البارت السابع

جورج بضيق شديد و قد كان لا يريد التحدث في هذا الوقت : نعم كلارا

كلارا كانك ناسي الشغل المدير بيسأل عنك

جورج وهو يضرب راسه بيده في هذه اللحظه فقد كان بالفعل اتي الى العمل في ظل هذه الظروف التي تحيط به ليردف يا ريت تاخذني لي اجازه من الشغل النهارده و تبلغي المدير اللي انا تعبان و لما افضى هاكلمك باي

كلارا بقلق في ايه يا حبيبي ايه بيتبعك طمني عليك علشان انت بجد قلقتني قوي

جورج لا ما في شيء بيقلق انا كويس كلارا هاكلمك بس بفتح حبيبتي يلا باي

ليقوم جورج باغلاق الهاتف دون ان يعطي كلارا فرصه التحدث ثم يعود عمليه البحث عن والدته من جديد و قد استمرت هذه العمليه لوقت طويل حتى انها استغرقت اليوم باكمله من جورج صديقتك ان تساعد غضبه و قد اوشك على الانفجار هو يشعر بالضيق من والدته و من هذه التصرفات التي تصرفها في هذا العمر يعود الى المنزل بقلك حيله على امل ان يجدها قد عادت الى المنزل ليقوم ب فتح باب المنزل سريعا و يتوجه الى الداخل ليجد ان المنزل باكمله مظلم و لم يضاء به حتى مصباح واحد


ليعلم في هذه اللحظه ان والدته لم تعود الى المنزل لكونها العاده الى المنزل لم تكن تركه مظلم بهذه الطريقه الموحشه لكن كان هناك بصيص امل صغير يخبره ان لا ييأس ليصعد الى الاعلى و يبدا البحث عن والدته في غرفتها اولا لاكنه قد وجد باب غرفتها مغلق ليقوم بطرقه بخفه على أمل ان تكون والدته بالداخل

لكن هذا الامل قد اختفى سريعا عندما قام بفتح باب الغرفه ليجد ان الغرفه ما زالت فارغه منذ الامس و فراش والدته ما زال منظم وكل شيء في الغرفه منظمات لتدل كل هذه الاشياء انها لم تاتي والدته الى المنزل في غيابه و لم تاتي الى هذا المكان اليوم

ليهم بالخروج من الغرفه مره اخرى لكن ما استوقفه هي تلك القصاصة البيضاء التي توضع علي الكومودو بجانب فراش والدته و يوضع فوقها كوب من الماء يمنعها عن السقوط يتقدم سريعا من هذه القصه لعلها تكون الرساله من والدته تخبره بها الى اين ذهبت و متى ستعود و قد امتلأ وجهه بالامل في هذه اللحظه
و هو يهرول الى هذه و يلتقطها سريعا و يقوم بفتحها لكن محتوى هذا القصاصه قد أخفى الابتسامة من على وجهه

فقد كانت تحتوي هذه القصاصة على بعض الكلمات التي جعلته في حاله من الزهول و الخوف و هو يقراها

(ها قد أتت من ترعاك فيجب عليا الآن الذهاب الى عالم الموتى و انا مطمئنة عليك صغيري .)

ليسقط جورج على ركبتيه فقد خانته قوته في هذه اللحظه لكنه بقى ممسكا بتلك القصاصة ليبدأ قرأتها عدة مرات مرة بصوت منخفض و أخرى بصوت مرتفع و أخرى بصوت هامس و أخرى بصوت باكي لا يعرف كيف فعلت به والدته ذلك كيف لها أن تفعل هذا في صغيرها كيف لها أن تتركه بمفرده و تقرر قتل نفسها كيف لها أن تقرر إنهاء حياتها لكونه وجد شريكة لحياته ليبدأ البكاء بصوت مرتفع و كان العالم كله قد خانه في هذه اللحظه ليست فقط والدته ليبقى على هذا الوضع كطفل صغير تركته والدته في منتصف الطريق و أخبرته أنها ستعود بعد قليل ثم لم تعد قط ليبقى جورج على هذا الحال لوقت لا يعلم مقداره أو وقته او كيف مر عليه الوقت به

ليستيقظ في وقت ما على قبضة حريره تلمس وجنته بخفه و تردف باسمه بصوت رقيق : جورج جورج حبيبي

ليستيقظ جورج في هذه اللحظه بفزع و هو يصرخ امي

لتنفزع كلارا في هذه اللحظه : في ايه يا حبيبي ايه لما يموت على الارض كده و مختفي ليه بقى لك يومين انا كنت هاموت من القلق عليك بقى لي يومين باتصل بك في كل وقت علشان اوصل لك مش عارفه لحد ما خلاص مش قادره استحمل اكثر من كده و جئت هنا علشان ادور عليك بنفسي انت قاعد كده ليه نائم كده ارض ليه وسايب الباب مفتوح تحت ليه ومامتك فين والبيت ظلمه كده ليه ما فيش حد فيه و كأنه مهجور في ايه طمني عليك انا خايفه عليك قوي انت بتبصلي بالطريقه دي ليه انا ضايقتك في حاجه طيب انت اكيد زعلت منه الرساله بتاعتي صح اكيد زعلت لما بعثت لك رساله اعتذر فيها ان انت و مامتك تيجوا تتقدم و اكيد كنت فاكر ان انا بعمل كده علشان مامتك او علشان انا مش متقبلها لا يا جورج انت مكنتش حجه و مامتي فعلا كانت تعبانه و ما كانش هينفع تيجو تتقدموا مامتي تعبانه كده علشان كده بعثت لك الماسج ده و قلت لك في نستنى شويه ما كنتش اعرف ان انت هتزعل قوي كده انا اسفه يا جورج حقك علي انا اسفه حبيبي

ليبقى جورج لكل هذا الوقت ينظر اليها فقط دون النطق باي كلمه فقد كان يستمع اليها لا يعرف على اي رساله تتحدث لكن على كل حال هذا الامر لا يهمه من الاساس فقد كان هذا ليست هو سبب حزنه فقد كان سبب حزنه و هو فقد والدته ليس سبب اخر فقد تجاهلت لك الرساله من كلارا من الأساس حيث انها قد اضفت اليه في وقتا كان عقله مشغول بوالدته و لم يستطع النظر اليها اساسا ثم قد نسى الاطلاع عليها ليبقى جورج ينظر اليها بشرود

لتشعر كلارا بالقلق الشديد على جورج الذي قد كان يبدو على وجهه التعب الشديد و هو ينظر اليها بأعين محمره اثر البكاء و متورمه يبدو انه قد استسلم لسلطان النوم بعد بكاء كثير لتقترب منه كلارا و هي تجلس على ركبتيها هي الأخري و تمد قبضتيها إلى وجهه و هي تمسد عليه بحنان : حبيبي طمئني عليك بجد انا مش قادره اشوفك كده فيك ايه يا جورج ايه اللي مضايقك قوي كده قلت لك انا اسفه حقك علي و الله كان غصب عني ما كانش ينفع دلوقتي

ليمد جورج يده الى الجانب الاخر ثم يلتقي قصاصة ورقيه صغيره و يقوم بمد يده بها الى كلارا لكي تقرا ما بداخلها

لتبدا كلارا قراءه ما ما بداخل هذه الورقه بصوتا مرتفع وهي تنظر الى جورج بعدم فاهمه ايه ده حبيبي انا مش فاهمه الجواب ده من مين او الرساله دي من ميم انت عايز تفهمني ان انت هتعمل حاجه في نفسك علشان الموضوع بسيط زي ده انت اتجننت يا جورج

جورج و هو ينظر اليها باعين دامعه على فراق والدته و صوت متقطع اثر البكاء و السكوت لوقت طويل : الرسالة دي من امي يا كلارا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي