الفصل الرابع

الفصل الرابع ...

يحيى .... عدت أيام كتير و كل واحد مشغول فى أمور حياته ... وعدت السنة بسرعة رهيبة معرفش ازاى وبدأنا ندخل فى تجهيزات الفرح ... خلصت الشقة وحجزنا أكبر قاعة فى البلد ... حقيقي كانت سنة صعبة جداً مع طلبات ميرنا اللى مش بتخلص واللى زيادة جداً عن وضعى المادى ... كنت دايماً موضحلها أن المستوى اللى كانت عايشه فيه مش هقدر عليه ... اه الحمد لله أحنا فوق العادى بشويتين تلاتة لكن هى مرفهه زيادة عن اللازم ...
كنت دايماً بلاحظ أن طريقتها مش لطيفة أوى مع أهلى ... وده سبب مشاكل بينا كتير لكن كانت تظبط نفسها شويه وترجع تتعالى عليهم تانى ... الحقيقة كانت نهال بتديها على دماغها ومش بتسكتلها ... وأنا كنت بسيبها حتى لو هى اشتكت ... بس لأنى عارف انها غلطانه ... وكانت طريقتها مستفزه جدآ مع نادين ... فكانت نادين بتتجنبها دايماً ... أكيد هتقولوا أنا إيه يخلينى أكمل فى الجوازة دى ... أنا حاولت أكتر من مرة أفركش الخطوبة ... لكن كل مرة كانت تجيلي منهارة وتعتذر والاقى باباها ومامتها يكلمونى ويعتذروا بالنيابة عنها وأنها بنتهم الوحيدة وبتحبنى ومعلش نستحملها شويه علشان بتدلع علينا ... والأسطوانة الحمضانة بتاعة الأفلام العربى الهابطة دى ... المشكلة كمان أنها كانت بتيجي لماما تقلب كيانها وتخلى ماما بذات نفسها تطلب منى أكمل معاها ...
المهم لأن الفرح خلاص قرب ... كان البيت واقف على قدم وساق ... غية الحمام نقلتها لسطح بيت عمى علشان يزن ياخد باله منها معايا لانى اغلب الوقت مشغول ... والأوضة اللى كانت فيها قفلتها مكتب خاص بيا ... كنت بحس أن ده المكان الوحيد اللى رابطنى بيها ... بالوردة ...
خلاص النهاردة الفرح وكان الكل فرحان ومبسوط وزغاريط مالية المكان وأغانى وهيصة ... كنت بعمل أنى مبسوط وبضحك مع الكل ... لكن قلبي واجعنى ... أنا مش ببالغ لكن أنا قلبي ضاع منى من وقت ماعمى رجع من الخليج ... ولغاية دلوقت ضايع ... كانت موجوده طول الوقت مع باقى بنات العيلة بإبتسامتها الهادية وعيونها اللى بتلمع ... انا مشوفتهاش بتضحك قبل كده ... لكن لو إبتسامتها بس بتخلينى كده أومال لو سمعت صوت ضحكتها هحس بإيه ...
روحنا القاعة و حمايا سلمنى العروسة ... كانت حلوة وكانت شبه الأميرات تخطف قلب وعين أى حد يشوفها ... لكن أنا كنت بحس أن ده كله مزيف ... كله تمثيل علشان صورتنا تنزل على الميديا فتلم لايكات أكتر من أصحابها ... جوزى وسيم صاحب شركة ومحامى له إسم وسنه مش كبير ولايق عليها وبيطلع حلو فى السناب شات والانستا ... عالم مزيف تماماً ...
عدى الفرح الحمد لله واخدت عروستى وطلعنا شهر عسل بعده ... هو مكانش شهر لكن كان اسبوع الحقيقة ... علشان مكنتش هستحمل اكتر من كده ...
كان كل شىء مثالى ... وهى كانت مبسوطة جداً ... لغاية ما صحيت من النوم فى اخر يوم من الاسبوع على صوت موبايلى .
يحيى (بصوت نعسان) : الو ... مين ...
نهال (ببكاء) : الحق يا يحيى عمى سليمان وطانط خديجة عملوا حادثه كبيرة وحالتهم وحشة .
يحيى ( قام مفزوع من السرير ) : ازاى ده ايه اللى حصل ؟
نهال : كانوا عند الدكتور فعملوا حادثة وهما راجعين .
يحيى : طيب اقفلى مسافة الطريق وأكون عندك .
ميرنا (بخوف) : حصل ايه يا يحيى وبتصرخ كده ليه وبتلم الشنط ليه ؟!
يحيى (بيلم شنطه بسرعه ) : عمى ومراته عملوا حادثة ولازم نرجع البيت حالا لأن وضعهم مش مستقر ... بسرعة يا ميرنا جمعى حاجتنا علشان نرجع قبل الليل .
ميرنا : حاضر ثوانى وهنبقي جاهزين ... ربنا يطمنك يا حبيبي .
يحيى : يارب ... هدخل الحمام تكونى جهزتى .
ميرنا : تمام ياروحى .
يحيى ..... دخلت الحمام وغيرت هدومى وأنا جوه سمعت صوت ميرنا بتتكلم بتأثر عن حالة عمى ... قولت ممكن بتقول لمامتها أننا راجعين ... خرجت لاقيت كل حاجه زى ماهى وميرنا فاتحة كاميرا الفون لايف وبتحكى لمتابعينها عن الحادثة اللى حصلت وان فرحتها اتكسرت وأنها اتحسدت ومضطرة تنهى شهر العسل علشان الظرف اللى حصل وأنها لازم تقف جنبى علشان هى بنت أصول ... حسيت بأعراض ذبحه صدرية وصدمة عصبية فجأة من اللى بيحصل ... فضلت واقف متنح للمخلوقة اللى قدامى لغاية مافوقت عليها وهى بتنهى البث ...
يحيى : ايه اللى عملتيه ده ؟!
ميرنا: ايه يا حبيبي دول متابعينى ولازم يعرفوا عن اللى بيحصلنا
يحيى : ايه القرف ده ... أنا لولا انى مشغول كنت عرفتك انتى عملتى ايه ... فى ظرف عشر دقايق لو مجهزتيش انا هتصرف تصرف مش هيعجب حد خالص ... فاهمه ...
ميرنا (بفزع) : فاهمة ..
يحيى : حسابنا لما نرجع واطمن على عمى .
يحيى .... سيبتها وخرجت من الاوضة أكلم نهال وأتابع حالتهم أول بأول ... جهزت ميرنا وخرجنا من الاوتيل وركبنا عربيتى وبدأنا الطريق ... طول الوقت حاسس بخوف عليهم وعليها ... عدت كام ساعة فى الطريق لغايه ما وصلنا البلد ... وصلت ميرنا البيت ورجعت بسرعة على المستشفى ...
أول ما دخلت لاقيت بابا وعمتى منيرة ساندين بعض وبيبكوا وماما راكنه على جنب وحاضنة يزن ونهال جنبها ... نادين فين ...
دخلت بسرعة على بابا اللى اول ما لمحنى حضنى وفضل يبكي كأنه بيستمد منى قوته .
أنور: عمك هيروح مننا يا يحيى ... عمك هيروح مننا .
يحيى : أهدا يا بابا أن شاء الله هيقوم بالسلامه وهيبقي كويس ... طانط خديجة وضعها ايه وفين نادين ؟
أنور : عمك فى العناية وخديجة فى العمليات و نادين من وقت ماعرفت وهى جالها صدمة وفضلت تصرخ فالدكتور أعطاها حقنة مهدئه ونايمة من وقتها فى الاوضة اللى قدامك دى ...
يزن (ساب فاطمة وجرى على يحيى بمجرد ما شافوا ببكاء ): أبيه يحيى ... كده ماما وبابا راحوا ... طيب نادين كمان فين ؟!
يحيى (حضنه) : إن شاء الله هيقوموا بالسلامة يا روحى متخافش كده ومتعيطش ... احنا رجاله ومفيش راجل بيعيط .
يزن : بابا أنور بيعيط .
يحيى (بص لأنور بعتاب) : هو بس تعبان شويه ... نهدا بقى وتعالى معايا نطمن على نادين .
يحيى ..... أخدت يزن ودخلت أوضه نادين ... كل كلامى اللى قولته ل يزن أنا سحبته دلوقت ... لاقيت دموعى نزلت غصب عنى وانا شايفها نايمة على السرير ودموعها بتنزل وهى نايمة ومعلقين محاليل لها ... ساعتها دعيت أضعاف ما كنت بدعى أن عمى ومراته يفوقوا علشانهم ...
واقف قصادها مش عارف أعمل ايه ... متكتف عاجز موجوع ...
يزن : أبيه مش أنت راجل ؟!
يحيى (يمسح دموعه بسرعه) : أومال ايه ياض .
يزن : اومال بتعيط ليه ؟!
وقبل ما أجاوب فجأة سمعت صرخه ضعيفه وصوت بكاء جاى من برة الاوضة ... أخدت يزن وخرجت بسرعة لاقيت الدكتور واقف مع بابا وباقى الموجودين بيبكوا ...
قربت منهم وانا مرعوب من اللى بيحصل ...
الدكتور: اجمد يا حاج أنور علشان خاطر ولادهم .
أنور: انا لله وانا اليه راجعون ... انا لله وانا اليه راجعون .
شهقات وصريخ مكتوم وبكاء هستيرى من الموجودين ...
يزن فى ايدى بيبصلهم وبيبصلي وعايز يفهم اللى بيحصل ... وانا مش عايز أصدق اللى بيحصل ده ...
قربت من بابا اللى كان منهار وقتها ... برجل بتقدم ورجل بتأخر ...
يحيى : خير يا بابا ؟
أنور : عمك ومرات عمك فى ذمة الله ... زى ما روحهم كانت فى بعض طول حياتهم ... مهانش عليهم يتفرقوا يوم ماقابلوا وجه كريم .
يحيى .... صرخة جات من ورايا زلزلت المكان حواليا ونزعت قلبي من جوايا ...
نهال (بتجرى على اوضة نادين) : الحق يا بابا .
يحيى .... لفيت لاقيت نادين على على الأرض وكل اللى حواليا بيجروا عليها .
نزلت على الأرض وشيلتها ورجعتها لسريرها تانى ... كان قلبي بيتحرق اضعاف مضاعفه عليها ...
جه الدكتور و أعطاها مهدىء تانى وقالنا نسيبها ترتاح ...
خرجت مع بابا علشان إجراءات الجنازة كان باقى العيلة اتجمعت فى المستشفى ...
خلصنا الإجراءات واستعدينا للجنازة ...
أنور: يحيى الدنيا ليل والجو وحش روح الستات دى علشان ميتبهدلوش وكمان نادين مش هتستحمل وارجع على هنا تانى .
يحيى : حاضر .
دخلت شيلتها ونزلت بيها العربية ونيمتها وكان معايا باقى ستات العيلة ...
وصلتهم بيتنا ورجعت تانى على المستشفى ... ولأول مرة من اول اليوم اسمح لدموعى تنزل براحتها وقهرة قلبي بدأت أخرجها وانا لوحدى ... ليه يارب إن كل ده يحصل فى التوقيت ده ... اللهم لا اعتراض .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي