الفصل الرابع

لم تكن مخطئة فيما اقترفته طوال السنوات الماضية، فهو من دفع ذلك بداخلها و اضطرها للقيام بذلك، هو من ضيق عليها الخناق، لم يقوم بكتابة قرشا واحدا لها، و على النقيض كتب جميع أملاكه و أمواله ل"أستريد"، أحتدت ملامحها بشكل مهيب، و هي ترمق الفراغ أمامها بنظرة بارقة، و ذلك التفكير المتشابه مع تفكير الأبالسة مسيطر على عقلها، و لا يتوقف عن دفع الأفكار النكراء في جوف رأسها، و لكن هي لن تبدأ سوى بالود، كما تعتقد، و إذا لم يحدث ما تبتغيه ستلجأ وقتها إلى طرقها الخبيثة المراوغة التي لطالما استفضلت استخدامها، نظرت إلى هاتفها بنظرة متغطرسة تزامنا مع ارتسام بسمة مليئة باللؤم فوق ثغرها، و على فورهل التقطته وأتت برقمه، ثم وضعت الهاتف على أذنها و انتظرت ريثما يجيبها، و تكلمت بصوت جاد فور رده عليها بفتور على غير العادة:

-مرحبا نوح، أود رؤيتك.

جاءها رده بنبرة صوت جوفاء مرردا:

-أنا أيضا أريد رؤيتك صوفيا.

سألته بصوت يندلع منه نيران الغضب التي تنهش بسائر أوصالها من أسلوبه الغريب كليا عليها:

-أأتي إليك؟

استمعت لرده عليها نافيا بكلمات موجزة:

-لا، أنا من سأتي.

أوصدت عينيها في محاولة منها التحكم بأعصابها المستثارة، ثم أردفت مستفسرة بغيظ مكبوت:

-و متى ستأتي إذا؟

جاوبها بصوت يحمل نبرة جامدة كأنما يرغم نفسه على التفوه بتلك الكلمات إليها:

-ليلا صوفيا سأتي.

أنهت معه المكالمة، بعد استماعها لبعض كلمات مقتضبة اكتفى بالرد بها، مما آثار ضيقها بشكل مضاعف، و أزاد من تأكد حول الشكوك التي ساورتها حيال مخطط خفي يرتب له من وراء ظهرها، كزت فوق أسنانها بغل بالغ، و قامت بإلقاء الهاتف فوق السرير بغضب عارم، و نظرت امامها بنظرات متوعدة له، فهو إن قام بأمر مخالف لما اتفقل عليه معا من قبل، لن تتوانى في جعله ينظم أشد الندم إذا قام حقا بما لا يرضيها.


❈-❈-❈


كانت تسير بخطوات خيلاء، بذلك الجسد شديد الرشاقة، الذي يتهافت على النظر إليه الفتية، و تثار غيرة الفتايات من رؤيته، تنظر في أرجاء المكان بعينيها الساحرتين الذي يؤخذ بهنا من ينظر فيهما، رماديتين اللون، التي ورثتها هي و شقيقها الأكبر عن والدهما، كانت تسترقَ النظر بتمعن في جميع اركان ذلك المجمع الرياضي، باحثة عن شخص بعينه، و الذي ما إن وجدته حتى توسعت ابتسامتها الرقيقة سرورا و حماسا من رؤيته، و هتفت بنبرة صوت مرتفعة نسبيا و هي تسير في عجالة نحوها:

-فين.

استدار بحسده نحوها، و هو يمسك بين يده زجاجة ماء، كان يرتشف القليل منها، حيث إنه قد انهى أحد تدريبات الفنون القتالية لبعض الفتية الذين يأتون للتدرب عنده، أوصد الزجاجة و وضعها على طاولة جانبية، و ارتسمت ابتسامة منمقة جذابة فوق ثغره، و هو يردد بنبرة رخيمة:

-نيا، كيف حالك؟

اتسعت ابتسامتها بشكل متزايد مظهرة نواحذها، و هي تجيبه برقة تخلب الأنفاس:

-بخير، هل بإمكانك التحدث معي قليلا؟

كان تساؤلها يحمل تردد طفيف، و تواريه بإعادتها لخصلاتها الشقراء بيدها خلف أذنها، بينما ضيق هو عينيه و هو ينظر إليها بغرابة ظاهرة، فهي شديدة العنجهية، لا تجلس رفقة أحد و لا تتحدث إلى أحد أيضا، كما يطلق عليها جميع من يعرفونها لقب "المتعجرفة الفظة"، و لكنه على الرغم من علمه بذلك، إلا أنه قد شغله رغبتها الواضحة في الجلوس صحبته، كما أراد أن يعلم السبب الوجيه وراء ذلك، ارتسمت ابتسامة هادئة على محياه، و هز رأسه لها في إيماءة بسيطة معبرا عن موافقته مخبرا إياها:

-حسنا، لا يوجد مشكلة في ذلك، انتظريني في المقهي، ريثما أغير ملابسي، وسألحق بك.

أومأت له برأسها و هي تقول بحماس لم تستطع مواريته:

-حسنا، سأنتظرك.

بعد مرور عدة دقائق، أتى أليها بعدما بدل ثيابه، جلس أمامها على الطاولة و هو يتنحنح بخفة جاليا بصوته، ثم تساءل بتصقيل:

حسنا آنستي، عن ماذا تريدين التحدث؟

قامت بقضم شفتيها و نظراته الموجهة نحوه تحمل تردد واضح، و أخبرته بهدوء متسائلة برقة:

-ماذا تتناول أولا؟

ذلك التردد المعتلي ملامحها لم يخفَ عنه، و ذلك منذ طلبت أن تجلس معه، و هذا ما آثار تعجبه، نفض تلك الأفكار عن ذهنه مؤقتا، استنشق هواء لرئتيه، ثم زفره على مهل، و بلطافة مميزة رد عليها:

-ليمون إذا.

طلبا مشروبهما، و تناولا بعضا منه، نظر إليها بانتظار للشيء الهام الذي ستخبره به، كما أنه طال انتظاره لتحدثها مما ضاعف من تعجبه، نتيجة لذلك التردد و الخرج الظاهر له، فكلما شرعت في التحدث تراجعت من جديد، توقف صوت عقله عن التفكير عندما بدأت في التكلم و هي متحاشية النظر نحوه، قائلة دفعة واحدة بصوت خافت بعض الشيء بالكاد وصل إلى مسامعه:

-فين صراحةً أنا معجبة بك، و أود أن نصبح معا، ما رأيك في ذلك؟

رفعت حدقتيها نحوه، واجدة هيئته تغيرت قليلا، و لم تدرِ هي أتضايق مما أخبرته به، أم تفاجأ فحسب، ليتطرق لفكرها في النهاية أن هناك في حياته فتاة أخرى، و على الرغم من توصلها إلى عدم وجود أخرى في حياته تجمعهما علاقة معا، إلا أنها من كثرة توترها جال ذلك في ذهنها، لتتكلم مسرعة بنزق ملبك:

-لو هناك أخرى في حياتك، بإمكانك أن تعتبرتي لم أتحدث في شيء، و لا بأس، أنا لست ضيقة الأفق.

انتهت من كلماتها المندفعة، ليردف هو بجدية و هو مرتكز ببصره في جوف رماديتيها:

-موافق.

بسمة متسعة اخذت تتراقص فوق شفتيها، بغير تصديق لما أخبرها به توا:

-أكيد؟

هز رأسه لها مومئا بالإيجاب، و بابتسامة هادئة مزينة صغره أكد بهدوء:

-أكيد

اعتلت نظراتها فرحة غامرة، قابلها هو بتقبل و تريث بنظراته الجذابة الساحرة، تابعا تناول مشرباهما و هما يتحدثان سويا في العديد من الأمور المتعلقة بهما و بعلاقتهما الوليد، و ما تكنه هي له من مشاعر منذ فترة دفينة بداخله، و كافحت لكبحها، و لكن في الأخير تغلب عليها، و أصبحت تحت وطأة حبه الطاغي.


❈-❈-❈

قامت مدبرة المنزل بفتح الباب الداخلي لفيلا "مايكل جوناس" مستقبلة بحفاوة "نوح" شقيقه، قائلة بترحي مخالطه الإحترام:

-أهلا بك سيد نوح، البيت ازداد نورا من مجيئك، حالا سأبلغ مدام صوفيا بمجيء سيادتك.

تحركت هي فور نطقها بتلك العبارات، متوجهة نحو الداخل تحديدا صعودا للدرج، و لكن أوقفها صوت "نوح" مانعا إياها من متابعة السير هاتفا بها:

-انتظري ماريا، تقدمي إلي أريدك.

عادت أدراجها نحوه، و سريعا ما تساءلت بابتسامة رسمية مردد:

-أوامرك سيد نوح.

كانت وقفته متحفزة و هو يخبرها بملامحه الجامدة آمرا إياها بثبات:

-لا تخبري صوفيا بمجيئي، أريدك أن تخبري أستريد فحسب، و أبلغيها أني أريدها في غرفة المكتب.

هزت له رأسها بموافقة و عقبت بانصياع على ما قاله، رادفة و هي تتحرك من مكانها:

-حسنا سيد نوح، كما تريد.

يقف بتحفز و بملامحه الجامدة أخبرها آمرا إياها :

بعد مرور عدة دقائق، ظل "نوح" منتظرا خلالها قدوم "أستريد" إليه بغرفة المكتب، ولجت هي بوحه ما يزال باقيا عليه آثار الحزن المتمكن من سائر وجدانها، و الذي على ما يبدو أنه لن يتبدد من داخلها، تشكل فوق ثغرها بسمة صغيرة فاترة، سريعا ما وأدتها، فهي لا تعرف ما سبب رغبته في رؤيتها، فهو لم يسبق له أن طالب بالتحدث معها قبلا، حتى أنه لم يتحدث إليه بعد وفاة والدها ليواسيها كما فعل البقية، إذا ما الشيء الحلل الذي من أجله طالب رؤيتها، مدت ذراعها له قائلة بترحيب له:

-مرحب بك عمي.

تشكل على وجهه ابتسامة صغيرة للوهلة الأولى التي تراها تحتب وجهه الجامد على الدوام، رادفا بود بعدما قبل جبهتها:

-مرحب بك عزيزتي، كيف حالك اليوم؟

لاحت عبارات الدهشة فوق قسماتها من فعلته الغريبة عليها كليا، إلا إنها أجابته بابتسامة مهزوزة بعض الشيء مرددة:

-بخير.

حافظ على ابتسامته الودودة ظاهريا، على الرغم من هدوئها إلا أنها لم تسترِح إليها نهائيا، تبع ذلك تكلمه بنبرة رخيمة، و هو يشير لها تجاه الكرسي بجانبه:

-إجلسي إذا لكي أتحدث إليكِ بأريحية.

دون اعتراض او تفكير، استجابت لطلبه و جلست على الكرسي، إلا أن عقلها لم يتوقف عن التفكير عن ماهية الشيء الذي يريد التحدث به معها، و وسط ذلك الخضم من أفكارها المتكاثرة، تكلم بصوت جاد مجيبا إياها على التساؤلات المتكتلة برأسها:

-والدك قبل وفاته قد أوصاني عليكِ، و طلب مني أن اعتني بك إذا أصابه أي مكروه أو فارق الحياة، و أوصاني وصية لم استطع مخالفتها، أو الإعتراض على رغبته فيها، و قمت أنا بإعطائه وعدا أن أنفذها له، و لزاما علي أن أنفذها لكي يكون مرتاحا في نومته.

ازدردت ريقا مريرا كالعلقم، يحمل كل الحزن الممزوج بالرهبة التي لا تدري لم تختلجها الشعور بها، و لكن مجرد التحديق به و التحدث معه، يشعر قلبها بالهلع، تماسكت لكي لا تظهر عليها ربكتها، و هزت رأسها بتفهم و سألته بغرابة، فعلى حد علمها والدها لم يكن يجمعه بشقيقه علاقة طيبة، و ما تيقنه أنهما و كان كثيري الشجار سويا:

-وصية عن ماذا؟

حدجها بنظرة غامضة مبهمة، يخفي خلفها الهبث البالغ الدفين بداخله، ثم جاوبها بجمود ثابت، بكلمات منمقة و مرتبة ترتيبا مبهر و مسبق، لتخرج من فيهه كما لو كانت حقيقة حتمية:

-مايكل قلبه كان شاعرا بأنه على شفا الموت، و كان خائفا من تركك بمفردك دون رجل تستندين عليه، لذا قد أوصاني أنه إذا حدث له شيئا أزوجك لماسيمو.

توسعت فاهها بصدمة عارمة، غير مصدقة ما وقع على مسامعها، و برقت عينيها بقوة، مع تضاعف وجيب قلبها في خفقانه مما جعلها ينتابها شعور بأنه سيخرج من موضعه، و ما زاد من حالة الهلع التي شعرت بها ولوج والدتها الحجرة بشكل مباغت، صادحة بصوتها بنبرة صوت مرتفعه، باستنكار لما تفوه به الآخر من كلمات لا تُعقل:

-ماذا تقول أنت نوح؟

التفا كل منهما إلى مصدر مجيء صوت "صوفيا" المتحفز، ليراها الاثنان واقفة أمام عتبة باب المكتب، و نظراتها محفوفة ينيران الغضب، تتطاير بقوة من مقلتيها، وثبت "استريد" عن جلستها، و هي لا تدري أتتحامى في والدتها، كما كانت تتحامى في والدها، أم ستخذلها و تتخلى عنها كعادتها على الدوام عندما تلجأ إليها، أفاقها من زوبعة تفكيرها و التشتت الهائل الذي أصاب رأسها و اعترى ملامحها، صوت "نوح" الذي ما يزال جالسا بمنتهى الأريحية و الثقة و الغطرسة اللعينة، واضعا ساقا فوق الأخر، رادفا بجمود:

-الذي استمعت إليه صوفيا هو ما قلته.

سارت نحوه بخطوات تتآكل بالأرض من غضبها البالغ المنعكس على حدقتيها البارقتين، و توقفت أمامه و قالت بندية بحته:

-و من الذي سيوافق على هذا الهراء إذا؟

انزل ساقه عن الآخرى بتريث، ثم نهض عن كرسيه و عدل من سترته و هو ينظر بداخل حدقتيها، ثم هدر بفحيح بكلمات تحمل معنى مقصود:

-لا أحتاج لموافقة أحد، و انتي تعلمين ذلك جيدا.

اعترى السخط ملامحها و سائر تعبيراتها، و دمدمت برفض قاطع و استهجان بالغ:

-هذه ابنتي أنا نوح، و يستحيل أن أوافق على ذلك الهزى و أقوم بتزويجها لأبنك.

عند ذلك الحد و لم تتحمل "استريد" هول الموقف، من صراخ "صوفيا" و هيئة عمها المليئة بالشر و الباعثة على الإرتعاد، و التي لطالما دفعت بسهولة الخوف بداخل قلبها، و آخيرا تلك الوصية الواهية التي أبلغها بها الآخر، لينتابها دوار رهيبة برأسها، مع دقات قلبها الهادرة، غبش الرؤية أمامها و شوشها، مما جعل الرؤية تختفي من أمام مرمى بصرها مع صوتاهما اللذين ابتعدا عن سمعها، و لم تشعر وقتها سوى بضباب سحبها في غياهبه.

كان موشكا على الرد على كلماتها، و لكن حال دون ذلك ارتطام جسد "استريد" بالأرض بجوارهما، مغشية عليها، تنهد هو بصبر نافذ، و حدجها بكراهية متعاظمة، و هو يتوجه نحو ابنة أخية الممدة أرضا، و انحنى بجذعه حاملا إياها، ثم سار بها ذاهبا صوب غرفتها، بينما ظلت "صوفيا" مكانها لم تحرك ساكنا، لم تهتز بها شعرة، و كأنها مجردة من كافة المشاعر الإنسانية، ظلت موضعها تتلاحق أنفاسها بوتيرة سريعة من فرط عصبيتها المكبوتة، و التي إن حررتها مؤكدا ستحرق الأخضر واليابس.

واقفين بخارج غرفة "أستريد" يعتلي ملامحها الشراسة و العدائية، رفعت يدها مشيرها بإصبعها في وجهها، و هي تخبره بخفوت لكيلا يستمع الطبيب الذي يفحص ابنتها بداخل الغرفة، و الذي قامت العاملة بإحصارة، لعدم مقدرة أي من الموجودين في إفاقة "أستريد":

-انسي يا نوح إني أوافق أن تتزوج ابنتي بماسيمو.

التف حادجا إياها بنظرة من طرف عينيه، و عقب على ما قالته ببرود عارم، بكلمات تحمل تهديدا صريحا رادفا:

-و أنا موافق، لكن حينها سأخبر أستريد أنك من قتلتي مايكل.


فرت الدماء من فوق وجهها، و انتابها شعور اكتسحها كما لو أن الأرض تميد بها، إلا أنها اصطنعت الثبات المتزعزع بداخلها، و هي تعلق باستخفاف:

-و ما هو دليلك الذي يثبت صحة ذلك.

انفرج جانب شفتيه بابتسامة تحمل هيئة شيطانية، و أخبرها بصوت هامس بالقرب من أذنها قاصدا تدمير ثباتها و كامل خلاياها العصبية:

-الدليل بحوذتي صوت وصورة صوفيا.

شعور بالغ بالرهبة و الإلتياع دب في في سائر أوصالها، مما قاله، فقد الجم لسانها، بل سائر جسدها شعرت انه شل للحظة، و هي ترمقة بنظرة مشدوهة غير مستوعبة، لم تتخيل نهائيا أن يخدعها و يقم بتسجيل الأمر خفية، بينما انشق ثغره هو بابتسامة تحمل الإستخفاف على ما ظهر على محياها نتيجة لما قاله، و غمغم مستفسرا بما يعلم الرد عليه مسبقا:

-ما رأيك إذا، الزواج الخميس المقبل، أم أخبر أستريد بحقيقة موت مايكل؟

ارتسم فوق ثغره ابتسامة انتصار، تبعها هندامه لسترته متهيئا للمغادرة ثم أخبرها بجمود برد نيابة عنها:

-أنا أرى أن تخبري أستريد أن الزواج سيتم الخميس القادم، و تتجهز لانتقالها بالقصر عندي.

ترك المكان مغادرا إياه، و نظر انتصار ممزوجة بالإعتداد رمقها بها قبل مغادرته، بينما هي ما تزال متوقفة موضعها واقفة محلها هيئتها شاردة زائغة، الصدمة متمكنة من كيانها ككل.

ما الذي ستفعله الآن حيال تلك الكارثة، هل تنصاع لرغبته في إتمام تلك الزيجة، و التي ستكلفها ثروة زوجها الراحل كاملة، و التي حاربت لسنوات طوال لأجل الحصول عليها، أم تعترض بضراوة و حينها ستفتضح و سيعلم الجميع بقتلها ل"مايكل"، مما سيؤول بها للزح بها في السجن.

يُتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي