الفصل السادس، السابع و الثامن لديك اخت لقد وعدتني بالزواج عندما نكبر العودة الى منزل سو

الفصل السادس
لديك أخت
لقد كان "سو كينغ شنغ" ومساعده من طرقا الباب. عند فتح الباب رأى الاثنان "سو موكسي" في كامل أناقتها. تفاجأ المساعد من المنظر وأيقن منذ الوهلة الأولى أنها الابنة الحقيقية حتى بدون اختبار الأبوة، فهي نسخة طبق الأصل عن والدتها. خاصة طريقتها في اختيار الملابس، لقد عمل المساعد مع السيد "سو كينغ شنغ" منذ سنوات عديدة وهو يعرف كل فرد من عائلة سو حق المعرفة. أما بالنسبة للسيد "سو" فقط ذهل مما رآه؛ تطابق تام بين السيدة سو وابنتها. لولا برودة دم "سو موكسي" على عكس والدتها لظن أن السيدة سو قد عادت إلى الحياة. بقي في صدمة لمدة طويلة ثم تدخل المساعد من أجل تذكيره بموعد الرحلة.
تم حجز تذاكر الرحلة التي ستكون تمام الساعة التاسعة. بعد وجبة فطور سريعة، ذهب الجميع معا إلى المطار. كانوا جميعا في الدرجة الأولى؛ لم يكن هناك الكثير من المسافرين على متن الطائرة خاصة في الدرجة الأولى.
جلست "سو موكسي" على المقعد وأخذت هاتفها، تفقدت بريدها الإلكتروني وردت على بعض الرسائل هناك. بعد الانتهاء، أطفأت هاتفها وأعادت وضعه في جيبها.
سعل "سو كينغ شنغ" بصعوبة قائلا " أمضيت كل السنوات التي أعقبت اختفائك بالبحث عليك أنا وأمك، بحثنا في كل مكان وحول العالم. خلال ذلك، وفي مدينة صغيرة تمكنا من إنقاذ فتاة صغيرة في عمرك من مجموعة متاجرة بالبشر، لم يستطع نظام التسجيل العثور على أي من معلوماتها لذلك أخذتها إلى المنزل. ناقشت الأمر مع والدتك ولم تعارض، ربما يمكنها سد الفراغ الذي حصل بعد غيابك. على مر السنين، لم تسبب لنا أي مشكلة، أتمنى أن تتعايشان بشكل جيد وأن تكونا رفقة لبعضكما لأنني عادة ما أكون مشغول.
سمعت "سو موكسي" أنهم تبنوا طفلة لكنها لم تتوقع منه أن يخبرها ذلك بكل هدوء. رغم أنها لا تعرف الفتاة إلا أنه بالنظر إلى الراحة التي تكلم بها والدها عنها فهي حتما ليست سيئة. عند العودة إلى منزل السيد "سو" فهو بالتأكيد الوقت المناسب من اجل رفقة جيدة، بالطبع كانت "سو موكسي" الشخص المناسب لذلك.
بالتفكير في ذلك، خفضت "سو موكسي" رأسها وأومأت بطاعة. فرح "سو كينغ شنغ" وتنفس الصعداء لأنها لم تعارض. مد يده ومسح على رأسها بلطف وحنان كبيران، إلا أنه كان هناك قلق واضح في عينيه.
قال "لدى والدك عمل مهم لينجزه قريبا، سأسافر إلى الخارج لمدة نصف شهر. أيضا ستبدأ الدراسة قريبا، لذلك قمت بالفعل بمراسلة المدرسة. وسيأخذك العم المساعد إلى هناك، اذا واجهت أي صعوبات أو مشاكل اتصلي بي" ثم أخرج "سو كينغ شنغ" هاتفه وتبادل أرقام الهاتف مع "سو موكسي"، ثم شرح لها بعض الأشياء بينما كانت "سو موكسي" جد منتبهة وتومئ برأسها. فجأة قطع حديثهما السلس و الجو اللطيف صوت خافت.

الفصل السابع
لقد وعدتني بالزواج عندما نكبر
بعد مغادرته بالسيارة ليلة البارحة، ذهب "بي كسينيو" مباشرة إلى الفندق.
"رونغشنغ" ليست مناسبة لبناء مطار خاص، فحتى مع ثروة كلتا العائلتين "سو" و "بي" لم يستطيعا اخذ طائرة خاصة من أجل العودة إلى كيوتو، وإلا لكانا قاما بذلك منذ مدة طويلة. هناك رحلة واحدة من "رونغشنغ" إلى "كيوتو" في اليوم.
صادف والتقى "بي كسينيو" مع مساعد السيد "سو كينغ شنغ" الذي جاء من مكتب تسجيل الوصول عند الصعود إلى الطائرة. تربط عائلة "سو" وعائلة "بي" صداقة طويلة لهذا فهم يعرفون بعضهما حق المعرفة وقد خمن "بي كسينيو" منذ مدة أنهم سيأخذون هذه الرحلة لهذا لم يفاجأ برؤيتهم.
ألقى "بي كسينيو" السلام ثم سأل المساعد عن مقعد السيد "سو كينغ شنغ"، ذهب مباشرة إلى مقصورة الدرجة الأولى بعد ذلك.
كان المقعد بعيدا عن باب المقطورة، مشى بضع خطوات ثم وجد السيد "سو كينغ شنغ" بعد سماع صوته.
مشى باتجاهه ثم خاطبه بصوت منخفض "عمي سو!"
كان السيد "سو" يتحدث إلى "سو موكسي" وعند سماع الصوت استدار. عند رؤيته تفاجأ قليلا، ثم ابتسم ابتسامة عريضة قائلا "كسينيو، يا للمصادفة! أنت في "رونغشنغ" أيضا"
رد "بي كسينيو" بثبات "جئت إلى هنا لأقوم بشيء ما" بدون أن يشعر بأي ذنب وهو ينظر إلى عيني السيد سو وهي مليئة بالتساؤلات. ثم لمح الفتاة الجالسة في المقعد الآخر وهي تنظر إليه.
لاحظ أن الفتاة لم تبالي أبدًا، ولم تكن في نظراتها الجميلة والمشرقة أي عاطفة. لم يستطع "بي كسينيو" إلا أن يتنهد من الحسرة، كيف لا وهي لا تتذكر أي شيء.
نظر السيد "سو كينغ شنغ" إلى الإثنين ثم بادر بتقديم 'بي كسينيو' قائلا "موكسي، هذا 'بي كسينيو'، وريث مجموعة بي. لقد كنتما صديقين تلعبان معا في صغركما"
بمجرد أن أنهى كلامه، خاطبها "بي كسينيو" مازحا "نعم! في ذلك الوقت قلت انك تريدين الزواج مني عندما نكبر"
"اه!" تفاجأت "سو موكسي" بلا مبالاة، لكن الجملة لم تؤثر و لو قليلا عليها حتى أن تعابير وجهها لم تتغير. لقد مضى وقت طويل، نسيت الأمر تماما. ماذا بعد، "تونغ يان ووجي"، من المفترض أن السيد "بي" يمزح. هل هذا صحيح؟"
على الرغم من أن موقفها صارم وغير مبال إلا أن "بي كسينيو" استطاع أن يحس نبرة الغضب في صوتها.
"هل من المفترض أن تكون مزحة!" كان "بي كسينيو" على وشك أن يقول شيئا ما لكن صوت السيد "سو كينغ شنغ" منعه وهو يقول "أيها الرئيس بي، لا تقل ذلك مجددا. اذا سمعك شخص ما سوف يدمر العلاقة بينكما. إن سمعة العائلة أمر مهم جدا ويجب أن نحافظ عليه".
ظل "بي كسينيو" صامتا بعد ما سمعه، امعن النظر إلى "سو موكسي". إذن الأمر ليس أنها لا تتذكر، ابتسم ابتسامة خفيفة، رغم أنها تكاد لا تظهر إلا أنها نادرة على وجهه العابس منذ أكثر من عشر سنوات.
في تلك الأثناء، سمعوا صوت المضيفة الرقيق داخل المقطورة. كان على "بي كسينيو" أن ينسى كل تساؤلاته ويتظاهر بالرضى، ثم أشار لهم بلطف وجلس في مقعده في الصف الأمامي.
لم يلاحظ "بي كسينيو" البريق في عيني "سو موكسي" عندما استدار إلى مقعده وهي تحدق به خفية.
بعد النزول من الطائرة، تبادلا أطراف الحديث لفترة قصيرة ثم اصطحب السيد "سو كينغ شنغ" ابنته "سو موكسي" إلى السيارة عائدين إلى بيت عائلة سو.
"أيها الرئيس بي، هل…نعود إلى الشركة؟" عند النظر إلى "بي كسينيو" الواقف بلا حركة، لم يستطع المساعد إلا أن يسأل.
عند سماع ذلك، نظر "بي كسينيو" بحدة وقال "لنعد إلى المنزل القديم!"

الفصل الثامن
العودة إلى منزل سو
"العودة إلى المنزل القديم!"
هل ما سمعه صحيح!؟ لم يعد الرئيس إلى المنزل القديم أبدا، لكن اليوم…! هل هذا بسبب السيدة الشابة التي أحضرتها عائلة سو؟
رغم أن للمساعد شكوك داخلية، إلا أنه تمتع بالاحترافية الجيدة ولم يطرح أي سؤال آخر.

تعيش عائلة سو في فيلا فخمة وسط مدينة كيوتو. فقط العائلات الثرية من يمكنها العيش هناك، سعر السكن وحده يكفي لتغطية تكاليف حياة الناس العاديين طول حياتهم.
اشترى "سو كينغ شنغ" هذه الفيلا عند زواجه منذ أكثر من عشرين سنة. لقد عاشت "سو موكسي" هنا طفولتها قبل أن تغادر عائلتها، لهذا هي ليست غريبة عن المكان.
عند وقوفها أمام الباب، والنظر إلى الفيلا الكبيرة التي تفوق مساحتها 1000 متر مربع، استرجعت "سو موكسي" ذكرياتها منذ أكثر من عشر سنوات. تبللت عينيها تدريجيا بالدموع.
شعر والدها بحزنها وربت على كتفها قائلا "ادخلي! سآخذك لرؤية والدتك لاحقا"
عندما سمعت ضجيجهم، وقبل أن يفتح الباب أسرعت فتاة ترتدي فستان باللون الوردي الخروج من غرفة المعيشة قائلة "لقد عاد أبي وأختي!" قطع هذا الصوت الصمت السائد في الأجواء. عندما رأى "سو كينغ شنغ" الفتاة قادمة شعر بالفرح وقال "ابنتي، هذه أختك. هي تتمتع بشخصية مرحة و متسرعة، أظن أنها تكمل شخصيتك الغامضة. لا أعرف إذا كان الأمر سيجري بطريقة جيدة"
ابتسم "سو كينغ شنغ" وفرك شعر رأسه. ركضت الفتاة إليهما بمجرد فتح الباب قائلة "أبي، هذه أختي. أليس كذلك؟ إنها حقا جميلة مثل والدتها" مشت "سو يوكسين" باتجاه "سو موكسي" ومدت يدها من أجل أن تعانقها.
تتمتع "سو يوكسين" بقامة صغيرة، حين وقفت أمام "سو موكسي" التي يبلغ طولها 1.7 متر شعرت كأنها طائر صغير.
شعرت "سو موكسي" التي نادرا ما تعامل معها الأشخاص بهذا الود بخجل شديد واضح على وجهها. قبل أن تعود إلى عائلة سو قامت بتوكيل شخص ما للتحقيق في خلفيات هذه الابنة المتبناة.
لديها شخصية طيبة ونقية، وأهم شيء أن قدومها خفف ألم العائلة.
لذلك رغم أنها المرة الأولى التي يلتقيان فيها، إلا أن "سو موكسي" لم تنزعج من تصرفاتها الودية والحميمية.
"أختي، هل تعبت من الرحلة؟ هل تريدين الذهاب إلى غرفتك من أجل أخذ قسط من الراحة؟ بالمناسبة، يوجد الكثير من الأشخاص يعملون في المنزل، لهذا لا تنزعجي وارتاحي. بعد كل شيء هذا المنزل ينتمي إلى أبينا ونحن عائلة سو" تحدثت "سو يوكسين" طول الطريق و لم تشعر بالغرابة مع "سو موكسي" أبدا.
على الرغم من أن "سو موكسي" بدت غير مبالية إلا أنها لم تنزعج أبدا وكانت ترد أحيانا ببعض الكلمات.
عند مشاهدة هذا المشهد لابنتيه، ابتسم "سو كينغ شنغ" وهو يمشي خلفهم بارتياح.
بناء على ما كونه حول "سو موكسي" خلال اليومين الماضيين، كان من الجيد أنها لم تعزل نفسها عن "سو يوكسين" الثرثارة بدرجة كبيرة.
كان يشعر بالقلق في السابق أنها لن تتقبل "سو يوكسين" كأخت جديدة لها، لكنه تفاجأ بأنهما يتأقلمان بشكل جيد جدا.
"أختي، سيبحث هؤلاء الناس عن المشاكل، لذلك لا تهتمي مهما قالو، فقط تظاهري بأنهم ليسوا موجودين" قالت "سو يوكسين" قبل دخول غرفة المعيشة بلا مبالاة. لقد صعبت الأمر على أولئك الناس مبكرًا.
هذا واضح، قبل دخولهم غرفة المعيشة صدر صوت لئيم من الداخل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي