الفصل الثالث

أتى عليهم يومًا آخر بإشراقة شمس جديدة وكلًا منهم لديه أمنية يدعو الله أن تحقق لا يعرفوا كيف ومتى؟! ولكن مادمتُ على يقين فالله لن يخذلك أبدًا، فمثلًا "عاصم" لم يدخل النوم أعينه إلا بوقت متأخر يتذكرها ويتمنى لو يصادفها ولو لدقيقة أخرى ليس أكثر، "كريم" يتمنى أن تبتعد تلك الأفكار من رأس أخيه أو يشفي هذه الفتاة ليحصل عليها إن كان أحبها حقًا حتى لا يرهق قلبه، أما هي تريد أن يأخذها الله أو يريح لها روحها، ترغب بتعذيب روح كل من كان له يد بتهشيم روحها حتى لم تعد تمتلك روحًا من الأساس!
ولم يحدث بهذا اليوم أي أمر مثير للإهتمام سوى إن الأخوين ذهبا لإحدى الأماكن بالمساء يمرحوا سويًا بيوم عطلتهم.

جلسا فوق المقاعد ولا يزال "عاصم" شارد الذهن يفكر بتلك المُلفتة التي رأها ليلة الأمس، زفر بضيق بعدما ألمته رأسه من فرط التفكير، قائلًا:

_ إما أنا جننت، أو حدث لي شيء أصابني بعاهة مستديمة بعقلي!

لم يستطع "كريم" كبت ضحكاته، فهو لم يكذب بحديثه أبدًا يظهر عليه بشكل مبالغ فيه إنه قد جنّ! نظر له بهيام مصطنع يقلد أفعاله المتصابية ليلة البارحة، قائلًا:

_ أقسم لك يا أخي لن أصادف شبيهًا لها حتى ببلاد الخارج! أتعلم أنك وقح يا عاصم؟!

قهقهة بصوت عالٍ بنهاية حديثه وهو يتسأله بإستفزاز، جحظت الآخر عيناه يسأل نفسه ما الذي فعله ليقل عليه هكذا؟!
_ ماذا فعلت لك يا إبني لقول ذلك؟!

نظر له "كريم" نظرات نارية بأعين ضيقة بمعنى "أتسأل؟!"
أنكمشت ملامحه وهو يفكر ماذا حدث؟ فصاح عليه:

_ أيها الطبيب الأبله، يكفي تلميحاتك الحمقاء تلك وأخبرني ماذا فعلت لك؟

بدأ "كريم" بالتحدث وهو يسخر من أخيه ويعنفه، قائلًا:

_ هل أنا ربيتك على أن تتحدث على فتاة بهذه الطريقة؟ منذ متى وأنت تنظر بأعين فتاة؟ فأنا من يسمى طبيبها أقسم لك لم أنظر بوجهها سوى لتحديد لغة الجسد خاصتها.

قهقهة الآخر بقوة وهو يضع يديه فوق صدره كحركة تلقائية، أسند ذراعه أسفل وجنته يبادل أخيه النظرات الخالية من أي مشاعر ليست غاضبة ولا حتى سعيدة، قائلًا:

_ لا تخف تربيتك لي مثلما هي ولكن عجزت أنا عند النظر لعينيها، شعرت بشئ لطيف يغزو قلبي.

بمنتصف حديثه تحولت نظراته للهيام وأصبحت مليئة بالكثير من المشاعر، خبط "كريم" كف بكف وهو يحوقل على حالة أخيه، محدثًا نفسه بحزن عليه:

_ ماذا أصابك يا أخي؟! عندما تقع بالحب تقع بهذه الفتاة التي ترفض هذه الفكرة تمامًا! وقع بواحدة قد كُسرت روحها ولم يعد لديها أي مشاعر تعطيها لك.

تنهد بقوة وكأنه يحمل الكثير من الأعباء فوق صدره، يحزن كثيرًا على "عاصم" فهو لم يذق معنى الحب من قبل والآن وقع به ولكن سيكون لديه مذاق آخر تمامًا عن الطبيعي، سيكون مُرّ ليس إلا...

_ ألهذه الدرجة الأمر صعب عليك؟! أعلم إنك تغار علىّ ولكن لا يا عزيزي فأنت حبي الأول.

أراد "عاصم" أن يخرجه من حالته الغريبة التي وقع بها الآن، لا يعلم إن ملامحه وقلبه يحزنون عليه هو ليس سواه، وكزه "كريم" بصدره وهو يرفع أحد حاجبيه، قائلًا:

_ عن أي حب تتحدث يا لعين؟ هل أنت رجل ملون؟!

هتف بغيظ عندما أستمع لحديثه وإنه يغار وماشابه، حاول الآخر أن يكبت ضحكاته مما يقل هذا فهو يفضحه هكذا وسط الجميع، نظر له بأعين ضيقة وبنبرة متوعدة، قائلًا:

_ أصمت أيها الطبيب حتى لا أمحى هيبتك أمام الجميع، أنا ملون ها؟! حسنًا سأريك.


بناحية آخرى كانا يجلسان معًا يدبروا مكيدة جديدة ولكن هذه المرة يجرون قدم إبنهم بهذه الأعمال الملوثة بالأكاذيب، والنصب، والسرقة!

_ هذه الفتاة هي من ستخبرنا بكل شئ يحدث لأبيها، كل ما نحتاجه ستقولوا لنا ولكن ليس قبل أن نزوجها لإبننا العزيز.

هتفت تلك السيدة التي تتعدى الخمسون عامًا لكنها تظهر في هيئة فتاة لا يتعدى عمرها الثلاثون! كانت جالسة بالمقعد المجاور لزوجها السابق، فهم تركوا بعضهم منذ سنوات طويلة ولكنهم ينغمسون بأعمالهم الخبيثة إلى الآن لم يتنازلوا عنها.

تنهد الآخر بتفكير وهو يخلع عويناته، ويلملم الجريدة التي يمسك بها بين كفيه، و وضعها فوق الطاولة الموضوعة أمامه، نظر لها بجديه، قائلًا:

_ ليس لدي مشكلة بفعل ذلك ولكن إبنك ليس صغير لإجباره على شئ مثل هذا، كيف سنجبره على الزواج من فتاة لم يراها من قبل؟

بادلته النظرات ولكنها خبيثة خرجت من مرأة تعلم كل مداخل ومخارج الحياة، وإن وقف بيوم عائق أمامها كسرته دون قابل إنذار! أبتسمت بخبث، قائلة:

_ لا تخف، حل هذا الأمر لدي، أنا لم يقف بوجهي عائق أبدًا، ستجد موافقته خلال أسبوعان ليس أكثر.

قهقهة بشدة على ثقتها تلك، وتحدث بنبرة رجولية جذابة لم تتغير رغم كبره بالسن أصبح عمره الآن يتراقص على حافة الستون ومازال بكامل صحته ونبرته التي لم تختلف بأي شيء، قائلًا:

_ إذا كان يوجد لدى كل إمرأة جزء صغير من ثقتك الزائدة تلك أقسم لم يكن هناك مكان للرجال بحياتكن، فأنتِ كتلة من الثقة تسير بخطى واثقة لتدمر كل من يظهر بوجهها حتى وإن كانوا أبنائها!


قهقهت هي الأخرى وكأنه يمدحها بشئ جيد، فهي تتلذذ بتدمير أي أحد حتى وإن كانوا أبنائها مثلما قال للتو، فهو لم يكذب رغم معرفته لها عن ظهر قلب إلا وإنه قد خاطر منذ زمن طويل وتزوجها وها الآن هم مطلقين ولكنهم يعيشون حياة أفضل من ذي قبل ليس هناك خسائر لديهم فالخسارة الكبرى مكمنة بقلوب أبنائهم.

_ طليقي العزيز أشكرك على مدحك لي ولكن ليس هناك أفضل من رأسك التي تتمثل بلدعة عقرب!

أخاف أن أقل لكم إنهم لا يختلفوا عن بعضهم كثيرًا فإذا كانت هي داهية فهو الأدهى! هي الأفعى وهو العقرب ليس هناك وصف يماثلهم أقوى من ذلك، رفع يديه كحركة مباغتة لها يشكرها على ثنائها له وكأنه مدحت به لحصوله على جائزة نوبل!

لنترك حديقة الحيوانات المميتة تلك ونعود لهم مرة ثانية عسانا نلقاهم بحال أفضل مما هم عليه!


وقفت "ريحانة" على أعتاب باب غرفة أخيها، تلك الفتاة ذات الملامح البريئة، ليست شديدة الجمال ولكنها مُلفتة مثلما قال عليها "عاصم" كل من يراها يسخر منها لأنها بسيطة ولا تحبذ مساحيق التجميل، لن تضع فقط سوى القليل من كحل للعين وأحمر شفاة لونه لا يلفت النظر والكثير من الأوقات لم تضعه من الأساس، حتى إنها لا تملك بشرة بيضاء اللون فهي لديها بشرة خمرية لطيفة وكل تفصيلة بوجهها لذيذة تجعلها متميزة ولكن الحاقدون ليسوا إقلاء بهذه الأيام فهم أجتمعوا عليها وظلوا يحفرون برأسها فكرة إنها ليست جميلة وليس هناك من يحبها بسبب سوء هيئتها، تنهدت بتوتر وهي تفرك بأصابعها-كعادتها- حتى لاحظ ذلك أخيها، فنظر لها بملامح متسألة، وقال:

_ ماذا هناك يا عزيزتي؟ هل تريدين قول شئ لي؟

هتف بهدوء وهو يبتسم بخفة، أمأت له مسرعة فأشار لها بأن تدخل وتجلس معه تتحدث معه بما تشاء فهو الوحيد الذي يخاف عليها وينصحها دومًا، جلست فوق الفراش بجانبه والصمت تملك منها لم تعد تجيد النطق بحرف واحد، فبادر "أيوب" بالحديث قائلًا:

_ هل أنتِ بخير؟ كيف مر يومك؟

أبتسمت له بلُطف، قائلة:

_ بخير نعم، كان عادي مثل كل يوم، وأنت؟

تنهد براحة قائلًا:

_ ليس سئ، ولكن أنا أكون حزين طوال الوقت لأنني أتركك وحدك هنا.

ربتت فوق كفيه بحب وهي تبتسم بهدوء حتى جعلته يبتسم على خاصتها، قائلة:

_ لا تحزن يا أخي، فأنت سبب سعادتي وأملي الوحيد، كن بخير لأجلي أنا و فريدة.

_ تعالِ هنا أيتها الصغيرة، فأنتِ جزء من روحي يا فتاة كيف لي أن أفرط بكِ؟!

هتف بحب وهو ينظر لها يشير لها بأن تركض بأحضانه مثلما كانوا صغار، أرتمت تعانقه بحب وهي تنسى خوفها عندما تكون معه، قائلة بتوتر:

_ الحقيقة يا أخي العزيز كنت أريد شئ منك.

ما إن أستمع لها أجاب مسرعًا:

‏_ هل تحتاجين أموال؟ كم تريدين؟

نفت له برأسها محركة إياها يمينًا ويسارًا وهي تنظر له وتوترها يزداد أكثر وأكثر، وبدأت ملامحها تنكمش، قائلة:

_ أريد أن أعمل، أسير خارج المنزل، وأرى كيف يتعامل الجميع؟!

نظر لها بحزن شديد وملامحه بدى عليها الإنزعاج، قائلًا:

_ هل أنا أجعلك تحتاجين لأي شئ، فأنتِ تجلسي هكذا مثل الأميرات وأنا أحضر لكِ ما تشائين وإن كان بكوكب آخر، أخبريني لما تطلبي منٌي هذا الشئ؟ هيا أستمع.

خافت من رد فعله، فهي كانت تعلم من الأساس إنه لن يوافق على ما تريد، لأنها ذهبت الكثير لمقابلات العمل وكانوا يبثوا بأذنها كلمات سامة تجعلها تبتئس، وتجلس دون شراب أو طعام حتى، فهو لا يريد رؤية المعاناة بأعينها مرة آخرى.

طأطأت رأسها لأسفل وهي تبتسم بسخرية قائلة:

_ أنا أمرض أكثر كلما جلست بمفردي، أنت تعمل، وتنشغل بعملك لا أحاسبك على ذلك، و فريدة أيضًا تعمل ولا أستطع رؤيتها سوى يومان بالأسبوع ليس إلا، وأنا أختنق هنا، أرجوك أخي لا تقل لأ.

بادلها "أيوب" النظرات الحزينة على ما تقول ولكن هو يرفض بشكل تام هذا الأمر ليس لأنه رجل متعصب يمنع إخته أو زوجته من العمل والسعي ليكونوا أفضل منه حتى ولكن كل ما بالأمر أنه حقًا يخشى أن تتأذى أكثر هذه المرة إن ذهبت للعمل، حمحم بخشونة وتحدث بحدة بعض الشيء، قائلًا:

_ لا أريد أن أستمع لموضوع مثل هذا مرة ثانية يا ريحانة، أنا وأنتِ نعلم جيدًا سبب رفضي لهذا الأمر فلا تضغطي علىّ بدموعك تلك لأني لن أسمح لكِ.

كام حزين لتفوهه بتلك الكلمات القاسية التي ستصل لمسامعها على إنها تحكم وقسوة وماشابه ولكن هو يمزق نفسه إربًا قبل أن يقسو عليها، نظرت له بقلة حيلة وهي تحاول مرة ثانية، قائلة:

_ أعدك لن أعمل بمهنة غير مهنتي، أعني لن أقف بمحل ملابس، أو مديرة روضة أطفال، حتى العمل بحسابات بالصالون الحريمي لن أفعل، وافق أنت وأنا سأبحث على عمل يليق بمهنتي ليس إلا...

حرك رأسه يمينًا ويسارًا ينفي لها ما تقول وكأنها تخبره بفعل شئ سئ-حَشَٰ لله-وما إن لدى لها ذلك أمأت له مسرعة وهي تكبت عبراتها، وتضغط على قبضتيها بقوة حتى لا تنفجر بوصلة بكاء مرير لن ينتهي إلا وهي مستسلمة لحالة الهلع الخاصة بها التي لم يلحظها أحذ حتى الآن! أبتلعت ما بحلقها وهي تقل له بإبتسامة منطفئة:

_ تصبح على خير أخي العزيز.

وما إن رأى إنكسارها ذلك أراد لو يضرب نفسه على رفضه لها على شئ طلبته منه ولكن ماذا يفعل أيخاطر بحياتها، وحالتها النفسية المرة التي لن يجيد عدّها؟!
خرجت من غرفته سريعًا وما إن دخلت غرفتها ظلت تبكي بضيق ليس من أخيها ولكن على كل شئ يحدث معها!

ضمت ركبتيها نحو صدرها وأستندت بذقنها فوقهما والعبرات تُغرِق وجهها، حولت نظرها نحو النافذة التي تلجأ إليها كلما حدث معها شئ، أبتلعت ما بحلقها، وتحدثت بصوت مُحشرج أثر البكاء، قائلة:

_ لما تبكي ريحانة؟ هل هذا حديث عليكِ؟ ألم تعتادي أن حياتك هذه تحطمت منذ زمن طويل؟! صعب عليكِ ترميمها من جديد.

حادثت نفسها بحسرة على حالها، فهي ترغب أن تعيد لها روحها ولكن كيف؟ فهي تحتاج لسنوات طوال لإستعادتها!
غلبها النوم وسط بكاؤها الذي يأبى التوقف، لا تبكي لأجل لرفض أخيها فهي تعلم جيدًا أنه يرفض من خوفه عليها من أن تتدهور حالتها مرة آخرى فهو لن يتحمل رؤيتها هكذا ولكنها تبكي لأنها لم تستطع تحديد من أين تبدأ لتسترد حياتها من جديد، قررت أن تذهب لطبيبها مرة آخرى ولن تترك لليأس مكان داخلها.

مرّ يومان وهي حزينة تتصنع إنها بخير ولكنها عكس ذلك تمامًا، عندما كانت نائمة وجدت من يفتح النافذة لتدخل أشعة الشمس متعامدة على وجهها الصغير، أستمعت لصوت صديقتها المقربة، قائلة:

_ هيا أستيقظِ ريحانة، أتيت لنقضي هذا اليوم معًا، يكفي كسل.

هتفت "فريدة" وهي ترجها هكذا لتستيقظ فأصبحت الواحدة مساءًا وهي لا تزال نائمة، فركت الأخرى بعينيها وهي تراها بشكل مشوش وعندما وضحت لها الصورة صرخت بفزع:

_ اللعنة! كيف دخلتي إلى هنا فريدة؟ هل أصبحتي لصة؟! أم أنكِ ترتدين قبعة تخفيكِ؟

ضحكت "فريدة" بشدة عليها وهي تشير على نفسها بأعين ضيقة وبنبرة ساخرة، قائلة:

_ هل أنا لصة أيتها الوقحة؟! هل هذه كلمة شكرًا لأني أتيت لأجلك!

تبادلا الضحك معًا، وأشارت "ريحانة" لها لتأتي وتجلس بجانبها فوق الفراش، عانقتها بحب وسألتها بجدية:

_ أفتقدك بشدة فريدة، لما لا تأتي كل يوم؟

_ وأنا أيضًا صديقتي العزيزة، أنتظرت إلى أن يكن أيوب ليس هنا، هو من فتح لي الباب وبعدها ذهب لعمله.

تحدثت بنبرة هادئة وهي تبتسم لها بحب وعند ذكر إسم "أيوب" أتسعت إبتسامتها بعشق فضحكت عليها الأخرى بسخرية قائلة:

_ هل أيوب يُضحكك لهذا الحد؟! تأدبي قليلًا فأنا أعزب لا عليكِ من هذه الأحاديث.

ضحكوا بشدة عقب كلماتها تلك وهي تشبه نفسها بالرجال عند قول "أعزب" رفعت "فريدة لها أحد حاجبيها وهي تتحدث بغنج قائلة:

_ أنا مقبله على الزواج يا صغيرتي ولست عزباء مثلك.

عبس وجهها قليلًا وليس لكلماتها ولكن كلما تتذكر ما حدث منذ يومان عندما أتت تتحدث مع أخيها بأمر نزولها للعمل وماشابه، أقتربت منها فريدة وهي تربت فوق كفيها بهدوء، قائلة:
_ ماذا بكِ يا أختي؟ أخبريني، و نجد حل لكل شئ سويًا.

نظرت لها "ريحانة" وهي تعاود البكاء من جديد تشعر بضيق أنفسها، أرتمت تعانقها وهي تبكي بين أحضانها والأخرى تمسد فوق شعرها بحب تحاول أن تجعلها تهدئ، قائلة:

_ أفديكِ بروحي أختي، لا تبكي أتوسل لكِ، أخبريني لما كل هذه الدموع؟

أخذت أصوات شهقاتها تعلو بشدة حتى وصلت لمسامعها وهي تتحدث بخفوت ونبرة متلعثمة، قائلة:

_ سأخبرك بشئ ولكن لا تخبري أخي به، فإذا علم بمثل هذا سيحزن وأنا لا أريد رؤيته هكذا، لا أرغب أن يعلم أي أحد عما سأخبرك به فريدة، أرجوكِ.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي