليا قضية تزوير، و ساطعن في صحة ما لديك من أوراق لعينة.

احتدمت ملامح وجهه، من تكرارها الإتهام في ضميره، لذا أردف في جدية و نظراته يعتليها الغضب قائلا:

-سيدة صوفيا، لن يعود علي إي طائل من التزوير في وصية كتلك، و قد أخبرتك أن بمقدورك أخذ نسخة و تتأكدي من كونها مزورة أم سليمة، لذا احفظي حدودك و لا داعي للخطأ.

بعصبيتها التي لم تخب كادت تتحدث مجددا، ليحول دون ذلك "نوح" الذي وثب عن مقعده و توجه صوبها، قام بوضع يده فوق ذراعها، و تحدث بنبرة دبلوماسية:

-انتظري صوفيا.

وجه نظراته نحو المحامي ثم قال بتوجس:

-ألم تقول سيد آدم أن من شهرين تقريبا قبل وفاة أخي، كتب جميع املاكه باسم ابنته استريد؟

أكد على كلامه و هو يجيبه بإيجاز قائلا:

-بالضبط.

ضم شفتيه بحركة فاصلة بين ما سيتم قوله، ثم اطنب بتخبط نجح في موارية علامته من وجهه مضيفا:

-و هو من شرين تقريبا قبل وفاته أيضا كان قد اصيب بجلطة و كان طريح الفراش، لا يتحرك او يتكلم.

أوصد المحامي عينيه و تنهد مطولا، ثم عقب بصبر نافذ، و لكنه على كل عليه التوضيح بإسهاب:

-السيد مايكل، كان الجزء اليسار عنده هو ما اصيب بالشلل، طلب من القدوم عن طريق الخادمة، هي من هاتفتني و تستطيع التأكد من ذلك، و جئت له بالفيلا، كان قد كتب وصيته، و عندما ذهبت له أعطني إياها، و سرت أنا في الإجراءات فور ذلك عن طريق التوكيل الذي بحوزتي.

استشاطت هي غضبا بالغا، مما استمعت له، فقد راودتها شكوكا حول صدقه، فهي قد عملت أثناء تعبه، من العاملة التي تعمل عندهم، بقدوم المحامي إلى البيت لأكثر من مرة، و لكن ما ترجمه لها عقلها جعل الدماء تغلي بعروقها، ففقدها كل شيء يجبرها على إنكار تلك الشكوك، و صاحت به بتكذيب مرة اخرة مدمدمة:

-بما أن الموضوع تم هكذا، لمَ لم يخبر أحدنا بذلك؟

عمل على عدم الإستجابة لسيل اتهاماتها، و رد عليها موضحا في هدوء مما عمل على إستثارة إستفزازها:

-ابلغني بسرية ما يتم في ذلك الموضوع، و هذا عمل و أنا نفذته كما طلب مني، اي امور شخصية، بعد إذنكم تكلموا فيها خارج المكتب.

كادت تندفع مجددا في الحديث إليه، و لكن منعها "نوح" عن ذلك، واضعا يده أمام وجهها، في منع صريح منه من تفوهها بكلمة إضافية، و تكلم بجدية و هو متحفز للمغادرة:

-سيد آدم معه حق، لا يوجد فائدة من بقائنا هنا اكثر من ذلك.

يُتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي