الفصل الثاني

- شعرت بجسدى يرفُع من على حافة الطريق، وصوت صديقتى مسِره يتكرر مراراً وتكراراً داخل اذنى وهى تخبرنى بصوت عالى ومرتجف قليلاً من الخوف أن اتوقف، صوت صراخى ملأ، المكان من شدته غطى على صوت مسِره تماماً، لم أعد اسمع أي شيء سوى صوت صراخى الشديد.

فتحت عيناي ببطء شديد بعد أن لم أعد اسمع أي شئ!!

وجدت نفس لا أزال اقف على حافة الطريق يفصل بينى وبين الطريق الرئيسى خطوة واحده فقط !!

خطوه واحده فقط تفصل بينى وبين الموت، نظرتُ الى مسِره، التى كانت تمسك بي من الخلف وهى ترتعش فهى من قامت بسحبى من أمام تلك السيارة .

هتفت مسِره وهى ترتعش، وتتحدث إلى صديقتها مريم بهستريه كبيرة وصوت عالي نسبياً ،من شدة قلقها على صديقتها .

- الم اقل لكى أن تتوقفى؟! لماذا لم تتوقفى؟ الم اخبرك أن هناك سيارة آتيه قولى؟ ماذا أن حدث لكى شئ؟ ماذا أن صدمتك تلك السيارة؟ تحدثى لماذا لأ تردى على. تكلمى ؟!

كانت مريم لا تزال في صدمتها بعد لم تتخطى الموقف بعد، هى تعلم أن صديقتها تحلم بأشياء عديدة، وتعلم بامر ذالك الشخص الذي يأتى لها على الدوام في منامها، ولكنها لم ترى من قبل أحدى احلام صديقتها تتحقق امامها، فمسِره علمت بقدوم السيارة قبل أن تاتى إلى الشارع، وايضاً تلك السيارة لم تكن تظهر من خلف الأشجار لتقول بصوت منخفض قليلاً و مرتجف .

- كيف علمتى بقدوم السيارة من قبل أن تأتي الى الشارع ؟!

اقتربت مسِره من مريم وامسكت يدها وهى تقول بقلق.

- هل أنتى بخير هل تأذيتى؟

- قلت لكى كيف عرفتى بقدوم السيارة، هل هو ذالك الشخص مره اخرى
هل اتى لكى مجداً في المنام؟؟

- نعم لقد جاء وقال لي أن لا أتى إلى هنا، ولكن لم اتذكر جميع تفاصيل الحلم إلا الان.

- قولى لى ماذا رأيتى بالتفصيل في المنام ،هل علمتى من يكون؟ هل رأيتى وجهه؟

- لأ لم اره مثل العاده هذه المرة رأيت خياله فقط لم اره .

- حسناً أخبريني ماذا رأيتى في الحلم؟!!

- حلمت ليلة أمس أنى كنت اركض بسرعه كبيره ولا يوجد أحد معى ومن ثم رأيته...

قصت مسِره جميع ما حلمت به في المنام لصديقتها مريم ، وايضاً بشعورها بالقلق من ذالك الشخص، لتقول مريم محاولة تهدأت صديقتها والعثور على حل أيضاً لكى يعلمو من ذالك الشخص.

- لا تقلقى بالتأكيد سنجد حلًا.

نظرت لها مسِره بامل على أن تجد حلاً،فهى على وشك الجنان من ذالك الامر، لتقول راجية أن تجد حل عند صديقتها، وتعلم من يكون ذالك الشخص.

- هل تعلمين طريقة لكى نعلم من يكون هذا الشخص ؟

- اجل أعلم شخص ربما يستطيع مساعدتك.


ردت مسِره بلهفه شديدة.

- من يكون ذالك الشخص ؟!

- أنها أحدى اقارب والدتى، تعلم في تلك الامور وتفسر الااحلام، واعتقد أنها تستطيع مساعدتك .

- حسناً اريد التحدث معها على الفور .

- ساجلب رقمها من والدتى، واعطيه لكى غداً .

- حسناً ولكن اسرعى، اريد التخلص من تلك الأحلام باسرع وقت ،لم اعد احتمل تلك الالغاز التى توجد بحياتى.

عادت مسِره إلى منزل جديها، وهى مرهقة من ذالك اليوم الطويل ،القت حقيبتها باهمال، وهى تنادى على جديها بصوت عالى،فقد قررت اليوم أن تخبرهما بما يحدث معها ،لكى تعلم من ذالك الشخص، ولكى لأ تكون بمفردها ،فشعور الخوف والقلق من ذالك الشخص بات يصاحبها، ولكن لم تسمع أي رد ياتى اليها لتنادى عليهم مرارا وتكرارا ولكن نفس الرد الاول لا يوجد احد يجيب!!

شعرت بالقلق لعدم سماع أي صوت لجديها في المنزل، لتبدأ بالبحث في اركان المنزل وهى تستمر بالمناده عليهما.

- جدى، أين أنت يا جدى، أين أنتِ يا جدتى، اخرجى اين أنتى كفاكما مزاح معى، اريد اخباركما بشئ يحدث معى اين انتما؟!

كانت تدخل غرفه تلوى الاخرى ،وهى تبحث عنهما ببعض القلق ،صعدت الدور الثاني و ذهب إلى غرفة نومهما ،لتفتح الباب وهى تنظر بدقة في أنحاء الغرفة باحثه عن جديها، ولكن مثل باقى الغرف فارغة لأ يوجد بها أحد ،كانت على وشك المغادره ولكن لاحظت شئ ما على السرير لتتوجه اليه بتوجس!!

تقدمت من السرير لتجد عليه ورقه، امسكتها و بدات بقرئتها بصوت عالى.

- عزيزتى مسِره أنا جدك، لأ تقلقى علينا أنا وجدتك، نحن سافرنا إلى القاهرة ،حاولنا الاتصال عليكى لكى نخبركى ،ولكنك لم تجيبى ،وقد كان يجب علينا المغادره في اسرع وقت لكى لا يفوتنا القطار المتوجه إلى القاهرة، أن اردتى شئ اتصلى واخبرينى ،جدتك اوصت عليكى جارتنا ام خالد أن اردتى شئ اخبريها، ولا تقلقى يا عزيزتى
احبكى يا حلوتى، و اعتنى بنفسك .

سقطت منها الورقة، ثم لأ تعلم لماذا ولكنها بدأت في البكاء كطفل تركته والدته لتوه ،
ولما لأ فجديها هما الذين ربوها ،هى لأ تتذكر والديها فقط تعرف أن والديه هما جدها وجدتها واليوم رحلو إلى محافظة أخرى.

نظرت حولها في اركان الغرفه، وهى تعيد ذكرى جديها بها وهما يلعبان معها وهى صغيرة وايضاً وهى كبير تتذكر كم من الليالى التى باتتها معهم ،كانت تشعر بالوحدة لعدم وجود والديها معها ولكن اليوم شعرت بها اكثر بكثير من قبل شعرت انها تائهة بدون جديها.

اللذان ربوها في صغرها هى لأ تتذكر والديها بل فقط تتذكر جديها.



فى مكان اخر، كانت تجلس في غرفة المعيشة في شقه صغيره، في مدينة القاهرة كانت جدة مسِره قلقة للغاية على حفيدتها الوحيدة.

- لقد اخبرتك منذ أن اتينا إلى هنا أن لأ تقلقى عليها مسِره كبيرة بما يكفى وتستطيع الاعتناء بنفسها.

- لا استطيع أن لا اقلق عليها فهي صغيرتى
ولا استطيع أن اعتاد على فرقها.

- وماذا سوف افعل أنتى تعلمين لولا علاجك لما اتينا إلى هنا ولكى لأ تعلم مسِره انكى مريضه بالقلب.

- لأ اعلم كيف مرت تلك اسنوات ،لقد مر علينا سبعة عشر سنة ونحن نربي مسِره كانها ابنتنا لقد احببتها كثيراً مثل ابنتى
ولا اقدر على فرقها.

- لأ تقولى مثل ابنتك بل هى بالفعل ابنتنا.

- نعم هي كذالك ،ولكن الحقيقة انها ليست كذالك لا ادرى ماذا سوف تفعل مسِره إذا علمت من يكون والدها الحقيقيان؟

- بالتأكيد لن تعلم .

- بالتأكيد سوف ياتى يوماً ما وتعلم كل شيء لا يوجد شيء يبقى سراً للأبد .

- ارجو أن لأ يحدث هذا اًبداً، ولا تعلم والدها من يكونان وإلا هناك مشاكل كثيره ستحدث لا حصر لها وستتعرض للكثير من المخاطر .


فى مكان بعيد كان يقف بكل شموخ، وهو ممسك في يده الايمن كوب القهوه و ينظر من نافذة المكتب الكبير ،يتطلع على أورق الأشجار التى تتساقط ببطء شديد ،فى فصل الخريف، مثل حياته الممله التى تتكرر با استمرار مثل اوراق هذه الشجرة تتساقط با انتظام واحدة تلو الأخر .

تنهد بأمل على أن تتغير حياته مثل ما سوف تتغير حياة تلك الشجرة وياتى اليها بعد معاناتها في فصلى الخريف، والشتاء، سيأتى الربيع، محملًا في طياته الكثير من الخير لهذه الشجرة.

يتمنى أن ياتى عليه فصل الربيع، مثل هذه الشجرة محملًا با الآمال والخير ،فهو وبرغم من انه طبيب نفسي يعالج مرضاه من الأمراض النفسية، إلا انه هو من يحتاج من يعالجه ويكون معه في حياته ليس مثل أولائك المخادعين الذين يتواجدون في حياته.

أخرجه من تأمله في أورق الأشجار وهى تتساقط صوت الممرضة وهى تخبره عن مواعيد عمله.

- دكتور ذياد، يوجد الأن موعد عندك مع المدام سارة.

تنهد ذياد بملل، فهذا هو ما يفعله على دائماً وبااستمرار ، وضع كوب القهوة الذي كان يمسك به وهو يقول للممرضه

- حسناً ادخليها ولا تجعلى لى احد اخر موعداً بعدها ،لانى سوف أخرج من العيادة.

لبت الممرضة ما طلبه، والغت جميع مواعيده ولم تعطى لاحداً أي موعد ، لتدخل تلك المدعوه ساره لتتحول جميع ملامح ذياد من البرود إلى الأبتسامه لكى يواجها بها مرضاه ،فهم يأتون اليه لكى يتعالجو من مشاكل نفسية تعرضو لها في الحياة لا لكى يزيدو من مشاكلهم النفسية

- اهلاً يا مدام ساره كيف حالكِ اليوم؟؟

- مرحباً يا دكتور ذياد أنا على ما يرام لقد تحسنت كثيراً عن البداية.

- حسنًا لنبداء في التحدث اولاً.




مرا اليوم ببطء على البعض وخاصتاً مسِره، مر عليها الوقت ببطء شديد للغاية، كل ثانيه تمر كأنه دهر يمر عليها.

لياتى يوم جديد يحمل في طياته الكثير
و الكثير ،و خاصتاً تلك الفتاه التى تدعى مسِره ،فاليوم سوف تفعل كل ما يمكنها ان تستطيع فعله لكى تعلم امر تلك الأحلام التي تراودها في المنام.

ذهبت الى المدرسه مبكراً، دون أن تأخذ وجبت الافطار في الصباح ،ولم تذهب لكى تصطحب صديقتها معها إلى المدرسة.

بدات الطالبات بالصعود الى فصولهن، ومعهم مسِره اتجهت إلى فصلها ،وجلست مكانها في المقدمة، لتجد صديقتها مريم تجلس بجوارها ،وهى تتنفس بصوت عالي من كثرة الجري.

فهى بالتاكيد انتظرت مجئ مسِره لفتره طويلة ولكنها لم تأتى، وايضاً لا تجيب على هاتفها، لذالك خرجت من منزلها مسرعة ،لكى لا تتاخر على المدرسة ويمنعوها من الدخول
لتقول وهى تحاول اخذ انفاسها.

-لماذا لم تأتى اليوم لقد انتظرتك كثيراً؟؟

- لقد خرجت اليوم مبكراً من المنزل، وأنتى بالتاكيد لن تكونى جاهزة في هذا الوقت المبكر ،عندما وصلت إلى المدرسة لم يكن يوجد بها احد .

- لماذا خرجتى من المنزل مبكراً اليوم؟!

- انتى تعلمين انه لا يوجد احداً في المنزل ولا يوجد شيء افعله ،كل شيء ممل المنزل بدون جدى وجدتى لأ يحتمل.


- حسناً تعالى عيشى معى إلى أن ياتى جدك وجدتكى، أنتى تعلمين انه لا يوجد احد يعيش معاً في المنزل سوا أنا وامى وابى وكلاهما يحبانكى فلتاتى معى.

- لأ استطيع المنزل افضل لى وكل اشيائى هناك من الصعب نقلها.

- حسناً على راحتك افعلى ما شئتى، ولكن اعلمى أن منزلى مفتوح لكى في أي وقت من الأوقات.

- اعلم ذالك حبيبتي، ولكن قولى لى ماذا فعلتى في الشخص الذي قلتى با الأمس انه يستطيع مساعدتي لان لديه معرفة في الاحلام؟؟

- تقصدين قريبة امى ؟!

- نعم اقصدها، هل جلبتى الرقم من والدتكى؟

- نعم جلبت الرقم.

- حسناً اعطينى الرقم على الفور .

- بالتأكيد خذي ،ولكن انتظرى إلى أن ننهى المدرسة ،أو على الاقل في وقت الراحة الان سوف ياتى استاذ التاريخ ،ولن تستطيعى التحدث معها الان.

- حسناً معكى حق سوف اتحدث معها في وقت الراحة.

مر الوقت على مسِره كانه سنوات طويلة وليست حصص ،فكلما انهت حصة اتتت حصة اخرى حتى مر اربعت حصص، وقد اتى وقت الراحة.

اخذت مسره الرقم من صديقتها بسرعه، لكى تعلم كل ما يدور في حياتها من الغاز.

- السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، هل انتى الشيخه سمر؟؟

- و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته، نعم يا ابنتى أنا هى من تكونى انتى

- أنا اسمى مسِره ،اردت أن اسألكى عن أمر ما ياتي باستمرار في حلمى.

- حسناً تفضلى ،قولى يا ابنتى ما اللذى ترغبين في قوله .

- أنا أرى في المنام شخص لأ أعلم من يكون هل هو انثى ام ذكر؟ لم أرى وجهه من قبل، ياتى لى باستمرار في احلامي ،ويخبرنى بعدة اشياء، ولكن لأ اتذكر أي شيء منها ،إلا عندما ارى ماقاله فى المنام يحدث امامى بالفعل .

بدأت الشيخة سمر تسأل مسِره اسألة عديده ومختلفه عن ذالك الشخص ، بعض الاسألة استطاعت مسِره الجواب عليها ،والبعض لم تستطع معرفت الاجابة عليه.

لتقول الشيخه سمر، وهى ليست على يقين تام مما تقوله.

- انظرى يا مسِره،انتى مثل ابنتى ،أنا لا استطيع أن احدد لكى من هو هذا الشخص بالتحديد لانكى أول شخص يخبرنى عن هذا الأمر او با الأدق لم اسمع عن هذا إلامر من قبل ولكنى اشك في شئ ما ولكن لا استطيع أن أتحدث معكى في الهاتف تعالى عندى ونتحدث في الامر بالتفصيل.


- حسناً ساتى اليكى ولكن ما هو الأمر الذي تشُكيِن به؟؟؟

- أنا اشك أن الذي يأتى لكي في المنام هو قرينك من العالم السفلى.

- قرينى!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي