الفصل التاسع و العاشر العودة الى منزل سو الجزء الثاني و الثالث

الفصل التاسع
العودة إلى منزل سو (الجزء الثاني)
سمعت أن الفتاة نشأت في حي فقير، إذا أنا لست متأكدة من خلفيتها و طريقة نشأتها. لقد انفصلت عنا لسنوات كثيرة؛ إذا فقد الإنسان شيئا فقد يفقده للأبد. ما الذي سيحصل لعائلة سو؟ لا يوجد لها وريث!"
إلى جانب ذلك، فتاة سوقية مثلها، حتى لو ورثت كل شيء هل تستطيع الاعتناء بالعائلة و القيام بكل المهام؟"
عند سماع ذلك توقف "سو كينغ شنغ" و ابنته لفترة و لم يستطيعا القيام بأي حركة. اكتشفت "سو موكسي" الوضع الحالي للعائلة. وقد أخبرتها "سو يوكسين" خلال لقائهما ببعض التفاصيل، لذا يمكنها تخمين اسم المتحدث بسهولة.
في الفترة التي ضاعت فيها "سو موكسي"، سافر "سو كينغ شنغ" وزوجته أرجاء العالم للبحث عنها أين سقطت مجموعة شركات سو في يد شقيقه "سو كينغ زوو"؛ هو فتى جاهل مغرور. خلال سنوات قليلة كاد أن يفلس الشركات و يضيع شقاء سنوات من الاجتهاد.
لتفادي إفلاس وتدمير اسم عائلة سو، ما كان على "سو كينغ شنغ" إلا الالتفات إلى عمله تأجيل عملية البحث عن "سو موكسي" في ذلك الوقت.
رغم ذلك، كان قد فات الأوان بالفعل. فقد تم رهن منزل سو منذ فترة طويلة. وانتقلت عائلة سو المشردة من منزلهم القديم إلى هذه الفيلا التي اشتراها "سو كينغ شنغ" عند زواجه.
من يمكن أن يتحدث بهذه الطريقة اللئيمة والمليئة بالازدراء غير زوجة "سو كينغ زوو"؟
حتى لو لم تستطع "سو موكسي" رؤية تعابير وجهها إلا أنه من السهل تخيل مدى ازدراء وجهها وهي تقول تلك الكلمات.
اه! تأكلين الأرز اللين طوال هذه السنوات و لازالت تشعرين بالاستعلاء؟ رددت "سو موكسي" في داخلها.
تجمدت عيون "سو موكسي" ولم تستطع تحريك قدمها خطوة للأمام، قبل أن تفعل ذلك تدخل "سو كينغ شنغ" الذي كان في الخلف قائلا "اه! أخي الأصغر و زوجة أخي هما حقا شخصيات كبيرة ويهتمان بشؤون عائلة سو. ما هو وضع شؤون العائلة؟ حان دوركم من أجل إبداء رأيكم! فقط تذكروا لولا وجودي لكنتم لا شيء منذ زمن طويل". انهزم الأخ الأصغر أمام كلماته. ثم اكمل "سو كينغ شنغ" حديثه " وكيف لكم أن تتناقشوا في أمر الإرث والوريث؟!"
لم تكن كلمات "سو كينغ شنغ" لطيفة أبدا. شحبت وجوههم وأصبح منظر "سو كينغ زوو" قبيحا للغاية.
"حسنا، لا تضف أي كلمة أخرى" وضعت السيدة "سو" عكازيها على الأرض بتعبير هادئ وقالت بنفاذ صبر "هل تنتظر من السيدة العجوز القيام من أجل الترحيب بها؟"
لطالما ساعدت الجدة عائلة الفتاة الثانية، عند رؤية موقفها و سماع نبرتها اتجاه "سو موكسي"، في هذه اللحظة، شعر "سو كينغ شنغ" بقشعريرة في كامل جسده.
"لست مضطرة لذلك يا جدتي، جسدك ثمين، لماذا تتعبين أرجلك؟ ليطل الله في عمرك!" قالت "سو يوكسين" ثم توجهت كل من "سو يوكسين" و "سو موكسي" ودخلتا بين ذراعيها.
بعد الانتهاء من الحديث وبغض النظر عما إذا كان وجه "السيدة العجوز" سعيدا أم لا، سحبت "سو موكسي" لكي تجلس جانبها ثم وضعت صحنا به كعك أمامها كما لو كانت تقدم لها كنز.
"أختي، هل أنت جائعة بعد ركوب الطائرة لفترة طويلة. تعالي جربي هذا، إنه لذيذ جدا"
"أوه! إنه حقا سيئ" ردت "موكسي" بعد تذوقه.
تنهدت الجدة بغضب "كما هو متوقع! إنها فتاة وقحة سوقية. فهي لا تملك أدنى إحترام لتقدمه للكبار عند التحدث معهم. هي حقا تفتقر للتربية"
نظر "سو كينغ شنغ" إلى الفتاتين بعطف وخاطب والدته "أمي أرجوك! انتبهي لكلامك" ثم أضاف بلهجة صارمة "سو موكسي' تكون ابنتي، أي حفيدتك، ما خطبك يا أمي؟! هل أنت جدة قاسية!؟ أنت كبيرة العائلة، فماذا عن تربية حفيدتك بدل توبيخها!؟"


الفصل العاشر
العودة إلى منزل سو (الجزء الثالث)
"أنت… بالعكس، بالعكس" شعرت السيدة العجوز بالارتباك لدرجة أنها وضعت يدها على صدرها كما لو كانت تعاني من نوبة قلبية.
"أخي، لماذا تخاطب أمي بهذه الطريقة ؟" ربت "سو كينغ زوو" على ظهر السيدة العجوز وهو يجلس بجانبها يتظاهر بالقلق عليها. ثم اتهم أخاه "سو كينغ شنغ" قائلا "أنت تعرف أن أمي ليست بصحة جيدة، كيف تخاطبها هكذا. ما الذي تريد فعله؟"
أكملت زوجة "سو كينغ زوو"، السيدة "هي يو وي"، بلهجة ساخرة "هاه! لا داعي أن تسأل! أعتقد أننا لطالما كنا و سنظل غرباء بالنسبة للابن الأكبر. بالنسبة له، فقط الأقرباء من جهة أختي في القانون هم أقربائه، إذن ما نحن بالنسبة له؟"
"عمتي، ألا يؤنبك ضميرك وأنت تقولين هكذا!؟" كانت "سو يوكسين" مدركة لوقاحتها مضيفة "خلال هذه السنوات، أبي من اعتنى بالشركة. لطالما غادر في وقت مبكر و عاد في وقت متأخر. فقط بسببه انتم تعيشون و تتمتعون بالطعام واللباس. لو لم يكن يعتبركم عائلته، هل كنتم ستنعمون بهذه الحياة الكريمة؟"
رغم وقاحة "يوكسين"، إلا أن "هي يو وي" شعرت بالإحراج الشديد قائلة "عندما يتحدث الكبار، يجب على الصغار أن ينصتوا دون أن ينطقوا بكلمة"
تستعملين العمر كذريعة من أجل قمع الناس، هاه… ضحكت "سو موكسي" وهي تفكر في الامر.
قطع صوت ضحكتها الناعم الأجواء المتوترة. سألتها "هي يو وي" وهي منزعجة جدا من تصرفها "على ماذا تضحكين أيتها الفتاة الوقحة؟!"
رغم ذلك إلا أن "سو موكسي" لم تعرها أي اهتمام بل وجهت نظرها إلى "سو يوكسين" قائلة "ألم تقولي أنك أعددت هدية لي؟ لما لا تأخذيني من أجل رؤيتها!"
توهجت عينا "سو يوكسين" واستجابت بسرعة بعد أن فهمت أن "موكسي" لا تريد التواجد معهم أكثر، لذلك لم تطل الانتظار عند سماعها كلام "سو موكسي" و ردت "لقد كنت أحضر لاستقبالك منذ أيام، ستحبين ذلك؛ أنا متأكدة"
بعد قول ذلك، سحبت "سو يوكسين" يد "سو موكسي" إلى الدرج من أجل الصعود إلى الغرفة. إلا أن السيدة العجوز أومأت برأسها إلى ابنتها في القانون "هي يو وي" التي كانت بجانب الدرج مباشرة، أوقفتهم وهي مستمتعة. ثم وصل صوت "السيدة العجوز" التي كانت في الخلف و هي غاضبة "هل سمحت لكما بالذهاب؟"
عند سماع ذلك، عضت "سو موكسي" شفتها و رفعت حاجبها مجيبة "عندما يتحدث الكبار، يفترض بنا نحن الصغار أن نسكت، أليس كذلك؟ فما الذي سنفعله هنا معكم؟"
لم تفكر "هي يو وي" أن "سو موكسي" ستستعمل كلماتها ضدها. لم تعرف ما الذي عليها أن تفعله أو تقوله لفترة. حتى أنها أذهلت "السيدة العجوز" و "سو كينغ زوو".
"ألم يكن من المفترض أن هذه الفتاة تعاني من طيف التوحد و يصعب عليها قول كلمة واحدة طوال اليوم؟"
"لا علاقة لهذا المظهر وردة الفعل هذه بالتوحد ولو من بعيد"
ملأت هذه الأفكار رأس كل من "السيدة العجوز" و "هي يو وي". لم تنتهي صدمتهم حتى اصطحبت "سو يوكسين" أختها "سو موكسي" إلى الغرفة. ابتسم "سو كينغ شنغ" وهو يرى كلتا ابنتيه في الغرفة والباب مغلق. سقط الخوف الذي كان يكبت على قلبه من ألا تتأقلم الفتاتان معا.
لكن…
اختفت الابتسامة وهو ينظر إلى الثلاث عجائز أمامه، ثم حذرهم ببرود "أظن أنه من غير الضروري تذكيركم بأن هذا البيت هو بيتي، و إذا عانت أي من ابنتي بأي شكل من الأشكال فلا تلوموا إلا أنفسكم".
على أي حال، فهم في الأصل مقتنعين أنه يعاملهم كأنهم غرباء. ولا يمكنهم لومه على التفكير في الماضي!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي