الفصل الثالث الرابع الخامس هل يستحقون المال؟ غير مسموح لك بالكلام اعتياد غريب

الفصل الثالث
تحول الرئيس المخيف "هل يستحقون المال؟"
لبرهة كان الوضع محرجا جدا، لم تعر "سو موكسي" الأمر الكثير من الاهتمام ناهيك عن دحض أي شيء. ذهبت مباشرة إلى المرأة التي ربتها وقالت بلهجة ونبرة صوت قوية غير قابلة للنقاش "احضري البطاقة"
طوال كل تلك السنوات التي عاشوها مع بعض، كانت هذه أول مرة يرو فيها جانبها المستبد و المتغطرس.
هي لم تقل أنها ستكون مطيعة كل تلك السنوات، لكنها لم تطلب شيئا ابدا، لهذا رغم انها تبدو آمرة الآن إلا أن هذا لا يكفي لجعلهم ينفذوا كلامها.
أومضت أعين والديها وبالكاد استطاعا أن يقولا شيئًا حتى فتحت جيانغ روين يدها وأوقفتها "هذا المال لوالدي، لماذا علي أن أعطيه لك؟! وعدني بانه سيعطيني بعضا منه من اجل تعلم الرقص. الم يقل ذلك الرجل انك ابنته التي يبحث عنها منذ زمن طويل!؟ اذهبي إليه إذن!" كانت الجملة الأخيرة للسخرية من "سو موكسي"، حيث ظنت أن الرجل الغني طردها.
هزت "سو موكسي" شفتها بسخرية قائلة "المال لوالديك؟! هل يستحقونه؟!"
بطبيعة الحال فإن جيانغ روين تعرف كيف انضمت "سو موكسي" للمنزل منذ عشر سنوات، لكن ماذا في ذلك؟!
الأموال التي استلموها، هل يمكن أن يعيدوها لأي سبب من الأسباب؟
موقفها من المال واضح، لقد وعدها والديها بإعطائها البعض منه، "لا يهم، المال ملكنا الآن ولا يمكنك أن تأخذيه منا"
نظرت "سو موكسي" إلى الزوجين الواقفين خلف جيانغ روين ببرود "يبدو أنك لا تريدين التعامل بلطف بعد الآن، هل تريدين أن أذكرك كيف أتيت إلى هذا المنزل؟"
ما الذي حدث في ذلك الوقت؟ ما الذي تريدها أن تتذكره؟ حتى لو مرت عشر سنوات، فلا زالت ذاكرتهم جيدة من أجل استرجاع ما حدث.
تستطيع تذكر كل شيء، كل ما بدر منهم جميعا. لقد عاشت هناك عشر سنوات كاملة، ألم تعش هناك لحظة سلام واحدة معهم؟ لقد كانت في الخامسة من عمرها فقط… كيف لها أن تتذكر معاملة الزوجين!
انهم ينظرون إليها الآن بعيون مليئة بالخوف، انهم يحبون المال ويقدسون الحياة.
ليس من السهل التعامل مع الرجل الذي يقول أنه والدها البيولوجي، ناهيك عن العائلة كلها. لقد شعرالرجل الذي رباها بالخوف كلما فكر في ذلك الوجه المتغطرس والغاضب.
اخذ البطاقة من الأم بالتبني واتجه نحو "سو موكسي" وقال بطريقة لبقة لم يسبق لها مثيل "الأمر ليس فقط أموال، سأعطيها لك، فأنت فرد من العائلة أيضا منذ اكثر من عشر سنوات؛ رغم أن معاملتك في العائلة ليست كأختك لكننا لم نعاملك بالسوء أيضا! أليس كذلك؟ احتفظي بالبطاقة ولننسى الماضي".
نظرت الأم إلى البطاقة وكأن جزء من جسدها قد قطع لكنها لم تتلفظ بكلمة واحدة.
حين أوشك الأب على إعطاء البطاقة لـ"سو موكسي"، انطلقت جيانغ روين إلى الأمام ومدت يدها من أجل استلام البطاقة وهي تصرخ "لا، أنا لا أوافق" و نتيجة لذلك دفعها والدها بلا رحمة. رغم أنهم ليسوا أباء مثاليين لـ"سو موكسي" إلا انهم يكنون لها بعض المشاعر أيضا.
خافت جيانغ روين ألا تنال المال من أجل صفوف الرقص. منذ الطفولة، لم تستطع أن تقول أي كلمة سيئة لأختها. لكن الآن بما أن والدها قام بدفعها وسقطت على الأرض فهي جد غاضبة.
قبل أن تستعيد رشدها، خاطبها والدها بغضب شديد "انا صاحب القرار النهائي ولا أريد اي اعتراض. و ان كنت تريدين عكس ذلك اخرجي من هذا المنزل الآن!"


الفصل الرابع
تحول الرئيس المخيف "غير مسموح لك بالكلام"
اخرسي "لاو تسو"!
نظرت جيانغ روين غير مصدقة "أبي!" وهي البنت التي لم تعامل من قبل قط بقسوة. جعلها صراخ والدها تتراجع عما كانت ستقوله.
انفجرت الأم بعد أن رأت منظر ابنتها المثير للشفقة وبعد أن بقيت صامتة لفترة "ما الذي فعلته ابنتي؟! ما سبب غضبك منها؟!" ثم نظرت إلى "سو موكسي" باستياء وقالت "هل أنت راضية الآن؟! خذي المال واذهبي، لا نريد رؤيتك هنا مجددا!"
طوت "سو موكسي" الورقة بين أصابعها وقالت في عبوس "ما الذي يمكن فعله، لقد أبلغت بالفعل عن يوم الحادثة. ربما سيأتي شخص ما من أجل التحقيق في الأيام القليلة القادمة. لا يسعني إلا الإدلاء بشهادتي… بما أنكم لا تريدون رؤيتي مجددا سأذهب في طريقي واسجل البيان"
ثم أكملت "إنه أمر مزعج!" أثناء خروجها متجاهلة الزوجين اللذان شحب وجههما. بمجرد أن خرجت سمعت صراخ الوالد وتأنيب الأم، لم تهتم كثيرا لأنها قالت ما قالته من اجل تخويفهم فقط. صعدت "سو موكسي" إلى السيارة وانطلقت.
بعد مغادرتها، تقدمت سيارة سوداء من نوع May Bach توقفت في نفس المكان. "أيها الرئيس، هذا هو"
كان المساعد والسائق محترمين جدًا، نظروا في رهبة إلى الرجل في المقعد الخلفي عبر مرآة الرؤية الخلفية في السيارة. كان الرجل يرتدي نظارات بحواف ذهبية ونظرته الحادة بادية في عينيه. عدل ربطة عنقه وهندامه بتركيز شديد…
عندما لاحظ المساعد نيته في النزول من السيارة، ترجل من السيارة مسرعا و فتح الباب له. نزل الرجل بكل أناقته من السيارة وهو يرتدي البدلة الزرقاء التي أكملت مظهره المثالي واستقامته الشامخة. كان ذا حضور ساحق حيث لم يستطع المساعد أن يرفع رأسه وهو بجانبه، بل كان يتنفس بصعوبة كبيرة.
خفض المساعد راسه وأشار إلى البيت الذي زارته" سو موكسي" منذ قليل ثم قال باحترام "هذا هو المنزل، هل تريد رؤيته بنفسك أيها الرئيس؟"
نظر "بي كسينيو" إلى الأرجاء، أراد أن يعرف أين عاشت كل هذه السنوات لكنه توقف فجأة "اللقاء مجددا، هل تستطيع تذكر نفسها؟ ما الذي علي قوله بعد اللقاء؟"
لقد كان هادئا في المركز التجاري، لكنه الآن متردد و غير متأكد. بعد لحظات قال "اذهب واستفسر عن الوضع"
بعد سماع الأوامر، سار المساعد ذهابا وإيابا. بعد خمس دقائق رجع قائلا "أيها الرئيس، لقد تم اصطحاب السيدة الصغيرة سو في الصباح وتم إرجاعها في المساء وبقيت هناك ما يقل عن نصف ساعة"
'تم اصطحابها بالفعل؟" لسبب ما شعر "بي كسينيو" بنوع من الراحة ثم قال "لنذهب!"
بعد عودتها إلى الفندق، استخدمت "سو موكسي" هاتفها من أجل مسح آثار عودتها من كاميرات المراقبة. في الوقت المناسب، جاء مساعد السيد "سو كينغ شنغ" للغرفة ومعه مربية في الخمسينيات من عمرها تحمل علبة هدية حد رقيقة بين يديها وداخل العلبة تنورة باللون الوردي.

الفصل الخامس
"اعتياد غريب"
"سيدتي، هذا ما طلب منا السيد سو تحضيره. يمكنك تجربته، اذا لم يعجبك فقط اخبريني و سوف أحضر أحدًا لتغييره"
"سو موكسي" التي لم ترتدي اللون الوردي منذ سن الخامسة، فما بالك إذا كانت تنورة…
أرادت أن ترفض، لكنها لم تفرط بمشاعر السيد "سو كينغ شنغ" اللطيفة. أنزلت "سو موكسي" عينيها والقت نظرة على التنورة ذات اللون الوردي؛ تنهدت بقوة ثم قالت "اتركها الآن، أجربها لاحقًا"
غادر كل من المساعد و المربية الغرفة و قبل أن يخرج استدار وقال بتردد وصوت غير متأكد "لماذا أحس أن السيدة الصغيرة غير سعيدة! هل يمكن أن تكون السيدة لا تحب الفساتين والتنانير؟"
ضحكت المربية التي كانت تتبع خطواته و سمعت ما قاله، ثم إجابته "هل ذلك معقول!؟ كيف يمكن لفتاة إلا تحب الفساتين والتنانير؟!"
"حقا!" تمتم المساعد وهو حيرة" هل أنا أفرط في التفكير!"
خلال ذلك الوقت، كانت "سو موكسي" في الغرفة تعاني من صداع شديد وهي تنظر إلى التنورة.
لطالما أحبت التنانير في صغرها، لكن بعد اعتيادها على السراويل في البيت الآخر لم تستطع الاعتياد على التنورة الآن.
تنهدت "سو موكسي" بلطف ثم أخذت التنورة بين يديها وواجهت المرآة، خالجها شعور غريب؛ كأن هذه التنورة مألوفة بشكل غريب.
فكرت في شيء ما، تفقدت العلامة على ظهر التنورة… إنها أحدث طراز للعلامة التجارية الفاخرة الشهيرة D&R لهذا الموسم، كما أن اسم المصمم عليها.
صدمت "سو موكسي" من رؤية "Liya" ملفوفة في إطار ذهبي في الأعلى. لا عجب أن ذلك الوجه مألوف، أليست تلك مسودة التصميم التي قدمتها شركة D&R منذ زمن قريب؟
مع ذلك، فإن الشركة تستحق أن تكون شركة فاخرة للغاية، و من الصعب حقا اختيار الأقمشة والصناعة.
ارتداء ملابس من تصميمك الخاص…هذا شيء رائع للغاية. بالنسبة للتنانير التي صممتها من قبل فلابد أن الشركة قد أرسلت لها تنورة من كل تصميم بعد إنتاجها إلا أن التنانير لم تصل أبدا.
يتم إرسال جميع الطرود السريعة إلى مستودع صغير تملكه في كيوتو، لابد من أنه امتلئ بالطرود.
غدا سأذهب إلى كيوتو، لا أعرف اذا ستكون مفاجأة أو صدمة لشخص ما.
القت "سو موكسي" تنورتها باهظة الثمن على السرير وهي ذاهبة إلى الحمام، تمسك هاتفها لترسل رسالة "تنورة فاخرة مثيرة للاشمئزاز…أنا آسفة! أنا لا استحق…
في اليوم الموالي، نهضت "سو موكسي" كالمعتاد، كانت السماء مشرقة. بعد الاغتسال، خرجت من الحمام ولاحظت التنورة على الأريكة. تذكرت أنها نسيت تجربتها الليلة الماضية، حملت التنورة واستدارت مجددا نحو غرفة النوم.
بعد بضع دقائق…
نظرت "سو موكسي" إلى نفسها في المرآة، فأصابها الذهول؛ لقد انبهرت بشكلها وهي ترتدي تلك التنورة.
كما لو أن الإنسانة الموجودة في ذاكرتها قد ظهرت سعيدة وابتسمت ابتسامة جميلة و هي حد راضية وفخورة.
على مر السنين، رغم أنها في "رونغشنغ" إلا أنها تراقب كل ما يحصل في كيوتو خاصة عائلة سو و مستجداتهم، فقد علمت بوفاة أمها.المرأة التي تعامل الجميع بحنان، والدتها قد رحلت للأبد.
لا أعرف ما الذي افكر به، عند سماع طرق الباب أبعدت غضبها وخرجت من غرفة النوم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي