الفصل الخامس

الفصل الخامس
" ارمله اخي "
بقلم / فاطمه الالفي

فرت هاربه من امامه لتختبئ بغرفتها لينظر هو لطيفها ضاحكا ثم هز راسه بأسي وسار الى حيث غرفته وهو يتمتم : مجنونه البت دي ، عنده حق سند لم وصفها بطفله صغيره .
القي بسترته اعلى الاريكه ثم دلف الى المرحاض لينعش جسده قبل ان يخلد للنوم وبعد ان ارتدى ملابس النوم المريحه ، دثر نفسه بالفراش وقبل ان يغمض عينيه ، اخرج من اسفل وسادته الدفتر الخاص بشقيقه ليقرا كلماته التى تتردد داخله ( صغيرتي مازالت بحاجه لمسك يدي وهى تعبر الطريق ، مازالت طفله بحاجه لمسك يديها لكي تخطى قدما )
""" قدر ليست زوجتي وانما هي طفلتي الصغيره اعاملها برفق كما اعامل دهب الصغيره ، فهي هشه ورقيقه من الداخل ولا اريد ان تتهشم بين يدي الضخمه ، اخشي عليها من بنيه جسدي القوي فعندما اضمها بين ذراعي اكاد ان احطمها بقوتي ولكن هى بلسمي ودوائي عندما يهاجمني الألم ، لم اجد سوا ضمتها الحانيه واناملها الرقيقه التى تمسح على جبهتي برفق وقلبها ينبض بقوه بسبب خوفها وقلقها الدائم علي ، ينبعث من داخل مقلتيها نظرات اشبه بالغريق الذي يتعلق بقشه ،تتعلق بي كالطفل الصغير الذي يتشبث بوالدته ليلا ونهارا ، ترتجف اناملها بين راحتي عندما احاول ان اطمئنها بأنني بخير ولكن هي تشعر بكل ما اتحمله من ألم و تعيش تلك اللحظات المريره معي لحظه بلحظه ، ورغم صغر سنها الا انها المنبع القوي الذي يمد جسدي الهزيل اثر المرض بالقوه ، وابتسامتها الهادئه تنير دربي وتعطيني الطاقه على مسايرة الألم لاتغلب عليه واهزمه هذة المره .
اعلم بها واشعر بخوفها من فقداني ولذلك احاول ان ابتعد عنها من اجل ان تمضى بالحياه بدوني ولكن هى تلك الصغيره العالقه بيدي ولا أستطيع أن اترك يدها ولكن إذا جائني الموت سوف اظل قلقًا على صغيرتي ولا يطمئن قلبي الا عندما تعانق يديها بيديك اخي الحبيب ، هذه وصيتي لك ، طفلتي الان امانه على عاتقك ، كن مطمئنا بانها لم يمسسها أحدا من قبلك ، حافظت عليها بروحي وكياني فهى ابنتي منذ أن فقدت والدها ، كنت لها الاب التى تشتاق له والسند الحامي لها من صعاب الدنيا ، حارسها الامين وظلها الذي لا يغيب عنها ، أحببتها كابنتي وليست كزوجتي ولم تعرف حتى الان بان مشاعري ليست الا مشاعر الاحتياج التى كانت بحاجه اليها ، كانت ابنتي التى لم انجبها واخفيت عليها هذا الأمر خشيتا فى حزنها ، فلا اريد لها أن تحزن وتشعر بأنني اشفق عليها ، فطفلتي رقيقه المشاعر ، تمتلك قلبا ابيضا كنقاء بشرتها وروحها النقيه وتضع كرامتها فى مرتبتها الأولى فى الحياه واذا علمت بحقيقه زواجي منها الا انه لحمايتها ، لا اريد ان اظلمها بهذا الزواج المحكوم عليه بالنهايه قبل ان تبدء البدايه ، فارق السن بيننا كبير جدا ومرضي أيضا الذي يقف حاجزا قويا فى طريقي ولذلك كنت ارفض الزواج ولكن مع قدر فقد كان الوضع مختلف ،اشعر حقا بانها ابنتي وعندما تصعد روحي الى خالقي فسوف تنهار حصونها القويه وتفقد والدها ثانيا ، اريدك ان تكون الحضن الدافئ والسكن الذي يحتويها ويتحمل عثراتها فهي مازالت صغيره '"

تنهد بحرقه ثم أغلق الدفتر ووضعه كما كان ثم اغمض عينيه بارهاق ليذهب فى النوم خلال ثواني معدوده ..

_________
لم يشعر بنفسه الا عندما داعبت اشعه الشمس الدافئه ملامحه الهادئه ليفتح عينيه باتساع ثم نهض من فراشه بفزع ينظر حوله يبحث عن هاتفه ليجد الساعه الان السابعة صباحا ، زفر بهدوء وتوجه الى المرحاض ليستحم ويبدل ثيابه ببذلته الرسميه لكي يذهب الى عمله ومتابعه التحقيق فى القضيه التى تشغل نصف تفكيره ..
بعدما أنتهى من ارتداء ملابسه ونثر عطره التقط متعلاقاته الشخصيه وغادر غرفته ليلتقي بها فى نفس الوقت تغادر غرفتها هى الأخرى ، تطلع إليها ليجدها مرتديه اسدال الصلاه.

-: ابتسم بود وهو يتحدث بصوته الرخيم : صباح الخير يا قدر
ابتلعت ريقها وهى تجيبه بهمس : صباح النور ، أنا حضرت الفطار
نظر لها بامتنان : متشكر يا قدر ، بس أنا مابفطرش بس عشان خاطرك ممكن اخد حاجه بسيطه ، بس بعد اذنك ممكن كوبايه قهوه عشان افوق كده قبل مااروح النيابه.

اومت براسها بالايجاب وغادرت المكان مسرعا الى المطبخ لتعد له كوب القهوه الذي طلبه ..

التقط فارس بعض اللقيمات ثم نظر الى ساعه يده ليجدها اقتربت من الثامنه ، سار الى حيث المطبخ ونظر لها
: بلاش قهوة مش هلحق اشربها عشان مااتاخرش على شغلي
رفعت خضرويتها لتلتقي بسودويته وظلت صامته

ليستطرد قائلا :
- فى بنت بتيجي تنضف الشقه ، وعمي صبحي هيطلع معاها
تحدثت بضيق : مافيش داعي أنا هنضفها
- بلاش تتعبي نفسك وبعدين دي مجرد مساعده للبنت ، واه ممنوع تدخل اوضه مكتبي عشان فى ورق مهم وحاجات تخص شغلي ومابحبش حد يدخله عشان مافيش حاجه تضيع وهى عارفه كده كويس ، أنا كنت بقفل باب المكتب بس مافيش داعي مدام انتي موجوده ومش عايز افكرك لو احتاجتي لاي حاجه كلميني ، سلام أنا بقى عشان كده هتاخر ، فى رعايه الله.

ابتسمت له بود وهمست برقه : فى رعايه الله وحفظه .

غادر الشقه بلا غادر البنايه باكملها ثم استقل سيارته متوجهه الى عمله ليستئنف التحقيق ثانيا فى تلك القضيه التى هزت الرأى العام وهزتها هو شخصيا بسبب ماحدث للمجني عليه وقتل غدرا على يد هؤلاء الاوغاد وتوعد بانه يقتص منهم ولم يتركهم الا وحبل المشنقه يلتف حول اعناقهم جميعا ....
""""""""""""
كان يحوم بسيارته بالقرب من البنايه وهو يتفقدها باهتمام ، يتابع كل ما يحدث امامه وهو يفكر بمكر فى الخطه التى يريد ان يوقع بها فارس ليجعله يتخلى عن تلك القضيه .
صفا سيارته جانبا ثم ترجل منها وتقدم بخطوات واثقه من مدخل البنايه ليلتقي بحراسها .
هم صبحي من مقعده وتقدم بخطواته اتجاه ذلك الشاب الذي يخفى اعينه خلف النظاره السوداء ويتحدث بثقه : سلام عليكم يا ريس
- وعليك السلام يا باشا ، اؤامرني
كان يضع يديه داخل جيب بنطاله ويحاول رسم ابتسامته المصطنعه وهو ينظر حوله ثم ينظر لذلك الرجل المسن : ماالقاش شقه فاضيه فى العماره هنا او فى المنطقه ، اصلا بصراحه راجع من السفر ومحتاج اشتري شقه اتجوز فيها وملاحظ ان المنطقه هنا كويسه وهاديه وأنا بحب الهدوء
ابتسم صبحي له وهتف بجديه : فى طبعا يا باشا ، العماره هنا فيها شقتين لسه ماسكنوش ويازين ما اخترت المنطقه هنا هاديه وهتعجبك اوي
هتف الشاب بحماس : هايل ، ممكن اتفرج على الشقتين دول
- من عنيه يا باشا ، حضرتك تؤامر ، الحمدلله معايا المفاتيح ، فى شقه فى الدور الاول علوي والشقه التانيه فى الدور السادس
- لا بلاش الاول خلينا فى السادس ، محتاج اتفرج عليها الاول ولو عجبتني هجيب خطيبتي معايا ونخلص فيها
_ اللى تشوفه يا باشا ، ربنا يتمم لك بخير ، اتفضل معايا افرجك على الشقه وان شاء الله تعجبك
ابتسم بانتصار وسار خلفه ليدلف صبحي داخل المصعد ويلحق به الشاب ، ليبتسم بوجهه وهو يتسأل :
- ماتشرفناش باسم حضرتك يا باشا ؟
اجابه بجمود : دكتور معتز المنياوي
- يا اهلا وسهلا يا دكتور العماره نورت بحضرتك والله ، هنا كل اللى ساكنين ناس محترمه جدا ومايتخيروش عن حضرتك والله

وصل المصعد الطابق السادس ليفتحه صبحي لكي يغادر معتز أولا ثم لحق به وعندما وقف امام باب الشقه دس يده داخل جيب جلبابه ليخرج عده مفاتيح ، اخرج من بينهم المفتاح الخاص بتلك الشقه ليفتحها ثم دلفوا سويا لداخل الشقه واضاء صبحي الانوار ليتفقد " فهد " كل ركن بها باهتمام ويطبع صورتها داخل ذاكرته ..
"""""""""
بعد ان وصلا فارس لمكتبه اصدر اوامره باحضار الفتاه لبدء التحقيق ، ثم جلس خلف مكتبه يتطلع للشاب الذي يجلس على مقربه منه ليدون المحضر .
- افتح المحضر يا احمد
- امرك يا فندم
نظر له باهتمام وهو يستطرد قائلا : كل كلمه هتتقال لازم تثبتها مهما كانت صغيره انت فاهم ، القضيه مش بسيطه ولا سهله عشان نعدي أي خطأ حتى لو غير مقصود ، محتاج تركيز يا ابوحميد
ابتسم بخفه : اطمن سعاتك أنا مصحصح ومركز لكل كلمه ومافيش هوفه مش هسجلها
دلف العسكري وهو قابض على رثغ الفتاه : المتهمه يا فندم
اشار فارس للعسكري بالخروج ثم نظر للفتاه بتمعن ليجدها هزيله اثر البكاء مرسوم على ملامحها وعينيها متفخه بوجه شاحب ، علم بانها حقا ستنهار إذا ظلت بالحبس اكثر من ذلك ولكن لم يشفق على حالتها فهي متهمه امامه الان .
زفر بضيق وهو يأمرها بالجلوس : اتفضلي اقعدي ، وانت يا عسكري ياريت عصير ليمون للانسه
- امرك يا فندم
جلست بثقل اعلى المقعد المقابل له
ليهتف بصرامه : مستعده لاكمال التحقيق
ارتجفت شفتيها واومت براسها بالايجاب
ليهتف بحده تلك المره : اتكلمي احنا فى تحقيق ومش معترف بالاشارات دي
نظرت له بخوف ثم هتفت بصوت مبحوح : مستعده أقول كل اللى اعرفه
- تمام ،يبقي نبدأ بسم الله
قال كلماته وهو ينظر لاحمد : اكتب يا احمد ، انه فى ساعته وتاريخه يتم استكمال سير التحقيقات فى جريمه قتل " اسلام عبدالقادر ، بحضور وكيل النيابه "فارس يونس الصواف "
ثم نظر الى الفتاه بصرامه : اسمك وسنك وعنوانك ودراستك او شغلك ايه ؟
ابتلعت ريقها بتوتر وتحدثت بصوت مرتجف وهى تفرك باناملها بقوه : رنيم خالد خاطر ، عندي 20سنه ولسه بدرس فى الجامعه الالمانيه وعنواني ( حي الزهور بالمعادي )
طرق الباب بخفه ثم دلف العسكري ليضع كوب العصير اعلى المنضده وهم بالانصراف .
استكمل فارس التحقيق واشار إليها بارتشاف العصير لكي تهدئ ثم اكمل استجوابه
- ممكن تحكيلي بالتفاصيل حصل ايه يوم الحادثه ؟ وما هي طبيعه علاقتك بالمجني عليه ؟
ارتجف جسدها وانسابت دموعها بهستريه وهى تصرخ بإنهيار : والله ماقتلتش اسلام ، عمرو وريان هم السبب وهم اللى عملو فيه كده ، ريان طلب منه استدرجه النايت كيلب اللى بنسهر بيه ، بس ماكنتش اعرف ان ناوي على قتله ، هو قالي لو بيحبك بجد هيجي عشان يشاركك اللى بتعمليه ، ولو مش بيحبك مش هيجي وكان بيتحداني ان اسلام مش هيجي عشاني بس أنا زعلت وقتها وحبيت اثبتله ان اسلام بيحبني ومستعد يعمل أي حاجه عشاني , ريان ماكنش بيحبه وماكنش متقبل علاقتي باسلام .
قاطعها بحده : ليه ريان مش متقبل علاقتكم ؟ وعايز اعرف اتعرفتي على اسلام ازاى وهو مش فى سنكم ولا جامعتكم ؟
- انا اتعرفت على اسلام الاول فى النادي ، كان بطل فى التنس وانا كنت حابه اتعلم ولم طلبت منه مارفضتش بالعكس علمني وبقيت ألعب معاه وهو دائما بيكسبني وكنت حساه قريب مني ،كان شخص طيب جدا وبيسمعني لم بحتاج اتكلم وبيوقف جنبي لم احتجاله كان صعب اشوف انسان بقلبه ده وماحبوش ، لكن ريان ماعجبوش علاقتي وان بعدت عن شلتي اللى هى ريان وعمرو ودول اصحاب ثانوي وفضلو معايا للجامعه وماكنتش اعرف غيرهم ، واللى حصل يوم الحادثه طلبت من اسلام يجي يسهر معايا وهو رفض واعترض على المكان بس ان فضلت الح عليه لم وافق وقال مش هنتاخر فى المكان ده هنقعد خمس دقائق بس وهروحك وافقته عشان اثبت لريان ان اسلام بيحبني وقابل بيه فى أي وضع ، لم اسلام وصل المكان
"فلاش باك "
دلف اسلام يبحث عن محبوبته بضيق وسط الضجه العاليه من أصوات الموسيقي الصاخبه التى تصدح بالمكان ، والفتايات والشباب يتمايلون باغراء وسط حلبه من الرقص الجماعي ، زفر بضيق وهو مازال يبحث عنها ليجدها أخيرا تلوح بذراعيها وتصرخ مناديا باسمه :
- اسلام تعالى انا هنا ..
سار إليها وهو يزفر بضجر وعندما وقف امامها نظر حوله باسي : عاجبك المكان ده فى ايه عاوز افهم ؟ ده مكان اقل ما يقال عنه ان قذر ، يلا بينا هنخرج من هنا حالا يا رنيم ، أنا مش قادر افضل فيه ثانيه واحده .
تحدث ريان بسخريه : ايه معقول يا رنيم حبيبك مش قادر يتحمل جو حياتك ثانيه واحده ، امال هيتحملك فى بيته ازاى ولا هو لعب عيال يا كابتن ؟
رفر بهدوء وهو يرمق ريان بنظرات حاده فهو يفهم طريقته المستفذه الذي يحاول استفزازه ليثور غضبه ويترك محبوبته من اجل هذا الوسط القذر المحاط بها ، ولكن يعلم بان رنيم تحتاج لمن يمسك بيدها ويحاول معاها لكي تخرج من ذلك المستنقع ، أمسك بيد رنيم وهو يشدد عليها ليطمئنها وهمس بابتسامته الحانيه : ماتخفيش أنا دايما معاكي .
لتبادله الابتسامة بحب وهذا ما جعل ريان يشتعل غضبا ، ارسل غمزه لصديقه عمرو ووضع بيده اقراص من المخدر الخاص به وهمس بصوت خافت : أتصرف
تفهم عمرو الأمر وترك الطاوله متوجها الى البار وطلب من النادل إحضار كوب من العصير ثم وضع بداخلة قرصين وانتظر لثواني حتى تذوب تلك الأقراص المخدره وبعد ذلك حمله وعاد الى حيث الطاولة وقدم المشروب لاسلام وهو يبتسم بانتصار لصديقه ريان .
رفض اسلام المشروب وكان يهم بترك المكان وهو يجذب بيد محبوبته لتغادر ذلك المكان معه ولكن الح عليه عمرو بتناول المشروب أولا ثم يغادرون كما يشاء ، تنهد بضيق ثم نظر لرنيم التى ابتسمت له بحب ثم همست برقه ': اشرب عشان خاطري وماتزعلش
التقط الكوب من يد عمرو ثم ارتشفها بهدوء ، ليداهمه الدوار خلال لحظات .
وجد رؤيته مشوشه ينظر للجميع بتوهان ، جاهد فى فتح عينيه ولكن ازادد شعوره بالدوار ليقف مكانه بغرابه وينظر لمن حوله بتشتت ، ليستمع فجاه لصراخ رنيم .
نظر لها بتوهان ليجد ريان يقبض على خصرها بتملك يرغمها على الرقص معه ولكن رفضت الأخيرة وهمت بالابتعاد عنه :.
_ بقولك مش عايزه ارقص يا ريان هو بالعافيه
تحدث باصرار قوي :اه عافيه يا رنيم وهترقصي وشوفي بقى مين هيمنعك عني
ابعدت كفه الموضوع اعلى خصرها ونظرت له بتقذذ : بقولك سبني .
نجحت فى افلات نفسها من بين براثينه ووقفت بجانب اسلام تطبطئ ذراعه :يلا بينا نمشي من هنا .
سار جانبها بغير اتزان ليشتعل غضب ريان ويتقدم منهم بشر ، وقف امامهم يمنعهم من المغادره وابعد اسلام بقوه من امامه : ورينا بقى هتخرجو ازاي ، انتي ليه أنا وبس واسلام اللى فرحانه بيه ده أنا هخلصلك عليه ،
اشهر سلاحه الابيض ( المطواه ) لتصرخ رنيم بهلع وتتمسك بيد اسلام الذي لم يدرك ما يحدث حوله ليطعنه الأخير بطعنه الغدر التي غرزها داخل صدره ليهوي جسده ارضا وتنساب الدماء من جسده لتصرخ رنيم باعلى طبقات صوتها وتجلس ارضا جانبه تهز بجسده
ليبعدها ريان بقوه وينظر للجميع بغضب : مزيكا
وقف اعلى جثته الهامده التى كان مازال يلفظ بانفاسه الاخيره ولكن وقف اعلى جسده وظل يرقص بهستريه والجميع يتطلع له بصدمه ..
" باك "
ازدادت شهقاتها المتواصله فقد كانت تبكي بحرقه على فقدانها لحبيبها الذي قتل غدرا على يد شابا مستهترا مثل ريان.
- ده كل اللى حصل يومها وفى شهود كمان على اللى حصل ده وتقدر حضرتك تتاكد بنفسك
، لكن أنا والله ماكنت اعرف نيه ريان بانه عايز يقتل اسلام والا كنت بعدت اسلام عنه ، اسلام ده الانسان الوحيد اللى حبيته وتقبلني بكل عيوبي وكان مستعد يتحملني وكان بيحاول يغيرني للاحسن ، أنا بحبه ومااقدرش اذيه ولا اشارك فى موته ، ريان هو اللى خطط لكل ده وأنا كنت مغفله مش شايفه حقيقته
زفر فارس انفاسه بضيق ثم نظر لها بجمود :وماقولتيش ليه الكلام ده فى بدايه التحقيق ؟
كفكفت دموعها وهى تقول : كنت خايفه من نظرات ريان ،بس الحقيقه لازم تتعرف وريان ياخد جزائه
نظر لاحمد باهتمام : اكتب عندك " قررنا نحن وكيل النائب العام بتجديد حبس المتهمه رنيم خالد خاطر اربعه ايام أخرى الى ان يتم استدعاء الشهود والنظر فى القضيه واثبات صحه كلاهما فيما هو نسب إليها
"
ثم صرخ مناديا : يا عسكري ' تعالى رجعها حبسها تاني
وهاتلي عمرو وريان من الحجز

""''""""""

غادر فهد البنايه بانتصار بانه سوف يجتاز تلك المهمه خلال ساعات معدوده .
وتوجه صبحي بالصعود الطابق السابع ومعه الفتاه التى تتولى نضافه المنزل الخاص بفارس وعندما وصلا لوجهته ثم دق جرس المنزل لتفتح له قدر الباب ويتحدث معها قليلا عن تلك الفتاه وبعد ذلك رحل ليترك الفتاه معها بالشقه ، ابتسمت لها قدر بود ثم تعرفت عليها ونشأت بينهما علاقه صداقه فاعمارهم متقاربه وهذا ما جعل قدر تشعر بالراحة والامان .
""""""
استكمل سير التحقيق ونشب الفتنه بينهم والقى التهمه على عمرو ليصرخ عمرو نافيا ذلك الاتهام وقص عليه كل ما حدث ولكن نفى عمرو التهمه عنه وقص كل ما حدث وانها خطه مدبره من ريان للخلاص من اسلام ، وانه لم يشاركه الا فى وضع اقراص المخدر فقط ولم يكن على درايه بمقتل اسلام من قبل وكل ما حدث تفاجئ به مثل الجميع .
رمقه ريان بغضب وصرخ نافيا التهمه عنه ومازال مُصرا على الانكار ..
وقف فارس عن مقعده وقرر انهاء تلك القضيه ورفعها الى المحكمه :
- امرنا بحبس كل من ريان سامي وعمرو عادل بعدما تم اثبات التهمه عنهم واخلاء سبيل رنيم خالد خاطر فهي الشاهد على تلك الوقعه التى تهتز لها الابدان .

دلف المحامي الخاص بريان وعمرو وعندما علم بما ادلاه عمرو بالتحقيق واعترافه على صديقه ، شعر بالغضب وغادر مكتب النيابه يجري اتصالا هاتفيا بوالد ريان ويقص عليه ما حدث ليثور الأخير ويطالبه بالتصرف واخرج ابنه باسرع وقت ثم أغلق الهاتف ليتطلع لوالد عمرو الماثل امامه :
- ابنك عايز يضيع ابني يا عادل واعترف بكل حاجه قدام النيابه ووكيل النيابه مش سهل وقرر ينهي التحقيق بعد الاعترفات دي ، لاخر مره هديك فرصه يا عادل تروح تعقل ابنك وتفهمه ان اعترف تحت ضغط من النيابه ويغير اقواله
ابتلع عادل ريقه بتوتر : بس كده اتحولت للمحكمه يا سامي و
قاطعه بصرامه : المحامي هيقعد معاه ويفهمه هيعمل ايه والبنت اللى كانت معاهم فهد عرف يوصل لزوج والدتها وهيتفاوض معاه وهيخليها تغير اقوالها ، الدور بقى على ابنك اللى اكد كلام البنت
لا يعلم بماذا يفعل امام سلطته وقرر الانصياع لاوامره لكي يسلم من شره فمازال بينهم مصالح وشراكه بالعمل ولا يريد خسارتها ...
________

تقابل فهد مع رشدي بمكان هادئ خالي من العمار ونظر له بحده وهو يهتف بصرامته المعتاده :
- بقولك ايه يا رشدي ، انت عارف اللعب مع الكبار بيكون ايه نهايته ، عندك 24 ساعه مهله بس عشان تخلي بنت مراتك تتراجع عن شهادتها ،والا انت عارف أنا اقدر أعمل ايه .
تحدث رشدي بتوتر ": بس أنا خلاص طلقت ساميه وماليش دعوه بحورات بنتها
امسكه من تلابيب قميصه : تطلق ماتطلقش مايخصنيش ، اللى يخصني تنفذ الاوامر وبس وأنا حذرتك ، ماتلومش غير نفسك بعيد وانت عارف أنا مابهددش أنا بنفذ على طول .
تركه بغضب واستقل سيارته متجها الى وجهته ومازال رشدي متسمرا مكانه ينظر لاختفاء السياره وداخله خوف وقلق من القادم ...
_______
أنتهى فارس من يوم عمله الشاق ثم تقابل مع صديقه قاسم ليخبره بانهاء القضيه ليراود صديقه القلق
- نهيتها بالسرعه دي ؟
- ومانههاش ليه يا قاسم وانت عارف انها قضيه راي عام والكل منتظر الحكم فيها وخلاص قدامي ادله وشهود على القاتل يبقي ليه بقى نضيع وقت ، كفايه اوي وقت المحاكمه بياخد شهور تأجيل ومرافعه ووقت على النطق بالحكم النهائي

- مش عارف ليه قلبي مش مطمن للقضيه دي ، حاسس انها هتفتح علينا ابواب ربنا عالم هتتقفل ازاى

- ومن امتى بيفرق معانا حد يا قاسم ولا بنخاف اصلا ، احنا عارفين شغلنا متاعبه قد ايه وكمان حياتنا بتكون على كفنا فى أي مهمه بنأديها بس عندنا ثقه فى الله واللى ربنا كاتبه هنشوفه

- انت كنت عايش مطمن يا فارس عشان اهلك فى مكان بعيد عن هنا وامان ليهم ، لكن دلوقتي بقى عندك اللى تخاف عليه.

نظر له فارس برفعه حاجب : تقصد قدر
ابتسم بخفه : مراتك والكل هيعرف بوجودها.

شرد فارس قليلا فى كلمات صديقه وتذكر وعده لشقيقه بانها امانته فى حمايته ، فاق من شروده على يد صديقه التى تربت على ارجله :
- ها روحت فين يا بني ؟ بكلمك عملت ايه مع جودي وليه ماجتش امبارح عند دودي زي ما وعدتني ؟

تنهد بضيق وقال بضجر : جودي مش متقبله اللى قولته ،بس سبتلها وقتها تفكر وتاخد قرار اخير فى علاقتنا ،اما بقى ماجتش ليه امبارح بجد كنت مرهق جدا ومحتاج انام ، على العموم تتعوض سلملي عليها ، أنا همشي محتاج حاجه.

شعر بحزن صديقه الذي يخفيه عنه : سلامتك ، على اتصال بقى

ابتسم له ثم ودعه ليغادر القسم ويستقل بسيارته يقودها الى حيث منزله ومازال ذهنه شاردا بامور أخرى ...
""""""""""
وقفت فى المطبخ تعد الطعام وتركت الفتاه تنظف المنزل وعندما انتهت الفتاه من حمله النظافه ،وقفت جانبها فى المطبخ : أنا خلصت اللى ورايا ، تحبي اساعدك فى حاجه ؟
ابتسمت قدر لها وامسكت بيدها لتجلسها بالمقعد الموجود بالمطبخ ووضعت اعلى الطاوله الصغيره الطعام : شكرا يا ورد ، اقعدي بقى كلي معايا ، أنا خلصت الاكل
همت ورد بالاعتراض ولكن رفضت قدر : ماتحوليش هتاكلي يعني هتاكلي ، انتي من الصبح عماله تنضفي ،ناكل بقى لقمه سوا عشان يكون عيش وملح

ابتسمت لها ورد وهمست بصوت هادئ: بس يعني فارس باشا لم يرجع هياكل لوحدا وانتو يعني لسه عرسان جداد
تنهدت قدر وحاولت رسم الابتسامة على محياها وقلدت طريقتها بالحديث : فارس باشا بيتأخر فى الشغل وماتشليش هم

تناولت معها الطعام بصمت الى ان قطعت قدر الصمت وهى تتسال : بتدرسي ايه يا ورد
هزت رأسها نافيه : لا انا خرجت من ثانويه عامه ماكملتش
- ليه ؟
زفرت انفاسها بضيق : حكايه طويله ابقى احكهالك بعدين ، تسلم ايديك الاكل تحفه ، نهضت من مجلسها

-انا لازم امشي عشان انا كده اتاخرت
نهضت معها قدر وسارت جانبها الى حيث باب الشقه وعندما همت بفتح الباب وجدت بالفعل الباب ينفتح امامها ويطل من خلفه فارس لتلتقي به لتتسمر مكانها

، ابتسم فارس عندما وجدها امامه بطلتها التى تخطف العقل ولكن تفاجئ بوجود ورد لينظر لها بود : ازيك يا ورد عامله ايه ؟

- الحمد لله بخير يا فارس باشا،
همش أنا بقى بعد اذنكم

افسح لها فارس الطريق لتغادر ورد المنزل ثم اغلقه فارس خلفها وتتطلع لقدر التى مازالت متخشبه مكانها وعندما فاقت من شرودها همت بالابتعاد ، ليسرع فارس بجذب زراعيها يقبض عليهم بخفه وينظر لها بتمعن :
"ما تهربيش مني "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي