3هناك في الأعلى أكون انا الصياد وانتم ضيوف الجبل،

"عودة الي كرام"
جهز"سعد" المعدات اللأزمة للصيد، أدوات صيد العقارب تعتمد على الأمان التام من خلال تجهيز الحذاء الأمن "السيفتى" وماسك العقارب وصندوق الجمع وكشافى إضاءة أحدهما عادى لكشف المواقع والآخر يعمل بالأشعة فوق البنفسجية وهو أهم أدوات الصياد وبدونه لا يستطيع مطلقا رؤية العقارب فى الظلام الدامس، حيث يقوم بعمل مسح شامل للمنطقة وينجح فى صيد العقارب بسهولة باستخدام هذا الكشاف الخاص .

ركب الشبان معا سيارة "كرام" توجها إلى فندق"العرايسة" وجدا الرجال يقفون بالقرب من سيارة دفع رباعي، خرج"سعد" من سيارة كرام، توجه إليهم وهو يقول لهم:
_ تمام يا رجال هل أحضرتم كل المطلوب؟.

اؤم له أحدهم، أردف بحده:
_ أحضرنا كل شىء، هل سنصعد للجبل الأن؟ أم هناك شىء أخر.

قال هذا وهو ينظر الي "كرام" الجالس في سيارته يرمقهم بنظرات متشككة، أبعد كرام وجهه بتكبر، ألقي سيجارته، فتح باب سيارته، خرج منها ووقف أمامها، ربع يداه علي صدره،أردف قائلا بجفاء:
_علي حسب يا رجال.

رمقه"سعد"بنظرات عتاب غاضبه، أقترب منه أحد الرجال وهو يقول بتهكم:
_علي حسب ماذا يا رجل؟ لن أقول لك كابتن طالما تغضبك هذه الكلمة.

أقترب منه "كرام" بدوره، وقف أمام الرجل بتحدي، أردف قائلا بجدية:
_أسمع يا غريب، أسمك غريب أليس كذلك، لا تهتم كثيرا، سنصعد إلى الجبل حالا، لكن هناك عالم أخر، ليس مثل هذا العالم يا صاح

أعني لا مجال للخطأ هناك أو الصدفه، ومن يظن نفسه ذكيا كثيرا ويحاول التباهي أو التذاكي سيتسبب في مقتلنا جميعا

، هناك في الأعلى أكون انا الصياد وانتم ضيوف الجبل، أحذركم أن تظنون أنفسكم أبطال ولا تهابون شيئا، وهذا الكلام الساذج التافه، في الأعلى لن ينفعك السلاح أو التباهي أو العجرفة أو حتى أموالك

كل ما تحتاجونه معرفته هناك باعلى هو أن تستمعون إلى توجيهاتنا نحن، وتحذرون في كل خطوة تخطونها، بمعنى أن تستمعوا إلي في كل حرف، إذا امرتكم أن تتجهوا يمينا فتفعلون بلا نقاش وإن قلت يسارا تفعلون أيضا، أتفهمون ما أعني

عندما أقول لا احدا منكم يبتعد تقولون حسنا، حتى أن قلت لن يذهب أيا منكم ليتبول حتى عليكم بسماع ما أقوله،
فهناك في الأعلى يوجد ديابة، ضباع، افاعي، سحالي سامة، عقارب حيوانات لا تفرق بين عدو وحبيب

بين صديق وخائن, ما أعنيه بأننا جميعا علينا الالتزام بقواعد السلامة وهناك أنا من يرشدكم جميعا، وإن أستمعتوا لما أقول أنا و"سعد" لكم، ستمر الرحلة على خير وتقضى المصلحة لنا جميعا ويعود كلا منا جميعا إلى منزله

اما إذا تذاكى أحدكم، فأعدكم بأننا لن نكون على وفاق أبدا، أتفهمون هذا، هل لدى أحدكم أعتراض على هذا الكلام؟

تبادل الرجال نظرات غامضة, لكن غريب عاد بنظره الي "كرام" أؤم له موافقا بوجه مكفهر, هز "كرام" رأسه, أشار الي "سعد" ركبا السيارات وأنطلقا إلي الجبل المعني, وصلا بعد سير خمس ساعات تقريبا, تبادل"كرام" و"سعد" الحديث المعتاد طوال الطريق, لم يحبذ "كرام" ان يحكي الي"سعد" شكوكه ومخاوفه من هؤلاء الرجال الغامضين.

وصلا إلي مكان الصيد المعتاد, نزل "كرام" و اخرج معدات التخيم, ساعده"سعد" في نصب الخيم, شرح للرجال الأخرين كيف ينصبوا خيمهم بانفسهم؟ بعد الأنتهاء من كل كل الإعدادات اللازمة للتخيم في هذه البقعة من الجبل, أشعل"سعد" النيران, تجمعوا حولها, بدا"سعد" الكلام بتوتر:
_ تناولوا طعامكم يا رجال، عليكم بالتغذية الجيدة جدا، فالشمس في الصحراء مع الرطوبة في المساء، ستعذبكم بحق خلال الفترة التي سنقضيها هنا.

أبتسم"سعد" لتخفيف حده التوتر، أردف"كرام" فجاه قائلا لغريب:
_لكن أخبرني أيها القائد "غريب" لما هذا المكان تحديدا الذي تريدون منا الذهاب إليه والبحث فيه؟ وتريدون عقربا خاصا وليس أي عقرب يفي بالغرض لكم

أعتذر عن فضولي الكبير، لكن انا في هذه الجبال ما يقارب عشر سنوات وأكثر، ولم أسمع مطلقا أن هذه الجبال فيها كهوف مخفيه وفيها عقارب نادره وخصوصا عقرب "سومى أيلون" ده.

نظر لهم"كرام" بترقب, منتظر رؤيه رده فعلهم, ردهم عامه, "غريب" نظر للرجال حوله, هز أحدهم رأسه لغريب,

أردف قائلا بهدوء كأنه سيقص حكاية مملة:
_طبعا من حقك أن تعرف، اتعرفون هوه ليس بسر كبير، أعني هناك أناس مهمه في البلد أرادت أن تكتم علي الموضوع هذا حتى يخرجون كل الكائنات التي أكتشفها عالم أثري يوناني هنا بالصدفة

وهو ينقب علي الاثار, المهم أنه أكتشف هذا الجبل والكهوف بداخله,
وما حدث هنا يريدونه أن يبقى سرا، خشوا أن ترسل الحكومات الاجنبية بعثات لهم بأسم العلم لكن في الحقيقة أنهم سيسرقوا إكتشاف كبير في بلدنا

وعندما يعثروا على تلك العقارب النادرة سيقومون بالأستيلاء عليها بحجة انهم يدرسوها في مختبرتهم المتطورة وهكذا وهم قادرين بالفعل أن يستخرجوا الكنوز الثمينة في تلك العقارب النادرة,

مثل الزئبق لعلاج أمراض خطيره, معادن مش موجوده في الكوكب كله, نعم يا رفاق أنها حقيقه فالعقارب, الضفادع, الأفاعي, حيوانات البحر وغيرهم,

تلك المخلوقات الضعيفة يضع الله عزوجل فيها مواد غريبة لكي يدافعوا بها عن أنفسهم وقت الخطر, البشر الطامعين الجاشعين أستطاعوا أن يسلخوا المخلوقات تلك

و يخرجون منهم أسرار علمية خطيره، سبق وصنعوا منها الكثير من الموارد الطبيعية التي نستخدمها حاليا ونحن نعتقد انها أختراعات بشر لكن الحقيقه انها أسرار الخالق التي أستغلها البشر بوقاحة ونسبوا

لأنفسهم براءة أختراعها أو تواجدها من الأساس، أفهمتهم الأن لما يجب أن تظل تلك المصلة سرا.

تنهد الرجل بأسف, كأنه مشفق علي الحيوانات, وساخط علي العلماء و الباحثين, أكمل "غريب" وهو يرمق الجميع بنظرات تهديد وتحذير خفيو لكنه لم يخفي علي "كرام" اللماح أبدا:
_ هل فهمتم الأن كيف يفكر هؤلاء العلماء الخبثاء، ولما كلفوا أنفسهم عناء دفع مبالغ كبيرة اوي لنا جميعا،

أنهم يريدون الحفاظ على السرية ويعلمون جيدا بأننا لن نتحدث عن هذا لأيا كان.

"كرام" أشعل سيجارة أخري, ترك "سعد" يتحدث معهم ويشاركهك أراءهم,"كرام" ينظر لهم بتوجس و أرتياب من خلال دخان سيجارته, قرر "كرام" أن يتوخي الحيطه والحذر من هؤلاء الرجال, لم يصدق كلمه واحده من كلامهم, لأن والده قبل مقتله علي إحدي تلك الجبال أثناء

عمليه صيد, كان علي علم بكل أماكن الكهوف و المحاجر, المعلومة والغير معلومة, وإيضا وزير الأثار بصفته وشخصه, عندما كان يزور المنطقه, كان يطلب والد"كرام" بالأسم و يعرف منه كل جديد عن المكان بسبب قدم الرجل هوه وعائلته منذ خمسه أجيال ماضيه.

بعد الأنتهاء من الأحاديث المنوعة, توجه الرجال الي المنطقه المراد البحث فيها, بداوا البحث و أستمر حتي قرابه المغرب, توقف "كرام" وهو يلتقط أنفاسه بعدما خرج من محجر قديم فارغ, نفض الأتربه و خيوط العناكب

مع علي رأسه وجسده, أردف قائلا بتعب مضني:
_ لا يوجد شىء هنا أيضا، أسمعوا يا رفاق، لقد تأخر الوقت الأن، سنعود الأن إلى الخيم وغدا سنبدأ بحث جديد.

"غريب" نظر للمكان حوله, أشار ل"كرام" علي المكان وهو يصيح به:
_ أي وقت هذا الذي تأخر يا رجل، لاتزال الشمس مشرقة، بحق لما نؤجل عمل اليوم للغد، هيا بنا فنحن جميعا نريد إنجاز هذا العمل لنعود جميعا إلى منازلنا، الم تقول هذا في البداية يا صاح؟

"كرام" أقترب منه وقال له بلهجه جافه تحذيرية:
_ لقد سمعتني جيدا عندما قلت سنكمل غدا، أسمع يا رجل، لقد حذرتكم من عصيان أوامري، ستفعل ما طلبته منك بدون نقاش هل تفهم ما أقوله جيدا؟

دفع الرجل "كرام" في كتفه بسبب لهجته الجافه معه, "كرام" نظر له بغضب, رفع يده لكم "غريب" بعنف في وجهه, ركض "سعد" والرجال يفرقوا بينهم,"سعد" وقف أمام "كرام" وهو يرفع يده الأخري ليبعد

"غريب", صرخ فيهم معا:
_ما خطبكـــــــــــــم أنتما الأثنان؟ هل حقا تتشاجران هنا والأن؟ هل جننتم؟ ما الأمر يا "سند" وأنت يا سيد "غريب"؟ ألم نتفق من البداية أن تنصاعا لكلامنا

كي نعود جميعا سالمين لعائلاتنا، هل تظن أن القصه هنا مزاح أو ما شابه؟ الوقت بالفعل تأخر، وكلها بضع دقائق وتبدأ حيوانات الصحراء بالخروج للبحث عن عشاءها

علينا أن نعود جميعا للخيم، أم آتيت إلى هنا ليتم أكلك من مفترسات الصحراء الجياع! هيا جميعا، توجهوا إلى الخيم الأن وبلا جدال من فضلكم.

"سعد" دفع"كرام" أمامه ليسير الي موقع التخييم, "غريب" لم يعجبه تطاول"كرام" عليه, أخرج من جيب سرواله سلاح ناري, صرخ في"كرام" بنبرة غاضبة عالية:
_ سنــــــــــــد، "غريب الطوبي" ليس بالرجل الذي يسمح بأن تافه مثلك يضع يده القذره عليه.

أشهر السلاح في وجه"كرام" الذي صعق من تهديد"غريب" الغير متوقع! لكن فجأه صدر صوت إطلاق ناري أمامهم, نظر الجميع تجاه الصوت, شاهدوا فتاه في العشرينات من عمرها,

شعرها أصفر كشلال من الذهب اللامع ينسدل علي كتفها, عيناها رمادية كغيوم الخريف المقبضة, جسدها رشيق كعارضة إزياء متمرسة, لاحظ"كرام" توتر الجميع عند رؤيتها, "كرام" دفع يد "سعد"الذي كان ممسكا به.

أقترب من الفتاه ولم يهاب السلاح في يدها, بل مد يده بكل جرأه و أنتزعه من يدها, حدقت فيه بذهول! رفعت حاجباها بتعجب وتساؤل! "كرام" صاح فيها بغضب:
_ من أنتي بحق الجحيم؟ كيف وصلتي إلى هنا؟

عضت الفتاه شفتاها السفلي, نظرت ل"كرام" بتكبر وغرورو تجاهلته و سارت تجاه "غريب" رفعت يدهاو وبكل قوه صفعته علي وجهه, صدم الكل من فعلتها تلك, صاحت في "غريب"

بكل وقاحة كأنها تملك الرجل او تستعبده:
_ أنت أيها الحقير الوقح كيف ترفع يدك عليه؟ أيضا تريد إطلاق الرصاص عليه، لقد أرسلناك إلى هنا لتقوم بعملك أيها الكلب الوضيع وليس لتمثل دور الرجل ذو الكرامة وأنت حقير بلا أي قيمه.

رفع وجهه وهو يحاول التحدث لتبرير ما فعله مع "كرام" لكنه فوجىء بصفعه أخري منها, صفعته بظهر يدها بكل إحتقار صفعه جعلت الرجال ترتعد منها وأمامها, استدارت غلي"سعد" قالت له بأسف مصطنع:
_أعتذر لك نيابة عن هذا القذر، حقا نحن أخطأنا عندما وثقنا به من البداية، وأرسلناه لمهمه مثل تلك، وعلى كل حال سوف تسترد كرامتك لا تقلق، سندفع لك ضعف المبلغ المتفق عليه

والأن هيا على المخيم مثلما قلت وغدا نبدأ في البحث من جديد.

"سعد" نظر الي "كرام" بصدمه! كأنه لم يستوعب بعد ما حدث, ومن تلك الفتاهو "كرام" قال من خلفها بنبره حاده قاسية:
_ لقد سألتك سؤال يا أنسة! كيف تتجرأي وتتجاهليني؟

أستدارت إليه, رمقته بنظرات بارده من رأسه لاخمص قدميه, أقتربت منه بخطى بطيئه, وقفت أمامه بتحدي, أردفت بأشمئزاز:
_ انت سألتني انا, أسمع يا تافه وأعرف جيدا مع من تتحدث قبل أن تتفوه بالترهات خاصتك، وتفتح تلك البالوعة في وجهك تلك,

انا "سينا سيف العزايزي" أهم رئيس مجلس إداره لأكبر مجموعات البترول في البلد كلها، و كل الدول العربية كذلك ,فمن الأفضل لك أن تخرس فمك القذر هذا وتتحرك وأنت مثل الصنم

وهنا المسؤول واحد فقط, طبعا من بعدي انا يكون "سعد" هوه المسؤول التاني وكل الكلاب التي تقف هنا تلك وانت من ضمنهم سوف تسمعوا كل الكلام بالحرف وتنفذوه دون نقاش

و إلا سأضربكم بالرصاص جميعكم و ألقي بكم في الجبل للذئاب الشرسه تفترسكم, هل تفهم هذا جيدا يا هذا؟

صاحت فيه بحده, جعلت الرجال خلفها تتعرق من التوتر, حتي "سعد" صديقه, "سينا" رفعت يدها وهيه تشير ل"كرام" علي سلاحها في يده, قالت بتكبر:
_ أعطني السلاح, وهذ أول وأخر إنذار لك.

"كرام" رفع وجهه ينظر الي "سعد", "سعد" ضرب بيده علي صدره شاره الأعتذار كأنه يقول لصديقه"حقك عليا", "كرام" جز علي أسنانه بغل كبير, عض شفتاه السفلي بغضب, ألقي السلاح أرضا وهو ينظر لها رافعا حاجبيه بغرور مماثل لغرورها.

صدمت"سينا" من حركته الجريئه تلك, أسرع أحد رجالها, ألتقط السلاح ورفعه ليدها, عيناها علي "كرام" الذي سبقهم جميعا الي سيارته, قرر ان يعود للمخيم و يجمع اغراضه ويترك الجبل الليلة لتلك المغرورة الوقحه"سينا العزايزي"

يتبع في الفصل 4
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي