البارت الرابع

-بدأ صباح المغامرات، فكلا من ابطالنا يريد الانتقام من الآخر بطريقته الخاصه و لكن سماء فصل الشتاء لم تسمح لهم بالانتقام بل ستقربهم أكثر من بعضهم البعض، حيث أن بدأت السماء تمطر و بدأت تفوح رائحة المطر في كل أرجاء الارض، فالارض متعطشة لماء المطر، فالمطر مصطحب معه صوت رعد السماء الذي يزلزل القلوب من اماكنها، فبدأ الخوف يسيطر على قلب نور من هذا الصوت الرهيب، فحاولت أن تهدئ قلبها و لكنها لم تعرف، فبدأت تبكي بشده من الخوف و قلبها يرتعش خوفا، فتذكرت حضن امها لها عندما كانت تبكي من الخوف فازداد بكاءها، و بدأت تبكي بصوتا مرتفع إلى أن سمعها ادم فحاول أن يسيطر على مشاعره تجاهها و لكن قلبه أبى ذلك، فقام مسرعا من على سريره و عندما ذهب إلى غرفتها فتح باب الغرفه و نظر لها وجدها تحتضن أرجلها و رأسها مسنوده على ركبتيها و تبكي بشده، فذهب إليها مسرعا لكى يهدأها و لكنها لم تستجيب له لأن الخوف سيطر على جميع حواسها و لم تسمعه و لا تعرف ماذا يقول، فكاد قلبه يتقطع من شده قلقه عليها فجلس بجوارها ينتظرها حتى تهدأ، و بعد مرور بعض الدقائق و هو جالس بجوارها هدأت نور و قامت برفع رأسها لكي تمسح دموعها، فنظرت بجوارها بصدمه فرأت ادم بجوارها ينظر لها بابتسامه رقيقه.
-فقال لها: لم أكن أعلم انكي قلبك ضعيف إلى هذه الدرجه، لقد خشيت عليكى من أن يحدث لكي اي مكره.
-نظرت له بغضب و هي تحاول أن تهدئ من قلبها و قالت بشهقات متتاليه: و لما تخشى عليا مثل ما تقول، الم تأتي الى هنا لكي تشعر بالانتصار على.
-نظر لها ادم بغضب و تركها و خرج مسرعا من الغرفه دون أن ينطق بكلمه واحده، تركها و هي تشعر بانتصاره عليها فبدأت أن تهدئ نفسها و تقول اهو جاء إلى هنا لكى يشفي غل قلبه منى، لا بد و أن اتماسك و اكون قويه حتى لا اترك له مجال يسمح له بالدخول في حياتي، ثم هدأت و نامت، أما عند ادم فبدأ يلوم في نفسه و يقول لماذا أشعر بهذا الشعور تجاهها، انسيت ماذا فعل بي ابيها، لا بد و أن ترى منى أسوء ما في، ثم ذهب للنوم و قرر أن يتجنب هذه الفتاه و عندما يضطر أن يراها فسوف تكون معاملته قاسيه مثل الأول معها.
-بعد مرور ساعتين قام ادم و ارتدى ملابس العمل و ذهب إلى شركته و هو في كامل أناقته، عندما هم بالنزول خارج القصر وجدها واقفه في شرفه الغرفه تنظر إلى جنينه القصر و لم تراه، فهي واقفه و مرتديه الملابس التي اعطتها إياها و شعرها منسدل على ضهرها فكانت في غايه الجمال و الروعه فنظر ادم إلى الأمن فوجد أحدهم ينظر إليها ثم عندما رأى ادم نظر إلى الأرض مسرعا، فاشتدت الغيره في قلب ادم ثم ترك سيارته و ذهب مسرعا إلى غرفه نور و قام بفتح الباب و دخل لها بسرعه و أمسك بيدها و دخل بها في داخل الغرفه و نظر لها بغضب.
-ثم قال لها: أأنتي محجبه ام تمثلي علي الحجاب؟
-نظرت له بغضب و بعدت يده عنها بقوه و قالت بألم: ما داخلك إذا كنت محجبه ام لا، اتركني و حالى أيها الغبي.
-اشتد غضب آدم لأنها سبته و قام بكل ما فيه من قوه بلطمها على وجهها، من شده الألم نزفت من أنفها و تحول وجهها إلى من وجها مشرق و منير إلى وجها شاحب اللون الد،ماء تنزف من أنفها و بالأمس من جبينها، فنظرت له بألم شديد و قامت بلطمه على وجهه، فازداد غضب آدم و قام بامساكها من شعرها و قام بتقريبها إليه و نظر لها بكل غضب و هي تتألم.
-ثم قال لها: لقد تهاونت معكي كثيرا و نسيت انكي ابنت عدوى، من اليوم لم اسمح لك مره اخرى بإهانتي و اللا ستكون حياتك هي الثمن.
-قامت نور بكل قوتها بإبعاده عنها و لكنها لم تقدر، فتركها ادم و هو ينظر لها نظره كلها احتقارا لها، فذهبت نور مسرعه إلى التمثال الموجود في الغرفه و أمسكت به و قامت بقذفه تجاه ادم و هي تصرخ بشده فوقع بجوار قدم ادم فنظر له ثم نظر لها و ترك الباب و ذهب إليها و قام بلطمها على وجهها عدة لطمات، ففي هذه اللحظه دخلت جدته إلى الداخل و بعدته عنها بكل قوتها ثم نظرت لآدم و نظرت مره اخرى على نور.
-ثم قالت له: لماذا تفعل بها هكذا يا آدم، ماذا فعلت هذه المسكينه كي تفعل بها كل هذا.
-في هذه اللحظه نظر آدم لنور بغضب و خرج مسرعا من الغرفه و ذهب و ترك الباب مفتوح و جدته بالداخل و ذهب إلى إلى شركته و هو غضبان مما فعلته معه، أما عند نور فكانت تبكي بشده و شهقاتها تتعالى بسبب ما جرى لها، و جدت آدم تهدئها و لكنها لا تهدأ و النزيف الذي يخرج من أنفها لم يتوقف، فحاولت الجده تهدأتها و عمل الاسعافات الاوليه لها الي ان توقف النزيف عن النزول، ففي هذه اللحظه نظرت نور إلى الجده و مسكت يدها و اخذتها و ذهبت الي الاريكه تجلس و طلبت من جده آدم بأن تجلس معها لكى يتحدثوا سويا و تعرف ما هو السبب وراء خطف آدم لها.
فقالت نور لجدته بصوت ملئ بالحزن: ارجوكي اريد أن أعلم ما هو السبب وراء خطف آدم لى، و ماذا فعل أبي معه لكي يفعل معي و معه كل هذا ارجوكي يا جدتي أخبريني.
-نظرت لها الجده بحزن عميق و استرجعت ذكريات ما حدث في الماضي من ايمن السويفي تجاه ولدها و زوجته و أبناءه.
-ثم قالت لها: أبيكي كان سببا في ق،تل ابني و زوجته و أبناءه.
-نظرت لها نور بصدمه عارمه ثم قالت بدموع: ماذا تقولين لا لا ابي لم يفعل هذا.
-قامت جده ادم وقفت مره واحده و نظرت لنور بغضب شديد و ذهبت خرج الغرفه ثم ذهبت إلى غرفتها لكي تأتي بهاتفها إلى نور لكي تريها الفيديو الذى بعث لآدم و هو في صغير، ثم ذهبت مره اخرى الى غرفه نور و دخلت الغرفه و فتحت الهاتف على الفيديو، فكان الفيديو يحتوي على مكالمه بين ايمن السويفي مع أحد رجال الأعمال و هو يتحدث و يقول بأنه تخلص من صديقه لكي يحصل على أعلى الأسهم في الشركه و كان من من صور الفيديو كانت السكرتيره فكانت تعمل لصالح أحد رجال الأعمال و بعثت له هذا الفيديو، و بعد ما علم ايمن السويفي بما فعلته تخلص منها بنفس الطريقه التي تخلص بها من والد ادم و والدته و اخواته.
-اشتد الآلم في قلب نور فحاولت أن تتماسك لأنها شعرت للحظه أن من علمها القيم و الاخلاق هو نفسه قا،تل الأبرياء فنظرت بألم لجدته و قالت لها: لماذا لم يبلغ آدم عن والدي.
-نظرت لها الجده بحسره ثم قالت لها: لانه يريد أن يأخذ حق والديه و اخواته بيده.
-اشتد غضب نور من كلام الجده و لكن قلبها يقول أنه معه حق في الانتقام و اخذت تحدث نفسها و هي منهاره و تقول لماذا يحدث لي كل هذا، لماذا يفعل ابي كل هذا، تركتها الجده و هي تحدث نفسها من أثر الصدمه، ثم قررت أن تتحدث معه برفق و تحاول أن تسيطر على قلبه حتى لا تخسر والدها في هذه المعركه، ذهبت إلى شرفه الغرفه تنتظره حتى يأتى و لكنه تأخر كثيرا عن معاده و كاد جسدها أن يتجمد من شده بروده الجو، و لكنه عاد في المساء فخرجت من غرفتها و انتظرته أمام باب غرفته حتى أتى إلى غرفته و هو مجهد، فعندما وصل إلى غرفته وجدها أمام باب الغرفه تنظر له بإبتسامه رقيقه، فلم يعطيها أي اهتمام و فتح باب غرفته ثم غلق الباب في وجهها، حزنت نور من رده فعله و لكنها لم تيأس و قررت أن تطرق الباب عليه، فقام آدم بفتح الباب و نظر إليها بغضب.
-ثم قال بحده لها: ماذا تريدين الآن؟
-ابتسمت نور إليه ثم قالت بصوت يملئه الهدوء: أريد أن أتحدث معك أرجوك و لو لمده قصيره.
-نظر لها آدم بإستغراب شديد مما تقوله و سمح لها بالدخول الى غرفته كي تتحدث معه، فعندما دخلت نور ذهلت من جمال غرفته و اخذت تشاهد الغرفه في ذهول فكانت تحتوى على كل شئ باللون الاسود و لكنه منفذ بتصميم اكثر من رائع.
-ثم قالت له: لماذا تم اختيارك لهذا اللون.
-لم يعطيها ادم اي اهتمام لما تقوله ثم قال لها بحده: ماذا تريدين الآن، أنا أريد انا أريح جسدى لأني مجهد و لا اتحمل اي كلمه.
-حاولت نور تهدئته فذهبت و جلست على الأريكه و خلعت حجابها و قامت بفرد شعرها على ظهرها ثم نظرت له، فوجدته ينظر إليها بنظره مليئه بالغضب، فقامت و وقفت أمامه و أمسكت بيده و قامت بسحبه بكل قوتها و طلبت منه أن يجلس على الأريكة حتى يتحدثوا سويا، فجلس آدم و بعد دقيقه طرق الباب عليهم فذهبت نور إلى الباب و قامت بفتحه و اخذت الطعام من الخادمه، فكانت قالت للخادمه عندما يحضر ادم تحضر لهم الطعام في غرفته، فنظر لها ادم باستغراب شديد لأنه رأي ان الطعام يحتوي على اثنين من كوب اللبن، فنظر للكوبين ثم نظر إلى نور باستغراب.
-ثم قال لها: لما احضرتي هذا الطعام، و لماذا احضرتي اثنين من كوب اللبن اتريدين أن تستقيئي عليه مثل الامس، و لماذا خلعتي حجابك أمامي ماذا بكي اليوم، انا لم أعد أفهم ما الذي برأسك، اوضعتي لي سمٱ في هذا الطعام، أتريدين أن تنتقمي مني مما فعلته بكي في الصباح.
-تغيرت ملامح نور من إبتسامه رقيقه إلى حزن و دموع ثم قامت و ذهبت إلى باب الغرفه و قامت بفتحه و همت بالخروج ثم ذهبت إلى غرفتها، أما آدم فكان يحدث نفسه بإستغراب شديد و يقول ماذا حل بها، أجنت هذه الفتاه، أم ماذا، ثم نظر إلى الطعام فأخذه و ذهب به الي غرفتها، و لكنه لم يلقاها في الغرفه ثم ذهب إلى الطاوله التي أمام الاريكه فوضع الطعام، و قام بالدخول إلى شرفه الغرفه فوجدها جالسه على الأرض تبكي بشده، فنزل و جلس بجوارها، فنظرت له باستغراب و عقدت حاجبيها مستغربه تشتته في أمره.
-ثم قالت له و هي تزيل دموعها و تنظر له باستغراب: لماذا أتيت خلفي، انا ذاك التي وضعت لك السم في الطعام، ألم تتهمني منذ لحظات بأني وضعت لك سمٱ في الطعام، و كيف أضع لك سمٱ و أنا لست المنفذه له فأنا مثلي مثلك سأأكل منه و أنا لم اعلم كيف صنع من أساسه، و ثم أني من أين سأأتي بهذا السم و انا لست في منزلى.
-ابتسم آدم لها ثم نظر إلي عينتيها اللاتين يتوه آدم في جمالهم و سحرهم، فنظرت له نور و تاهت هي الأخرى في جمال عينيه، حتي تاهو هما الاتنين في السحر الموجود في أعينهم، فضلوا ينظروا لبعضهم البعض لفتره طويله حتى فاقوا على صوت رعد السماء و هو يسبح رب العزه، فشعر آدم أنها بدأت أن يدخل الخوف في قلبها من هذا الصوت، فأمسك يدها و طلب منها بأن تدخل معه إلى داخل الغرفه، فدخلوا و جلسوا على الأريكة لكي يتناولوا الطعام سويا، فكلما سمعت نور صوت الرعد ارتعشت و تمسكت بأيدي آدم، و هو يمسك يدها و يحاول أن يطعمها حتى تلتهي في الطعام و تنسى صوت الرعد، و بعد ما انتهوا من الطعام، فنظر آدم إلى اللبن برهبه ثم نظر إليها.
-ثم قال لها بقلق: ماذا ستفعلي في هذه الكوب.
-نظرت له نور بابتسامه ثم قالت: سأشربها كلها.
-قام آدم و حاول الخروج و لكنها أمسكت بيده و طلبت منه الجلوس معها لأنها تريد الحديث معه في موضوعا مهما، فجلس آدم و هو مستغرب من طلبها و انسط لها لكى يستمع ماذا ستقول، نظرت له نور نظره كلها إستعطاف و قلبها يتقطع بداخلها لأنها تعلم أن ادم معه حقا في أخذ حق والديه و اخواته من أبيها.
-ثم قالت له: أنا أريد أن أتحدث معك في موضوعا مهم، و هذا الموضوع يخص حق والديك و أخواتك من أبي، لقد علمت اليوم أن أبي هو من كان السبب في وفاتهم بهذه الطريقة الشنيعه التي لا تمس الانسانيه بشئ، فكل ما أريده منك أن تنظر إلي أخواتي الصغار، ما هو ذنبهم بأن يكبروا ايتاما بدون أب، أنا أعرف أنه حقك، و لكن أريد منك السماح و الغفران له أرجوك، من أجل أخواتي الصغار، أنا أعلم أنك لست قليلا في هذه الدنيا و اعلم من تكون انت، فأرجوك من أجل اخواتي لا تفعل به شيئا، افعل ما تريده في و لا تفعل شيئا في أبي، لو تريد قت،لى فأنا مستعده للم،وت فأنا لا أخشاه و لكني أخشى أن أعيش يوما بدون ابي.
-استمع لها ادم حتى النهايه ثم قام من على الأريكة و وقف أمامها و الدموع تملأ عينيه عندما تذكر والديه و الن،ار ممسكه بهما و هما يصرخان و اخواته يصرخون بشده، فلم يقدر وقتها على إمساك دموعه من الهبوط فنظر لها و الغضب يخرج من عينيه.
-ثم قال لها بحده: أتريديني أن أعفوا عن والدك لانه يمتلك أطفالا صغار حتى لا يكونوا ايتام، أتعلمين بأن أبيكي تسبب في موت اخواتي الصغار و حرمهم من الحياه التي تخشي أن تعيشي فيها يوما بدونه، أبيكي جعلني أشعر بأنني أموت كل يوما بسبب أنه دمر عائلتي بأكملها، أتركيني و شأني و لا تتحدثي معي مره اخرى فأنتي ابنه قا،تل عائلتي، و انتي هنا فقط من أجل أن أأخذ حق الاسهم التي سرقها والدك بعد قتل عائلتي و بعدها سأأخذ حق عائلتي منه و أتركك و شأنك.
-ازداد القلق في قلب نور بعد ما تحدثت مع ادم، و علمت أنها لم تعتبر شيئا في قلبه بل هي عباره عن اداه لإرجاع حقه، ذهب ادم إلى غرفته و هو حزين مما سمعه منها و عرف بأن جدته هي من أخبرتها، حاول أن ينام و لكن عاد الحادث أمام عينيه من جديد و تذكر كل شئ مما حدث في الماضي بسبب هذا الحديث الذي كان يتوقعه حديثا لشيئا اخر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي