الفصل الثالث

( الجزء الثالث)
كانت تسير وسط اصدقائها بصمت مخيف لهم، منذ ان عادة من الخارج وهي صامته لا تتكلم مع احد، لقد اختفي غضبها نهائيا واختفي توترها أيضا يظهر في عيونها نظرات غير مفهومه، نظرات حيرة، نظرات غضب، نظرات خوف، نظرات سعادة، نظرات قلق.
لم يفهم احد معني النظرات التي تظهر علي وجهها وما تشير اليه من معاني فنظرتها تتغير مع كل تنهيدة تخرج من جوفها يظهر عليها ان هناك صراع بعقلها.
التزمت السا الصمت من وقتها عندما وجدة ان كلامها يقابله الصمت او عدم الانتباه من قبل سلينا ولكن نواه، كان نواه يحاول احترام خصوصيتها قدر الإمكان ولكنه كان يريد ان يفهم ما حدث لها بالضبط، لقد غابت لأكثر من نصف ساعه بالخارج وعندما عادة الصمت هو ردها علي كل شيء.
نظر نواه الي التي تسير بجانبه ثم نظر الي التي تسير بجانبها من الاتجاه الاخر.
تحرك نواه وتخطي سلينا ليسير بجانب السا وجعلها هي بالمنتصف ليست سلينا.
-: أسيظل الصمت طويلا؟
تحدث نواه بهمس لترد عليه السا بذات الهمس.
-: لا اعلم لقد حاولت الحديث معها ولكنها شاردة ولا تسمعني.
-: اريد ان اعلم ما بها لما هي غريبه هكذا اليوم؟ ايمكن ان يكون قابلها هذا الرجل بالخارج وفعل لها شيء؟
تسال نواه بتفكير وهو يحاول ان يصل بأفكاره الي أي شيء، حركت السا راسها نافيه ظنه.
-: لا اعتقد ذلك تعلم انها اذا قام احدهم بإزعاجها فهي لا تصمت وأيضا بعدها تأتي وتقص لنا ما فعلت ثم تبكي، انما هذا انه غريب.
قالت السا الأخيرة وهي تشير برأسها باتجاه سلينا دليلا علي صمتها.
اخذ نواه نفسا عميقا وهو ينظر الي السماء المليئة بالغيوم الامطار علي وشك الهطول، هم يختارون الأيام الباردة ويذهبون لمنازلهم سيرا علي الاقدام بسبب حبهم الشديد للهدوء الذي يعم الطرق والشوارع.
-: سلينا يكفي اخبريني ما حدث.
قالها نواه بشيء من الانفعال وهو يتوقف في منتصف الطريق.

(عند تاي).
اما هو فكان يقود سيارته وعلي وجهه ابتسامة غير مفهومة تجعله يشعر بالفخر من نفسه، لقد علم كيف ينتقم منها، بل علم كيف سوف يجعلها هي من تركض خلفه.
يري تاي ان أفعال سلينا غرور منها وتكبر لا يعلم ان كل هذا نابعا من توترها وخوفها بسبب قلة احتكاكها مع الأشخاص، فهو يردد داخله دائما ان لم يخلق من يقف في وجهه.
كان يوجد معه اثنان بالسيارة، بجانبه جونكوك وبالخلف جيمين النائم من كثرة الشراب.
-: لماذا تأخرت بالخارج عندما ذهبت لتتصل بجيني؟
تسال جونكوك بشك عندما لاحظ الابتسامة الموجودة علي وجه صديقة.
-: لا شيء فقط حدثتها قليلا لتصمت عني باقي الليلة ثم وقفت استنشق الهواء البارد تعلم انني احب هذه الأجواء من السنه.
تحدث تاي بهدوء وهو يصب كامل تركيزة علي الطريق غافلا عن نظرة صديقة التي يرمقه بها.
-: اجل اعلم، واعلم أيضا انك لا تحب الكذب تاي ولا تكذب.
قال جونكوك الأخيرة بعد صمت قليل ليناظر تاي بانزعاج.
نظر تاي الي جونكوك باستفهام لما يرمي اليه.
-: لن أوضح شيء تاي.
قالها جونكوك والتفت يطالع الطريق من النافذة.
-: تحدث جونكوك تعلم انني لا احب ان يتحدث أحدا معي هكذا.
تحدث تاي بنفاذ صبر يناظر جونكوك من حين لأخر لتركيزة بالقيادة
اصدر جونكوك صوتا ساخرا وهو يرفع طرف شفتيه للأعلي بسخرية.
-: اجل مثل ما تكره الكذب اليس كذلك تاي.
-: لم اكذب بشيء.
قالها تاي ببرود وبلا اكتراث.
اشتعل غضب الجالس بجواره بسبب برودة أعصاب تاي وهو متأكد من انه يتلاعب به ليفصح عن ما بداخله.
-: اتعلم شيء انت تزيد الامر سوءا فانت تزيد من عدد الكذبات ولا احد يعلم ان كان هذا فقط ام ان هناك الكثير ولا نعلم عنهم شيء.
قالها جونكوك باستفزاز ليفقد الاخر اعصابه تاي ويضرب المقود بقوة بيديه.
-: اصمت جونكوك اصمت الان.
قالها تاي بصراخ وغضب ليبتسم الاخر بسخرية.
-: ماذا يحدث افتعلنا حداث ما.
قالها جيمين بفزع وهو يجلس ويقترب من المنتصف بين تاي وجونكوك ويتنفس بقوة.
نظر جونكوك له بهدوء ليربط علي راسه بهدوء عاد جيمين للخلف بظهره يتنفس الي ان غفي مرة اخري.
اكمل جونكوك وتاي الطريق بصمت الي ان وصل بيت جونكوك.
نزل جونكوك من السيارة ليفتح الباب الخلفي ليحمل جيمين عوضا عن ايقاظه.
-: اين تاخذه؟ سوف اوصله أيضا.
قالها تاي مستفهما من جونكوك ما يفعله ليرد الاخر ببرود.
-: لا شكرا لك سوف يبيت الليلة معي.
قالها جونكوك بسخرية وحمل جيمين علي كتفه ليصبح نصف جيمين متدلي من علي ظهر جونكوك.
صفع جونكوك باب السيارة بقدمه لاغضاب تاي اكثر ورحل دون إضافة شيء وبلا اكتراث ليسمع صوت عجلات السيارة تصدر أصوات صرير بالأرض دليل علي تحرك الاخر بسرعة.
هز جونكوك راسه بياس وفتح باب المنزل بصعوبة نظرا لثقل اكتافه من حمل صديقة، صعد جونكوك السلالم دون ان ينير مصباح حتي فهو معتاد علي ظلام بيته، ضرب الاخر علي ظهره ليقول بغضب مصطنع.
-: اقسم انني سوف اجعلك تندم ان نمت المرة القادمة جيمين ،لست ابيك لأحملك كل مره نسهر سويا.
قالها جونكوك بتذمر وهو يدخل الغرفة ليرد جيمين بنعاس.
-: في كل مرة تخبرني بذلك جونكوكي.
-: اللعنة عليكم جميعا.
قالها جونكوك بياس ليرمي بجيمين فوق السرير ويخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه.

(بين الاصدقاء).
وقفت السا تتابعه لتقف سلينا بعد ان تخطتهم بخطوتان ثم التفتت لهم.
-: لما توقفتم؟
ضربت السا جبينها بيدها وهي تصدر أصوات مثل البكاء بسبب صديقتها الغير موجود عقلها اليوم ،اشتعل غضب نواه ليتحدث.
-: لا لا لا هذا كثيرا علي سلينا ،ماذا هناك ماذا حدث؟
قالها نواه بحزن ممزوج بالغضب.
-: ماذا هناك انتم؟ لما كل هذا؟ انا لا افهم شيء؟
قالتها سلينا بانفعال وهي تنظر الي اصدقاءها.
-: نحن الغير مفهومين هاا؟ نحن الصامتون منذ اكثر من ساعتين ويقابلك الشرود او عدم الاهتمام لكلامك او الصمت هاا؟ يكفي سلينا يكفي لقد تعبت من محاولة جعلك تتحدثين.
تحدث نواه بانفعال عندما استفز من انفعالها وانها غير مدركة لحالتها.
حاولت السا تهدئة نواه لتقترب منه وتربط علي كتفه.
-: اهدا قليلا نواه مازلنا لا نعلم ما سبب وصولها الي هذه الحالة.
-: ولا اريد ان اعلم السا يكفي الي هنا.
قالها نواه واستأنف سيره كانت سلينا تنظر له والي السا تتابع كل ما يحدث الي ان تخطاها نواه وذهب.
غضبت سلينا بشده من تصرف نواه فهي لا تفهم ما به ولما هو غاضب منها وهي لم تفعل له شيء.
-: تعلم نواه انا اكرهك بشدة.
قالتها سلينا بصراخ وغضب ليسمعها نواه الذي ابتعد عنهما بعدة امتار قليلة، ركضت سلينا من المكان بمفردها تاركه السا تقف بفاه مفتوح لتتخطى الجسد المتجمد في مكانه منذ ان وقعت الكلمة علي مسامعه عيونه متوسعه من الصدمة يتابع ركضها بعيدا عنه.
اقتربت السا من نواه بهدوء وحظر لتربط علي كتفه.
-: تعلم انها لم تقصد هذا انها فقط غاضبه نواه.
تحدثت السا محاولة التخفيف من صدمة صديقها، نظر نواه لها بهدوء وصوت خافت يظهر عليه الانكسار والحزن تحدث.
-: لنأخذ سيارة اجري السا لأقوم بتوصيلك ثم اذهب لمنزلي.
حركت السا راسها بهدوء غير معارضه تعلم انه الان يريد ان ينفرد بنفسه في اسرع وقت فهي تعلم ان نواه ورغم قوته الظاهرية الا انه عندما ينفرد بروحه يخرج كل احزانه ويبكي الي ان ينام من التعب.
تتذكر السا انه في احدى الأيام ظل يرتدي نظارات شمسية في الليل والنهار وداخل وخارج المطعم لمدة ثلاث أيام، استغرب الجميع فعلته ولكنها انتظرت في اليوم الثاني موعد استراحته وباغتته وانتزعت النظارة لتري ان عيونه حمراء بشدة واسفلها مزين بخيوط داكنة تدل علي انه كان يبكي بشدة ومن وقتها، علمت السا وقتها انه يفضل إخفاء حزنه عن الجميع واحترمت رغبته في ذلك.
كان نواه يركب بجانب السائق والسا بالخلف يسيرون الي المنزل رات السا سلينا مازالت تركض في الطريق ظنت ان من الممكن ان يوقف نواه السيارة لينقلها معهم ولا يتركها في هذا الوقت ولكنه التفت بوجهه الي الاتجاه الاخر وتخطاها كما فعلت بهدوء.

(عند سلينا).
كانت تركض بقوة تشعر بانها سوف تنفجر من كثرة غضبها او من شيء اخر لا تعلم ما بها.
هدئت سلينا من سرعة ركضها عندما رات سيارة اجري تمر من جوارها ويظهر من نوافذها ملابس اصدقائها.
نظرة سلينا خلفها ظننا انها سوف تجدهم خلفها ككل مرة تركض وتتركهم فيها ولكنها وجدت الفراغ هو الموجود.
استوعبت سلينا لحظتها انها وحيده تمام الان وعلمت قدر الجرم الذي ارتكبته في حق صديقها وانها لم يجب عليها قول ذلك.
كادت ان تبكي سلينا بسبب الألم والبرد القارس الذي شعرة بهم فجأة يخترقون قلبها.
-: لقد خسرت اصدقائك أيضا سلينا، يا لك من انسانة جيدة جدا، كنت سعيدة بسبب انك وأخيرا حصلت علي الأصدقاء والان أصبحت وحيدة كما كنت، انت ممتازة سلينا فلتموتي وننتهي من هذه لعنتك.
كانت سلينا تحدث نفسها وهي تسير تكمل طريقها مانعه نفسها من البكاء الي ان اقتربت من بيتها، ركضت سلينا تبكي الي البيت الي ان اختفت خلف ابوابه تكمل بكاءها بين أحضان سريرها.

(عند تاي).
في صباح يوم جديد.
استيقظ تاي مبكرا بنشاط وذهب ليركض كعادته اليومية فهو يفضل الركض عن الذهاب الي النوادي الرياضية ،انهى موعده في الركض وعاد الي البيت تستقبله مساعدته الشخصية.
-: صباح الخير ،مرحبا بعودتك سيد تاي.
قالتها مساعدة تاي الشخصية مرحبة به مع ابتسامتها الهادئة المعتادة ليرد تاي بالمثل.
-: اهلا بك لندا كيف حالك.
قالها تاي بابتسامة هادئة.
-: بخير سيدي، سوف انتظرك في غرفة الطعام الي ان تبدل ملابسك.
(ليندا، 28 عام، متوسطة الطول، جسد ممتلئ، بشرة خمرية، عيون بلون العسل الصافي جذابين، شعر اسود دائما مصفف ككعكة للأعلى مع نظارتها الطبية وزيها الرسمي للعمل، ليندا مساعدة تاي الشخصية في كل شيء واي شيء يخصه، تعمل معه منذ ان تخرجت من الجامعة تتواجد معه في كل مكان وتعلم عنه كل شيء).
-: لما لا تأتي معي؟
قالها تاي بمزاح ،نظرة له ليندا باندهاش لا تعلم أيسخر منها ام يمزح ام ماذا.
ضحك تاي بخفه ليتحدث وهو يصعد السلالم.
-: امزح ليندا امزح ،اخبريهم بتجهيز القهوة بدلا من الشاي.
اختفي تاي عن انظار الواقفة تنظر في اثره بذهول.
-: امزح معي السيد تاي الان وضحك ام انني اتوهم؟
قالتها ليندا باندهاش فتاي نادرا ان مزح مع احد غير أصدقائه وعائلته، هي قريبه منه أيضا ولكنه يخصها بالعمل اكثر من العلاقات الشخصية.
تخلصت ليندا من دهشتها لتتحرك وتخبرهم بتحضير القهوة وانتظاره الي ان ينتهي.
بعد نصف ساعة هبط تاي السلالم بهدوء وهو يرتدي بذلة رسمية رمادية اللون ويغلق ساعته فضية اللون علي معصمه، رائحة عطرة تنتشر بسلاسة في المكان لتسحر كل من يستشقها.
دخل تاي الي غرفة الطعام ليجد اسرته مجتمعه وليندا تجلس معهم علي الطاولة.
-: كما توقعت تتناولين الطعام ليندا.
كانت ليندا تنظر له بطرف عيونها وهي تكمل طعامها.
-: توقفي عن الطعام يا فتاة سوف تصبحين مثل الفيل وانا احتاجك نشيطه.
-: تاي لا تقل هكذا للفتاة دعها تاكل كما تشاء.
نطق بها الجالس علي راس الطاولة.
-: سيد لويس صباح الخير.
قالها تاي وهو يحني راسه لوالده احتراما ليفعل الاخر المثل ويتحدث.
-: اجلس تناول طعامك.
( كيم لويس، والد تاي، 60 عام، شعر ابيض قصير، جسد نحيل ولكن قوي، عيون سوداء صارمة، والد تاي رجل اعمال شهير معروف بانه ملك السوق في البلاد بسبب قدرته علي قلب الموازين لصالحه دائما، رجل صارم ولكنه رحيم عكس تاي يتفاهم ويبتسم ويتفاعل مع الجميع ومحب ومحافظ علي اسرته).
-: لا سوف اتاخر.
قالها تاي وهو يناظر ليندا بحده.
-: اول اجتماع لدينا الساعة العاشرة سيدي ومازالت الثامنة.
تكلمت ليندا بتذمر وهي تتناول قطعة خبز.
-: ليندا الي السيارة.
قالها تاي بحزم لتقف ليندا عن الطاولة والتفتت الي لويس بتذمر تخاطبه كالاطفال.
-: سوف استقيل واعمل معك سيد لويس لأنك تتركني اتناول الطعام كثيرا كما احب.
-: ليندا انت تخبريني هذا منذ ان كنت في الثالث والعشرون من عمرك.
قالها لويس وهو يضحك بخفه يناظر الفتاة التي امامه فهو يعتبرها كابنته بسبب اختلاطها مع عائلته وابنه وخفتها وذكائها.
-: لان سيدي يقوم بتهديدي وتعزيبي كي لا ارحل.
قالتها ليندا ببكاء مصطنع وذهبت الي السيارة ليضحك الجميع بما فيهم تاي ليتبعها هو أيضا بعد ان ودع عائلته.
ليندا مقربه من عائلة تاي منذ دخولها القصر فهي لطيفه والجميع يحبها ولكن تاي يفضل ان تظل العلاقة بينهم مبنية علي العمل فقط.

(عند سلينا).
فتحت سلينا عيونها لتجد نفسها مازالت بملابسها منذ امس؛ علمت انها غفت وهي تبكي ولم تشعر بشيء كالمعتاد.
وقفت سلينا وذهبت الي المرحاض لتستعد للذهاب الي الجامعة لكي لا تتاخر عن العمل.
انهت سلينا تجهيز نفسها وخرجت من غرفتها لركض اليها طفل صغير، حملت سلينا الطفل بين يديها وقبلته وهو يضمها.
-: صباح الخير مارتن.
قالتها سلينا بأسلوب طفولي تداعب الطفل ليرد عليها وهو يضحك ضحكاته الطفولية السعيدة.
-: صباح الخير سيسي، كنت قادم لإيقاظك جدتي تريدك بالأسفل.
-: لنذهب اذا ونري ماذا تريد جدتنا الجميلة.
قالتها سلينا وهي تنزل السلالم وهي تحمل مارتن ابن عمها الصغير.
نزلت السلالم وهي تقوم باللهو معه وهو يضحك.
وضعته علي الأرض واقتربت من سيدة كبيرة تجلس علي كرسي متحرك علي الطاولة.
-: صباح الخير جدتي.
-: صباح الخير صغيرتي.
قبلت سلينا يد جدتها بحب واحترام وجلست بجانبها.
-: اين الباقي؟
تسالة سلينا عن عمها وزوجته الغير ظاهرين في الارجاء لتجيب جدتها بهدوء
-: في الأعلى وقادمين، متي وصلتي امس؟
(الجدة اليزابيث، 69 عام، سيدة قعيدة هي التي تعتني بسلينا منذ صغرها، بشره خمرية، عيون خضراء واسعه، وشعر طويل مظفر يمله الشيب).
-: لا اعلم جدتي ولكني كنت متاخرة.
قالت سلينا وهي تنظر الي جدتها بهدوء لتتسال الجدة وهي ترى الحزن في عيونها.
-: لماذا؟
-: تشاجرت مع السا ونواه في الطريق لذلك تاخرت.
تحدثت سلينا وهي تناظر الأرض بحزن وصوتها تحشرج دليلا علي انها علي وشك البكاء.
ربطت الجدة علي كتف سلينا لتتحدث بحنان.
-: البكاء واضح ولكن البكاء بدون حل ليس سوى تعب اصلحي الامر أولا ثم ابكي كما تشائين.
وقفت سلينا وقبلت راس جدتها واقتربت من الباب لتتحدث الجدة.
-: الي اين لم تتناولي شيء؟
-: لقد تاخرت سوف اتناول الطعام في الجامعة.
كانت سلينا تتحدث وهي ترتدي حذائها وعندما انتهت منه ذهبت ولم تضف أي كلمة اخري

(عند تاي).
وقف تاي بسيارته وليندا تجلس بجواره ينظر الي المارة بتركيز.
-: سيد تاي عذرا، ولكن لما نحن هنا الان؟
تسالة ليندا بهدوء لتشفي فضولها.
-: اريد ان أرى شخصا ما ثم نذهب الي الشركة.
اجابها تاي باختصار، حركة لندا راسها بفهم وصمتت تنتظر الي المارة أيضا.
كان تاي يعبث في هاتفه وينظر الي المارة كل ثانية كي لا يفوته شيء.
-: الم تاتي اليوم انه اليوم الثاني من المؤكد انها قادمة.
كان تاي يتحدث مع نفسه بتفكير الي ان ظهرة من بعيد تسير وهي تضع سماعات راس ويديها في جيوبها ويظهر علي ملامحها الحزن.
نزل تاي من السيارة واقترب منها ورسم علي وجهه ابتسامة ليرفع صوته وينادي عليها.
-: سلينا.
يتبع......
بقلم الاء أبو العز.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي