الفصل الرابع

نظرت مسِره إلى صديقتها مريم بشرود وهي تعيد ما قالته صديقتها للتو.

- دكتور ذياد.

- نعم مارئيكِ في الأمر اذهبى اليه ، تأكدى وصدقينى لن تندمى على الأطلاق.

بدأ على وجه مسِره التفكير في الأمر بدا وكانها بدأت في الاقتناع بالأمر بالفعل لتنظر إلى مريم وهى تقول بأرتجاف مترددة من القرار الذي اخترته.

- حسناً وماذا أفعل لكى اذهب إليه؟

أنا خائفة .

- لأ تخانقى لن يحدث شيء.

كل شيء سيكون على ما يرام.

- ولكن يجب أن أخبر جدى وجدتى بالأمر قبل أن اذهب الى الطبيب النفسي.

- حسناً سآتى معكى إلى المنزل ونتحدث مع جدك وجدتكى لأ تقلقى .

بعد قليل وصل كلاًّ من مسِره ومريم إلى منزل مسِره التى كانت شاردة طوال الطريق ،وهى تفكر فيما سوف يحدث معها في المستقبل ماذا سوف تقول لجدها وجدتها هل سوف يصدقنى جدآى ؟هل سوف يوافقان على أن اذهب الى الطبيب النفسي ؟

- إذا ماذا سوف نتناول ماذا تريدين أن أعد لكى على طعام الغداء؟

- لأ تتعبى نفسكى في إعداد الطعام.

- عن أي تعب تتحدثين أنتى سوف تقومين بمساعدتى في اعداد وجبه الغداء ، هيا تعالى خلفى إلى المطبخ فهنالك طعام يجب أن يعد وان يكون شهياً.

- أنا قادمة خلفكى فأنا جائعة للغاية ارغب في التهام تلك الثلاجة التى خلفِك.

- إذاً السؤال الأكثر حيره هو ماذا سوف نتناول على الغداء؟

- فل نعد أي شيء ،ربما نتناول بيتزا أو نعد معكرونة أي شيء.

- إذا ماذا نعد معكرونة أم بيتزا؟

- لا لا أنا أريد أن اتناول كعك الشوكلاتة والبسكويت ،ونتناوله مع ابريق من الشاي او القهوة

- حسناً سوف نعد كعك الشوكلاتة والبسكويت سيكون رائعاً هيا لنحضر الطعام.

- لا لا أنا أرغب في تناول شئ أخر غير الكعك بالشكلاته والبسكويت اريد شئ حامض مثل الليمون ما رئيك أن نصنع عصير الليمون مع الوجبه الثانيه؟!

- انتى لا تستطيعين الثبات على رائ ماذا سوف نتناول ؟ماذا تريدين؟ هل تريدين أن تتناولى بيتزا ام معكرونه ؟ام كعك الشوكلاته والبسكويت أم نريد عصير الليمون وشي حامض؟

- لأ ادرى ماذا اريد أن اتناول اصنعى أي شيء فأنا جائعة للغاية.

- حسناً ما رائيك أن نكتب على الأوراق ما نرغب في تناوله والورقة التى سنختارها ستقرر ماذا سنتناول .

- حسناً فكره رائعة جداً.

بدأت مسِره ومريم بكتابة ما يرغبون في تناوله انتهو من الكتابه ليجمعو الأورق مع بعضها البعض ،وقامت مسِره باختيار ورقة لتجدها مكتوب عليها آخر شئ كانت تتوقع أن تتناولها لتقول بدهشة وهى تنظر إلى مريم ؟!

- بصل هل ترغبين في أن تتناولى البصل على الغداء يا مريم،هل اجلب لكى الثوم أيضاً !؟

-لقد كنت جائعة للغاية ،وكنت على وشك أن التهمكى أن لم اكل وكتبت كل ما جاء في ذهنى.

- حسناً سوف اختار ورقه اخرى لعلها تكون هذه المره شئ جيداً ،واتمنى الايكون ثوماً هذهى المرة .

اختارت مسِره ورقه اخرى لتجد مكتوب فيها شئ يتناولونه لتصرخ وهى تقول بحماس.

- أنا من كتبت صينية مكرونا باشاميل في الورقة هيا لكى نعد افضل بشاميل في الوجود.

بدأت كلاً من مسِره ومريم في إعداد الطعام بمهارة فائقة وخاصتاً مسِره كانت تعده بكل سهولة فجدتها كانت تعلمها اعداد الطعام منذ صغرها.

بعد فترة ليست بكبيرة انتهت كلاً من مسِره ومريم من اعداد وجبه الغداء ليجلسو الاثنين على مائدة الطعام ويبدأ فى تناول الطعام .

كانت مسِره شاردة في الطبق الذي يحتوى على قطع كبيرة من البشاميل امامها.

لترفع نظرها إلى صديقتها مريم التى كانت نجلس في الجهة المقابلة لها لتقول بأرتجاف ،وتردد في نبرة صوتها.

- هل تعتقدين أن يصدقنى جدى وجدتى عندما اخبرهم بالأمر؟ هل سوف يوافقان على أن اذهب الى الطبيب النفسي ؟

- ماذا تقولى ؟!بالتأكيد سوف يصدقانك.

- لا اعتقد هذا أنا لا اصدق نفسي اشعر أنى اتخيل فقط ،وأن كل شيء يحدث معى لأ يحدث على الأطلاق.

- ماذا تقولى يا مسِره، أنا اصدقك أنا معكى لأ تقلقى كل شيء سيكون على ما يرام.
الأن سوف تتحدثى مع جدكى وجدتكى وتخبريهم بالأمر

- أنا لا أريد أن أتحدث معهم أن خائفه.

- سوف تتحدثى معهم وتخبرهم بكل شيء كل ما يحدث معكى ،هيا لأ تخافى خذي الهاتف وتحدثى إليهم.

- حسناً اعطينى الهاتف.

اخذت مسره الهاتف الذي كان في يد مريم وبدأت في الأتصال بجديها ولكن لا رد فقط تسمعه يقول،

- الرقم الذي طلبته مغلق أو خارج نطاق الخدمة الرجاء المحاولة لاحقاً....

إعادة مسِره المحاولة مراراً وتكراراً ،ولكن الرد على جميع محاولتها نفس الجواب الأول الرقم مغلق زاد من ذالك الأمر من قلق مسِره لتكرر المحاولة لكى تصل إلى رد ولكن لأ رد .

- لماذا الهاتف مغلق هل يعقل أن يكون قد حدث لهما شئ؟!

- لا تقلقى ربما تكون الشبكة ليست جيده هناك ،اصبري قليلا ثم أعيد المحاولة

- حسناً سوف انتظر قليلاً.

مر بعض الوقت ما يقرب من نصف ساعة ومسِره لأ تزال قلقة على جديها ،إعادة مسِره المحاولة مرة اخرى ولكن لا يختلف الجواب عن الذي سبق .


جميعهم نفس الرد.

اتى الليل ،وهم لا يزالون في أماكنهم يعاودون الإتصال مراراً وتكراراً ولكن لا يوجد أي رد.

قامت مريم من مكانها وهى تقول .

- أنا ذاهبة والدتى سوف تقلق علي بهذا الشكل لقد تاخر الوقت كثيراً،

- حسناً اذهبى أنتى وعند وصولكى إلى المنزل تحدثى معى على الهاتف لكى اطمأن عليكِ.

- حسناً إلى اللقاء  لا تقلكى عليهم سيكونان بخير

مر الوقت بسرعة ،ولم تشعر به مسِره التى كانت لا تزال جالسة تعاود الاتصال بجديها أو على أمل أن يأتى منهم اتصال أو رسالة يطمأنانها عليهم ولكن لأ جدوى.

بدأ هاتف مسِره بالرنين لتهرول اليه على أمل منها أن من يقوم بالاتصال هم جديها ،ولكن خاب أملها عندما وجدتها صديقتها مريم تقوم بالاتصال عليها لكى تطمأن عليهت وتطمئنها على وصولها إلى المنزل.

اتى الصباح على مسِره وهى لا تزال مستيقظة فهى لم تذق طعم النوم من ليلة أمس، فهى لا تزال تحاول أن تتصل بجديها ولكن دون أي جدوى.

تحركت من مكانها عندما سمعت صوت جرس باب المنزل يرن  قامت بكسل شديد لكى تعلم من أتى اليها في الصباح الباكر  فهى لم تتحرك من مكانها إلا عندما سمعت صوت المؤذن يؤذن لصلاه الفجر.

نزلت إلى الأسفل ثم ذهبت بأتجاه الباب لترى من اتى اليها مبكراً بهذا الشكل لتجدها صديقتها مريم هى من اتت اليها لتقول بدهشة من مجيئ صديقتها باكراً

- مريم ما الذى اتى بكى في الصباح الباكر هاكذا اليوم ليس عندنا دوام مدرسي؟!

- جئت لكى اطمأن عليك ألن تدخلينى إلى المنزل أم ماذا!!!

- لا تفضلى إلى الداخل لقد اندهشت فقط من مجئكى باكراً هكذا.

- حسناً هل رد عليكى جدكى أو جدتكى بل أمس.

- لا لم يجب أحد منهم أنا قلقه عليهم للغاية ولا اعلم ماذا أفعل لكى اصل اليهم؟

- لا تقلقى عسى أن يكون خير ربما يكون الهاتف حدث له شئ ولم ينتبه اليه احد.

- آمل  ذالك حقاً.

- أذن ماذا سوف تفعلين ماذا قررتى في النهاية هل سوف تذهبى إلى الطبيب ذياد أم لا؟

نظرت مسِره إلى صديقتها مريم بعينيها التى كانت حمراء بسبب عدم نومها بل أمس لتقول ،وهى لم تقرر شئ فقلقها على جدها وجدتها جعلوها لم تفكر في الأمر بل جعلوها لا تفكر في أي شيء.

- لا لم افكر في أي شيء و لم اقرر بعد ماذا سوف افعل.

- حسناً تعالي اجلسي هنا ودعينا نفكر في الأمر.

- حسناً

جلست مسِره ومريم على الأريكة لتقول مريم وهى تحاول اقنع صديقتها بالذهاب الى الطبيب لكى تتعالج أن كأن بها شئ.

- لنتحدث قليلاً بشكل منطقي هل تعتقدين أن جديكى سوف يعارضان أمر معالجتك عند طبيب نفسي؟؟

- لا اعتقد ذالك،

- إذا ما الذى يمنعكى من الذهاب.

- اريد أن اخبرهم قبل أن اذهب،

- ولكن هم ليسو موجودان الأن ،ولم نستطع أن نصل اليهم وأنا اخشى أن تسو حالتكِ اكثر أنتى لأ ترين نفسكى كيف تتحدثى بشكل هستاري للغاية عندما تتحدثين عن الاحلام التى تأتى لكى او عندما تتحقق احدى احلامك أنتى لا ترين التشنجات التى تأتى لكى أنا قلقة عليكى يا مسِره، اذهبى إلى الطبيب ذياد لكى اطمأن عليكى

- هل ترين أنه علي ان أذهب إلى الطبيب؟.

- أجل ارى ذالك وبوضوح ايضاً.

- ولكن أنا.....

- بدون لكن يجب علينا أن نطمأن عليكى اولاً وبعد ذالك سنخبر جديكى حينما يجيبان على الهاتف أو يقومان هما بالأتصال علينا.

بدأ على ملامح مسِره التفكير في الأمر فهى ترغب وبشدة ان تعرف مالذى يحدث معها وأن كان ذلك سيجعلها تواجه الكثير من المتاعب.

فكلام الشيخه سمر لا يزال يتردد في اذنيها ،ولا تزال قلقة من أن يكون للأمر علاقه بالجن لتجيب بعد قليل وهى تلقى بجميع جسدها على السرير.

- حسناً أنا سوف اذهب الى الطبيب ولكن متى؟

قامت مريم بالقاء نفسها بجوار صديقتها وهى تقول بحماس .

- كنت اعلم انكى سوف توافقين ،لذالك قمت بحجز لكى موعد اليوم وسوف يكون فى العاشره و النصف صباحاً .

- ماذا هل حجزتى الموعد دون علمى؟!

- كنت اعلم انكى سوف توافقين فأنتى تريدين أن تعلمى ماذا يحدث معكى اكثر منى.

- حسناً شكراً لكى.

فى مكان ما حوالى الساعة التاسعة صباحاً كان لا يزال مستيقظا لتوه على صوت ذالك المنبه المزعج الذي يزعجه كل صباح.

قام بسحب الوسادة الصغيرة التى كانت تحته ليلقيها على المنبه لكى يجعله يتوقف عن ازعاجه ولكن دون جدوى .

تافف بملل ثم قام من مكانه ،واتجه ليجلب المنبه الذي سقط على الارض من أثر ضربه بالوساده وهو يقول بكسل.

- يوم اخر ممل يا دكتور ذياد هيا إلى الدوم فهنالك مرضا ينتظرونك لمعالجتهم، ولكن إلى متى ستعالج الناس ولا يوجد أحد يعالجك أنت طبيب وتعلم أن عند تكرار الايام بشكل مستمر وممل يؤدى ذالك إلى الاكتئاب.

قام بعمل روتينه الصباحى من صلاة الصبح ثم تناول الطعام ومن بعد ذالك ارتداء ملابسه التى غيرت من مظهره تماماً .

فقد قام بارتداء بدله سوداء وتحتها قميص أبيض زادته أناقة على أناقته ثم اتجه إلى مكان عمله.

كان يسير في الممر بكل أناقة وهو يلقى التحيه على جميع الذين يتواجدون هنالك وجميع من يعرفهم ومن لم يعرفهم يلقى على الجميع تحيات الصبح.

- صباح الخير يا ساندى ما اخبارك اليوم.؟

لترد ساندي السكرتيرة بكل وهن وهى شاردة في ملاامح ذالك الوسيم الذي مر من أمامها للتو.

- صباح الخير يا دكتور ذياد كيف حالك اليوم.؟

- على ما يرام ادخلى أول شخص بعد ربع ساعة من الأن.

- حسناً كما تأمر

دخل زياد إلى داخل مكتبه ليخلع جاكته ،ويرتدي البالطو الأبيض ثم ذهب وجلس على كرسي المكتب وقام بطلب كوب القهوة الخاص به الذي يطلبه كل صباح حين وصوله.

بعد مرور حوالى ربع ساعة بعد أن نظم جميع اورقه وأحضرو له كوب القهوه دخل اول شخص لكى يتعالج من الأكتاب الذي يمر به فالذين عندهم اضطراب في نفسيتهم لا يسمون بالمرضى فهم لا يعانون من أي مرض بل هم فقط لا يعلمون ماذا يريدون أو ماذا يفعلون؟ فقط يريدون أن يوجههم احدهم.

نظر ذياد إلى من طرق الباب للتو ليقول وهو يعتدل في مقعده

- تفضل.

رأى فتاة تفوت إلى الداخل ،ترتدى ثياب واسعه للغاية سوداء اللون وفوقها خمار طويل اسود اللون أيضاً لا تزال صغيرة يبدو من ملامحها انها لا تزال في الثانوية.

لم يتعجب من أن فتاه لأ تزال صغيره تعانى من اضطراب في نفسيتها فهذا الشئ ليس له عمر محدد ،وأيضاً أن اكثر الاشخاص عرضة للإصابة باضطرابات هم فئة الشباب وكما أيضاً هم اكثر الفئات سرعة في الاستجابة إلى العلاج.

تقدمت مسِره من الطبيب وهى قلقة للغاية لأ تعلم ماذا سوف تقول له هى لا تعلم ماذا اتى بها إلى هنا من الأساس  افاقت على صوت الطبيب وهو يقول

- تفضلى بالجلوس.

- شكرا لك

- إذا اسمكى هو مسِره اليس كذلك؟.

- نعم.

- اسمكِ جميل للغاية.

- شكراً لك .

- إذا ما رائيك في الجو اليوم يبدو لطيفا أليس كذلك؟.

- نعم جميل.

- كم عمرك؟

- أنا في الصف الثالث الثانوي فى الثامنة عشرة من عمرى.

- رائع فى أي قسم الأدبى ام العلمي؟

- في القسم الأدبى.

- رائع أيضاً هل يوجد عندكى حلم ترغبى في تحقيقه؟.

- نعم ارغب في كلية الغات والترجمة.

- رائعة تلك الكلية تمسكى بحلمك لكى تستطيعى أن تحققيه.

- باذن الله فقد اخبرتنى جدتى انه كان حلم والدتى قبل أن تتوفى.

- رحمها الله.

قد علم ذياد من الوهلة الأولى أن مسِره تشعر بالتوتر من التحدث معه لذالك قام بالتحدث معها في مواضيع مختلفه لكى يرفع عنها التوتر وكى تتفاعل معه ولا تشعر بالقلق .

فالكى تتعالج من الأضطراب النفسي أو الأكتاب يجب عليها أن تتحدث مع الطبيب بكل اريحية وصدق  لكى يتمكن من فهم ما يمر به الشخص ويستطيع المعالجة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي