الفصل التاسع

الفصل التاسع ....
نادين ..... صوت يحيى رعبنى وخلانى مسكت فى هدوم عمى .
نهال : أهدى يا يحيى شويه .
يحيى : أهدى ايه دى بتقول كان بيتعمد يلمس أيدها وهى ساكته كده عادى ... احنا مش رجاله موجودين تقول لحد فينا ولا كان عاجبها الوضع .
أنور (قرب من يحيى وضربه بالقلم ) : واضح انك اتجننت على الاخر ... خد بعضك وأخرج من هنا دلوقت حالا .
نادين ..... صدمة ... ألم ... خذلان ... كل ده دبحنى بعد كلام يحيى ... عمى ضربه بالقلم وطرده وهو خرج فورا بعد ما بصلى بغضب وغيظ ... بعدها عمى واسانى واعتذرلى وطلب منى أريح وأهدى ... ماما فاطمة أخدت يزن تعشيه وتنيمه ونهال فضلت قاعدة معايا شويه تطيب خاطرى وعمى خرج ... وانا كل اللى عملته دخلت اتوضيت وصليت الفرض وحكيت لربنا كل اللى حصلى .
يحيى ..... أنا معرفش أنا قولت كده ازاى وخايف من رد فعلهم بعد اللى عملته خصوصا من بابا ونادين ... خرجت بعد ما بابا طردنى مبقتش عارف أروح فين ... ماشي ومش لاقى وجهه أروحها ... لاقيت نفسي لافيت لبيت عمى ... فتحته ودخلت ... قعدت حوالى نص ساعة على بوابه البيت الداخلية علشان المطر كان بيزيد لغاية ما لاقيت بابا بيقعد جنبى .
أنور : كنت عارف انك موجود هنا .
يحيى :.....
أنور: طبعا وانت ليك عين ترد عليا ... تضرب ابن عمتك وتتهم بنت عمك بتهمه باطل وأنت عارف ومتأكد أنها باطل ... عايزنى أستأمنك عليها ازاى بعد اللى عملته ده ؟
يحيى : أنا آسف ... انا مش فاهم أنا قولتلها كده ازاى حقيقي .
أنور : مش أنا اللى تعتذرله ... هى أولى بالاعتذار ده ولو رفضت تسامحك واعادت تفكير فى موضوعكم أنا هوافق على اللى هتطلبه .(قام يدخل بيت اخوه علشان يعدى ناحية بيته) .
يحيى : طب اعمل ايه ؟!
أنور (التفت كلمه ورجع كمل طريقه) : الله اعلم ... انت وشطارتك بقي .
يحيى ..... بابا رجع البيت تانى وسابنى وانا فى حيرة تامة ... كلامه صح ... هى ممكن تطلب نلغى الجواز ؟! طيب لو عملت كده أنا هعمل ايه؟! أنا حرفيا محدش حاسس بالنار اللى جوايا ومحدش فاهم حاجة وانا مش قادر اتكلم مع حد ... مفيش حد يعرف حاجة غير محمد حتى نهال حاسه لكن ماتكلمناش فى أى حاجة ... فضلت افكر لغاية ما بقينا نص الليل والجو بيمطر اكتر واتجمدت من البرد فرجعت البيت تانى ... طلعت لاقيت ميرنا عندها لايف ... قولتلكوا قبل كده انى بكره كل اللى بتعملوا ده ... وطلبت منها كتير توقفوا لكن هى دايما بترفض وتطلب من والدها يكلمنى وتبقي حوارات وكلام كتير .
يحيى : مش هنبطل بقي اللى بيحصل ده وتنتبهى شوية لبيتك وجوزك .
ميرنا : دا شغلى يا حبيبي وبيتهيئلى أنت متجوزنى كده يعنى مش جديد عليا .
يحيى : و أنتى يرضيكى أن مراتى صورها تكون فى كل مكان وتريندات وقرف .
ميرنا : تريندات وقرف يعنى إيه ؟ أنا مش بعمل حاجة غلط علشان تقول كده ... لو مضايق اوى على رجولتك شوف مين اللى بيقرطسكوا فى البيت !
يحيى (قرب منها بهدوء مرعب ) : بتكرهيها كده ليه ؟!
ميرنا (بخوف واضح عليها ) : أنا هكرها ليه هى أصلا مش فى دماغى .
يحيى (سابها وخرج ) : أنا معرفش إيه مصبرنى عليكي .
ميرنا (من وراه ) : لأ ... انت عارف كويس .
نادين ..... كانت ليلة باردة جدا والمطر مستمر وبقينا بعد نص الليل ... الكل دخل اوضهم وناموا ... وانا صليت القيام وقرأت أورادى ودخلت السرير علشان انام ... كل اللى حصل طول اليوم بيتكرر قدامى بداية من سليم لما مسك ايدى ونهايته من اتهام يحيى ليا ... وكل مرة يتكرر فيها اللى حصل دموعى تنزل من غير ما احس على صوت يحيى وهو بيتهمنى ... لغاية ما سمعت صوت خبط خفيف على باب الاوضة ... قولت ممكن تكون نهال مش جايلها نوم زيى فأذنت ليها بالدخول ... لكن كانت بالنسبالى مفاجأة كبيرة لما لاقيته يحيى ... توتر ... قلق ... خوف ... كل دى احاسيس اتملكت منى ... فقومت قعدت وغطيت نفسي كويس كأن ده أمانى الوحيد ...
يحيى (بصوت هادى منخفض) : ممكن نتكلم شوية ؟
نادين : دلوقت ؟!
يحيى : أنا مش هعرف أنام من غير ما نتكلم .
نادين .... كان واقف عند باب الأوضة وعينه فى عينى مستنى أوافق على الدخول ... هزيت راسي بموافقة دخوله ... فقفل الباب وراه وفتح نور الاباجورة وشد كرسي المكتب وقعد جنب السرير .
يحيى : أنا اسف ... أنا بجد اسف على كل اللى حصل ... انا عارف انى قسيت عليكي بكلامى بس والله ما كنت أقصد ... أنتى لسه صغيرة ومش فاهمه حاجه ... لكن لما تفهمى والله هتعذرينى .
نادين(بتبكى ) : انت اتهمتنى انى موافقاه على اللى بيعمله وصرخت فيا ومشيت غير اللى مراتك عملته وغير كلامها عليا .
يحيى : انا اسف على كلامها كمان بس اقسم بالله كلامها ولا فرق معايا اى حاجه ولا همنى.
نادين : اومال اللى عملته ده كان ليه ؟! هه ... تتهمنى فى اخلاقى ازاى وانت عارفنى كويس ؟!
يحيى : مش لازم تعرفى كل حاجه دلوقت المهم انك تقبلي اعتذارى وتسامحينى على اللى حصل.
نادين : انا مش عارفه اسامحك لأن معندكش مبرر لرد فعلك ده واهانتى دى كلها منكم .
يحيى : انا مليش دعوة بغيرى اولاً ، وثانياً كلنا عارفين أخلاقك كويس .
نادين : أومال أكدت على كلامها ليه ؟!
يحيى (قام من على الكرسي وقعد على حرف السرير جنبها ) : نادين هو انتى بالنسبالى ايه ؟!
نادين ( انكمشت من قربه المفاجيء وبعدت عنه ) : بنت عمك واختك الصغيرة .
يحيى : انتى بنت عمى بس مش اختى الصغيرة ... واضح انك ناسية الورق اللى مضينا عليه انا وانتى وانك مراتى ... عارفه يعنى ايه مراتى ؟!
نادين : انا مراتك على الورق ده علشان يبقي امان ليا لفترة معينه مش أكتر .
يحيى : ولو ... طول الفترة دى ليا حقوق عندك زى ما عليا واجبات ليكي ... يبقي عايزانى ازاى اشوف مراتى واقفة وحد ماسك أيدها واسكت ؟ عايزانى ازاى اعرف أنه كان بيتطاول عليكى وانتى قصاد عنينا واسكت ؟
نادين : بس انا مليش ذنب .
يحيى : وده اللى بيحرقنى اكتر ... وده اللى عمانى ووجعنى أكتر ... ( سحب أيدها بهدوء ودفنها بين كفينه ورفعها لشفايفه باسها ورجع بص لعنيها ) ... ايديكي دى أنا أحق واحد أنى ألمسها ... ومش قادر ... انتى فاكهة حرام ادوقها والا هيكون عاقبتها الطرد من الجنة ... اللى هى أصلا مش جنة غير بوجودك ... فشايفه أن هيكون عليا هين انى اشوف غيرى بيلمسك وانا هسكت !!! .
نادين : ....
يحيى : انا اسف مرة تانية على اللى حصل وعمرها ما هتتكرر .
نادين (بصوت يكاد يكون مسموع) : وانا كمان اسفه انى ضايقتك كده من غير ما احس .
يحيى (قام من السرير واتجه ناحية الباب ) : يلا علشان الوقت اتأخر حاولى تنامى بقي .
نادين : يحيى ... ممكن تحضنى .
يحيى ..... انا نزلت لشقة بابا وانا مش عارف انا عايز كل اللى فى دماغى انى اصالحها حتى لو دخلت صحيتها من النوم فى الاوضه اللى مدخلتهاش من وقت ما بقت بتاعتها ... خبط على الباب فأذنت بالدخول ... اكيد فكرانى حد غيرى ... دخلت وفضلت واقف مكانى مش قادر ادخل ... اول مرة أشوفها بشعرها ... ملامحها الطفولية مع شعرها الطويل اللى مغطى جزء وشها وهى نايمة ... لبس نومها اللى موضح معالم جسمها ... كل دا وقفنى فى مكانى لانى خوفت ... خوفت من نفسي عليها ... وافقت ادخل ... فقعدت وحاولت اشرحلها قد ايه انا غيران بس معرفتش أوصله ليها ... فكرة أن حد يلمس أيدها غيرى كانت هتموتنى ... لغاية ما لمست أيدها من غير ما احس ... أنا مغيب جنبها ... قررت ما اطولش أكتر من كده وأخرج قبل اى تهور منى لغاية ماسمعت صوتها بينادينى ...(يحيى ... ممكن تحضنى ) ... الزمن وقف بيا وقتها ... صوت المطر الشديد والرعد مكانش موجود بره البيت ... لأ ... دا كان جوايا أنا ... فضلت ثوانى باصص عليها بحاول استوعب طلبها لغايه ما نزلت قصادها فى لحظه ادراكى وقف فيها وسحبتها من مكانها لحضنى ... عارفين اللا زمان ولا مكان ... أنا كنت موجود فيه ... معرفش عدى وقت قد ايه على الوضع ده ... لكن اللى فاكره أن حجم شوقى ليها اضعاف مضاعفه من اللى كنت فاكره ... ايديها الصغيرة وهى حوالين رقبتى كأنها طفل صغير ... كأنها طفل مشتاق لحنان من والده ... دموعها اللى حسيت بيها على كتفى ونفضه جسمها بين ايديا ... وسكونها وهدوئها اللى بعده ... بعدتها بصعوبه وبهدوء لاقيتها نامت ... نيمتها على سريرها وغطيتها كويس وخرجت من البيت كله لبيت عمى ... ما هو لازم اكون فى مكان علشان احاول أهدى ضربات قلبي اللى كل الكون سمعها ... دخلت اوضتها فى بيت عمى ونمت ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي