الفصل الثاني

الفصل الثاني.

أعجب الدولفي روني بما قرأته عليه رزان من خواطر، وراح يسألها في حب، قائلًا:

-إنكِ كاتبة معبرة جدًا لقد شعرت بكل كلماتك، على الرغم من أني أول مرة أستمع لكلمات منسقة في هيئة خاطرة كما تقولين، لكن دعيني أخبرك سرًا.

إن لي أخ صغير يدعى سفر وقع في أسر إحدى الصيادين وإنه أخذه إلى مكان بعيد كي يستخدمه كعارض مسلي للبشر، وإني قد بحثت كثيرًا على طرق لإنقاذه من يد هذا البشرية فلم أستطع وحدي.

فلما لا تشاركيني الأمر ونذهب سويًا إليه ونخلصه من الأسر، هل توافقين على الأمر؟ إذا وافقتِ.

فلن أنسى لكِ هذا الأمر مطلقًا، وسوف أرد لك صنيعك إخلاص وحب، فما ردك على كل ما قلت أيتها الصديقة المخلصة؟

التفتت رزان يمينًا ويسارًا تبحث عن شيء ما، فلقد أحست بأحد الحيتان يقترب منها، فنبهت روني الدولفي قائلة:

-عزيزي الدولفي روني، هيا بنا الآن لأني أشعر أن هناك حوت يقترب منا، وأنت تعلم كم هي الحيتان مؤذية، دعك من الأمر الآن وسوف أساعدك في فك أسر سفر أخيك.

هيا بنا إلى القاع عند بيتي الذي اتخذته حامي لي منذ أن جئت إلى البحر، هيا بنا أسرع يا روني الحبيب حتى لا يفترسك الحوت.

ارتجف الدولفي روني عندما سمع تحذير الجميلة رزان له، واتجه خلفها متشبثًا بزيلها الطويل الجميل، فجرت روني سابحة داخل العمق عند احدى الصخور البحرية كي تصل إلى بيتها، فبيتها عبارة عن تجويف عميق بين الصخور البحرية.

تزينه بعض النباتات البحرية الملونة، بالأحمر والأزرق والأصفر والأخضر، تقريبًا أغلب الألوان، دخلت رزان يتبعها روني الدولفي، فوجد المكان رائع المنظر.

وجد عندها بعض الطعام ففرح جدًا وبدأ يلتقط بفمه كل قطعة أمامه، وراح يدور داخل البيت منتشي من كثرة الفرحة، متعجبًا من سحر بيت رزان عروس البحر البهية الساحرة، وراح يداعبها برأسه ويسألها في حب:

-ما هذا يا صديقتي المخلصة؟ إنكِ بديعة في تنسيق بيتك، من أين تعلمتِ كل هذا الجمال؟ اخبريني كي أصنع مثله في بيتي المتواضع، إن بيتك يشبه قصر ملك البحور سنار، الذي يحكمنا جميعًا.

هل هو من صنعه لكِ؟ أم من الذي تفنن ونسقه بهذا المظهر الرائع البديع؟ تكلمي بسرعة، إني متلهف من شدة الجمال لمعرفة السبب وراء هذا الجمال الطاغي، هيا تكلمي.

ابتسمت رزان بعض أن جلست على احدى الصخور الصغيرة التي تتخذها مقاعد لها ولضيوفها، وقالت له في حب وبهجة:

-ألم أقل لكَ أنني كنت إنسية قبل أن أتحول لعروسة البحور؟ إننا كبشر نهتهم بالنظام والجمال عمومًا، ونحاول أن نستخدمه في كل حياتنا، لهذا قد فعلت هنا بعض مما كنت أفعله في بيتنا على الشاطيء والذي كانت نعمات زوجة أبي تجعلني أنظفه وأنظمه يوميًا.

إنها حقًا شريرة جدًا؛ أتذكر مرة كنت نائمة أحلم بأمي الجميلة الطيبة، ثم سمعت همسًا بجانب شباك حجرتي، لحظتها ظننت أن أحد الجيران يتحاور مع أحد آخر.

فتناسيت الأمر، لكني بعد دقيقة سمعت ضحكة تشبه ضحكة نعمات زوجة أبي، قمت مفزوعة أتحسس وأتجسس، اقتربت من الشباك وأصغيت السمع، فسمعتها تقول لرجل بمياعة:

-وهل تظنني بلهاء حتى أكمل حياتي مع هذا العجوز الخرف الضعيف الذي لا يقدر على شيء سوى الكلام والثرثرة؟

إنني أدبر لكي نتزوج يا حبيبي فأنت عشقي الأول والأخير، ولولا فقرك لكنتُ تزوجتك أنت، ولكنت ارتحت من حضن هذا الرجل المنفر عبد الله وابنته العنيدة.

ثم همس لها الرجل الذي يحاورها قائلًا لها في هيام:

-أعلم إنكِ تحبيني لكن إلى متى سأنتظر؟ لقد مللت كل هذا الانتظار، وأرجو أن تجدي طريقة تستولي فيها على ماله الذي يدخره لابنته الحسناء الجميلة، يا ليتك جميلة مثل جمالها.

هنا صرخت فيه وقالت بحدة وشراسة:
-أعلم أنكَ ذائغ العين، ولن تشبع حبي لك، لكن لو استمريت على التغزل بهذه العنيدة سأقتلك، أفهمت أيها الوغد الخرف؟

حاول الرجل أن يداعبها لينسيها أمر ذوغان عينه ومغازلة جمالي أمامها وقال في ضعف:

-أعلم أنكِ أجمل منها مئة مرة بعقلك وحكمتك، وإني لن أتخلى عنك مطلقًا، لقد كنت أمزح معك، أمعقول أن أترك نعمات الداهية الذكية لأحظى بفتاة رخوة طفلة مثلها.

لابد أن تثقي في يا حبيبتي، لقد اخترتك برضاي، ولن أخون عهدي لك مهما حدث، فمثل هذه الفتاة كثيرات، أما أنت فداهية واحدة، وعملة نادرة يا حبيبتي.

ضحكت ضحكتها الخليعة وقالت في قوة:
-إذًا إذهب الآن كي لا يسمعنا أحد فإنني الآن مشغولة في أمر هام، وسوف أحدثك فيما بعد، هيا اذهب قبل أن يسمعنا أحد.

وبعدها أيقنت أن أبي في عالم آخر، لا يدري بما تفعله هذه اللعينة الشريرة، فكرت أن أقول له ما سمعته بأذني، وحاولت فعلًا، لكنه لم يصدقني، وظل يقول لي:

- إنني أكرهها لأنها توبخني يوميًا على تنظيف البيت.

لهذا سكت ولم أحاول افاقته مرة أخرى، وظللت هكذا حتى الآن، احكي لي أنت عن أخيك سفر كيف وقع في الأسر؟ وكيف وأنت أخيه تتركه هكذا يُساق إلى الأسر دون أن تنقذه؟ تكلم واخبرني يا صديقي الغالي.

نزلت دمعة على خد روني الدلفي عندما تذكر أخوه الصغير، ثم قامت رزان لتمسح دمعته واحتضنته، بعدها حاول أن يشرح لها الأمر، فقال في حزن بالغ:

-كنا أنا وسفر نلهوا عند الشاطيء نتراقص كعادة الدولفين، نتسابق عندما يداعبنا البشر، وظللنا هكذا عدة أيام، لم أكن أعي وقتها أنهم يمهدون لصيدنا، والقبض علينا؛ كي يستخدمونا في عروضهم كعادة البشر في التكسب من ورائنا.

لهذا أحسست بالغدر لحظة رؤيتي لرجل منهم يرفع الشباك ناديت بصوتٍ مرتفع جدًا على سفر أخي الصغير، لكنه لم يهتم بكلامي مطلقًا، وراح يقترب من الرجل ويداعبه كعادته، وفجأة أمسكوه وهرولوا بالمركب بعيدًا عند الشاطيء البعيد.

بعدها ظللت أصرخ وحدي محاولًا انقاذه، لكن دون جدوى، ظللت لأيام أتتبعه وأرقبه عن بعد، بعدها بأيام يأست من حالي وتعايشت مع الأمر.

لكن مع الوقت تظهر دموعي جلية وحسرتي على أخي، إنكِ لا تعلمين أن أمي حين أشرفت على الموت اقتربت من أذني وهمست قائلة بحنان وحزن:

-روني ولدي الطيب، أعلم أنكَ دولفي مسالم وشهم وتحب عائلتك، لكنني قد كبرت وضعفت، ولا زال سفر أخيك صغيرًا، لا يقدر على حماية نفسه مطلقًا، وإني أشعر بدنو الموت مني.

لهذا أُوصيك على أخيك سفر، إنه ليس له أحد غيرك في الدنيا، ويجب أن تأخذ حذرك وتخاف عليه، وتنصحه لأنه صغير ساذج من السهل أن أحدًا يصطاده، لهذا أُوصيك ألا تتركه مطلقًا، أفهمت يا روني؟

حاولت لحظتها أن أتماسك ووعدت أمي أنني سوف أحافظ عليه وأهتم به، لكن حدث ما حدث وضاع أخي مني، فهل عندك حل لهذا الأمر؟ أرجوكِ ساعديني أيتها الصديقة الجميلة المخلصة.

لأني قد تعبت من التفكر في حاله، وكيف يعاملوه، حقًا إن البشر لطفاء وودودين لكن ليسوا جميعًا بهذه الصفات، لابد أن نتحرك حتى لا يذهبوا بعيدًا، ولحظتها سيضيع أخي مني للأبد، لابد أن نخترع طريقة لإنقاذه من الأسر، إني قلق عليه جدًا، وأرجو من الله ألا يحدث له مكروه.

نظرت له رزان بحب وحاولت أن تفكر معه كيف السبيل لإنقاذه، ثم هزت رأسها ولامست ذيل روني وبتت عليه بحنان وقالت:

-غدًا سنذهب إلى مكان سفر ونفكر في حيله لفك أسره، وإني أتوقع أننا سوف نقدر عليهم وننقذه فلا تخف يا روني، تحدى الظروف معي، فلن يخذلنا الله مطلقًا، وإننا بإذن الله ناجون من الخطر.

أريد فقط أن أستريح من تعب طول اليوم، هيا لنأكل سويًا، عندي بعض الطعام الذي أعددته في الصباح، إنه لذيذ جدًا وسيروقك، تفضل يا روني العزيز.

مد روني يده محاولًا أن يأكل في مرح، بعد أن وعدته رزان بأنها ستساعده شعر أن الأمر قد شارف على أن يحل، وأن رزان صديقة مخلصة وفية وسوف تساعده كما وعدته، إنه بحكم تعامله معها في هذه المدة.

شعر أنها صادقة وسوف تعاونه في الأمر، لهذا بدأ يتمايل بحب وخيلاء أمامها وهي تضع الأكل في فمه، راحت تداعبه، وتغني له حتى تنسيه بعض الهم الذي يتكبده.

في بيت عبد الله والد رزان يبكي فراق ابنته الذي بحث عنها في كل مكان ولم يجدها، دخلت عليه زوجته نعمات بقسوتها وغلظتها تنهره قائلة في بغض شديد:

-أتبكِ يا رجل على فتاة عاهرة هربت منا لتجلب لنا العار؟ انك فعلًا رجل ضعيف، لابد أن تتبرأ من هذه العاهرة الساقطة، التي جلبت لنا السخط، لابد أن أحدًا خدعها وأخذها ليعيشا سويًا، إني أعلم أنها عنيدة، تفعل ما تريد دون خوف أو خشية، دعك من هذا كله وهيا لنأكل أيها الضعيف.

نظر لها الرجل بحزن وحاول أن يغير الحوار لشيء آخر، لأن كلام هذه المرأة يؤلمه كثيرًا، ثم اتجه ناحيتها قائلًا بحزن شديد كأنه عصفور عجوز عجز عن التحليق فوقع في الأسر:

-إني ليس لي رغبة في شيء، دعيني أنام لكي أرتاح واذهبي أنت لتأكلي وحدك، ولا توقيظيني قبل ساعتين.

انفجرت فيه قائلة بغضب شديد:
-لقد تعبت منك أيها الرجل العجوز الضعيف، هل ستتركني أكلم نفسي وأنت معي طويل كالنخلة عريض كالباب، لابد أن تشاركني الحياة وإلا سأجن.

هل تزوجتك لتتركني وتنام؟ عليك اللعنة أيها العجوز الهش، ألست زوجتك التي اخترتها بإرادتك، لماذا لا تهتم لشأني أيها الرجل الضعيف، تكلم أيها المسكين.

قُلي هل ستنام دون أن تعطني مصروف البيت، أليس معك مالًا في جيبك إني رأيت المال في حافظة نقودك يتراقص أمامي كأنها عرائس المولد، هيا اعطني ما جنيته اليوم.

نظر لها بحزن وغضب وقال في ضعف شديد:

-إني كنت سأشتري به بعض المنتجات المختلفة لأبيعها في المحل، وليس معي غير حق المنتجات، وليس بيدي أن أعطيك مالًا، وأعدك أنني بعد اسبوع سأعطيكِ ما تريدين، فاصبري حتى أبيع ما اشتريته.

لكي أحصل على مكسب وفير من البضاعة الجديدة، ولا تقلقي أبدًا، فإني لن أخسر هذه المرة، ولابد أن تتحملي معي بعض الشيء حتى أنفذ لكِ ما تريدين يا زوجتي العزيزة.

غضبت المرأة وراحت تمسك في رقبته وكتفه تهزه بعنف تحاول أن تخرج من جيبه المال، كي تعطيه لعشيقها الذي تقابله سرًا، ثم نظرت إليه بغضب وقالت في حدة كأنها وحش ضارٍ:

-أتسخر مني يا رجل؟ أقول لك اعطني مصروف البيت كي أصنع لك طعامًا تأكله، أيها الوغد، فتعدني بمكسب وهمي تخترعه لي، أتحسبني ساذجة بلهاء؛ كي أصدقك أيها الحقير، هيا أخرج حافظة نقودك واعطني كل ما فيها، وإلا لن تبيت هنا اليوم.

أتذكر منذ يومين عندما وعدتني أنك ستعطني عندما تعود من عملك وصدقتك وانتظرت فلم تعطني شيء رغم صبري عليك، هل ستعاود الكذب والمماطلة، هيا اعطني ما في جيبك.

طأطأ الرجل رأسه وراح يخرج من جيبه الحافظة ليعطيها بعض المال ونظر له بضعف واستكانة، وقال:

-لقد أخذت نصف المال من الرجل الذي اشترى مني بعض المنتجات، وسوف أعطيك نصف ما معي، وسوف أشتري بالنصف الآخر منتجات للمحل، خذي هذه مني، وسأخذ الباقي.

انقضت المرأة عليه وهجمت هجمتها وأخذت الحافظة كلها منه ولم تبقِ معه شيء لشراء المنتجات وقالت بكل غضب وسخرية كأنها أسد ضارٍ انقض على فريسته دون رحمة:

-هات ما معكَ كله، وسوف يرزقك الله بخير أكثر منه، طالما ترضيني وتعطيني ما يكفيني، لأني سيدة مباركة، وبالتأكيد سيجازيك الله عني خير الجزاء، لهذا اخلص لي دومًا أيها الرجل العنيد كإبنتك الهاربة.

التي هربت وتركتنا نقاسي آلام العار بعدها، ألن تهدأ وتستكين أبدًا، لقد أتعبتني في مجاراة الكلام معك، هيا اذهب لتعد مائدة الطعام فهي مهمتك من الآن.

دعني أعد هذه الأموال لكي أرى هل ستكفي مصروف البيت أم سأضطر لأخذ دفعة أخرى منكَ، هيا قُم، وانهض ولا تنس أن تعد لي طبق السلاطة المفضل لي، الذي كانت العنيدة ابنتك تصنعه لي.

لقد راحت وراحت أيام الشقاء معها لعل الله يرزقنا خيرًا برحيلها، لقد كانت نظير شؤم علينا، ألا ترى أنكَ رزقت مالًا وفيرًا بعدما رحلت؟

نظر الله لها بحزن بعدما أخذت كل ما لديه من مال، ذهب إلى المطبخ يتحسر على حاله، ويصنع لها الطعام المفضل لها، وقف في المطبخ يحاول أن يصنع شيء.

حتى لا تغضب نعمات وتنهره كعادتها، أمسك الطماطم وراح يقطعها ليصنع لها طبق السلاطة المفضل، وراحت دموعه تنساب على حاله وحال ابنته التي لا يعرف عنها شيء، راح يحدث نفسه قائلًا:

-"ماذا جنيت في حياتي لأصاب بكل هذه الخيبات، زوجة متمردة تأخذ كل ما أحصل عليه من مال دون رحمة، دومًا تنهرني وتوبخني رغم حبي لها، أصبحت كما اليتيم لا أحد يهتم لأمري مطلقًا، بعدما كانت رزان ابنتي هي كل شيء حلو في حياتي.

كانت تصنع لي كل شيء مفرح، لم تهملني مطلقًا رغم ما كانت تعانيه من نعمات زوجتي القاسية القلب، لا أعلم لما تغيرت نعمات معي بعد الزواج، لقد اخترتها خصيصًا رغم دمامتها لأنها كانت تهتم بي وتقدم لي الكثير.

كانت تأتي يوميًا للمحل لتشتري ما يحتاجه بيتهم، وكنت من حسن كلامها لا أخذ منها شيئًا ابدًا، رغم أنها كانت معها النقود وتقدمها لي، لا أنسى أطباق الطعام التي كانت تعدها لي يوميًا، وتبعثها لي ساعة الغداء.

كانت تحبني وتتمنى لي أن أرضى عنها وأحبها، لا أدري ماذا حدث لها؟ أرى أنني قد أجرمت في شيء ما حتى يبتلينا الله بكل هذه القسوة منها، لقد كبرت ولم أعد كما السابق الآن أنا على مشارف الخمسين.

وهذه السن تحتاج إلى الراحة والهدوء، ثم أين ذهبت ابنتي وتركتني وحدي أعاني فراقها، أحقًا قد هربت مع عشيق كما تدعي نعمات، أم أصابها مكروه ما، لابد أن تعود لتطمئن علي، مهما بعدت ستعود.

إنها ابنتي الوحيدة، التي لا أستطيع العيش بدونها، رحماك يا رب انقذني من هذا الفكر المميت.

لقد يأست من كثرة الفكر والبحث، أريد أن أرتاح وأهدى فهي ابنتي الحنون، سأقوم بنشر صورتها في الصحف لعل أحدًا يدلني عليها.

سأعلن عن مكافأة لمن يرشدني طريقها، لكن كيف سأنفذ هذا ونعمات تأخذ كل ما أجنيه من مال.

حتى المبلغ الذي أدخره للزمن في البنك علمت به، ولن تدعني أصرفه في البحث عن ابنتي، لأفكر في حيلة كي أنفذ خطة الإعلان.

سأقول لها إن هناك رجل ثري هو من سيعطني مالًا كي أدفعه لمن يجد ابنتي وليكن هذا الرجل شريكي في المحل الحاج شرف الغني.

إنه مشهور بالطيبة وسوف أتفق معه بعدما أقابله وأحكي له ما أمر به من سوءٍ. وحتمًا سيرق لحالي ويكذب على زوجتي نعمات القاسية، فهو يعلم أنها لا تطيقها لأنها تذكرها بزوجتي السابقة.

لقد عانت الكثير زوجتي أم رزان وكانت ترضيني وتحفظ مالي، لم أجد أحدًا بعد موتها يحنو علي مثلها، لا أحد غير ابنتي رزان الطيبة الجميلة، انها ورثت أمها في كل شيء الجمال والفتنة والطيبة.

سأقوم حالًا لأعد المائدة، وعندما نأكل وتنام سأذهب إلى الحاج شرف في السر دون أن أعلم أحدًا، سأتفق معه بأنه من سيعلن عن ضياع ابنتي في الصحف.

إنه من سيدفع المكافأة له عندما يرشدنا بمكانها، ولن يخذلني هذا الرجل أبدًا، لقد عانى معي في بداية عملنا معًا، وكان يساعدني دومًا إنه رجل نادر الوجود.

فجأة أثناء حواره لنفسه سمع صراخ زوجته يأتي من الخارج تنادي عليه، فأسرع إليها في رعب.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي