الفصل الخامس

"فرق تسُد" سنوات عمره التي تخطت السبعين عام كان يتمتع فيها بدهاء وخبث شديدين لكنه كان يوجههم لخدمة المجتمع الذي ينتمي إليه ولتحقيق العدالة، لكن اليوم يضطر -للمرة الثانية- لاستخدامه في أغراض شخصية بحتة، وهي ضحيته مرة أخرى!.
بعث أحد الخدم إليها ليستدعيها، عليه أن يخبرها بطلب "آدم" للزواج منها، سيدفعها هذه المرة أيضًا لرفض طلبه وبعدها سيزف إليه خبر رفضها له بملامح رُسم بها الحزن والأسف ببراعة يُحسد عليها.
بعد مرور بعض الوقت كانت "رهف" تخطو أولى خطواتها نحو جدها، تتحاشى النظر بعينيه، فهي لا تستطيع السيطرة على حقدها وكرهها الشديد له والذي يظهر بمقلتيها بوضوح.

وقفت أمام المكتب وشبكت أصابعها ببعضهما بقوة ثم أردفت بصوت هادئ:

_أرسلت في طلبي سيد محفوظ، بم تأمرني؟.

لم تناديه "جدي" قط، هذا الأمر الوحيد الذي امتنت لجدتها عندما فعلته، كانت تمضي ليالٍ تردد وراء جدتها ما تقوله لتحفظه جيدًا، أخبرتها أن تنادي جميع سكان القصر من الرجال ب"سيدي" وتراعي تاء التأنيث مع سيداته، العلاقة بينهما كانت كعلاقة عبدة بمالكيها ولم يحاول أيًا منهم أن يُعدل كلماتها بل تكاد تجزم أنها أزاحت حملًا ثقيلًا عن كواهلهم، لم تشعر بهم كعائلتها أبدًا حتى أنها لم ترقى لتكون خادمة، بل كان الخدم مميزًا عنها كونهم أولاد حلال وليس أولاد حرام.

ظل "محفوظ" ينظر لها بتركيز عالٍ إلى أن هتف أخيرًا يخبرها:

_آدم يريد الزواج منك ما أن تنتهي شهور عدتك، وطلب مني عرض الأمر عليك فما رأيك؟.

نفس المشهد يعاد مرة أخرى، الفارق الوحيد تلك الجبيرة التي تُغلف ذراعها وحملها الذي لا يعلم عنه أحد، كلاهما يعلم ما يريده الآخر ويتظاهر بعدم الفهم، حديثه يحمل بين سطوره رسالة واحدة تحمل قسوة العالم كاملًا "أنت غير مناسبة لآدم، وعليك الرفض قبل أن أفعل أنا" وهي تخبره بكل وضوح أنها ستمتثل لأوامره أيًا كانت.
أخذت نفسًا عميقًا ثم هتفت بنبرة هادئة مختنقة:

_لا أريد الزواج من آدم، أبلغه رفضي لطلبه.

ابتسم "محفوظ" برضا لحفيدته، لطالما كانت ذكية للغاية، حتى أنها تتمتع بذكاء لم يسبقها إليه أحدٍ من أفراد العائلة حتى أخوتها.
كان رأسها يعج ويزدحم بالتفكير بما هي مقدمة على تنفيذه، تريد أن تتخلص من وجود "آدم" بحياتها إلى الأبد هذه المرة ولذلك قررت إستخدام الحيلة الأخيرة بحوزتها.
رفعت رأسها وقد رسمت ملامح الحزم والقوة على وجهها ثم أردفت:

_أنا أريد العودة لزوجي، فأنا أحمل طفله ولا أريد أن يولد هذا الطفل ليجد أبواه منفصلان.

سابقًا كان يُقر بذكائها أما الآن فهو سيصرخ ملئ فاهه أن حفيدته عبقرية وليست على قدر عالٍ من الذكاء فحسب، لقد فهمت ما يريده ببضعة كلمات فقط وها هي تسارع لحل مشكلته معها.
أومأ "محفوظ" برأسه وهتف بابتسامة راضية:

_غدًا سأرسل في طلب محمد لتسوية الخلاف بينكما وسأحرص بنفسي ألا يكرر خطؤه بحقك مرة أخرى.

انتهى الحديث بينهما عند هذه النقطة، خرجت "رهف" من الغرفة وقد قاومت رغبتها بالبكاء بقوة تحسد عليها لم تبكِ من قبل أبدًا بسبب حوار أو حكم ظالم خرج من "محفوظ"، لقد أصبحت حساسة بسبب الحمل وهذا الأمر لا يروقها أبدًا.

كانت كمن يجلس على صفيح ساخن،تكاد تزهق روحها من فرط توترها وخوفها من نتائج هذه المقابلة التي تدور بين السيد "محفوظ" وحفيدتها، تعلم جيدًا أن "محفوظ" سيضغط على "رهف" ويضطرها للعودة إلى زوجها حتى يضمن ابتعادها عن "آدم" تمامًا ومن خلال معرفتها القصيرة "برهف" وبطريقة تفكيرها ستوافق على ما يريده فقط لتبتعد عنهم مئات الأميال حتى ولو اضطرت إلى إلقاء نفسها بالتهلكة، لكنها لن توافق على هذا الأمر أبدًا ستكون كالشوكة في خاصرة الجميع بما فيهم "رهف" ولن توافق على رجوعها لذلك المخنث أبدًا، لأول مرة تتفق مع "آدم" وتضم صوتها لصوته.

دلفت "رهف" إلى غرفتها المتواضعة بقصر جدها الفخم، كانت تبحث عن مكان ناءٍ تستطيع فيه البكاء بحرية وحتى الصراخ حتى ينقطع صوتها، هي وحدها من تدفع ثمن خطايا الجميع، منذ أن نفخت فيها الروح وهي تعاقب على خطايا لم ترتكبها بل كانت مفعولًا به طوال حياتها، تحملت إهمال جدتها لابنتها وعدم تقديم الحماية الكافية والحرص من وجود شاب سئ الخلق ومنحرف، تحملت وصمة عار إبنة الحرام الذي ظل يلازمها طول عمرها وحتى وقتنا هذا حتى أنها تحملت نظرة جميع أفراد العائلة بدونية واشمئزاز فيما تكون نظرات الاحترام والتقدير لوالدها الخسيس!، أي ظلم هذا الذي تتعرض له!، والآن يتخلى عنها جدها كالعادة ويضحي بها هي لينقذ حفيده الأكبر من عار الزواج من ابنه غير شرعية.

اقتربت منها "زينب" وجلست بجانبها على الفراش ورفعت يدها تربت على ظهرها بمواساة هاتفة بنبرة متوجسة:

_ماذا حدث؟، لم أرسل في طلبك؟.

ابتعدت "رهف" عن يدي جدتها التي تربت بها على ظهرها برفض تام لمواساتها المزيفة وهتفت بصوت غاضب باكي:

_طلب مني الابتعاد عن حفيده الغالي، أخبرني برغبة آدم في الزواج مني ومن ناحية أخرى كان ينظر لي بتهديد خفي أن أوافق على عرضه.

انكسرت نظرات "زينب" وهي تتابع ابتعاد حفيدتها عنها وعدم إحتمالها لمجرد لمسة منها، لكن حديثها بث الأمل بداخلها لتهتف تسألها بابتسامة بسيطة ظهرت على شفتيها:

_هذه المرة وافقتِ على طلبه أليس كذلك؟.

حركت "رهف" رأسها نفيًا وهتفت ببكاء حاد:

_لا، لم أوافق بل طلبت من السيد محفوظ العودة لزوجي حتى ابتعد عن هذا القصر إلى الأبد، يكفي ما تعرضت له هنا على أيدي الجميع.

لطمت "زينب" على صدرها بقوة وعنف وهتف بنبرة أشبه بالصراخ:

_ماذا فعلت يا مختلة؟، آدم هو طوق نجاتك الوحيد من تلك الهوة السوداء التي ابتلعت والدتك من قبلك والآن أنت.

نهضت "رهف" من مكانها وهتفت بصراخ وبكاء لم تستطع التوقف عنه:

_طوق النجاة الوحيد متمثلًا بعودتي لمحمد وانتظار طفلي لاحيا معه السعادة التي لم أذقها يومًا.

رمشت "زينب" بجفنيها عدة مرات غير مصدقة إلى أي مدى أصبحت "رهف" بهذا الكم من الغباء ثم هتفت بصوت مشدوه:

_هذا المخنث طليقك هو طوق النجاة بالنسبة لك!، لقد أوشك أن يزهق روحك بالمرة السابقة ولم ينقذك منه هو ووالدته تلك الأفعى السامة سوى آدم.

لم يزدها حديث جدتها سوى إصرارًا أكبر على تنفيذ قرارها لتهتف بنبرة قوية حاسمة:

_أنا لا أهتم سوى بطفلي الآن، لن أسمح أن يعاني نفس ما عانيته أنا، يكفي أنه ابن حلال جاء نتيجة زواج شرعي، سأحرص أن يحيا حياة طبيعية.

هزت "زينب" رأسها يمينًا ويسارًا بقلة حيلة وأردفت بصوت معذب:

_محمد لن يلقي بالًا بك أو بحملك البائس هذا بل سيتركك لوالدته لتفعل بك ما تشاء كالسابق، وفي إحدى نوبات غضبه سيزهق روحك، وقتها سيواجه طفلك نفس مصيرك حتى أنه سيكون أسوأ.


صمتت لثوان ثم هتفت متوسلة ل"رهف" أن تفكر مرة أخرى بعرض "آدم" للزواج:

_أعيدي النظر بالأمر مرة أخرى وبتأنٍ شديد، السيد محفوظ ونجليه لا يريدون سوى هلاكك، إذا تزوجت من آدم سيحظى طفلك بأب رائع وستدق السعادة بابك أخيرًا.

لم ترد "رهف" على جدتها وأشاحت بوجهها بعيدًا عنها، تخبرها بوضوح أنها ستفعل ما عقدت العزم عليه وأخبرته لجدها وهذا بالتبعية يعني خسارتها ل"رهف" كما خسرت "إيمان" من قبل وهذا الأمر هي لن تتحمله أبدًا، عليها أن تمنعها من العودة لزوجها بأي طريقة ولم يكن أمامها سواه!.

كانت تنتظر مجيئه إلى القصر بصبر نافذ عليها أن تخبره بما حدث بين "محفوظ" و "رهف" قبل أن يحكم جده الحصار حوله جيدًا ويجعله يصرف النظر عن زواجه من "رهف"، هذه المرة لن تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد الجميع يدمرون حفيدتها الوحيدة دون أن تفعل شئ بل لو اقتضى الأمر ستدق كافة الأبواب التي من الممكن أن تساعدها في مشكلتها.
مر ساعتان آخرين اختفى فيهما عزم "زينب" لاخبار "آدم" بما حدث ونهضت من مكانها تجر أذيال الخيبة وراءها لكنها توقفت مكانها وعاد الأمل بداخلها من جديد عندما استمعت إلى بوق سيارته و" محمود" يفتح بوابة القصر ليدخل آدم بسيارته السوداء، ركضت "زينب" نحو "آدم" وما أن صف سيارته حتى أسرعت تفتح بابه وهي تقول بسرعة ووجل:

_السيد محفوظ أخبر رهف اليوم بطلبك للزواج منها، وكما فعل قبل سنوات أجبرها خفيةً أن ترفض طلبك وقد فعلت، كما أنها طلبت منه أن يبحث عن طليقها ويرمم الصدع بينهما لتعود له مرة أخرى.

استطاعت "زينب" تعكير صفو فرحته بتلك الخطوة التي خطاها نحوها أخيرًا ليفاجأ الآن برفضها له بل وطلبها الجرئ بالعودة لطليقها مرة ثانية، لن يحدث أبدًا طالما بصدره نفسًا يتردد.
خرج من السيارة ووقف أمام السيدة "زينب" هاتفًا بنبرة هادئة:

_اخبريني بما حدث بالتفصيل ولا تغفلي عن ذكر أي كلمة.

هزت "زينب" رأسها بنفي وهتفت تخبره:

_رهف لم تخبرني بما حدث تفصيليًا، فقط أخبرتني أن جدك اتبع معها نفس الاسلوب بالسابق، أجبرها على رفض طلبك وأخباره برغبتها المزيفة بالعودة لطليقها.

أمسكت "زينب" بكف "آدم" وهمت بتقبيله وهي تهتف بتوسل:

_أتوسل إليك أن تنقذها من هذا المصير الذي تلقي بنفسها به، رهف هي روح إيمان، بسببها هي فقط مازلت اتنفس إلى الآن وإذا فعلت ما انتوته أنا أكيدة أن محمد سيقتلها هذه المرة.

سحب "آدم" كفه من يدي "زينب" يمنعها من تقبيلها وربت بها على كتفها برفق هاتفًا بابتسامة بسيطة:

_لن يحدث، هذه المرة رهف لا تملك حق الاختيار سوى بين أمرين فقط، إما الزواج مني وإما العودة إلى مكانها بالقصر كما كانت دومًا، لن أسمح لها بأذية نفسها أكثر.

عليه أن يضع حدًا لهذا الظلم الذي تتعرض له "رهف" منذ أن ولدت، سيتصدى لعمه وجده حتى أنه سينتقد سلبية والده على نحو يشعره بالخزي والمهانة لأنه شارك بأذيتها بهذا الشكل، سيحارب لآخر قطرة بدمه "رهف" من نصيبه وإذا لم تكن مقدرة له سيتعهد أمام الله أن يمنحها حياة طبيعية كإنسانة وليست خطيئة.
ترك "آدم" السيدة "زينب" واقفة بمكانها ودلف إلى القصر بخطوات أشبع بالركض تجاه غرفة جده الذي تفاجأ بتصرفه الهمجي المفتقر لأبسط قواعد الذوق واحترام خصوصية الآخر.

نظر إليه السيد "محفوظ" بحدة قائلاً:

_ما خطبك اليوم؟، لقد تخطيت حدودك آدم.

لم يجيبه "آدم" وانما تجاهله تمامًا ودلف إلى الغرفة ليتفاجأ بوجود كل من والده وعمه فلم ينتبه لهما منذ دخوله إلا الآن فقط.
وقف "آدم" أمام جده وهتف بنبرة حادة غير قابلة للنقاش:

_رهف لن تعود لطليقها، كما أنني مازلت مصرًا على الزواج منها ما أن تنتهي شهور العدة.

تشدق "سمير" بضحكة ساخرة هازئة ثم أردف:

_تلك الفتاة تحمل طفل مُحمد، هل مازالت متمسكًا برغبتك في الزواج منها؟.

أخفى "آدم" غضبه من "رهف" وتحلى بالصبر ثم أردف بنبرة هادئة أثارت غضب والده:

_بل مازلت متمسكًا بها أكثر، حتى أنني سأعينها على تربية طفلها.

تنهد السيد "محفوظ" بضيق شديد ثم أردف مشددًا على كل كلمة يقولها:

_هذا الزواج لن يحدث، وغدًا سيأتي محمد ليرد رهف لعصمته وبعدها سيصطحبها إلى منزلهما.


هتف "آدم" بنبرة حادة قاسية:

_لن يحدث، كما أنني سأحرص ألا يخطي محمد خطوة تجاه القصر.

انتفض "ناجي" من مكانه ولم يعد يستطع تحمل قلة تهذيب ابنه أكثر، كما أنه يكاد يغلي من شدة الغضب وهو يرى تمسك ابنه الغريب بالزواج من إمرأة مطلقة وتحمل طفلًا لرجل سواه يا وعلى استعداد تام لتحمل مسؤولية طفل ليس من صلبه.

هتف "ناجي" بنبرة حادة غاضبة:

_لقد تخطيت حدودك آدم، هذا الزواج لن يحدث تلك الفتاة غير مناسبة لك على الإطلاق كما أنها تحمل طِفلًا لا تربطك به أية علاقة.

هز "آدم" رأسه بنفي هاتفًا:

_بلى أبي، رهف هي الفتاة الوحيدة المناسبة لي، أنا أعشقها لم أستطع الزواج من أخرى منذ أن تزوجت من محمد، هذه المرة لن أضيعها من يدي بل سأحارب لأفوز بها.

انقض "سمير" على "آدم" يمسك بياقة قميصه القطني ويهتف بغضب جحيمي:

_وانا لن أسمح لك بالزواج منها، هذه الفتاة لا تذكرني سوى بسنوات عمري الضائعة بسببها هي ووالدتها الخرقاء، لن أسمح لك أن تقحمها بحياتي أنا وأبنائي مجددًا.

لم يرفع يده ليدافع عن نفسه حتى بل ابتسم باستفزاز هاتفًا بنبرة ممطوطة:

_على حد علمي لم تضع سنوات عمرك انت يا عمي، بل سنوات عمرهما هما الإثنتان، لقد حققت مبتغاك عندما غمرت جسد إيمان بالتراب والآن تحاول فعل نفس الشئ مع رهف لكنني لن أسمح وسأكون كالشوكة في خاصرتك بكل مرة تحاول فيها التخلص منها وجعلها تلاقي نفس مصير والدتها الراحلة.


رفع "سمير" يده وهم بصفع "آدم" لكنه تفاجأ "بناجي" يقف بينهما ليمنعه من تحقيق هدفه، تحولت نظرات "ناجي" إلى الغضب الشديد وضغط على كف أخيه هاتفًا بغضب مكتوم:

_لقد تجاوزت حدودك يا سمير، إذهب لتحل أمورك مع ابنتك بعيدًا عن ابني ومنذ هذه اللحظة يتدخل آدم بأي شيء يخص ابنتك.

هتف "آدم" معترضًا على حديث والده:

_زواجي من رهف أمر لا نقاش فيه حتى ولو رفضته هي نفسها سيتم الزواج رغمًا عن أنف الجميع، ومن يعترض على الامر سيضطر لمواجهتي أنا شخصيًا.

_هل هذا تهديد أم ماذا؟.

خرجت هذه الكلمات من "محفوظ" الذي قرر أن يقف ندًا لحفيده العنيد وقد تعهد أن يجعله يعود لرشده وينسى أمر الزواج من رهف.
رفع آدم كفيه وهتف بابتسامة عريضة وإصرار مخيف ظهر بعيناه:

_لك أن تعتبره تهديدًا صريحًا، فأنا لن اضمن ردة فعلى إذا حاول أحدكم اعتراض طريقي.


خرج من الغرفة بهدوء صاخب تاركًا ثلاثة أزواج من الأعين تنظر له بذهول وغضب شديدين يحاولون إيجاد حلًا لردعه عما يريد فعله، فقد بدى آدم مصرًا على الزواج من رهف هذه المرة بطريقة أخافتهم فبالرغم من رفضها هي لطلبه إلا أنه مازال متمسكًا بها بل وليس لديه أدنى مشكلة إذا تم الزواج رغمًا عنها!.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي