الفصل الثالث

بداية الطريق، وتجمعنا الحياة .


قبل 6 أشهر من الآن



تمكنت جاين ووالدها من السفر بأمان خارج البلاد بمساعدة جاك، وأما عن جاك فقد عاد لمنزله بعدما أوصلهم إلى المطار وقرر الذهاب لمنزله وعدم الخوف من مواجهة والده، ف بعد الذي فعله وتهريب الفتاة من المنزل عاقبه الزعيم بلا رحمة ولا كأنه من صلبه وأبنه الذكر الوحيد ، ومن ثم قرر عقوبته عليه بأرساله لمدرسة داخلية خارج المدينة ليكمل باقي دراسته.



فقد عاش بسكن المدرسة بضعة أشهر منعزل عن الجميع، إلى أن انتهى الفصل الدراسي الأول وتحايل على المدراء وسمحوا له بالذهاب ليومين، وبهذا فقد عاد جاين إلى منزله بعد غياب ثلاثة اشهر وحاول أن يستسمح والده ويبقيه هنا بدلًا من الدراسة في لمدرسة الداخلية هناك بشرط أن يجتهد بدراسته، ووافقت جاين بشروط والده وسمح له بالفعل بأن يبقى، فكان في ذهن جاك خطط أخرى ويسعى لتنفيذها ومن ضمنها أن يحل مشكلة جاين لكي ترجع لمنزلها وتعيش بشكل طبيعي، فقد كان يتواصلان بشكل متقطع كل فترة و فترة وينزعج عندما يسمعها تقول:

جاين: اشتقت لمنزلي كثيرًا ولمدرستي وأصدقائي.

جاك: أنا أسف كل الذي يحدث معكم هذا بسبب والدي.

جاين: لا تعتذر فأنت ما ذنبك بأفعال والدك.

جاك: لا تقلقي جاين سأحل الأمر ولو كلفني حياتي.

جاين: جاك.

جاك: هااا.

جاين: فأنا أخاف عليك جاك، رجاءًا لا تورط نفسك بمتاهة مع والدك من أجلنا.

جاك: جاين، هل والدك حقًا وافق على أكمال مشروع انهاء البشرية عن طريق الكائن البشري الذي طلبوا منه والدي؟

جاين: ما فهمت قصدك، عن أي مشروع أنهاء للبشرية تقصد.

جاك: فعندما سألت عرفت بأن والدك أكتشف نوع من الذرات وبإمكانه صنع شيء ينهي البشرية، يستخدموه الأقوياء تهديدًا للسلطات من أجل أن يستحوذن على الأموال والمناصب العالية بالدول.

جاين: هل يضغطون على والدي عن طريق المفاعل النووي الذي يصنعه للبلاد، لكن أعرف بأن والدي شخص جيد؟

جاك: أجل فأنه جيد جدًا على المستوى العام.
وهمس بسره وقال:

-ما سأجعلك تخسرين والدك وتهتز صورة والدك مثلما اهتزت صورة والدي من قبل وخسرتها للأبد، فقالت الفتاة لأن صمته أزداد:

جاين: ولكن ما سيخسرون الكثير من الأشخاص بهذه الحرب.

جاك: هناك أشخاص تعمل لمصلحتها هي وتُريد الفوز لأجلها، ولا يهمهم حياة أحد سوى أنفسهم، مثل الزعيم.

جاين: فهمت، وما دخل والدي بموضوع الأشخاص السيئين.

جاك: والدك مكتشف ذلك السلاح الخطير، المشكلة بأنه لا يعمل لمصلحة البلاد يعمل فقط لمصلحته ولأسباب خاصة لا أعرفها وعندما تحدثنا أمتنع بأن يخبرني عنها.

جاين: مستحيل والدي يسمح لنفسه بفعل شيء كهذا.
جاك: هل هناك مشاكل أو ديون على والدك أجبرته بفعل ذلك.

جاين: لا أعتقد.

جاك: حسنا فأنا سأراه في الغد وأفهم منه الحقيقة.

جاين: هل ستأتي لهنا

جاك: لا والدك من سيأتي، وصحيح من الممكن بأن ما أستطيع محادثتك هذه الفترة، لأني عودت للمنزل.

جاين: هذا يحزنني كثيرًا لكن أنتبه لنفسك، وشكرًا لمساعدتك لنا

جاك: وعد مني بأنك ستعودين قريبًا لمنزلك.

جاين: وأنا أثق بك.


تكلم جاك مع البروفيسور تشارلز والاس على الهاتف وطلب منه العودة لكي يتحدثون سويًا عن نقاط مهمة تخص حياة البروفيسور تشارلز والاس، وبالفعل وفي اليوم التالي ذهب جاك إلى مستودع والد جاين الذي كان ينتظره بابتسامه، وجلسا الأثنين وتحدث جاك معه في البداية قليلا عن الذي أكتشفه.

وبعد ذلك أخبره بأنه من أجل تخليصه من الورطة التي هو عليها، يجب أن يخبره بالبداية ما الأسباب التي جعلته يعمل مع الزعيم، لأن لكل نهاية بداية وقال جاين: اذا لم أعرف البداية فلم نتمكن من كتابة النهاية.


فأستطاع بأن يعرف منهم القصة الحقيقية وراء علاقته بوالده، فعندها تحمس و أخبره جاك بأن يروي له قصته التي تخص استغلالهم له في اكتشاف الذرة، رحب بالأمر ووافق بصدر رحب وأخبره بأنه سيحكي له القصة كما حدثت بالنص، فأحضر البروفيسور تشارلز والاس الذرة ووضعها أمامه على المكتب وأستعان بدفتر مذكراته الذي كان بخزانته وبدأ يحكي له القصة وكأنهوا يعيش في الأحداث الآن مرة أخرى كمتفرج.



قبل الكثير من السنوات، بالتحديد عندما كانت جاين فتاة بعمر صغير، بالمناسبة فهي مريضة منذ أن ولدت، وللأسف ما كان معي أموال لعلاجها، فقمت بالموافقة على العرض الذي قدم لي بدون مناقشة، ففتح الصفحة الأولى بالمذكرة وقرأ بصوت مرتفع.


الأَوضَاع تشتد سوْء، اشَتقت إليكِ ولأبنتي الوَحيد الذي رُزقت بها بعد سنوات عديدة، كم وددت رؤية أبنتي واحتضانها بشدة، وأتمم حياتي بجانبكم، عزيزتي أعتني بها جيدًا من المحتمل أن تكن هذه أخر رسالة سأرسلها لكي، اعتذر عندما تركتكِ وحيدة وذهبت دون أن التفت إليكم فلتغفري لي.



-  بينما كان يقرأ الرسالة بصوت مرتفع شرد قليلًا.


حياتي انتهت عندما أدركت أنني في مركز من مراكز المفاعلات النووي المحالفة لبلدي وللعديد من البلدان المجاورة، هم يعملون تحت شعار البقاء للأقوى، أتذكر جيدًا عندما أخذوني من بلدي عن طريق ملتقى علماء العالم للمتفوقين في الكيمياء والفيزياء، وتم قبول مشروعي من بين المشروعات وذهبت إليهم، وتحولت حياتي كليًا بعد ذلك، عندما بدأت بالعمل كانت لدي طموح كثيرة، ولكن بعد سنوات وجدتهم أخذو مشروعي ومزجوه بمشروعات عديدة، أمالي ذهبت أمالي هباء، بعد مرور10سنوات.


استطاعوا صناعة أكبر مفاعل نووي، قوته تمحي نصف الكرة الارضية، كنت شاب قليل الخبرة يسع لتلبية مستلزمات عائلته، وبالأخص الأحوال الاقتصادية في بلدي كانت سيئة، عندما أنجبنا مراد، مرض كثيرًا لعدم اكتمال نموه داخل رحم والدته، وجميع مدخراتنا أنفقناها عليه وساءت الأحوال أكثر عندما تم فصلي من الجامعة التي كنت اعمل بها لم يكن لدي مصدر أخر للعمل، وعندما وجدت هذه الفرصة قبلت على الفور، يوم تلي الأخر والأعمال من حولي لم ترق لي، دققت في الحسابات، ووجدت الذرات تأخذ بكميات مضاعفة مما تحتاج إليه.

الشحنات التي تأتينا تكون بطرق غير مشروعة، في يوم أتبعت مجموعة من العمال ورأيت الكارثة، توجد مخازن سرية وبها شحنات كثيرة من المواد المصنعة، فهم استدعوا أعظم العلماء لتنفيذ مخططاتهم، وعندما راجعت أعمالهم، هاجموني ومن ثم تهديدي، فلتخبر المخابرات ونتعاون لننقذ البشرية.

خرجت من شرودي وأمسكت بالرسالة وذهبت لدومينو وأعطيت له الرسالة، وأخذت منه سماعات لمراقبتهم، ودلفت مسرعًا إلى العمل كي لا يلاحظ أحد تأخري أكثر، وأتممت يومي وفي نهاية اليوم ذهبت ولصقت السماعات في القاعة وذهبت إلى منزلي.

اليوم موعد احتفال بميلاد الرئيس والذي حدده في مقر العمل، الجميع سيكون منشغل والمراقبة تزداد أيضًا بجانبه، من خلال التسجيلات المراقبة توصلنا لمداخل سرية لم يعرفها أحد غير الكوادر بالمؤسسة وسنسرق الشحنات السليمة التي صنعناها في البداية ونترك لهم الشحنات الفاسدة التي أفسدتها في أواخر الأشهر، بالفعل رأيت المخابرات تملا المكان بأكمله، وأمنت لهم المداخل وتمت عملية أخلاء المخازن بالمواد النووية على خير.

لم أنكر بأنها أخطر عملية قمت بها وكاد يفضح أمري مرارًا، ولكن كانت الحراسة قليلة عن باقي الأيام لانشغالهم بالحفل، وتمت العملية وذهبت إليهم بعدما أخرجت جميع رجال المخابرات، عندما رأيتهم كانت أعينهم تشع بالغضب على الأرجح كشف أمري فأقتربت أكثر وأنا أمازح أحدهما بالكلام فأمسك بي الرئيس قبضة محكمة وهو يقول:



-  أهلًا بك أيها الخائن.



البروفيسور تشارلز والاس: م.....! ماذا تقول؟



أخبرنا الحارس عن السماعات التي وجدها في قاعه الاجتماعات، ولسوء الحظ لم يدخل إلى القاعة غيرك من العلماء.



أجل فعلت ذلك لأنكم لم تسمحوا لي بالذهاب لرؤية زوجتي وطفلي.




ساد المكان صمت للحظات ثم جاء أحدهما يصرخ ويقول:



-  سيدي نص الشحنات قد سرقت.



بعد لحظات من الهرولة ومعرفة بأمر باقي الشحنات الفاسدة فقد أمسك بالبروفيسور تشارلز والاس الشحنات بين يده أمام الجميع، فجأة عم المكان بأكمله بصوت إطلاق النار والمخابرات تقول:



-  ستظل البلاد الإسلامية والعربية إلى الأبد ولم يمحيها الزمن.



الله أكبر الله أكبر.

تذكر ابنته وبأنه لا يعرف أخذها بحضنه، ‏"أحياناً لا تريد شيئاً من هذا العالم سوى أن يمنحك لحظات من الهدوء والسكينة والسلام، بعيداً عن كل ضجيج، تعقد فيها هدنة مع الحياة، تتنفّس بعُمق، وتُرتّب ذاتك، وترتاح من الأثقال، لحظات من الصمت الطويل تقودك إلى الصوت الصادق في أعماقك الذي ضاع بين الزحام.

‏أنضجتني الليالي التي قضيتها وحدي وأنا في حاجةٍ لمن يسمعني أو يهتم لأمري، الليالي التي كانت من مرارتها أيأس من فكرة أنها ستنقضي، وأني سأظل أعيش في متاهاتها كثيراً، نجوتُ منها لكن الأثر الذي أحدثته بداخلي لا يُنسى لأنها جعلتني أكبُر عن عمري الحقيقي بمراحل.



‏ ‏وفجأة ترى أنّك بالفعل استهلكت نفسك كُلياً، تكلمت كثيراً، شرحت أكثر، بررت بما يكفي، ثم تأتي عليك لحظة وترى أن طاقتك قد نفذت، فَتتوقف عن الكلام وتبتعد عن الناس، وتذهب لأقرب ملاذ لك وتجلس مُكتفياً بنفسك.


ليس سهلاً ابدأ أن تعيش بمزاج متقلب، لحظة تشعر بالسعادة، ثم لحظة أخرى تباغتك حالة لا مفهومة من الحزن، الأمر متعب جداً ومرهق لا يُنسى، والجروح التي بهذا العمق لا تلتئم، والباب الذي اعتدته مفتوحاً لك في كل الأوقات تحول إلى حائطاً سميك لا يُمكنك تخطيه بالاعتذار في كل مره، كبر كل ما حولنا ألّا مشاعرنا، بدت صغيرة وباهته وغير مُباليه بما يحل بها.. تتساءل ما الذي حل بنا ؟؟
فترك دفتره من بين يده وقال:

-  أنها الخيبات يا عزيزي أنها " الخيبات .


وبعد ساعات من المناوشات فقد انتصروا على العدو، ولكن لسوء الحظ بأن صديقي المقرب دومينو فقد حياته في يومها فقد كان صديق طفولتي حزنت عليه للغاية، عندما رجعت كنت أشعر بالفخر، وجلست مطولًا مع زوجتي وأخبرتها بما حدث في تلك السنوات التي عشتها بدونهم، وأخذت أبنتي بحضني وعانقتها كثيرًا، وبسبب العمل الفدائي الجميل الذي قمت به، قرروا أن يكرمونا أمام الجميع وبالفعل بعد أيام حادثونا وجمعونا و كرموني أنا وثلاث أشخاص كنا نعمل معًا، وأعطوا لي درع الوفاء تكريمًا على ما فعلته، ما زلت محتفظ به للآن.

فقاطعه جاك من تكملت حديثه، وخرج البروفيسور تشارلز والاس من التفكير والذكريات الجميلة وقال جاك: ولماذا بعت ضميرك الآن؟

البروفيسور تشارلز والاس: ما بعت ضميري، لكن أنا لدي أسبابي.

جاك: هل يمكنني أن أعرفها؟

فلم يعيره أهمية لسؤاله وأكمل:

البروفيسور تشارلز والاس: فكتبت عني الجرائد والصحف والمجلات وتمت شهرتي بكافة أرجاء البلاد وخارجها، وأصبحت محمل فريسة للناس، وبالفعل بنفس اليوم كُرمت به جاءني اتصال من والدك، ومن ثم قابلته واتفق معي على هذا المشروع ومن يومها أحاول صنعه بالإمكانيات والخواص التي يُريدها.

جاك: ما المشروع الذي طلبه منك والدي.

البروفيسور تشارلز والاس: نفس المشروع الذي كنا نعمل به، ولكن بالبداية أخبرني بأنه يريد متحول بشري.
فتفاجئ ونظر عليه نظرات بائسة فأكمل البروفيسور تشارلز والاس: لا تنظر عليّ هكذا، فأنا أقصد بكلامي شريحة توضع بالشخص يصبح البشري عملاق ذو قوة جبارة وأنا أماطل لأني أخاف مما سيفعله.

جاك: هل ما أنهيت ذلك المشروع للآن؟

البروفيسور تشارلز والاس: لا ما نهيته، في البداية تعتقد بأنه تم، وهذا ما أعتقده أولئك الأشخاص، لكن هو له مفعول ينتهي يقف عن الحركة.


جاك: هل هو صعب لهذه الدرجة؟

البروفيسور تشارلز والاس: هل تستهن مشروع يمحي البشرية بهذه السهولة؟

جاك: لا أستهون بالعكس أعرف بأن عملك صعب ويحتاج تركيز وأمان، لكني ظننت بأنه سهل علي في بداية الأمر لأنك بالتأكيد تفهم الذي تفعله و على دراسة جيدة بكل خطوة تخطيها، أعتقد بأن هناك معجزة ربانية لنا.

جاك: فهمت.

تكلم جاين عن والده قليلًا، وبدأ يعد مميزاته وعيوبه، وجدت بأن مميزاته أكثر، فكان يخطر بباله كثير نفس السؤال الذي لا يريد أن يمحى، فخرج جاين من سكوته وقال:


-  فأنا أعرف بأن والدي سبب مشاكلنا الآن، أنا اسف.


أما عن والده الذي يبلغ من العمر 67سنة ومعتدل القامة وأشيب الشعر، ولديه لدغة بحرف غ ، فرغم شراسته لكنه طيب القلب، فقد كان يعرف جاك بأن والده غير سوي منذ وفاة والدته بسبب الفقر اللعين الذي كانوا عليه.

في السابق خسر الزعيم زوجته لأنها كانت تحتاج لأجراء عملية مستعجلة وما كان معهم الأموال الكافية لها وتزلل لكسب المال ولكن بدون فائدة، فماتت زوجة الزعيم التي يحبها بسبب شخصان من المستحيل نسيانهم بذاكرته ومن يومها أصبح والده قاسي ينتقم من الناس بدون سبب، فأنا أعرف جيدًا بأعمال ال زعيم السيئة، وبأن جميع أعماله مشبوهة، ويضع أشخاص تابعين له بكل مكان، و عندما يبلغونه بأن الشرطة تشك بأمره، ويظن من الممكن بأن أمره قد كشف لديهم، فيذهب و يدعم الجمعيات بالأموال ليبعد الشكوك عنه وبعدما يطمئن يرجع يفعل ما يحلو له، فجاك طيب وليس كمثل والده وهو كان يعذره كثيرًا لأنه كان يُحب والدته، ولكنه ما كان يجب أن يأخذ حقه بيده بدل من أن يعاقبهم القانون.

فكان طفل صغير كأي طفل فقد أخذ فكرة ناعمة عن والده هذه الفكرة التي أخذها عن والده منذ الصغر ظلت معه إلى أن دخل الثانوي وعرف حقيقة موت والدته ومن يومها يرسب لكي يعيق عمله ويفطر قلبه، حقًا أتذكر تلك الليلة التي أمتلئت بالبكاء عندما اكتشف صدمته الأولى الصغير وبأن والده اسوا مما كان يراه أمامه

فعاد البروفيسور تشارلز والاس للمنزل بعد عناء السفر وكانت جاين تنتظره واللهفة تبدو عليها و تسبق في والدها في الحديث معه بعدما جلس ليستريح و قالت له:

-  ماذا حدث معك عندما؟ قابلت جاك أخبرني.

البروفيسور تشارلز والاس: ما حدث شيء بعينه، فقد تحدثنا مطولًا عن أشياء تخص والده.

جاين: متي سنذهب‌ لمنزلنا!

البروفيسور تشارلز والاس: قريبا جدًا.

جاين: أتمنى بأن نذهب في الغد لأني..
ولم تكمل حديثها فقال لها والدها:

-  لأنك ماذا أكملي.

جاين: تعودت فقط.

البروفيسور تشارلز والاس: على من، جاك؟

جاين: أجل فأنا أعتبره صديقي المقرب.

البروفيسور تشارلز والاس: هل ترينه اخاكي فقط؟
جاين: بكل تأكيد.

كان يخطط البروفيسور تشارلز والاس بأن يمحي جميع الأشرار من على وجه الأرض، ويوقع بهم في الفخ في الفترة القادمة.

في صباح اليوم التالي استيقظت جاين ووجدت ووالدها أحضر لها الكثير من الهدايا ووضعها بغرفته المعيشة، فاقتربت من والدها الذي كان يشرب شاي ساخن ويقرأ الجرائد فقالت له:

جاين: أبي، ما كل هذه الأشياء.
البروفيسور تشارلز والاس: أشياء جميلة أحضرتها لكي، كهدية لأني رزقت بك.
فاقتربت منه وعانقت والدها وقالت:
جاين: أنت أجمل أب بالدنيا.

وفي منزل الزعيم كانت الأجواء مشتعلة لأن الزعيم ما توصل للآن في البحث عن البروفيسور تشارلز والاس، باتت جميع محولاته بالفشل في البحث عنه، لكنه ما كان ييأس بالاستمرار في البحث معتقد بأنه سيقبض عليه قريبًا لكي يكمل لها المشروع الذي كان يعمل به.

وعلى جهة أخرى سمعنا بأن الشمس ستتعامد قريبا على كوكب الأرض وهذا فال ليس مبشر للخير، فقرر يخرج الزعيم بعد تكسيره وعصابيته برد فعله غير لطيف كالطعم، فتمكن وجلب رقم هاتف صديق البروفيسور تشارلز والاس، وقدم لهم هدايا ومن بين تلك الهدايا منزل جميل كان سيمنحه للبروفيسور تشارلز والاس عندما ينتهي من أكمال المشروع.


وبعدما أنهى المكالمة مع صديقة ذهب لمنزل البروفيسور تشارلز والاس وأخد جميع العيانات التي كانت بالمستودع واللألأت لكي يجرب حظه وصادف دمية بالمستودع أخذها معه، وبمجرد وصول الزعيم لمنزله اختفت الدمية التي كانت عليها المادة التي وضعت تلك الفتاة الصغيرة وهي تلعب بدون علم بنوع المادة، وأختفت أيضًا رابطة الدمية من بين يد البروفيسور تشارلز والاس.

وفي غرفة صغيرة مضيئة بخارج المدينة كان يوجد بداخلها البروفيسور تشارلز والاس وابنته جاين، ووجوههم عابثة فما زال البروفيسور تشارلز والاس مذهول من اختفاء الدمية، ويوم تلو الأخر والحزن بدأ يكبر بداخله ويملئ وجهه بالكامل.

فبعدما فقد الأمل من رجوعها بدأت صحته تتراجع مع الأيام بسبب حزنه عليها، فكانت جاين تتواصل مع جاك ليساعدها فوالدها يموت أمام عيناها وهي ما كانت تعرف بأهمية الدمية لديه، فكانت تتصل يوميًا بجاك وما كانت تجده فقد أختفى عنها، وقلبها كان يتقطع لأن حالة البروفيسور تشارلز والاس غير جيد وهي لا تستطيع أن تطلب له الطبيب ليعالجه، فهم يعيشون في بلاد أوروبا ويتكلموا لغات مختلفة، وهي لا تجيد اللغة الإنجليزية لتتحادث مع أحد، ف كل الذي كانت تفعله بأن تعاود الأتصال بجاك لربما يساعدها، ولكنها عرفت بالصدفة من تحديث حالته على صفحته الفيس بوك بأنه قد عاد للمدرسة الداخلية فأدركت بأنه ما سيستطيع من مساعدتها بعد اليوم وبينما هي تترك الهاتف حزن تنظر لوالدها فتصرخ بصوت مرتفع.
يتبع.

أيخريزون
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي