الفصل الخامس

الفصل الخامس.

عندما طل عليهم الحوت برأسه من داخل فتحة بيت رزان عروسة البحور، صرخ الجميع مفزوعين، فهرولوا ناحية الخارج بسرعة البرق.

ظلوا يبعتدوا عنه وهو ورائهم يحاول أن يلتهم أحدهم، اقترب من سفر لأنه الأبطأ في التحرك، فصرخ سفر الدولفي الصغير بقوة.

فسمعت عروس البحور رزان صرخته فرجعت إليه وحملته على ظهرها، وهرولت بسرعة بعيدة جدًا.

سمعهم روني الدولفي الطيب فأسرع ورائهم يحاول أن يبتعد بقدر الإمكان، لكنه تعثر في سمكة كانت أمامه فصرخ بقوة وأزاحها من أمامه وهرول بعيدًا جدًا حتى وجدوا صخرة كبيرة فتواروا خلفها.

كانت الفتحة ضيقة فدخلوا داخل تجويف الصخرة بسرعة وحاولوا سد الفتحة بإزاحة صخرة موضوعة، فسدت الفتحة وهدأ الجميع بهذه النجاة السريعة، يأس الحوت الكبير من الدخول إليهم عبر الفتحة.

وراح يدور حول المكان كي يجد فتحة يستطيع أن يدخل إليهم منها، لكنه بعد نصف ساعة من الدوران حول الصخرة لم يستطع الدخول فيأس وقرر أن يخرج بعيدًا عنهم ليجد طعامًا آخر بعدما هربوا منه.

نظرت رزان عروسة البحور من الفتحة فوجدت أن المكان بالخارج آمن تمامًا، لهذا تنفست بعمق وراحت تتمدت على أحد الصخور داخل الحفرة.

كي تستطيع أن تستريح قليلًا من كثرة الهرولة التي تعبتهم، لهذا نظر لها روني بحب وود وحاول أن يشكرها على صنيعها قائلًا بحب:

-رزان أيتها العزيزة الطيبة، لولاك لكان سفر أخي الصغير في خبر كان، والتهمه الحوت بكل بساطة.

لا أجد ما أستطيع أن أشكرك به أيتها الطيبة الذكية الوفية لقد أنقذتي أخي سفر مرتين، وأود أن أعبر لكِ عن امتناني وشكري أيتها العظيمة الطيبة.

اطلبي مني أي شيء، حتى لو طلبتي روحي سأهبها لكِ بكل سعادة، لقد أسعدتني الدنيا بصحبة صديقة غالية نادرة مثلك.

وأود أن أكون دومًا في خدمتك، هيا اطلبي ما تشائين مني أيتها العزيزة النادرة في كل شيء.

دعيني أقبل رأسك الذكي العطر، إنني مهما حاولت أن أقدم لكِ من امتنان وشكر فلن أوفيكِ حقك مطلقًا، لهذا أنا على استعداد لتلبية كل أوامرك؛ لصنع أي شيء تطلبيه.

نظرت له رزان بحب وود بالغ وراحت تطمئنه على نفسه وأخيه، وتؤكد له أنها سوف تحتاجه قريبًا، فراحت تشرح له أنها تريد منه شيئًا، وبدأت تقول:

-إنني قد فقدت بيتي القديم بسبب هذا الحوت الضخم الذي حطمه اليوم، وأطلب منك أن تساعدني في تأسيس وبناء بيت جديد، فلابد أن نخرج سويًا، ونبحث عن منطقة جديدة، لأصنع فيها بيتي الجديد.

وهذا لن يتم بسهولة فلابد من البحث سويًا عن مكان آمن لا يستطيع أي كائن مفترس أن يقترب منه، هيا لنخرج ونبحث معًا.

نظر لها روني بسعادة وحاول أن يفهمها شيئًا هامًا، يريد أن يخبرها به، فقال لها بحب:

-لا أنكر أنكِ بحاجة إلى بيتٍ جديد، بعد أن تحطم بيتك القديم، وإنها لخسارة شديدة أن يتحطم هذا البيت الذي أسستيه بكل تنسيق وجمال.

لقد كان جميلًا بطريقة غير عادية ولابد لنا من البحث عن مكان جديد يناسبك، لكن لابد أولًا من مقابلة ملك البحور الملك سنار.

كي تثبتي حضور عنده، ليحميك ويحمي بيتك فهو ملك عظيم، ستسعدين بلقاءه، ولن تندمي أبدًا على لقاءه، انكِ حين تزوريني.

سيحقنك بمادة واقية تقيكِ سموم أي شيء تقابليه وسوف تجعلك تستطيعين أن تسبحين كثيرًا دون أن تتعبي، حقًا أن التعب لابد منه، لكنه سيزيدك قوة وجسارة، وتستطيعين أن تجوبي البحر كله دون تعبٍ أو ملل.

ابتسمت رزان له بحب وقالت في دلال بالغ:
-نعم يا روني عندك حق، سوف نذهب إليه لأتعرف عليه، وأحكي له حكايتي، حتى يقربني منه، ويجعلني في وصيفاته.

فأنا بجمالي وذكائي أستطيع أن أكون من أميرات قصره، وسعادتها أستطيع أن أعيش بكل سعادة وأجوب البحور دون تعب أو ملل، كما أستطيع أن أجعل الجميع يحترمني، أليس كذلك يا روني العزيز؟

ابتسم لها روني بحب وراح يقول بحب وود:

-حبيبتي رزان إنكِ فعلًا مهمة لدينا جميعًا، ولن يستطيع الملك سنار أن يرفض لكِ طلبًا، هيا لنذهب.

حتى لا نضيع الوقت ونستطيع أن نقابله في قصره الفخم قبل الغروب، حتى ترين ما حول قصره من زينات وتستمعين بالمنظر الجميل.

نظرت له رزان بحب وراحت تقول في تعب شديد:

-إننا قد تعبنا كثيرًا، في الهروب من الحوت المفترس الذي هرول وراءنا كل هذه المسافة الطويلة، ألم تتعبا أنتما أيضًا، لننام ساعةً ثم نذهب سويًا للمقابلة الملك سنار ملك البحور الأعظم، هيا لننم سويًا.

في بيت عبد الله يحاول أن يتحاور مع نعمات ليلين قلبها ناحية ابنته رزان الجميلة، وها هو جالس على الكرسي ينظر إليها بحب ممزوج برهبة شديدة، يحاول أن يخرج الكلام من فمه لكنه لا يستطيع.

وفجأة استجمع نفسه ولملم شتات أمره وراح يفكر في اختيار الكلمات حتى لا تغضب منه، ونظر لها بحذر شديد وقال:

-حبيبتي نعمات، تعلمين أنني أحبك بشكل جنوني، وأني مستعد لأن أحميكِ من أي أحد يتعرض لكِ، فهل إذا طلبت منكِ أمرًا ستلبينه لي.

أعلم أنك طييبة جدًا رغم ما تظهرينه من قسوة وغلظة بعيدة كل البعد عن قلبك الطيب، وإني متأكد من أنكِ ستتفهمين مقصدي، ولن تخذليني مطلقًا.

حاولت نعمات أن تكون طيبة القلب معه، ولو للحظات، لأنها تخطط لأخذ ما معه من نقود، فراحت تظهر له الطيبة والود، حتى إذا فاتحته في أمر يستجيب لها على الفور.

بدأت تفكر في حيلة تقنعه بها أن يعطيها كل المال الذي جنيه أمس من المحل، فقالت في ودٍ مصطنع:

-أعلم جيدًا أن الجميع يظنني قاسية القلب، غليظة الطبع، لكن يعلم الله أنني أفعل كل هذا من أجل مصلحة الجميع.

إنني حين أصرخ لكي تفعل شيئًا، يكون مرادي أن تكون جادًا في تنفيذ الأمر، حتى تسير المركب ونعيش في رغدٍ من العيش.

لكن الجميع ومنهم أنت وابنتك يظنون أني أكرهكم وأود أن أتخلص منكم، ويعلم الله أني لست شريرة لهذه الدرجة.

إنني ملاك أبيض ناصع لا غبار على قلبي مطلقًا، فلا تخشَ شيئًا، وقل لي ماذا تريد وأعاهدك أني سأستجيب إذا كان الأمر في مصلحتنا جميعًا.

فنحن جميعًا في مركب واحد وعلى الجميع أن يحترم الآخر حتى تسير المركب في سهولة ويسر وسعادة لنا جميعًا، هيا قل ماذا تريد، لكن حذار أن تغضبني حتى لا أخسر هدوئي ويظهر وجهي القاسي الغليظ الذي تكرهونه.

لأن لحظتها لن تجدوني هادئة، وسوف تجنون الكثير من الحب إذا عاملتوني بحب وودٍ، فأنا في الأساس إمرأة طيبة.

إن كل النساء مهما أظهرن من قسوة وغلظة، يكون داخلهم حمل وديع وعصفور وليد يحتاج للرعاية والحماية.

مهما ظهر لكم من قسوة حاولوا أن تتفكروا قليلًا وتنظرون داخل نفسي كي تعرفون إلى أي مدى أكن لكم من حب تصفو له القلوب وتلين له كل القسوة الظاهرة.

إنني على استعداد لتلبية أي أمر طالما لا يتعارض مع المصلحة العامة، هيا تكلم وقل لي ماذا تريد مني يا زوجي العزيز.

نظر لها بحذر وشديد وراح يقول بتلعثم واضح يلاحظه المستمع:

-حبيبتي نعمات إنكِ دون أن تدري تظلمين رزان ابنتي الغالية الجميلة الطيبة، وإنني أرى أنكِ تحبينها، لكن لا تسطيعين اظهار ذلك.

فيغلبك الصراخ وتروحي تقسين عليها دون رحمة، وأرى أنكِ لو أمهلتي نفسك دقيقة قبل أن تصرخين فيها وتضربينها لتجدين قلبك يرق لحالها ويهتم لأمرها.

أُريدك أن تتفهمي الأمر، ولا تظنين أني أقصد شيئًا منك غير صلاح أمرنا، وعيشتنا في جوٍ هاديء تملأه الفرحة والبهجة، وأراهنك أنكِ لو تركتِ الأمر للتفكير قليلًا ستتتصرفين بمنتهى الطيبة معها.

هذا ما كنتُ أود أن أَقوله، فما رأيكِ أيتها الغالية الطيبة، إنني على بينة من أمري ولن أترك الأمر هكذا دون أن أجعلك تفهمين، فماذا ستقولين لي هذه المرة، أرجو أن تتفهمي الأمر، ولا يأخذك الغضب مبلغه.

ذُهلت نعمات من جرأة عبد الله، وأمر مفاتحته لها بهذه الطريقة، لكنها تحاول أن تهديء نفسها قليلًا حتى تحصل على ما في جيبه، فهي دومًا ما تنهره عندما تريد منه شيئًا.

وتصرخ فيه دون رحمة، لكنها حاولت أن تغير الخطة كي تحصل على كل ما تريد منه، دون أن يلحظ شيء، فراحت تتحدث بصوتٍ هاديءٍ، وقالت:

-يا عبد الله إنكَ قد لامست قلبي بإسلوبك الطيب هذا، وأجد أنكَ قد عرفت مقصدي دون أن تدخل في قلبي وعقلي، وأرى أنكَ رجل شهم، وعندك حكمة بالغة، لأنك عرفت مقصدي.

دون أن تدخل عقلي وتفتش فيه، أود أن أخبرك أنني سوف أتغير معكم جميعًا، على شرط بسيط لابد أن أقوله لك، فاصغ إلي جيدًا.

حتى تلبي لي طلبي، وإني لن أخذلك مطلقًا، وسوف أكون لينة هادئة معكما طالما ستنفذ لي طلبي.

إنني لا أطلب الصراخ والشجار والقسوة، ولكن الأمر يتطور وحده دون إرادة مني، فهل أنت فاهم مقصدي؟

وهل أنت مصدق ما أقوله؟ فإذا صدقت ما أقوله، ونفذت كل ما أود طلبه منكَ، فلن أصرخ وأقسو على أحدٍ بعد اليوم.

فرح عبد الله بهذه المقدمة التي قالتها نعمات، فهو رغم ما عاناه من بؤسٍ مع هذه المرأة، وتعجبه من تغير اسلوبها في الكلام معه.

إلا أنه يتمنى أن يحدث خيرًا، ويتمنى أن تنفذ وعدها، لكنه تعجب من أمر طلبها، فماذا تريدُ منه يا تُرىَ؟ لهذا حاول أن يستعطفها قائلًا:

-الغالية نعمات، أعلم أنكِ مليئة بالرحمة التي لا يلحظها أحد غيري، رغم قسوتك الظاهرة، فدائمًا ما أرى طيبة قلبك خلف كل هذا.

لذلك لا تخشين شيئًا واطلبي ما تشائين، فإني والله لن أُخذلك، طالما أنكِ ستنفذين ما وعدتيني به.

من لين في المعاملة، وصدق وحسن نية في الأمر، لهذا لن أكن ثقيلًا أو بطيئًا في تنفيذ طلبك، أراكِ تبطئين في قول ما تريدين، فهل تشكين في ولائي، أم ماذا تقصدين بهذه الإطالة.

بربك فأنا ملك يمينك وملك أمرك، فهل تشكين في أمري، هيل تكلمي، ولا تخجلي من شيءٍ، إني لم أعهدك خجولة أبدًا، إنكِ دومًا تعرفين حبي لك، وصدق نواياي معك، فهيا تكلمي ولا تخشين شيئًا.

حاولت نعمات أن تظهر بعض الابتسام والطيبة على محياها، فراحت تقول في هدوء تام وثقة في صدق زوجها الضعيف الطيب وقالت:

-أود أن أقول لك إنني أُريد ما في جيبك من مالٍ، لأني أود أن أشتري سيارة تريحنا من عناء المواصلات.

حتى نسافر إلى أي مكان دون خوف أو رهبة من عناء السفر، لابد أن نفكر في المستقبل، وأني أرى أنكَ تدخر مبلغًا لكي تزوج به رزان ابنتك.

فهل أعطيتني جزءًا منه كي نشتري سيارة جديدة، إني أراكَ قد تعبت من العمل، وتود أن تستريح بعد كل هذا العناء، لهذا أود أن أشتري السيارة، لكي نذهب بها إلى أي مكان نغير فيه جو حياتنا حتى لا نمل من الحياة معًا.

وإنكَ كما عاهدتني تراني أصرخ، لأني أتضجر من المكوث في المنزل وقت طويل، لهذا أود السيارة، لأجل الخروج بها في وقت مللي لتروح عني.

وتفك الأزمة التي تسبب الملل في حياتنا، فما رأيكَ يا زوجي العزيز الغالي، في هذا العرض الذهبي الجميل؟

فوجيء عبد الله بطلبها، واغتم لأنه قد أعطى ماله لصديقه الحج شرف لكي يعلن عن اختفاء ابنته، لكنه لم يظهر لها ضيقه.

وحاول أن يؤجل الأمر قليلًا، حتى يجد ابنته، ثم بعدها تنحل الأزمة، لهذا بدا عليه السرور، وراح يصبرها بقوله الهاديء الرزين:

-ما أفضلها من فكرة، انكِ يا زوجتي بارعة جدًا، في ابتكار الأفكار، ولابد أن أكون عند حسن ظنك بي، وأعدك ألا أخذلك أبدًا، لهذا الخبر السار فلسوف أُعطيكِ ما في جيبي الآن.

وأعدك بعد شهر من الآن، سأكون قد جهزت ثمن السيارة، وأُوكد لكِ أننا سوف نحصل على ثمنها في أسرع وقت لكن دعيني أُدبر أمري، فلن أكن جاهزًا بثمن السيارة قبل شهر من الآن.

لهذا لماذا لا تدعينا نفكر في أمر السيارة وشراءها لبعد الوقت، وأطلب منكِ أن تستغلي الوقت وتثبتين لي مدى تنفيذك لوعدك الذي وعدتيني به منذ قليلٍ، وإني أراكِ صادقة جدًا في وعدك هذه المرة.

وأرى أننا لابد أن نبحث عن طريقة لكي نجد بها ابنتي الجميلة الطيبة رزان، لهذا فكري معي كيف نحصل على فكرة لكي نجدها في هذا اليوم، وادعِ الله أن يلهمنا طريقة سهلة توصلنا إليها.

لابد أن أُقبل رأسك على هذه الطريقة التي تفكرين بها في خلق طرق لإسعادنا.

فرحت نعمات وانطلى عليها أمر ما قاله عبد الله زوجها، يبدو أن أمر اختفاء ابنته قد أيقظ فيه الهدوء والذكاء، فراح يستخدم عقله في إيجاد فرصة لكي ينقذ ابنته من الضياع، ولابد أن يكون حذرًا معها في كل مرة.

ولقد نجح في اقناعها، فاستجابت له وراحت تقول له في بهجة عارمة:

-إنني حقًا أود الخير للجميع، لكن الناس ينظرون إلي كأني زوجة أب شريرة، لهذا لا يتورعون في سبي بألعن الكلمات، ويصفوني بالعقربة والقاسية، عندما كانوا يسمعون صوتي وأنا أُحاول أن أُهذب ابنتك رزان الجميلة العنيدة.

فهي دومًا ما كانت تثير داخلي الغيظ بعندها مع على أمورٍ تافهة، على الرغم من أن موافقتها لي وطاعتها التي كانت تفعلها مرغمة أمر كان يثير في الشفقة على حالها، لأنها بعندها كانت تجعلني أثور وأُحاول ضربها دون وعيٍ مني.

فلو كانت قد هاودتني ونفذت أوامري، لما احتجنا لكل هذا الصراخ والضرب، ولكني رغم عندها وعدم تلبيتها لأوامري أُحبها والله، وكنتُ أتخذها صديقة لي.

وأراها في مقام أُختي الصغرى بل ابنتي، رغم أنها كبيرة على أن تكون ابنة لي، وإنكَ بوعدك هذا في أمر شراء السيارة تثير في الحب والولاء لك، لقد أحسست بالطيبة والولاء في صوتكَ ووعدك.

لكني أعدك من الآن أن أُنفذ كل أَوامرك طالما ستعطيني ثمن السيارة، لهذا سأكون طوع أمرك، فلا تحزن ولا تحمل هم شيء.

ابتهج عبد الله للأمر وابتسم لها وحاول أن يظهر لها الولاء أكثر، طالما أنه نجح في أمر كهذا، إنه لا يصدق نفسه مطلقًا، أمعقول أن تتغير نعمات هكذا بهذه السرعة.

لقد كانت دومًا تنهرهه وتوبخه وتجعل يومه أسودًا، وإنه لا يعي ما تخبيء له هذه المرأة من حيل، إنها ملعونة وخبيثة تدبر لأمر ما لا يعلمه أحد، لكن عبد الله ساذج طيب انطلى عليه أمر تغيرها.

لكنه هو الآخر يمهد لأمر، وهي الأُخرى قد انطلى عليها الأمر وراحت تصدقه دون أدنى شك، وسنرى ماذا سيحدث لهما الإثنان، إن الأيام ستكشف عن مفاجأة كبيرة قادمة.

من داخل المخبأ الذي اختبأ فيه الأصدقاء الثلاثة من هجوم الحوت المفترس، نهضت رزان وقالت لهما في همة ونشاط:

-هيا يا أصدقاء انهضا لنذهب إلى الملك سنار ملك البحور، لأتعرف عليه وأصبح أميرة البحور، هيا يا روني لتخبرنا بطريق الملك فأنت وحدك تعرف مكانه، هيا انهض أنت الآخر يا سفر، ودع الكسل جانبًا.

إننا اليوم سيتغير حالنا، ونصبح من معارف وأصحاب الملوك، ولن يعجبنا أحد بعد اليوم، يا الله لقد تغيرت حياتي كثيرًا، لقد أصبحت سعيدة جدًا عندما تحولت لعروسة البحور، وتركت زوجة أبي اللعينة.

لقد كانت تسقيني الويل كثيرًا، لكني أشتاق لأبي جدًا، واتمنى أن أراه، فهو رغم ضعفه وعدم وقوفه بجانبي أحبه دومًا، واتمنى أن أحتضنه.

أثناء حوار رزان وكلامها عن والدها أحس الجميع بهذه عنيفة أخافتهم بشدة، راح الجميع يصرخ مرتعبًا.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي