الفصل الخامس

وقف "عاصم" ينتظر أخيه بعدما أخبره إنه سيخرج من عيادته، وعندما أستمع لأصوات أقدام تخطو فوق درجات السلم أختبئ جيدًا وهو يهيئ نفسه لإرعابه.
وما إن أصبح الصوت قريب بالنسبة له قفز بسرعة وهو يصرخ قائلًا:

_ مفاجأة.

عندما صرخ هكذا، وظهر بوجهها لم تنتبه لدرجة السلم وسقطت فوق أقدامها حتى تأوهت بشدة وهي تصرخ بفزع بسبب ما فعله هذا الأبله، تراجع بعض الخطوات للخلف ويظهر إنها كانت مفاجأة بالنسبة له، أنقلب السحر على الساحر وأصبح هو المفزوع وليس أخيه، حمحم بخجل وهو يضبط قميصه، قائلًا:

_ لم أكن أقصدك أقسم لكِ، هل تؤلمك كثيرًا؟!

نظرت له بضيق وهي تزيل الغبار الذي تجمع فوق بنطالها وملابسها بأكملها، قائلة:

_ هل أنت طفل صغير؟ ماذا تفعل يا رجل؟ فأنا كنت على وشك أن تصطدم رأسي بالدرج وتخرج روحي.

هتفت وهي مازالت ترمقه بحدة وضيق، وهو ينظر لها بدهشة ليس مصدق إنها أمامه الآن دون أن يبحث عنها حتى! أبتسم لها بهدوء، قائلًا:

_ أطال الله بعمرك ولكن أعتذر لكِ حقًا فأنا أيضًا أرتعبت عندما رأيتك.

حاولت الوقوف فوق أقدامها، لتعنفه على ما تفوه به الآن ولكنها لم تستطع وكانت ستسقط مرة ثانية، أمسكها مسرعًا من مرفقها يسندها حتى وصلا أمام بوابة البناية، أتكأت عليها وهي تشعر بالألم ورفعت سبابتها بوجهه توبخه، قائلة:

_ هل أنا شبح لترتعب منّي أيها الأحمق؟ فأنت تشبه الأشباح ولكن أنا لم أخف منك فقط أرعبتني بصوت صراخك بِ مفاجأة وماشابه! كم عمرك أنت لتفعل هذه الأشياء؟!

رفع لها أحد حاجبيه وهو يتخصر بضيق من حديثها الساخر المصوب نحوه، قائلًا ببرود:

_ هل تظهري قوتك لإنك تريني متأدب أمامك؟ يا عزيزتي أنا أحترمك لأني...

كان على وشك الإفصاح بشئ يفضحه، فهو حتى مازال يعبث بقلبه، ليتأكد ولكن ماذا كان سيفعل هذا الأبله؟! أبتلع ما بحلقه بعدما رأها تسأله بملامحها التي أنكمشت بإندهاش، قائلًا:

_ أحترمك لأنك فتاة ليس إلا.

أبتسمت ساخرة عليه وعلى هيئته المرتبكة تلك ونظراته الغير مفهومة بالنسبة لها، أشارت له، ليبتعد عنها قليلًا حتى تستطيع المرور، لتخرج وتعود إلى منزلها، قائلة:

_ أفسح لي، دعني أذهب إذا سمحت.

وقف يعوق طريقها مرة ثانية قائلًا بلهفة، وملامح متوسلة:

_ هل سامحتيني على ما بدى منّي؟! أعتذر لكِ أيتها المُلفتة و...

قاطعت حديثه المريب، متسألة لما هذه الملامح الغريبة؟ والكلمات المتوسلة والإعتذار وماشابه! نظرت له بإستياء قائلة:
_ أخي، لا تبحلق بي هكذا فأنا أشمئز، لم تفعل شئ لأسامحك أو حتى لأغضب منك فأنا سئمت فقط، هيا دمت أبله هكذا.

أنهت حديثها وهي تضحك بخفه على ملامحه التي أنكمشت بضيق من أول كلمة ألقتها عليه كالسيف "أخي" أخ من هذه؟ فهو وقع بها وهي تأتي تقل أخي وماشابه؟!

_ لما كل الصدف يكون بها إصطدامات، وكدمات هكذا؟!

أنكمشت ملامحها وهي تبرم شفتيها بغرابة، أي صدف هذه! فهي لم تذكر إنها رأته من قبل من الأساس، زفرت بملل، قائلة:

_ أنا لم أراك من قبل، أرجوك دعني أذهب فالوقت تأخر وهناك طريق طويل علىّ بسبب قدماي التي تصرخ بإستغاثة.

عبست ملامحه بحزن عندما أخبرته إنها لم تراه من قبل، حتى لم تذكر ملامحه، نبرة صوته، أي شئ! تركته وذهبت تجر أقدامها بصعوبة فهي مازالت تؤلمها كان سيركض خلفها، ويلحق بها قبل أن تتعثر ويصيبها شئ ولكن أوقفة صوت أخيه الذي تحتل الصدمة قسمات وجهه، قائلًا:

_ عاصم! ألم تكن منذ خمسة عشر دقائق مريض وبالمنزل؟! ماذا أتى بك إلى هنا؟

أبتسم ببلاهه، وهو يقترب ليعانق أخيه بحب، قائلًا:

_ أتيت لأفاجئك ولكن أنا الوحيد من تفاجأ هنا!

أنكمش ما بين حاجبيه بغرابة فهو لم يفهم كلمة واحدة مما نطق بها "عاصم" للتو، حتى الآن يظنه يمزح معه أو يبدو له وكأنه متعاطي لشئ ما أخذ يتفحصه بأعين ضيقة، قائلًا بنبرة غامضة بعض الشيء:

_ هل ذهبت مرة ثانية للشرب؟

دفعه "عاصم" بعيدًا عنه وهو يرمقه بغيظ، قائلًا بنبرة حادة:

_ أنظر ماذا أقل لك وأنت واقف تتفحصني، وتشم رائحة فمي وكأنك أحد الكلاب البوليسية؟! يا رجل أنا أكاد أسقط أرضًا أمسك بي.

كانت الرؤية أمامه مشوشة من فرط صدمته بدايةً من رؤيتها حتى أخبرته بوجهه بإنها لم تراه من قبل من الأساس، أمسك به "كريم" مسرعًا وهو يساعده على السير حتى جعله يجلس بالمقعد الخلفي بسيارته، قادها بطريقهم إلى المنزل.

عندما وصلا حمله "كريم" ونيمه فوق فراشه وهو يدثره جيدًا، وذهب لإحضار دورق به مياه يسكبه فوق وجهه عله يستيقظ بينما الآخر أخذ يتململ فوق الفراش وهو يتمتم بكلمات ليست مفهومة حتى أتي أخيه مرة ثانية وجلس جانبه يحاول إستماع أي شيء.

_ مُلفتة..أتمنى لو أكون أنا طبيبك بدلًا من أخي المزعج.

أستمع لهذه الكلمات بشكل جيد، أمسك الدورق وسكبه فوقه بأكمله لم يترك به نقطة مياه واحدة حتى بعدما سمعه وهو يقول عنه مزعج، أنتفض الآخر من نومته يلتفت هنا وهناك وكأنه يغرق، نظر له الآخر بتوعد وهو يمسكه من ياقة قميصه، قائلًا:

_ أنا مزعج أيها الوقح؟ أخ أبله لم يستطع تمييز الأطباء عن بعضهم.

عندما سمعه "عاصم" وهو يقل له أبله أعتدل بجلسته، وصاح عليه بضيق:

_ هل يُكتب على جبيني "أبله"؟ لا أريد سماع هذا اللقب مرة ثانية، أقتلك كريم.

أشار له على جبينه ببداية الحديث يتسأل إن كان هو أبله بالفعل! وبالنهاية وضع أصبعه فوق عنقه يشير له بإنه سيقتله إن لقبّه هكذا مرة ثانية.

وضع "كريم" يديه فوق فمه يكبت ضحكاته حتى لا ينهض هذا الأبله، وينقض عليه مثل الثور، زفر الآخر بضيق وهو يعبس ويشيح بنظره بعيدًا عنه، أستند بوجهه فوق كفيه بملل وكأنه قد يئس من الحياة بأكملها، وقال بنبرة مستائه:

_ لا أعلم هل كُتب لي حظ كلب مُشرد أم هناك من أفتعل لي سحرًا و وضعه بفم نملة؟! أتيت لأفاجئك ونتسكع قليلًا ظهرت لي من العدم، حتى أنا لم أكن أتوقع أن أراها، نعم أفتقدها صاحبة الملامح البريئة تلك ولكن اليوم أغدقتني بكلمات عجزت عن الرد عليها حتى، لا أعلم ما سبب صمتي أمامها لكني لم أجد مبرر لأفعالي سوى أنّي وقعت ولن أستطيع النهوض مرة ثانية، ألست طبيب نفسي يا أخي لما لا تعالج أخاك الحزين؟!

كان يتحدث وأنظاره بالكامل بناحية آخرى بينما "كريم" سقط أرضًا من فرط الضحك على أسلوب أخيه البذئ بسرد أحزانه، وملامحه التي تنكمش وكأنه يجلس ويهيئ نفسه لأخذ المال، لإفتقاره! طريقته بالحديث عنها تدل على إنه بالفعل وقع بها ولكن كيف لفتاة محطمة مثلها تغير هذا الأحمق من شاب متعجرف، مغرور لا يعتذر لأي شخص أيًا كان؟! وبلمح البصر أعتذر لها أكثر من عشر مرات بالدقيقة الواحدة، أهذا عدل؟!

وضحك أكثر وأكثر وهو يسأله بنهاية الحديث إذا كان طبيب حقًا فلتعالج أخاك الحزين، فهو يقسم إنه ليس أخيه الذي يعرفه عن ظهر قلب هذا رجل غرق بدوامات العشق التي لا هروب منها، إما أن تمت أو تخرج للشاطئ مع عشقك!

_ ياعديم الشعور أنت تضحك على أخيك المُشرد! تشمت بعائلتك! ماذا تركت للغريب عنّي يا أخي؟! هكذا دائمًا تنغرس السكين بظهري من الأقرب لقلبي، وأنت قلبي يا كريم، كيف تفعل ذلك؟

أمسكه من تيشيرته وهو يحركه للأمام تارة وللخلف تارة آخرى، يعذبه على ضحكه وسخريته من أحزانه، فلمن يشكي ويبكي وهو مُشرد مثلما يقل، ولكن عذرًا سيد عاصم فأحزانك تبدو مضحكة مثل خاصتي!

_ لما تلك الأجواء المليئة بالصعبانيات؟! فأحزانك لا تحرك لي مشاعري حتى إنها لا تمت بصلة للأحزان خاصة الأشخاص الطبيعيون!

هتف وهو يحرك رأسه بمواساة يمينًا ويسارًا يسخر منه، يريد أن يمسك به من خصلاته السوداء تلك ويضعه بدلو كبير مملؤ بالمياه الباردة بفصل الشتاء ليفيق من تقلباته المزاجيه تلك.

_ حقًا؟!

قالها وهو يتسأله بجدية فأماء له "كريم" برأسه يؤكد له وهو يضحك بشدة فأنفجر "عاصم" هو الآخر يبادل أخيه تلك الضحكات العالية على هيئته اللطيفة وقت حزنها! قائلًا:

_ كريم أخاف بعد كل هذه الضحكات ننال شئ يجعلنا نبكي، فهذا واقعنا إن ضحكنا لدقيقة علينا أن نبكي لسنة إن لم يكن أكثر.

أشار له "كريم" ليضحك مثلما يريد، وهو يبتسم بلطف له ليطمئنه، قائلًا:

_ طالما أنا لم أمت أفعل ما تريد وأضحك كيفما شئت فأنا ظهر أخر لك يرفعك إن سقطت، أنت كل ما يملك كريم بحياته مقارنة بالعائلة، والحب، والأموال أنت الفائز عاصم وأنا أمنع تلك المقارنة حتى من يدفعني للبقاء أنت فقط ليس سواك.

ليس هناك كلمة واحدة كذب بما قاله، فهو بدون أخيه لم يكن سعيد هكذا بحياته، أو طبيب معروف، وشائع مثل ما عليه هو الآن، مهما قال لم يكفي الحب الذي يملأ قلبه لأخيه سنوات حتى.

أدمعت أعين "عاصم" بسعادة وهو يستمع لعزيز قلبه، وعائلته الوحيدة بتلك الحياة وسعادته بجميع أيامه حتى وإن كانت المسافات بينهم كبيرة، يخشى دائمًا أن يحدث له شئ سئ فهو بدونه لا يستطيع فعل أي شيء رغم عمله الذي يحقق أكبر نسبة مبيعات ولديه أسم معروف ببلدان كثيرة ولكن أمانه برؤية أخيه بخير، نظر له بإبتسامة وهو يتحرك على ركبتيه فوق الفراش يعانقه بحب شديد، قائلًا بنبرة محشرجة:

_ أنا بدونك صفر على اليسار يا أخي، أبي وأمي تركونا منذ سنوات طويلة حتى لم أذكرها ولكن أنت ثابت منذ البداية لم تفلت يدي بيوم، بدونك أنا كنت شاب ساذج يشرب الكحول بهدف نسيان ما سببوه عائلتنا لنا من أذى وغيره، أنت الوحيد الذي يستحق كل كلمات الشكر، والتقدير، والإحترام أيها الطبيب.


كل تلك الكلمات ليست كافية لهم، فليس هناك حب أفضل من حب الإخوة لبعضهم، حب نقي متبادل منذ أن فتحت أعينك على الحياة وهو بجانبك يساندك بوقت سقوطك، يدعمك بنجاحك حتى بفشلك يدفعك للنهوض مرة ثانية وعدم اليئس، حب لا نبذل به مجهود، ولا يكون به فرط بمشاعر من ناحية وناحية لأ، فالكفتين متساويتان هنا، شئ واحد مما يفعلوا لنا أخواتنا لم نستطع رده طوال حياتنا بأكملها.

تركه "كريم" لينم ويريح رأسه بعض الشيء من فرط التفكير الذي يعانيه بالأونة بسبب تلك الفتاة، وذهب لغرفته يتمدد فوق فراشه ناظرًا للفراغ، يدعو الله تارة بأن يريح له قلب أخيه وأن تكن "ريحانة" بخير وتجد عملًا مثلما تريد تارة آخرى، يتوسل الله بأن يلهمه القوة، والقدرة على شفاؤها بوقت قصير، ليستطع "عاصم" الإعتراف لها بحبه بأقرب وقت وتكون مهيئة لذلك، فالأن أي كلمة مدح بها، حب، تدليل، إعجاب وماشابه تسبب لها إنتكاسة بحالتها العجيبة تلك من هول الكلمات السيئة التي أستمعت لها لم تعد تعلم ما معنى الأحاديث الجيدة!

بينما "عاصم" أخذ يتململ يمينًا ويسارًا بالفراش لا يشعر بالراحة أبدًا فرأسه أصبحت تؤلمه بشكل مستمر بسبب تفكيره ليلًا ونهارًا بها حتى بعمله يجلس منشغل بها هي وحدها، يتذكر كل ما حدث معه اليوم ويضحك ببلاهه عليها وهي تقفز فوق قدم مرة والأخرى مرة ثانية فيظهر إنها كانت تؤلمها بعدما أصطدمت بالدرج، زفر بضيق وهو يغمض عينيه ويدعو الله قبل نومه بأن يرزقه رؤيتها مرة ثانية أو تكون قريبة منه ويستطيع رؤيتها مثلما شاء حتى يكن لديه القدرة على الإعتراف لها، ظل هكذا حتى خلد بنومٍ عميق بعدما ضبط الساعة الخاصة به، ليستيقظ إلى العمل مبكرًا.

كانت جالسة تعبث بالهاتف خاصتها، والإبتسامة مرسومة على شفتيها، تأمل أن يكن القادم هو الأفضل لها، يمحي كل ما مضى عليها من ألم جسدي ونفسي، تذكرت ماحدث قبل قليل عندما عادت إلى المنزل وجدت أخيها يشير لها لتجلس جانبه.

_ ريحانة أخبريني هل وجدتي عمل؟

كانت ملامحه عادية ونبرته هادئة لم تجعلها تتوتر حتى فأبتسمت بخفة، قائلة:

_ نعم، بشركة معروفة أنتظر موافقتك حتى أذهب للمقابلة.

تنهد براحة وعاد بظهره للخلف وهو ينظر لها نظرات غريبة لم تعهدها من قبل، ظل الصمت حليف الموقف وهي ترتجف من الداخل خائفة أن يكن قد حزن منها وماشابه، بعد دقائق نهض من مكانه، وأقترب منها يضمها نحو صدره بحب، قائلًا:

_ أنا موافق أختي، ولكن إذا حدث لكِ أي شئ سئ أقسم لكِ لم يعد هناك حديث بشئ يدعى عمل، حسنًا؟

شددت على عناقه بحب وهي تكاد تطير من فرحتها بموافقته على ما تريد هي، أبتسمت بسعادة قائلة:

_ حسنًا أخي، لا تخف أختك ستنتبه جيدًا ولن يصيبها أذى آخر.

أماء لها بإبتسامة لطيفة وهو يقبل جبينها بحب، قائلًا:

_ وهذا كل ما أريده أنا، هيا للنوم أميرتي.

طبعت قبلة صغيرة فوق وجنتيه وبعدها ذهبت وهي مفعمه بالسعادة فهي الآن تقف على أعتاب سعادتها لا تعلم إن كان هذا أكيد ولكن فلتكن بدايته حتى جيدة.

عادت لما كانت عليه وهي تحمل هاتفها بيدها وقلبها يتراقص بالداخل فتم أرسال رسالة لها بأن تأتي في الصباح الباكر لتجري مقابلة مع مالك الشركة "مديرها" ظلت تقفز بمكانها وهي تقهقهة بسعادة وهتفات ليست مفهومة حتى تعبت وأرتمت فوق الفراش تمدد جسدها براحة متمنية أن تكن مقابلة الغد لطيفة، ويتم قبولها بهذا العمل حتى لا يصيبها مرض آخر بجانب مالديها.


نام الجميع وهناك قلب يتململ بالداخل بصراخ لا يعلم مالذي يجب عليه فعله، هل هذه هي حبه الأول فليأخذ خطوة ويكون جانبها للأبد؟ أم يبتعد لأن هذا مجرد إعجاب طفيف داهم قلبه لوهلة وأنتهى!

بينما هي ولأول مرة تنم بسلام وراحة متناسية همومها وآلامها، تفكر فقط بما هي مُقبله عليه، تتوسل الله أن يكن خير لها وتصبح فرد من أفراد العاملين بتلك الشركة، وتصبح أيضًا ذات مكانة مرموقة بالمجتمع القاسي تلك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي