الفصل الرابع

زفرت بضيق وهي تبعد أنظارها عن تلك التي تجلس على جمرِ، تطرح على نفسها الكثير من الأسئلة وقد أتى بمخيلتها كل ما هو سئ، أمأت لها بملامح منكمشة، وأذانٍ صاغية لتخبرها قبل أن تسقط من فرط توترها فبدأت بالحديث وهي تشيح بوجهها عنها، قائلة:

_ أنا مررت بصعاب لا يمكنك تخيلها، رأيت الكثير منذ صغري لا يمكنني إخبارك حتى، ولكن لم تكتفِ الحياة من ذلك، وعن ما حدث لي منذ زمن فأخرجت بوجهي كل ما هو سئ وكأن هناك من تعاهد معها لإيذائي، لا أملك روح الآن فوالله أنا أستمعت لصوت تهشمها حتى أصبحت حطام!
علمت منذ وقت بأنني مريضة على حافة فعل أشياء تسحبها للموت، لا تنظرِ لي هكذا فريدة، نعم كنت سأنتحر لأنهي حياتي البشعة تلك، وأخفي كل ما له علاقة بِ ريحانة، فكرت ماذا أفعل؟ ولم أجد حل سوى الذهاب لطبيب، حقًا لم تكن زيارتي الأولى جيدة ولكن سأحاول جاهدة لشفاء وترميم أي شيء يساعدني على العيش.

كانت تستمع لها بحزن شديد ظهر عليها ولكنها شهقت بفزع عندما أخبرتها بما كانت تريد أن تفعل، وذهابها لطبيب، متسألة هل كل هذه الأشياء أصابت تلك الصغيرة منذ وقت طويل ولم يلحظ أحد تدهور حالتها؟! وضعت كفها فوق فمها تمنع خروج شهقة تزامنًا مع عبراتها التي تسقط بتأثر على صديقتها، أمسكت كفيها بين خاصتها وهي تبتلع ما بحلقها، قائلة:

_ كل هذه الأشياء تحدث معك ولم تخبريني؟ هل أنا تأخرت عنك بشئ من قبل؟ لما تحملتي كل هذه الإنكسارات بمفردك؟

نفت لها "ريحانة" مسرعة وهي قد أعتادت على تلك العبرات التي تسقط فوق وجنتيها دون صوت، قائلة:

_ لا أنتِ أختي ولكن أنا..ماذا أقل لكِ فريدة؟ هيا أخبريني، بالطبع لم أكن مختلة حتى أقف أمامك وأقل لكِ الوداع فأنا سأنتحر؟! أم أخبرك أنني ذهبت لطبيب وبزياراتي الأولى أصابتني حالة الهلع وتفوهت بكلمات غريبة لم يكن لديه ذنب بسماعها، أه نسيت أن أخبرك حالة الهلع هذه تكون بالنسبة لي مثل الكابوس يمكن أن أفرط بكثير من الأحاديث السيئة، وأحطم كل شيء يظهر بوجهي، بإختصار أبدو كالمجنونة ومن ينتابهم حالات الصرع.

هل هي تخفي هذه الأشياء منذ وقت طويل وتأتي لتفجر القنبلة بأنٍ واحد؟! فحرام عليها الأخري تستمع لها وهي على وشك أن تقع مغشيًا عليها من فرط المفاجأت التي تقع على مسامعها كأصوات الرصاص.

_ هل هناك مفاجأة أخرى تخفيها عنّي؟ أرجوكِ أخبريني أن هذه لم تكن سوى مزحة وأنا سأسامحك وأعانقك أيضًا، هيا!

توسلت لها بأعينها بعدما أنهت حديثها بأن تقهقهة الآن وتقل أن هذه مزحة سخيفة أو حلم تيقظها منه وهي لم تفعل لها شئ، نظرت لها مبتسمة بسخرية وهي تشيح بوجهها بعيدًا عنها، تكفكف عبراتها، قائلة:

_ أنا أجلس كل يوم هنا على نفس ذاك الفراش، وأنظر إلى تلك النافذة أتوسل الله أن يكن هذا كابوس مزعج يلازمني بأيامي التي مضت ولكن للأسف وضح لي إنه كابوس يلازمني لأخر دقيقة بعمري!

عند نهاية حديثها رفعت كتفيها تحركهما بلامبلاة، والسخرية تحتل ملامحها، أقتربت منها "فريدة" تعانقها، وتربت فوق ظهرها، قائلة:

_ أخبريني ماذا أفعل لكِ لتكوني بخير؟ سأقف بظهرك ولن أترك أي شيء يأذيكِ ولكن كونِ بخير.

فصلت "ريحانة" ذلك العناق الدافئ وهي تبتلع ما بحلقها، تتشبث بكف صديقتها وهي تتوسلها، قائلة:

_ حاولي إقناع أخي بأن يتركني أعمل، أريد أن يمر الوقت، أرغب بالإنشغال بأشياء آخرى سوى حزني وإنكساري، أرى إناس آخرون لا تكون حياتي مقتصرة على المنزل و غرفتي، أرجوكِ وأنا سوف أجد عمل يكون لائق بملف التعريف "السي ڤي" الخاص بي.

أمأت لها "فريدة" بسرعة وهي تحرك رأسها لأعلى ولأسفل دليل على موافقتها، أبتسمت بخفة قائلة:

_ أعتادي على النوم مبكرًا إذا لأن موافقة أخيكِ ستكون عندك غدًا، أبتسمِ صديقتي الجميلة فحالة الذبول لا تليق بكِ وردتي.

هتفت بحب وهي تقبل جبينها وتعانقها بشدة مرة ثانية، والأخرى لم يعد لديها مشاعر لكنها تقدر كل ماتفعله لأجلها وحزنها عليها ولكن لا تعلم ماذا يجب أن تفعل سوى إبتسامة الشكر، والإمتنان لها، أخبرتها أن لديها عمل مع والدتها بأنها ذاهبة للتسوق وماشابه، لتذهب معهم ولكنها رفضت، وقررت أن تجلس وتبحث عن عمل جيد لتستطع إقناع أخيها مرة ثانية قبل أن تذهب لموعد الطبيب، أبتسمت لها "فريدة" وهي تلوح لها بحب، قائلة:

_ أراكِ غدًا، سلام.

_ سلام.

قالتها وهي تبادلها التوديع، خرجت "فريدة" من غرفتها بمفردها بعدما أشارت لها أن تظل مكانها لا تتحرك، بقت "ريحانة" فوق فراشها تحمل هاتفها وتبحث دون كلل أو ملل حتى أبتسمت بسعادة وكأنها أنتصرت بحربٍ للتو!


مرّت ساعات حتى أصبحت السادسة مساءًا، كانت قد أنهت تجهيز نفسها من أرتداء ملابس و الأهم تجهيز نفسها من الداخل لتكن على أتم أستعداد لمقابلة ذلك الطبيب المهذب، لأنه لم يبدي أي رد فعل سئ على ما قالت بهذا اليوم.

خرجت من البناية التي تقطن بها وهي تشير لسيارة الأجرة حتى تقف، ركبت بالخلف، أملت على سائقها العنوان وظلت تفرك بأصابعها إلى أن وقفت السيارة أمام البناية التي يوجد بها عيادة الطبيب.

أخذت تصعد الدرج بهدوء على عكس ما يوجد داخلها من توتر، وقلق، وخجل حتى!

_ إذا سمحت، أنا ريحانة البحيري هذه الزيارة الثانية ليّ، هل حان الوقت لأدخل؟!

تحدثت بهدوء مع مساعد الطبيب الذي ظهر على وجهه علامات الدهشة من هذه الفتاة، أبتلع ما بحلقه وهو يتحدث داخله، قائلًا:

_ هل هذه تعاني مرض الإنفصام بالشخصية؟ كيف هي لطيفة هكذا؟!

هتف بذلك بعدما تفاجأ من نبرتها الهادئة وملامحها البريئة على عكس ذلك اليوم الذي أتت به وكانت على وشك أن تهدم كل مايخرج أمامها!

_ متى ستخرج الصور التي التقطها لي الآن؟!

أخرجته مما يفكر به وهي تسخر منه بسؤالها الفظ، أماء لها بتوتر وهو يشير لها بأن تدخل فهي من حان دورها تأتي متأخرة-كعادتها- حتى لم يعد هناك أحد يجلس بالمكان فجميع المقاعد تصبح فارغة.

وضعت أنظارها أرضًا وهي تدق بأصابعها فوق الباب حتى سمح لها بالدخول، أبتسم بسعادة عندما رآها، ليست مفاجأة بالنسبة له ولكن بهذه السرعة، جيد!

_ أهلًا بكِ أنسة ريحانة.

تحدث بهدوء وهو يبتسم بخفة يشير لها بأن تجلس، نظفت حلقها وهي تحمحم بتوتر حتى أصبحت ملامح وجهها منكمشة ببعضها من فرط الخجل، قائلة:

_ أعتذر على ما بدى منّي بتلك الليلة ولكن لم أكن بحالة يرثى لها، فأنت طبيب وتعلم أن تلك الحالة تجعلني منعزلة تمامًا حتى أنني لم أذكر كل ما قلته لك...

قبل أن تنهي حديثها قطعه بإبتسامته اللطيفة وهو يومأ لها بهدوء، قائلًا بتفهم:

_ لا عليكِ، أنا لا أحاسبك ولكن دعينا نبدأ جلستنا هذه بشكل أفضل.

أبتسمت له بشكر وهي تحرك أهدابها بخجل منه، أمأت له موافقة على كلماته الأخيرة، نظر لها قائلًا:

_ هل أنتِ جاهزة؟

_ لنكمل ما وقفنا عليه منذ أيام، أبي العزيز عندما كنت طفلة لم تتعدى السابعة من عمرها رأيته يحضر بعض السيدات لمنزلنا في غياب والدتي وأخي، بالطبع كنت صغيرة لم أعي تلك الأشياء حتى جاء يوم وقفت بفضول طفلة لترى ماذا يفعلوا؟ نظرت من خلال الباب، ووقفت أستمع لأي شيء يجعلني أفهم، ليتني لم أفعل ذلك، شعر أن هناك من يراقبهم عندما أصطدمت قدمي بالباب فأصدرت صوت طفيف عندهم بالداخل، نهض مسرعًا وفتح الباب و..بالفعل أمسك بي بسبب تعثري خوفًا منه عندما كنت أركض، لأختبئ واللعنة على ما فعله بي بهذا اليوم.

قصت عليه بملامح حزينة غاضبة، فتلك الليلة كانت الأسوء على الإطلاق بالنسبة لها حتى ليس هناك من يعلم بها أو بالذي حدث لها، صمتت وهي تضع كفيها فوق وجهها تخفي عبراتها، وتستمد قوتها، لتستطع إكمال حادث ذلك اليوم العصيب الذي مرّ عليها منذ تسعة عشر عامًا!

_ خرجت تلك العاهرة التي كانت تنم معه فوق فراش والدتي، وأمسكت بي هي الأخرى بعدما أمرها هو بفعل ذلك، حاولت الفرار من بين يديها ولكنها كانت أقوى منّي، أستسلمت لأمري، و وقفت أنتظر أين ذهب هذا ال.. ليته لم يأتِ وجدته يسير بخطى بطيئة لكنها تشتعل بالغضب المصوب نحوي، ويحمل بين يديه دلو كبير ممتلأ بالماء المغلي، كانت الأدخنة تنبعث منه لشدة حرارته وكلما أقترب صرخت بقوة ولكن لم يكن صراخي يهمه أبدًا، بينما أنا كنت أصرخ، وأحاول التملص من بين يداي تلك المرأة أتى هو وسكب ذلك الدلو فوق ظهري صرخت مرة واحدة بأعلى صوتي ولكن ليس من الألم، من رهبة المشهد والصدمة أن أبي هو من يفعل بي ذلك، وحتى الآن أتذكره كلما رأيت ظهري المشوهه!

مع كل حرف يخرج من بين شفتيها كانت تتذكره صورة أمامها تلك الصغيرة التي لا تفقه أي شئ، وهذا الحيوان البشري ومن كانت معه وهم يعذبونها حتى لا تفتح فمها وتقل شئ عنهم، وعندما أتت لتخبره بمشهد أبيها وهو يسكب المياه عليها دون رحمة قهقهة بسخرية فهي لم تعد تعلم ضبط مشاعرها كيفما يجب؟! تألم لسماع ذلك فهي ليست مريضة عادية بالنسبة له يستمع لها، ويعالجها وأنتهى، فيظهر أنه سيفعل كل مابجهده ليتم شفاؤها بأسرع وقت لأجلها، ولأجل أخيه الحائر! تسأل كيف يفعل أب بأبنته الصغيرة هكذا؟ لكن لم يتفاجأ أبدًا فهو رأى القليل والكثير من والده و والدته حتى جعلوه كارهًا لرؤيتهم مثلها هكذا.

فكرة إنها مشوهه لا تؤلمها كثيرًا ولكن كل ما يرهقها أن أبيها أتى له قلب و قوة لفعل ذلك بصغيرته! عندما رفعت رأسها تنظر له وجدت الحزن يحتل ملامحه ظنتها شفقة، فأبتسمت بسخرية، قائلة:

_ أنت الطبيب، أليس كذلك؟! إذن لا يجب عليك أن تشفق علىّ فأخبرتك من قبل بأني لم أحب ذلك، أكفِ عن فعل ذلك وإلا تنتكس حالتي.

لم يعرف ماذا فعل هو؟ ولكنه حقًا لم يشفق عليها مثلما قال أخيه من قبل "أتنسى ما مررنا به يا أخي العزيز؟" ترّن هذه الجملة بأذنه كلمة أتت سيرة هذه الفتاة والآن عندما جلست أمامه، لم يعد يعلم كيف يمارس عمله كطبيب نفسي معها!

_ هل تريدي سرد شيئًا آخر اليوم؟

تسألها بحذر شديد لكنها نفت له برأسها محركة إياها يمينًا ويسارًا بوهن، تنهدت بعمق تخرج تلك الأدخنة السوداء العالقة بصدرها، قائلة:

_ أهذا لم يكفي لتدمير روحي؟!

_ لم أقل ذلك، ولكن إن كان هذا ما يجعلك بهذه الحالة فشفاؤك أقترب.

هتف بإبتسامة ليطمئنها ولكنها قابلته بإبتسامة باردة، ونبرة مهزوزة، قائلة:

_ أريد أن أجدد إقامتى هنا كل فترة فيبدو إنها إقامة أبدية! أيها الطبيب كريم أنا لدي الكثير وأسوء من ذلك، لا تمل منّى هكذا، فأنا مازلت بالحادثة الأولى.


نظر لها بتفهم وهو يعود بظهره للخلف يتكأ على المقعد، شبك أصابعه ببعضها وهو يومأ لها، قائلًا:

_ لأخبرك بشئ، تشاؤمك هذا لن يفيدك بشئ سيأخر من حالتك أكثر، حاولي التنازل عنه قليلًا، يكفي هكذا وعلاجك يجب أن تتناوليه بميعاده وإذا كنتِ بحاجة لأي شيء رقم هاتفي فوق تلك الورقة.

أبتسمت له براحة وهي توافقه على حديثه، قائلة:

_ شكرًا لك، أرغب بقول شئ آخر لو لم يزعجك ذلك.

_ أستمع لكِ

قالها وهو يشير لها لتبدأ بالحديث، قائلة:

_ أنا أفكر بأن أعمل، هل هذا سيضرني أكثر؟

أبتسم بسعادة وهو يرمقها بجدية، قائلًا:

_ على الرحب والسعة بالطبع ذلك سيفيدك أكثر، ستتعاملي مع أشخاص جدد، تكوني صدقات إن أردتي، تشغلي وقتك في الأعمال المتراكمة أفضل من تفكيرك بالماضي، بأي عمل تفكرين؟

شجعها ودفعها لتتمسك بذلك الحلم، وتعافر حتى تقنع أخيها، فإبتسامته هذه لها شعرت وكأنه أخيها الذي يبتسم لها ويساندها بكل شئ، تنهدت براحة وهي تبتسم له، قائلة:

_ أريد العمل بشئ يليق بي، فأنا خريجة كلية "ألسن" يعني أود أن أكون مترجمة، ما رأيك؟

_ يتضح إنك كنتِ متفوقة بدراستك، أنا أشجعك حتى يمكن أن أبحث معكِ لتجدي ما يليق بكِ كونك مترجمة جيدة.

هتف بجدية ونبرة هادئة تجعلها تميزه عن البقية، متسألة هل هو جيد هكذا مع الجميع كونه طبيب أم إنها تندهش لمعاملته لها كونها لم ترى تلك المعاملة سوى من أخيها؟!

_ كنت أنشغل بأوقات دراستي، أخي كريم هل هذا سيساعدني حقًا بأن أكن بخير؟!

أماء لها سريعًا وهو يبتسم بلطافة، قائلًا:

_ بالطبع أيتها الفتاة، أعتبارًا من اليوم أنا أخاكِ كريم مثلما ناديتيني للتو.

أبتسمت له بشكر ولطافة على ما يفعله معها، بداية من طريقته حتى أسلوبه اللطيف وتشجيعه، ودعمه لها، نهضت من مكانها وهي تقترب، لتأخذ تلك الورقة المكتوب داخلها علاجها وأستأذنته لتذهب.

وجد هاتفه يضيء بإسم أخيه المحبب لقلبه"عاصم" فرد عليه، قائلًا:

_ ماذا هناك يا دلو المصائب؟!

أستمع لصوته وهو يضحك ويسخر منه، فتسأله:

‏_ متى ستنهي عملك يا أخي العاقل؟

تنهد الآخر بتفكير لثوانٍ، وأجابه بهدوء قائلًا:

_ لم يعد هناك أحد سأذهب للمنزل، وأنت؟

تصنع هذا اللعوب المرض، قائلًا بصوت خافت مكتوم:

_ أه يا أخي، فأنا مريض بشدة، لم أستطع إكمال عملي وعُدت للمنزل منذ ساعتين.

أنتابه القلق والخوف على أخيه فهو ليس لديه سواه وهو الآخر هكذا أيضًا، نهض من مكانه بسرعة وهو يلملم أغراضه، قائلًا:
_ حسنًا نصف ساعة وسأكون بجانبك أخي، لا تخف.

حرك يديه بإنتصار وهو يبتسم بسعادة لأن أخيه صدق ما قاله له، أغلق معه وظل واقف بجانب الدرج بمكان ضيق حتى لا يراه أحد، ليجيد إرعاب أخيه جيدًا.

_ سلام أخي، لا تحزن على ما قلته لك.

هتفت "ريحانة" بهدوء وهي تبتسم بخفة لمساعد "كريم" فتعلم إنها أزعجته بكلماتها الفظة تلك، وشخصيتها اللطيفة دفعتها لتجبر خاطره قبل أن تغادر المكان، أبتسم لها هو الآخر، قائلًا:

_ لم أحزن منكِ، أنا أعتذر لكِ.

_ لا عليك.

لوحت له بهدوء وخرجت من الباب وهي تهبط من فوق درجات السلم شعرت وإنها مليئة بالراحة والنشاط هذا اليوم، شعور غريب ينتابها لم تشعر به من قبل ولكنه لطيف أنعش قلبها، كانت تدندن كلمات أغنية أجنبية ولم تدرك ما يحدث من حولها، فجأة بدون سابق إنذار صرخت بشدة مما رأته فقد أفزعها، سقطت على قدميها حتى تأوهت بشدة من إصطدامها بقوة بالأرض.

ما الذي بمكن أن تكون رأته؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي