البارت الرابع

لم يشعر جورج بنفسه في هذه اللحظه الا و هو ينتحب كالطفل صغير فقد كان يشعر ان هناك الم كبير يجتاح قلبه لا يدري كيف سيجتاز هذه هي المحنه و الى ماذا ستصل به و كيف الله ان يخسر تلك التي يحبها بشده بل و يعشقها بجنون و لا يستطيع مجرد تخيل حياته بدونها فقد احب كلارا من اول مره فيها منذ عامين كاملين و قرر ان ي يستهدف بكل الطرق لكي يصل اليها لا يعرف كيف حدث ذلك و قد تعطل كل شيء فجاه بدون سبب يستحق كل هذا و كان يشعر بانه يحترق من الداخل ليكوكب رأسه و يبقى ينتحب كطفل صغير

ليحدث ما لم يكن يتوقعه تمامًا و يشعر بتلكك القبضه الحريرية التى تمر على رأسه نهاية بعنقه ليرفع رأسه سريعا فقد كان يعرف صاحبة تلك القبضه البارده جيدا بل و يحفظها من كل قلبه ليست مجرد معرفه ليردف بأعين دامعه و هو ينظر إلى صاحبة تلك القبضه : كلارا

لتحرك كلارا رأسها من الاعلى الى الاسفل و التي كانت نتحب ايضا و قد كان وجهها غارق بالدموع و هي تردف : اه كلارا

ليقف جورج في هذه اللحظه و هو يقترب منها و يقوم بازاله حبات اللؤلؤ التي تلمع على وجنتيها بأنامله بحزن شديد و هو يتفحصها بحب بالغ و يطمئن عليها مردفًا بأستفهام : مالك يا روحي ايه اللي حصل علشان تسمحي للدموع دي انها تنزل في حد ضايقك او احد عمل لك اي حاجه اتكلمي لو حتى اقرب لك انا هنسفه من على وش الارض ايه اللي حصل انا كنت لسه موصلك البيت كويسه مالك فيكي أي

لتري كلارا تلك المشاعر الحقيقيه التي تتكدس ف بقوه في اعين جورج و هو يتحدث معها لترى في مقلتيه الخوف و الحب و الحنان و القلق و العشق و الحزن و العتاب و الشوق و مشاعر كثيرة مختلطه و كأن عيناه تتحدث بما هو داخله لتردف بصوت متقطع من البكاء : ما حدش عمل لي حاجه انا اللي عملت

جورج مقداد خلقي في هذه اللحظه و هو يتفحصها بجنون : عملت اي بالضبط طمئنيني اوعي تكوني اذيتي نفسك باي شكل من الاشكال

كلارا التي ازداد بكائها في هذه اللحظه و هي ترى لهفه جورج و خوفه عليها من ان تكون قد فعلت شئ في نفسها يأذيها لتشعر بالوجع أكثر و أنها اخطئت في حق قالت الذي يعشقها بجنون لتردف و هي ترى الخوف يتصاعد على وجهه أكثر و أكثر حتى تعرقت جبهته و هو ينتظر ردها : لا

ثم تبدأ في تحريك رأسها من اليمين الى اليسار و مازالت عيناها تقطر بالدموع : انا اذيتك انت يا جورج

لم يتمالك جورج نفسه في هذه اللحظة و هو يضمها بين ذراعيه و قد كاد قلبه أن يقف من قلقه عليها و يهمس : حرام عليكي يا كوكي قلقتيني عليك انا قلبي كان هيقف من الحوار بدماغي واحد في المليون حته تخيلت انك تكوني اذيتي نفسك بمجرد انك اتضايقتي من الموضوع اللي احنا كنا بنتكلم فيه
من شويه أو بسبب اني ضغطت عليكي و خليتك تنزلي من العربيه و انتِ متعصبه

لتحرك كلارا رأسها التى تخفيها بداخل صدر جورج من اليمين الى اليسار بمعنى لا

ليطمئن قلب جورج في هذه اللحظة و يشدد في عناقه لها ليبقى الاثنين على هذا الحال لوقت طويل و هم يقفون بجانب هذه الصخره أمام البحر و قد قاربت الشمس على الاختفاء ليبقى كل منهم يشدد في عناق الآخر لكي و كأنه لا يريد ان يفقده فقد كانت كلارا ايضا تبادل جورج هذه المشاعر بقوة و تشعر بالندم علي تلك الكلمات التي تجعل جورج يحزن منها فقد كان جورج لا يستحق هذه المعامله السيئة التي قد عاملته بها فقد اخذها الى منزله لك يصارحها بحبه لها و مشاعره الجميله امام والدته و انه يريد الزواج منها و يريد مقابلة والديها و يطلب الزواج منها دون التلاعب بها أو بمشاعرها أو دون أن يسئ لها بأي شكل من الأشكال بل و بالعكس فقد كانت دائما و ابدا مفضله لديه و لم تحصل على تلك المعامله الطيبه التي يعاملها بها من اقرب الناس اليها و ان كانوا والديها او اقرب المقربين إليها



فعلى الرغم من ان جورج لم يعترف لها بحبه من قبل و لم يصارحها بهذا الحب من قبل لكن كل شيء قد كان يفعله من اجلها كان يخبرها مرارا و تكرارا بان هذا الشاب يحبها بل يعشقها بجنون ف لا يعامل احد هذه المعامله المميزه عن الجميع الا اذا كان يحبها بصدق زائدا عن ذلك انه قد كان يخبرها بكل شيء حتى و ان كان خاصا للغايه زائد عن ذلك اهتمامه المبالغ بها و بكل ما يخصها و ان كان شيئا صغيرا للغايه و ايضا خوفه المبالغ عليها فهي نفسها لم تخاف على نفسها بهذه الطريقه و ايضا مسامحته لها على اي شيئا خطا تفعله في حقه كل هذه الاشياء و اكثر كانت تخبرها بانها هذا الشاب يحبها حتى و ان لم يعترف بذلك من قبل

اللي هيبقى الاثنين على هذا الوضع لوقت طويل لا يعرف احدهم مقداره لكن الشمس قد غربت بالكامل و قد حل الظلام على هذا المكان باكمله لتبتعد كلارا عن جورج قليلا و هي ترفع راسها الى الاعلى

فقد كان جورج اطول منها بما يقرب خمسه عشر سم متر فقد كان طوله 170 سم متر بينما هي كان طولها 155 سم متر

لتردف و هي تنظر الى ملامح وجهه : جورج

ليه حرك جورج رأسه من الاعلى الى الاسفل و هو ينتظر حديثها و ينظر اليها باهتمام بالغ

لتهمس كلارا من بين تلك الشفتين الوردية الصغيرة التى تملكها كلمه واحده فقط و هي: بحبك

ثم تقوم باخفاء وجهها باكمله داخل ضلوع جورج الذي قد كان يتخيل كل شيء باستثناء هذه الكلمه فقد كان يظن انها س تعتذر عن ما بدر منها اليوم او عن حديثها عن والدته بطريقة سيئة أو ستخبره بالموافقه على العيش مع والدته في المنزل او اي شيء اخر غير هذه الكلمه التي جعلت جسده بالكامل يرتجف و ليست قلبه فقط ليحاوط جورج وجهها الذي تخبئه في سترته و يرفعه للأعلى ليرى تلك الوجنتين التى اصطبغت بالحمرة هاتين العينين المحمره التى كانت تنتحب من قليل و هي تخجل و لا تريد النظر إليه منتهيا ذلك الصغر الذي تفوه بأجمل ما قيل له منذ ولادته

ليردف و هو يركز أنظاره على شفتيها بقوه قولي تاني كده كنتي بتقولي أي من شويه

لتحرك كلارا رأسها من اليمين الى اليسار بخجل بمعنى لا

ليردف جورج : علشان خاطري اسمعها تاني

لتردف أخيرا : بحبك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي