الفصل الثامن

أيخريزون (شجرة الحب)



الحقيقة الأليمة.

من المؤسف جدًا أنك نسيت ساعات السعادة في طفولتك ، أو ربما أنت لا تمتلك هذه الساعات من الأساس.


فنظرت جاين على جاك بحزن وظنت بأنه هو المتسبب الوحيد بالذي يحدث معهم، ولكنها أبعدت الفكرة عنها واستمعت لحديثهم بإنصات، فقال جاك لوالده : لماذا يا والدي تفعل مثل هذه الأشياء، ماذنبهم هما؟

الزعيم هناري: ماذا أفعل أن فقط أسترجع حقي؟ أريد المشروع الذي وعدني إياه البروفيسور تشارلز والاس؟



فتدخل البروفيسور تشارلز والاس وقال: أنا وفقت عليه فقط من أجل أبنتي لأنك تهددني بها مرارًا.



فوضعت جاين يدها على فمها وقالت: أ. أبي أنا حقًا أسفة لأني أنا السبب في هذه المشاكل التي تحدث لك.



فصرخ الزعيم هناري على الجميع وقال:

ما أريد مثل هذه الدراما تحدث أمام عيني أتركونا وأخرجوا قليلًا، أحتاج الحديث مع صديقي تشارلز والاس بمفردنا، جاك من فضلك خذ صديقتك وأخرج للخارج.



جاك: حسنا سيد هناري أوامرك تنفذ.

فصرخ الزعيم هناري مرة أخرى على جاك وقال: جاك تكلم معي بحب و أحترام، فأنا والدك لا تنسى.



فابتسم بسخرية وقال: ما نسيت ياسيد هناري لكنك أنت الذي تحتاج بأن تتذكر بأني أبنك الذكر الوحيد.

فنظر على دومين وبادره دومين نظرات متبادلة ومن ثُمَ طلب من الجميع المغادرة لأنه يريد أن يتحدث مع البروفيسور تشارلز والاس على أنفراد، فأعترضت جاين وقالت: لكن أريد أن أبقى مع والدي فهو مريض ما سأتركه بمفرده أخاف بأن يتعب وأنا ما أكون بجانبه.

فأجاب البروفيسور تشارلز والاس: أذهبي ياجاين مع جاك قليلًا.

فقال الزعيم هناري: أنا ما سأتعبه، نحن فقط سنتحدث قليلًا ومن ثُمَ ستذهبون لمنزلكم.



فوجهت جاين كلامها على والدها لأن الزعيم كان يجري أتصال فقالت جاين لوالدها: لا سأبقى معك يا أبي، فأنا لم أتركك ثانية من بعد اليوم.



فأنشغل الزعيم هناري بمكالمة هاتفية ووقف الجميع ينظرون على جاين ووالدها وهم يتناقشون، فأكمل هناري مكالمته ووقف معهم وبدأ يستمع لهم كما يستمعون الباقية.

فأجاب البروفيسور تشارلز والاس: كم أتمنى بأن لا تتركيني بيوم من الأيام ياجاين.

فأجابت جاين: وأنا لم أتركك يا والدي لأني أحبك.


فتذكر ابنته وبأنها تركته فصرخ الزعيم هناري عليها بغضب وقال: أذهبي ياجاين كفاكي عناد لأني سأنزعج منكي، جاين أنا لليوم عاملتك كأبنتي وأخبرتك بأن تعتبري منزلي منزلك، وعشتي بسعادة وراحة وبهجة بمنزلنا تكلمي هل حدث ما قولته الآن أو ما حدث ؟

جاين: حدث لكن أنت تريد أن تأذي أبي و العالم.

الزعيم هناري: ليس العالم يا جاين فقط ثقي بي يا أبنتي أتتذكري بما وعدتني يا جاين، فأنتي وعدتني بشرط واحد أتمنى بأن تنفذيه.
جاين: أتذكر وعدي وأحب بأن أبلغك بأني ما سأخلف بوعد وعدتك إياه.


الزعيم هناري: حسنا أتركينا، ولا تقلقي على والدك ما سأقتله، نحن فقط سنتحدث عن العمل، أصطحبها يا جاك هيٰ، أتركونا جميعكم.


فأعترضت البف سيلفا وقال: ولكن أنا شريكك يا زعيم هناري، نحن معًا ومصلحتنا واحدة.


فأمره الزعيم هناري أمام رجاله بشكل غير لائق وقال: أتركونا جميعًا هل سمعت ما قلته أم أنك لا تسمع؟


فألقى نظرة بعينه للخلف على رجاله ومن ثُمَ قال البف سيلفا بغضب: حسنا سيد هناري سأتركك وأخرج أنا ورجالي، هيٰ يارجال.


فأشار البف سيلفا لرجاله بعينه وخرجوا من الغرفة وترك الجميع ما زالوا بالداخل ودلف خارج المنزل بأنزعاج، وأمسك السلاح واصطاد حمامة سوداء كانت تحلق السماء من غضبه، فأنتظرها تسقط على الأرض فأمسكها وأقلع رأسها من جسدها وأخبر رجاله بأنهم سيرحلون ويتركوا الزعيم هناري يأتي مع الباقية وبالفعل رحل البف سيلفا هو ورجاله ساروا بصف واحد هو أمامهم وهم كانوا يتبعونه من خلفه، فعندما لاحظ الزعيم هناري اختفاء البف سيلفا فأخبر رجاله بأن يكلمونه ولكنه ما أجابهم.



وفي نصف الطريق أتصل به الزعيم هناري وأخبره بأنه يريده بشيء مهم بعدما ينهي حديثه مع البروفيسور تشارلز والاس فأستجاب له البف سيلفا دون أعتراض وأوقف سيارته وغير مسارها وعاد البف سيلفا للمنزل الذي به الزعيم هناري مرة أخرى.



‏من أفزعك ياصغيرتي، ومن خاض عالمك الجميل وعاش فيه وروعك هكذا! من أحزنك وأحزن عيناكي، من هز تحليق الطيور وأدمعك! من أطفأك وأعـاد للدنيا الظلام ومزقك، فأنا أعدكي بأني سأكون دومًا جانبك ، كي أسمعك لا تبتئسي إني معك، ولقد أتيت لأسمعكي، هذي يدي أمسك بها يدك للأبد، جاءت لتمحو أدمعك وأصنع مكانها الابتسامة على وجهك، فتعالي وأسندني برأسك على كتفي ومكانك هاهُنا، تعالي وانسي الذي قد أوجعك.


فأمسك جاك جاين من يدها وشدها للخارج وهي مازالت تنظر بعينها على والدها وتشير برأسها بعلامة الرفض لكي لا يوافق والدها على ذلك المشروع مرة أخرى، ففهم البروفيسور تشارلز والاس أشارتها له وأشاح عينه عنها ونظر بكل حزن للأسفل، ولكنه بالتأكيد سيفعل الشيء الصحيح.



تناقش الأثنين لمدة ساعتان وكانت تتعالى الأصوات بين الحين والأخر، فمنظر المنزل الجميلة الهادى أصبح مخيف، فرجال الزعيم هناري ورجال البف سيلفا يملئان المكان فأشكالهم مخيفة وهم يرفعون السلاح عاليا، هل من الممكن بأن الشر سينتصر دائما أم الخير الذي سينتصر؟


أثناء حديث البروفيسور تشارلز والاس والزعيم هناري أكتشفت بأنه من مراتب الذوق أن لا تنتقد اهتمامات الآخرين لمجرد أنها ليست في حيز اهتماماتك، وأن لا تستسخف أحزانهم لأنك تراها لا تستحق، وأن لا تستصغر أفراحهم لأنك تراها ضئيلة، فلكل إنسان عالمه الذي يحبه ويدور في فلكه، والوعي بذلك يكسبك حكمة التعامل مع البشر باختلافهم، فماذا لو كانت مجرد دمية بنظرك؟ هي دمية بنظري أيضًا و لكنها تعني لي الكثير؟


تمشت جاين مع جاك على الشاطئ وهي تحادث نفسها، فأخرجها صوت جاك من حديثها الغير مفهوم وقالت: أنت المتسبب الوحيد بالذي حدث.

فمن الممكن الصور التي نأخذها تكون غير مكتملة تحتاج بأن تكتمل قبل أن نحكم عليها، فمثلما فعلت جاين حكمت من وجهة نظرها، لكنها تحتاج لأن تسمع ما يرضيها لكي ترتاح وتطمئن.

جاك: أعتذر لك يا جاين ما قصدت.

جاين: أتدري هذه المرة العاشر التي تعتذر بها خلال وقت قصير.

جاك: ما فهمتك أتلمحين بأنني كنت أريد تسلمكم مرة أخرى.

جاين: ومن يدري!

جاك: هكذا اذن حسنا من اليوم أنسي امري ولا تعتبري بأن لك صديق اسمه جاك.

جاين: جاك.

فتركها وسار بعكس الأتجاة وهو يستشاط غضبا، فرجعت له جاين واوقفت ووقفت أمامه وقالت: جاك أنا ما شكيت فيك من قبل لكني متضايقة منك افهمني، أنت الذي تركتنا لأشهر هنا وعندما جئت يأتي والدك معك ماذا تريدني أن أفكر؟

جاك: لا أريدك بأن تفكرين ياجاين أنا أريدك بأن تثقين، أنتي للآن ما تثقين بي فكيف تناديني صديقك وأنتي ما تثقين كيف؟

متى سترحل عني؟ أنا لا أرحل عن أحد بسهولة، لكن ثمة أشياء إن حدثت لن تجدني أمامك، مثل أن تُـشعرني أنني شخصٌ عابرٌ في حياتك يمكنك الأستغناء عنه أو استبداله، أو أن تحاول مقارنتي بأي شخصٍ مهما كان، لن أطيق فكرة أن أخوض صراعاً مع أحد لأجل الحفاظ على مكانتي في قلبك، ولن أتحمل فكرة أن يكون وجودي كـ غيابي بالنسبة لك لا قيمة له، لن تجدني إن أنكرت يومًا معروفاً حدث بيننا.


ولن تجدني إن استهنت بـ حزني وتعبي وهمومي مهما كانت تافهةً وعاديةً بالنسبة لك، سأرحل عنك حين أراك تستغل غفراني لأخطائك من أجل الحفاظ على علاقتنا، ولن نبقى معًا إن هُنت عليك في الخصام وقسوت في كلماتك وقت العتاب ورفضت أن تعتذر بكبرياء وجفاء قلب لا يعرف الحب، لن تجدني إن أفقدتني الثقة في نفسي أو عاملتني بقسوة بلا سبب، أو أن تحب دائمًا أن أعطيك الحب بينما تبخل عليَّ بأبسط الكلمات اللينة، لن تجدني حين أشعر بإنني لست محور حياتك وعالمك، ولن تجدني إن مسست كرامتي وكبريائي، لن تجدني إن لم تحبني الحب الذي أستحقه.
جاين: أنا حقًا أعتبرك صديقي ياجاك لكن...

حركة صغيرة تفعلها بقصد قادرة على أن توضح لك مدى أهميتك عند الشخص أو مدى انعداميه وجودك ، موقف واحد يشوّه أشياء كثيره، أحياناً لا نجَد منافذ للتعبير عما بداخلنا سوى نَافذة تسمى الصمت، صمتي كصمت البحر يحوي الكثير من المعاني ولكنه لا يبوح يضل يعبر عند غضبه بالموج الشديد، بعض الأحزان لا تحتاج حلولاً، كلنا آسفون، على اللحظات الثمينة التي أوليناها للأشخاص الخطأ، هي فقط تحتاج لـ كف صديق يربت على كتفك يقول لك: أنا أشعر بك.


فأوقفها عن الكلام وقبل رأسها وتركها ورحل ودلفت لعند والده، وحاول الدخول ومنعه دومين من الدخول فصرخ وحاول الدخول بالقوة وعندما رفع عليه السلاح خرج الزعيم هناري وهو غاضب وقال لدومين: أنت مطرود كيف تجرء على رفع السلاح على جاك.

دومين: لكن سيدي هو حاول...

فقاطعه قبل أن يكمل حديثه وقال: انتهى الأمر يا دومين فأنت مطرود ولا تناقشني.

فنظر دومين على جاك وعينه تستشاط غضبا وحقد عليه وتركهم ورحل بسيارته وقاد بأعلى سرعة.

فخرج البروفيسور تشارلز والاس من الداخل وهو ينظر علي جاين بنظرات باهته، فصافحة الزعيم هناري وتقهقه وقال: هذا هو صديقي البروفيسور تشارلز والاس.
فأمسك الزعيم هناري يده البف سيلفا وأخذها على جنب وتحدث معه بصوت خاف، وتحركت جاين من أمامهم وحضنت والدها وقال: هل أنت بخير؟

البروفيسور تشارلز والاس: بخير عزيزتي لا تقلقي، سنذهب اليوم للمنزل.

جاين: الذي يهمني أنك بخير، أخبرني ماذا قررت ستعمل على المشروع أم لا.

البروفيسور تشارلز والاس: وافقت على مشروع القوة الخارقة، لأني بالفعل تنقصني مواد لمشروع الضربة الأخيرة وهذه المواد تهرب بالمينا بطرق غير مشروعة وهذا أختصاص الزعيم هناري ليس أنا، عندما يأتي به سأكمله.

جاين: لكن هل هو صادق بحديثه عن المشروع ولماذا يريده؟

البروفيسور تشارلز والاس: لا أعرف لكنه من المستحيل يدمر العالم دفعة واحدة مع من سيعيش فكري بالأمر.

جاين: ما عدل بأن تأخذ حقك بيدك، أين القانون؟

البروفيسور تشارلز والاس: ذكريني بأن أقص عليكي قصة من المهم بأني أخبرك بها.

جاين: قصة من؟

البروفيسور تشارلز والاس: أنتظري نعود للمنزل في البداية.

جاين: أبي أريدك بأن تخبرني قصة الدمية هي الأخرى.

البروفيسور تشارلز والاس: سأخبرك بكل شيء لكن بوقته.

فركبوا السيارات ودلفوا للمطار جميعهم خطوة رجل واحدة، فعادت روجينا بمفردها للمنزل في المساء بعدما أنتهت من عملها ولكنها ما وجدت أحد هناك ف أتصلت على جاين وقلقت لأن هاتفها كان مغلق لأنهم يحلقون بالجو الآن.

كانت الأجواء مرحة بداخل الطائرة فكانت جاين تحاول مصالحة جاك بأي شكل ممكن لكنه ما قبل سهولة فخرج من صمته وقال: يكفي ياجاين نحن ما عودنا أطفال.

فقالت بنظره بريئة : وماذا لو كنا أطفال؟

فنظرت عليها جاين نظرة مطولة وقال: فلنجرب ولكن فلتثقي بي.

فاهتزت برأسها بالموافقة وابتسم الأثنين وبهذا تم الصلح بعد معاناه كثيرة من جاين لجاك، وبدأت قصة حب جديدة تبنى على متن الطائرة، بدايتها صداقة ونهايتها حياة.

وصلت الطائر ونزلت جاين في البداية من الطائرة وخطت خطواتها الأولى بعد غياب ست سنوات عن البلاد، عادت مرة أخرى ولكنها عادت بسلام وراحة وحب يملئ قلبها، وبعد أنتظار مدة ليست طويلة أصبح بأمكان جاين الآن مباشرة حياتها كما يحلوا لها، فأخذ البروفيسور تشارلز والاس أبنته وركب تاكسي ليقلهم للمنزل، وتركوا الجميع بالمطار، فركب جاك هو الأخر سيارته وما أنتظر والده ليأخذه معه للمنزل، وفي طريقة بدأ يتذكر جاين وعن لقاءهم الأول وحوارها القاسي له وعن الأجواء بالطائرة فابتسم ووضع يده على شعره وأكمل قيادة السيارة بزيادة في السرعة.


فتلقت روجينا مكالمة فيديوا من جاين ففتح وقالت لها جاين: روجينا كيف حالك أنا أشتقت لك.
فأجابت روجينا: بخير أين أنتي ما وجدتك بالمنزل ولا أغراضكم هنا.

جاين: أعتذر الهاتف كان مغلق وما عرفت أبلغك بشيء، ف نحن عودنا للبلاد.

فأجابت روجينا بانفعال: ماذا و متى عودتي ؟ وأبي ورجاله كيف حليتا الموضوع معه؟

جاين: حدث الكثير يا روجينا بأختصار جاء جاك ووالدك ورجال البف سيلفا جميعًا تجمعوا فوق رأسنا وحدثت مناقشات كثيرة وتخاصمنا أنا وجاك وتصالحنا مرة أخرى ووالدي تكلم مع والدك ومن ثم عودنا.
فضحكت روجينا وقالت: اووووه ما كل هذه الأحداث في الساعات القصيرة التي مضت، أحمد الله بأني ما كنت متواجدة، لأني ما عجبني كل هذا التجمع فأنا نجيت من والدي بشكل عادل.
فأنقلبت ملامح جاين بشكل جدي وقالت: روجينا.

روجينا: هاااا

جاين: هل كان بينك وبين البف سيلفا شيء في الماضي؟

روجينا: لماذا تشكين بالأمر؟

جاين: من نظراته، شعرت بأنه يسأل عند شيء بطريقة غير مفهومة.
روجينا: ليس كما تظنين.
جاين: روجينا أخبريني هل كنتي تحبينه أم لا؟

روجينا: أجل كنت وما زلت.

جاين: ماذا؟ وهل والدك يعرف بالأمر؟

فقالت روجينا بعصبية: هذا شيء لا يعنيكي وانسى هذا الكلام ولا تتكلمي عن هذا الموضوع مرة أخرى امامي.

فالدموع ملئت وجه جاين وقالت: اووه حسنا يا روجينا أعتذر منك فقد حدث الكثير من الأشياء خلال هذا اليوم، أنا حقًا متعبة سأتركك الآن.

روجينا: أرتاحي ونامي قليلًا.


ففكرت جاين بأن تتحدث مع جاك، لكن هاتفه كان مغلق فقالت: لماذا غبت عني جاك ف منذ رجوعنا وأنت ما حادثتني، هل أخبر والدك بأنني أحتاج لحادث خطف أخرى من أجل أن أعيش بمنزلك مرة أخرى، أنا أحتاج لوجودك الآن لأني أشعر بالخوف واليأس من حديث أختك لي، فأنا ما فعلت لها شيء لتعاملني بهذا الشكل القاسي، ظننتها صديقتي لكني أكتشفت بأنها لا تحبني في يوم، هي ساعدتني من أجل شعورها بالشفقة عليّ من الذي فعله والدك لي، جاك تعال من فضلك وأبقى بجانبي.

‏ليلة البارحة أنا انتظرتك فأنا الذي كاد أن تبتلعني ثيابي، ليلة البارحة يا من تركت يدي عمداً إنني قد ضعتُ مني حينما أفلَتّني، ولقد بقيتُ للحظتي مستيقظاً، تبا! وأنت تنام منذ خذلتني، يا لحماقتي كم بدوتُ مصدقاً وفرحت أنك بالبقاء وعدتني إلى هنا وسينتهي ما عشته؟ كالحلم جئت بلحظة وتركتني، فهل هكذا كانت نهاية قصتي أني أضيع وأنت من ضيعتني؟ ف ليلة البارحة ما كانت ليلتي.


في مستوع البروفيسور تشارلز والاس، دلف تشارلز لهناك لكي يطمئن على أولاده، فقد عادت الألات مرة أخرى إليه وفرح بوجودهم ووقوفه بالمستوع مرة أخرى لأنه ظن بأنه سيكمل حياته للأبد هناك، والأهم من الألات تلك الدمية فعندما وجدها تشارلز والاس بالمستودع أخذها بحضنه وأخذها ووضعها بغرفة زوجته، ونام بجانبها وهو سعيد.

قبل مرور خمسة عشر عام.

كانت جاين في سن الخامسة عندما وجدها البروفيسور تشارلز والاس تلعب بسعادة مع أصدقائها بدار للأيتام وهي ممسكه تلك الدمية بيدها ولا تتركها أبدًا من حضنها، حتى عندما تأكل تكون بيدها، فالشخص الوحيد الذي قبلت مشاركته دميتها هو البروفيسور تشارلز والاس ولم تكتفي بمشاركته دميته وحسب في يومها تمسكت به وما قبلت تركه هي حقًا أحبته كثيرًا بدون سبب، فقرر تبنيها لأنها كانت تشبة أبنته التي فقدها بسن صغير، فقرر البروفيسور تشارلز والاس من يومها بأن يهتم بها وما يتركها ويعتبرها ابنته وكل شيء بحياته، وبالفعل من ذلك اليوم يعتبر نفسه هو والدها الحقيقة ومن بعد وفاة زوجته هو والدها ووالدتها بنفس الوقت، ولهذا اليوم ما تعرف جاين بأنها ابنه متبناه ولن تعرف إلا أذا أخبرها البروفيسور تشارلز والاس وهو لن يخاطر بخسارتها


يتبع.

أيخريزون.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي