لعنة الكنز الأسود

Elsawy123123`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-01-17ضع على الرف
  • 11.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1البداية

(البداية)

عادت برأسها للخلف وهيه تتابع الشارع الناس المنازل والمتاجر وهم يمرون أمامها بسرعة كبيرة، بسبب اندفاع ربيع في القيادة "كعادته"
أخيرا وصل لحي المهندسين الذي تقيم فيه، زفرت "جينا" باختناق وهي تنظر لمنزلها المتهالك المكون من طابقين،لكنه عتيق جدا من يراه يظنه أيل للسقوط، لكنه صامد منذ أجيال طويلة.

فزعت "جينا" من لمسه "ربيع" علي يدها، انتفضت بعفوية, نظرت له بحده وقالت بجفاء.
_ روبي كام مره قلت لك اني لا أحب طريقتك تلك.

ابتسم بدهاء لأنه يعرف أنها لا تحب هذا المزاح، لكنه يريد بدأ حديثا معها, قال لها:
_ وأنا لم أقصد أي شيء بالمناسبه، أنتي فقط لستي سليمة النية عزيزتي، على كل حال لقد وصلنا لمنزلك، هل ستذهبين؟ أم تريدين التنزه قليلا معي بالسيارة.

قالت باندفاع لأنها حقا تريد التخلص منه:
_ لا لا ، أنا أريد الذهاب للمنزل، لقد شعرت بإرهاق وصداع سينفجر رأسي، ٍادخل أنا منزلي وأنت تنزه كما تشاء، تصبح على خير.

رأت نظرة حزن و خيبة أمل في عينيه، زمت شفتيها بحيره وقالت لتغيير نظرته البائسة تلك:
_ عاما كانت سهره ممتعه شكرا يا روبي.

بسرعه تبدلت نظراته، ابتسم قال لها بأمل:
_ اعرف بأنك لم تكوني سعيده معي كما تدعين، وأنك تقولين هذا لترضيني ليس إلا، وهذا يكفيني صراحة يكفي أن أشعر بأنك مهتمة بي وبأرضائي، لكن يا "جينا" هذا لا يكفي كثيرا، صدقيني عندما أخبرك بأنني لن أدعك وشأنك حتى استوطن قلبك واطرد شبحه منك للأبد، لن أيأس أبدا، سأحل بقلبك قريبا وسترين، تصبحين على خير عزيزتي العنيده.

نظرت له بعتاب وحزن لأنه أتي علي ذكر حبيبها السابق"ربيع" ندم علي تهوره حاول الاعتذار وهوه يقول:
_ "جيجي" انا اسف لم أكن أقصد هذا "جي" اسمعيني.
قالت له وهي تخرج من السيارة:
_ تصبح على خير روبي.

أخرج رأسه من النافذة و قال بصوت عال لتسمعه وهي تسير تجاه منزلها:
_ اسف يا "جيجي" حقا ، حسنا سأنتظر اتصال منك كي نخرج الأسبوع المقبل، أوصلي سلامي وتحياتي إلى "رحمة" إلي اللقاء "جينا".

"جينا" لم تسمع نصف كلامه بسبب تشتيت عقلها، لأنها تسير بسرعه حتي تتخلص من رفقته، وصلت منزلها، فتحت الباب دخلت اغلقت خلفها بدون حتي ان تستدير ولو مرة واحدة لتنظر له نظره وداع.

وقفت خلف الباب وسندت عليه وهي تزفر بأختناق شديد، لكن فجأة سمعت صوت غريب في منزلها، صوت جعل قلبها ينقبض .

"في منزل يسري الرفاعي"
في عام 2007 في إحدي المنازل بمصر القديمة.
يدخل الحاج "يسري الرفاعي" منزله المتواضع وفي يده إبنه أخيه الصغيرة التي تبلغ من العمر ست سنوات فقط.
نادي علي إبنه الوحيد بصوته الطيب الحنون:
_ "تيمور" بني، أين انت يابني؟ تعال لترى من أحضرت معي هنا الأن.

خرج من غرفه بعيده طفل في عمر الأثني عشر عام، خرج يركض وهوه مبتسم بحماس كعادته في أستقبال والده، لكن تهجم وجهه كثيراً عند رؤيته لتلك الصغيره.

وقف أمام والده ووضع يده على خاصرته وقال بتهكم:
_ ماذا؟ لماذا أحضرت تلك اللعينة إلى هنا؟ من أخبرك بأنني أريد رؤيه وجهها القبيح في بيتنا، من فضلك يا أبي اطردها من هنا، لا أريد رؤيتها ولو بالصدفه، أريد أن أعود إلي المنزل ولا أجدها فيه، أسمعتني يا أبي.

"تيمور" نظر لها بكره شديد و فتح باب المنزل وخرج غاضبا، صدم الأب وغضب من ابنه، لكنه لن يقدر على لومه، فأبنه يملك كل الحق في كره هذه الفتاة.

تركت الفتاة يد الرجل, قالت له وهيه تنظر أرضا:
_ قلت لك يا عمي أنه لن يرحب بوجودي هنا معكم، أنا لن أستطيع أن أبقى هنا أكثر، من فضلك يا عمي خذني إلي أي ملجأ، أو أسمح لي بالغادرة وأنا سوف أتصرف وحدي، شكرا على عطفك
يا عمي.

نظر لها الرجل المسن بقلب مفطور, عينه دمعت على كلام تلك الصغيرة، نظر لأعلي و قال بحزن عميق:
_ فلينتقم الله منك يا "فخري" يا شقيقي، لا أتمني المغفرة من الله لك أبدا، ألم يكفيك أن تدمر أشقائك وعائلتك، أيضا دمرت تلك الفتاة من بعدك، دمرت ابنتك الوحيدة.

وضع "يسري" يده على الفتاة و قال بحنان وتأثر:
_ اسمعي يا دينا يا بنيتي، أنا أعرف أن بداخلك الكثير والكثير لكن يا أبنتي.
ابتعدت الفتاه من أمامه و رفعت وجهها له و قالت بثبات مصطنع :
_ لاء يا عمي اسمعني انت أرجوك، انا أعرف جيدا ان بابا الله يرحمه و يسامحه دمركم جميعا، لن يقبل أيا منكم وجودي معه في بيته، عمتي طردتني من بيتها عندما أخذني المحامي والشرطة إلي منزلها،

و الأن ولدك يطردني من منزله، انا لا أريد أن أكون مصدر إزعاج لكم و اسبب لك إحراج او مشاكل معه، اعرف كم هو عنيد، صلب ومشاكس أيضا، فمن فضلك أتركني أرحل من هنا وأنا أعدك بأنني لن أضايقك مرة أخرى مطلقا.

انحني "يسري" علي ركبتيه ليصبح في طولها و يواجهها قال لها بصدق:
_ أي عالم هذا الذي يلقي فيه العم إبنه أخيه في الشوارع والأزقة، يا طفلتي أنتي لحمي، دمي، عرضي، وشرفي، وشرف ولدي كذلك، أنا لا أريدك أن تغضبي من "تيمور" أبن عمك، هو غاضب جدا وهذا حقه وأنتي تعرفين هذا ولماذا؟ والأن عليكي أن تساعديني في تهدأته، ونقوم بتغير أفكاره عنك، ونأكد له بأنك لست مثل والدك "فخري" أبدا، أنتي ستتربين معنا، بيننا، وستجدين مثلنا نحن، وعلينا أن ننسى الماضي جميعا كي يكون لنا مستقبل معا، أليس كذلك عزيزتي.

أدمعت أعين الصغيرة وهيه تقول لعمها بحزن:
_ إذا كان كل الاعمام مثلك يا عمي، لم يكن ليكون هناك يتيم و لا طفل مشرد في الشارع بعد موت امه و ابوه، إذا كانت كل الناس مثلك يا عمي، لكان كل أطفال الناس كلها أسعد اطفال في العالم،انا حقا لا أعرف كيف اشكرك ابدا؟ ولا يكفي كلمه شكر لك يا عمي.

احتضنت "دينا" عمها بقوه ،كأنه طوق نجاه تتشبث به حتى لا تغرق و تضيع في عالم لا مكان للرحمة ولا الإنسانيه فيه.
بعد ساعه تقريبا، فتح "تيمور" باب المنزل بمفتاحه ودخل،نظر في أرجاء المنزل وهو متأهب للشجار مع والده بسبب إبنه عمه.

لكنه لم يسمع أي صوت، تنفس الصعداء، دخل غرفه والده يشكره علي طرده لها،فتح الباب وجد أبيه يجلس على فراشه في انتظاره .
قال له بهدوء:
_ تعال يا تيمور يابني أنا في إنتظارك.

رد "تيمور" علي أبيه بخجل وهو يقترب منه:
_ انا اسف يا بابا إني تحدثت معك هكذا أمام تلك الفتاة القذرة، لكن أنت تعرف جيدا كم أكرهها هي ووالدها ووالدتها كثيرا.

مد "يسري" يده لأبنه و قال له وهو يربت على فراشه:
_ تعال يا "تيمور" دعنا نتحدث معا بالعقل يا بني، أنا أولا لم أطرد إبنه عمك من البيت.

انتفض "تيمور" واقفاً و نظر لأبيه بغضب و صرخ فيه:
_ لم تطردها يا أبي، ماذا تعني بأنك لم تطردها؟ إذن أنت تخشي أن تلقي بها بالخارج، حسنا أنا سوف أذهب وأجرها من شعرها القذر وألقي بها في الشارع.

وقف الأب و نظر ل "تيمور" بغضب و قال له بحزم:
_ اسمعني جيدا "دينا" لن ترحل إلي أي مكان، لقد تركتك تتحدث معي بغضب أمامها وهنا أيضا لكن يكفي هذا، طفح الكيل منك بني، لقد تخطيت حدودك "تيمور"، هل نسيت بأنك تتحدث مع والدك
يا تيمور؟.

نظر "تيمور" لوالده بعينان حزينتان تملؤهم الغضب و الحسرة و قال له:
_ لاء يا أبي، أنا لم أنسي ولو للحظه، لكن يبدو بأنك أنت من نسي، نسيت أمي واشقائي، نسيت بأننا حرمنا منهم بسبب تلك الفتاه وأبيها وأمها، أنت من نسي يا أبي.

جلس الرجل بقهره و قال بحسرة كبيرة:
_ لا، لم أنسي بني، وشكرا لانك ذكرتني وفتحت الجرح بقسوه يا "تيمور"، انا بحياتي لم أنسي والدتك، رفيقه العمر والصبا ولا صغاري الذين حرقوا أمام عيني ولم أستطع مساعدتهن، لكن يابني "دينا" مجرد طفلة صغيرة، لم تجرم بأي ذنب في جرائم والدها

،وأنا سأقولها لك بكل صراحه ولن أفتح مجال للمناقشة في ذاك الموضوع من جديد ولن أقبل الجدال فيه، إبنه أخي لن ألقي بها في الشارع وهذا قراري الأخير.

نظر "تيمور" لأبيه بخيبة أمل و قال بإصرار:
_ حسنا أبي، لن أجادلك، هذا منزلك وأنت حرا فيه، لكني لن أستطيع العيش فيه مع تلك الفتاة، سوف أخرج أنا منه، سأذهب للعيش عند عمتي، سأعيش بعيدا عنك طالما فضلت أبنه القاتل المجرم علي.

استدار "تيمور" ليرحل،لكنه صدم ب "دينا" في وجهه تمسك حقيبة ثيابها في يدها،نظر لها بغضب كبير،تجاهلت نظراته المريرة و قالت له:
_ لا يا ابن عمي، ليس هناك من داعي لتترك بيتك، أنا لم آت هنا كي أدمر هذا البيت، أو أفرق بين الأبن وأبيه، أنا من سيرحل عن هذا البيت وليس أنت، عامه الشارع واسع جدا ويتسع لأمثالي، وكل يوم وساعه هناك العشرات من الأطفال يلقون في الشوارع، لم يتوقف العالم عليهم ولم يخرب لأجلهم، لكن عندما يترك طفل مثلك منزله، سيخرب هذا المنزل و يتحطم قلب والدك، وتحيا أنت بدونه حزين مقهور لأخر عمرك، وأنا لن أسمح بهذا مطلقا، سأرحل أنا أودعكم في سلام، وانا ليتولاني الرحم برحمته في آخر أيامي، لن يتخلى عني الله كالبشر.

"تيمور" شعر بشفقة عليها، لكن عناده و كراهيته لها رفضوا ان يظهروا لها اي ضعف او رحمة او شفقه على حالها.
اقترب منها عمها وقال لها بصدمه:
_ ماذا تقصدين يا أبنتي؟ ماذا يعني آخر أيامك تلك؟.

مسحت الصغيره دموعها و قالت له ووجها في الأرض:
_ الكلام واضح يا عمي،انا مريضه وسأموت في خلال أيام، لقد انتقم الله لكم جميعا، ابتلاني بمرض خطير لا يوجد علاج له، حتى إذا كان هناك علاج لحالتي من سيرضي أن يعالجني أو يتحمل مسؤوليتي، عاما انا سأرحل وأكيد لن يهملني الله ويتركني مشرده مريضه وحدي في الشارع، أعرف بأنني سأجد مكان اموت فيه بسلام.

"تيمور" لم يعد يحتمل كلامها،اخيرا انتفض بداخله شريان الدم و صله الرحم،اقترب منها و قال بعصبية:
_ يكفي هذا يا فتاه يكفي نواح، حسنا سأسمح لك أن تعيشي معنا هنا حتى يقضي عليك المرض وتذهبين لأمك وأبيك، سأعتبر أننا نزكي

عن عائلتنا التي ماتوا بسببكم، لكنني أحذرك يا أنتي، طوال فترة مكوثك هنا لا تحاولي أن تتكلمي معي ولا تضايقيني برؤية وجهك الدميم هذا، انا سوف أعيش في حالي و انتي في حالك، حتى يأخذك الله وارتاح منك للأبد.

نظر لها باحتقار و تركهم و خرج"دينا" رفعت وجهها لعمها بحزن،ضحك الرجل و انحنى على ركبتيه و مسك ذراعها وهو يقول بحماس:
_ حقا يا صغيرتي اتضح بأنك ممثله قديره موهوبه يا إبنه أخي، عامه من الجيد انك أستطعتي أن تقنعيه، هكذا أفضل مما كنا سنخوض شجارات لا تنتهي معه.

قالت له بحزن:
_ اقنعته بالغش و الكذب يا عمي، غدا سيكتشف ويعرف بأني لست مريضه و يكرهني أكثر ويقوم بطردي من هنا.

قال لها بمزاح:
_ يا صغيرتي المسكينة، دعي مشاكل الغد للغد، وقتها سنجد عشرات الحلول، سأدعي أنا المرض وقتها، وأجبره أن يتركك تعيشين معنا ومع الوقت يستسلم للأمر الواقع ويصمت، أيضا عندما يرى بأنك تكبرين أمام عيناه لن يستطيع ان يلقي بك في الشوارع وأنت آنسه جميله أن ولدي رجل عنده نخوه تركض بعروقه وأنتي تعرفين هذا جيدا .

اخفضت عيناها أرضا و هزت رأسها بأسف،و هكذا مضت أيام و اشهر و سنوات، ونفذ "يسري" خطته ضد ابنه و ادعي المرض ليحتفظ بالصغيرة.

حتى كبرا معا، وتخرج هو من الجامعة وعمل مع والده في مهنة النجارة، وهي لاتزال تدرس، ذات ليله فاجئ الرجل ابنه بطلب، جعله ينفجر غاضبا حتي كاد أن يحطم الزجاج من شدة غضبه وصراخه على والده.

"مع سند"
في محافظة موط في جنوب الوادي داخل أحد المساكن البسيطة، يعيش "سند" مع والدته واخته الاصغر منه بعامين يعمل في مهنة خطيرة لكنها منتشرة في محافظته، لا يعمل بها سوى الرجال الشجعان .

في غرفة "سند" يغط في نوم عميق بما أن الساعة لم تتجاوز الرابعة فجرا، لكنه سمع نقر خفيف على نافذة غرفته.

قلق "سند" في سباته و فتح عيناه بتكاسل وهوه يقول بصوت عالي قليلاً:
_ توقف يا مزعج، يكفي هذا.
صوت من الخارج يقول:
_ هيا يا صاح أستيقظ، لدينا عمل كثير.

"سند" يقول وهو يتثاءب :
_ دعني قليلا يا "سعد" أريد النوم قليلا، عد مجددا بعد ساعه، هيا أرحل.
"سعد" يقول له بجدية:
_ هيا يا "سند" الرجال في انتظارنا في الفندق، هيا قبل أن يضجروا ويذهبون إلى "عبيد" أو "صالح".

انتفض "سند" كالغزال من فراشه ،ووقف علي قدمه و فتح النافذه بسرعه وهو يقول ل "سعد" بحده:
_ من هذا الذي يجرؤ على اخذ العمل منا؟ هل تظن بأن تلك المهنة تصلح للصغار؟ أتظن بأن بضعة المراهقين هؤلاء قادرين على منافستنا حتى يتحدوننا في مجالنا ومجال أباءنا يا رجل؟ أيظنون بأنها لعبه للصغار أم ماذا؟

"سعد" تنهد باستياء وقال له:
_ تريث قليلا يا "سند" أنها أرزاق يا صاح، ولا يقول أي عاقل لا للرزق، أيضا هل نسيت مصلحة "أبو رواش" أو "وادي مرديانا"؟

أيضا مصلحة الصيد التى كان بها رزقا كبيرا تسببت في ثرائهم وانت بغبائك رفضتها ظنا منك بأنها خطيرة ولا تناسبنا، هيا يا رجل، دعنا نذهب لنلحق بهم قبل أن يخطفوا منا، لم يعد هناك صغارا في مجالنا يا صاح.

"سند" زم شفتيه بغضب، لكنه يعرف ان صديقه محق، قال له بضيق:
_ حسنا، أنتظر حتى أخذ شاور سريع و أبدل ثيابي وأخرج لك.
_ أسرع يا رجل، نريد أن نلحق بهم قبل شروق الشمس.

بعد ربع ساعة تقريباً كانوا في طريقهم لفندق ربيعة،وهو فندق صغير و الوحيد في القرية،متواضع لحدا كبير لكنه يفي بالغرض.
وصلا بسياره "سند" الجيب الخاصه بالسير في الصحراء،وقفا و دخلا معا ،كان الوقت بعد الفجر مباشراً ،وجدا في بهو الفندق بعض الصيادين و النزلاء المعتادين.

أشار "سعد" علي ثلاث رجال و ربت علي كتف "سند" تبعه "سند" إليهم،وقف امامهم،"سند" نظر لهم يدرسهم فمن عادته أن يدرس الناس جيداً و يفهمهم من نظراتهم و ردة فعلهم،و حركات جسدهم لأنه درس علم النفس المتقدم.

قال "سعد" بعد التعارف:
_ تمام جدا، الآن نتوكل علي الله بعد ربع ساعة بالضبط اكون انا و سند جهزنا العده.
نظر "سند" إليهم وهو مرتاب قليلا،لأن وجوههم لا تنم علي رجال الأعمال كالذين سبق و تعامل معهم،قال "سند" فجأة لهم:
_ أين رجلكم المهم يا رجال؟.

نظروا له بصدمه! قال أحدهم:
_ ماذا؟ ماذا تعني بالرجل الكبير يا كابتن؟.
قال "سند" بتهكم:
_ انا صياد ولست لاعب كوره ولا مدرب، عاما انا لي في تلك المهنه أكثر من عشر سنين، واعرف جيدا العميل من نظره عين، وأنتم على ما أظن بضع رجال توابع، أعني تعملون مع أحد أو لصالح أحد، أعني العقارب النادره التي تريدون منا أن نصطادها لكم تلك، ليست من أجل

أن تدرسوها أو تصديرها لمحمية خليجيه مثلا، انتم تريدونها لغرض أخر وهناك من تعملون لصالحه وأمركم أن تحضروها أليس كذلك.

نظر الرجال لبعضهم بصدمه! "سعد" نظر له و همس بعصبية:
_ انت يا محلل الشخصيات تريث وأهدأ قليلا يا رجل، ليس من شأننا نحن لما يريدون العقارب، ما خطبك يا "سند"؟ ستتسبب في خسارة المصلحة، ، إذا كانوا سيقومون بتصديرها أو يشغلونها أو يسلخوها، أو حتى يقر مشوها كالمقرمشات ليس هذا من شأننا، ما خطبك اليوم؟

نظر له "سند" بغضب و قال له بهمس:
_ اسمع يا سعد انت تعرف مبدأي جيدا، أنا لا أحب العمل في العمل المشبوه والرجال هؤلاء يخططون لشيء لن يعجبني، وأنا لن أصعد إلي الجبل قبل أن أعرفها.

وقف أحد الرجال وهو مبتسم و يقول بثقة:
_ بالمناسبة نحن نجلس أمامكم مباشرة ونسمعكم جيدا، عامه يا اخ "سند" أنت تقلق نفسك بلا داعي، عندك حق علي كل حال، نحن لسنا أصحاب المصلحة

نحن رجال نسعى لرزقنا مثلكم تماما، صاحب تلك المصلحة راجل اعمال كبير في السن ولن يستطيع أن يرافقنا إلي الجبل، وقد كلفنا نحن بالمهمة مقابل المال مثلما ستتقاضون أنتم أيضا أجوركم، ها قلبك اطمئن يا سيدي أم لا.

تنهد "سند" ووضع يده على خاصرته وهو يقول بأرتياح:
_ نعم هكذا تمام، قلبي اطمئن، والأن من فضلكم اجلسوا ريثما نتجهز ونستعد أنا و"سعد"، تفضلوا بشرب بعض القهوة ولن نتأخر عليكم، هل اخبركم "سعد" بما سنفعل أم لا؟.

قال الرجل:
_ نعم أخبرنا بكل شىء، قال ان الرحله من الممكن أن تطول وقد قمنا بشراء كل مستلزمات الطريق، الخيم والمعدات تلك مسؤوليتكم أنتم أليس كذلك.

هز "سند" رأسه موافق، نظر ل "سعد" بعدم راحه و قال:
_ تمام، اتفقنا، هكذا نحن على وفاق وكل الأمور واضحه، أعذروني فأنا لا احب العمل في الظلام، أحب توضيح كل شيء قبل البدء في أي عمل.

خرج "سند" و "سعد" من الفندق،جلس الرجل مجدداً لكن تبدلت معالم وجهه تماماً و تهجم،قال رجل اخر:
_ ما رأيك يا غريب، آرى أن هذا الوغد المدعو "سند" سيتعبنا كثيرا.

تنحنح "غريب" في مقعده, زفر وهو ينفث دخان سيجارته وقال بثقه:
_ دعك منه، فأنه يبدو متغطرسا أحمق، نحن كل ما يهمنا هوه "سعد"، اول ما نصل للمغارة، سنأخذ "سعد" ونقتل "سند" هذا.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي