الفصل العاشر

الفصل العاشر ....


نادين ..... أنا مش عارفه أنا طلبت منه كده ازاى ؟! ازاى غضبي منه راح بسرعة كده ؟! صحيت تانى يوم و أنا مش مصدقة أنى نمت بين إيديه ومش عارفه عينى هتيجي فى عينه ازاى تانى ؟
يحيى ..... قبل الفجر لاقيت ميرنا بعتالى ڤويس تسأل أنا فين ... صحيت على صوت الڤويس ورجعت البيت تانى ... احاسيس ملغبطة كتير جدا ومش عارف أرتب أفكارى ... فقولت يبقي أسيب ده كله على الله لعله يرتبها ويدبر أمرى ... مر على الليلة دى فترة كانت نادين بتهرب من أى مكان أكون موجود فيه ... مش عارف أشوفها وخايف أشوفها ... لغاية ما جه فى يوم حصلي مشكلة كبيرة جدا فى شغلى كانت هتضيع حياتى ومستقبلي كمحامى ... كان لسه عملى مستمر مع دكتور هشام وكان عندى قضية كبيرة جدا والناس بتتكلم عنها فى السوشيال ميديا والتليفزيون وهى قضية فساد رجل من رجال الأعمال المشهورين ... المفروض أنى اثبت براءة الراجل ده لكنى لاقيت قد ايه هو ميستحقش البراءة وأن مكانه السجن أو عقوبة أكبر من السجن كمان ... مقدرتش اترافع عنه خصوصا لما لاقيت حد باعتلى أدله إثبات إدانته وأنه متورط فى مصايب كبيرة جدا ... المشكلة أن رجل الأعمال الفاسد ده يبقي ابن عم حماتى العزيزة دكتورة الجامعة المحترمة ... وعلشان ضميرى المهنى والأمانة ... أنا قررت أقدم أدلة الإثبات للنيابة ... وقتها قامت الدنيا حرفيا ... حماتى اللى مش بتحب تدخل بيتى علشان أقل من مستواها كل يوم كانت عندنا ... ميرنا طول الوقت تقنعنى انى معملش كده لانه فى حكم خالها ... دكتور هشام ساومنى بين شغلى عنده وشغلى كمحامى عموما وبين الأدلة اللى معايا ... وبعدها اتعرض عليا مغريات تخلينى ابيع نفسي حتى مش ضميرى بس ... ولما رفضت ... دخلنا فى موال طويل عريض من التهديدات ... ببيتى وشركتى الخاصة وأهلى وحياتى ... لغاية ما نويت أتخلص من كل ده وجمعت كل الأدلة اللى لاقيتها ونزلت على النيابة ... يومها ميرنا وقفتلى أنى لازم أحرق الورق اللى معايا علشان متأذيش لكن مفكرتش فى كلامها ونزلت فعلاً على النيابة .
يحيى : ألو ... أيوه يا حاجة فاطمة أنا فى الشغل .
فاطمة : فى أى شغل ؟ أنا عايزاك فى موضوع ضرورى .
يحيى : بركن العربية علشان داخل النيابة .
فاطمة : طيب ابقى طمنى عليك علشان أنا خايفة وقلبي مقبوض .
يحيى (ركن وخرج من العربية) : استغفري وصل على الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام وانتى ترتاحى ... (فجأة صوت فرملة وهبد وصريخ ستات والخط قطع )
فاطمة : ألو ... ألوووو ... ابنى ... يا يحيى .
نهال (خرجت بتجرى من اوضتها ) : مالك يا ماما بتصرخى كده ليه ؟
فاطمة : ابنى ... طمنينى على ابنى .
نهال : في ايه يا ماما يحيى ماله ؟
فاطمة (بصريخ ) : ابنى حصله حاجه الخط انقطع وانا بكلمه بس قبلها سمعت فرملة جامدة وصريخ .
نهال (بترن تانى على يحيى ) : بإذن الله مفيش حاجة والله ياماما متخافيش ... الفون مقفول ...(رنت على محمد ) ... ألو ... محمد شوفلى يحيى فين علشان كان بيكلم ماما والخط اتقطع ومش عارفين نوصله ... تمام انا هستناك أهو ...
فاطمة : جيب العواقب سليمة يارب ... يارب ما تكسرنى فيه ولا توجع قلبي عليه يارب .
نادين (كانت راجعه من المدرسة ) : خير يا ماما فاطمة في ايه ؟
نهال(بترد على الفون بخوف ) : ها يا محمد ... مستشفى ؟! مستشفى ايه ؟؟ يحيى ماله يا محمد ؟!
فاطمة (بصرخه ) : ابنى ...
نادين ..... كنت راجعة من المدرسة بعد يوم طويل ... فجأة لاقيت ماما فاطمة بتعيط ونهال بتتكلم مع حد في الموبايل وباين عليهم القلق والخوف ... فجأه لاقيتها بتصرخ بمستشفى ايه وفهمت ان اللى فى المستشفى يبقي يحيى ... صوتى اتكتم جوايا ومش قادرة انطق ... لحظات رعب عشتها قبل كده وراح فيها اغلى ناسي ... يارب ماتتكرر ويروح فيها روحى .
نهال (ببكاء ) : احنا جايين حالا ... هنحصلك على هناك ... يحيى عمل حادثه ونقلوه المستشفى ... يلا بينا يا ماما .
نادين ..... جرينا كلنا على المستشفى وكأن مشهد قديم بيتكرر بيتكرر ومخى مش راضي يهدأ ... دخلنا الريسبشن لاقينا عمى قاعد على الكرسي وحاضن رأسه بأيديه ومحمد بيتكلم مع الدكتور جنبه .
فاطمة : ابنى ماله يا أنور ؟
محمد : أهدى يا أمى أن شاء الله هيبقي كويس .
نهال : حادثة ايه دى ؟
محمد : عربية خبطته وجريت ... لكن الحمد لله مفيش نزيف داخلى ... كسور فى أماكن متفرقة وكدمات والمشكلة أن فى ضلعين أتكسروا ... هو حالياً فى العمليات وان شاء الله هيكون كويس .
أنور : يارب ماتختبرنى فيه يارب ... انا مليش غيره سند بعدك يارب .
فاطمة : ااااااه يارب ابنى يارب .
نادين ..... انا شوفت المشهد ده قبل كده ... جرحى اتفتح تانى وكلامهم زى الملح عليه ... فجأة الدنيا ضلمت ومسمعتش غير صريخ نهال باسمى ... فوقت بعدها معرفش بفترة قد ايه لكن لاقيت نفسي على سرير المستشفى ومتعلق فى دراعى محلول وباقى العيلة حتى يزن واقفين قدامى وعلى حرف سرير تانى ... بصيت للسرير التانى لاقيت حد نايم عليه لكن متغطى بأجهزة ... رجل فى الجبس ودراع والكتف التانى كله جروح وراسه مربوطة وآثار دم على وشه ... لاقيت نفسي تلقائياً قومت ووقفت جنبه والمحلول متعلق فى دراعى محستش بيه ... كله بيبكي وبيتابع قربى منه ... لغاية ما دخلت الاوضه فجأة ميرنا ... كانت فين من الصبح أساسا ؟! فبعدت عنه ورجعت سريرى تانى .
ميرنا (ببكاء) : يا حبيبي ايه اللى حصلك ده بس ... كده ياروحى يحصلك كده .
والدة ميرنا : لا حول ولا قوة الا بالله ... الف سلامة عليه يا حاجة فاطمة ... ايه اللى حصله بس ؟
والد ميرنا : شده وتزول يا حاج أنور ... ربنا يطمنكم عليه .
أنور : يارب ... ربنا ينجيه .
نهال : كنتى فين يا ميرنا كل ده ؟! أنا طلعت خبط عليكي كتير مفتحتيش ورنيت عليكي كنتى قافلة الموبايل .
ميرنا : أنا نزلت لماما ... ولسه عارفين اللى حصل حالا من عمو هشام ... حتى موبايلي كنت ناسية الشاحن
نهال : والله ... ناسية الشاحن ... دا انتى تنسي يحيى ومتنسيش الشاحن .
أنور : نهااال ... أهدى اخوكى تعبان .
ميرنا (لاحظت نادين ) : ومالك انتى كمان يا نادين ؟! ومعلقين محلول ليكي ليه ؟
نهال : جات من المدرسة جرى على المستشفي يا روحى لما عرفت فأغمى عليها من الهبوط ... فعلقنا ليها مغذى ... عندك مانع ؟!
ميرنا : ااااه مغذى ... لا ألف سلامه يا حبيبتى .
نادين ..... سمعنا صوت يحيى بيتألم بصوت واطى وقال كلمه ... فالكل قرب ناحيته وكان أقرب حد ليه هو محمد .
محمد : ايه يا حبيبي حمدالله على سلامتك .
يحيى (بصوت واطى ) : الورق ...
محمد : ورق ايه مفيش ورق ؟!
يحيى : ورق القضية ...
أنور : قضية ايه دلوقت ... قوم بالسلامة يا حبيبي وبعدين ابقى فكر فى شغلك .
يحيى (بصوت يكاد يكون مسموع ) : الورق هو السبب ...
نادين ..... جملة يحيى سكتت كل اللى فى الأوضة ... محدش فاهم هو بيقول ايه ... ماعدا محمد اللى قرب منه جدا وهمس ليحيى فسكت عن سؤاله .
ميرنا (قربت بسرعه من يحيى) : حمدالله على السلامة يا حبيبي ... الحمد لله انك قومت بالسلامة ... أنا كنت حاسة انى هموت من خوفى عليك .
نهال (بزغرة وصوت واطى ) : امممم واضح .
فاطمة : الحمد لله يا حبيبي انك فتحت عينك وطمنتنا عليك ... ربنا ينجيك من كل سوء ويشفيك ويبعد عنك كل ردى يارب يا ابن قلبي .
يحيى : يارب يا ماما ... (لف بص لنادين ولمح الكانولا فى أيدها ) ... مالك ؟!
نادين : أنا بخير الحمد لله ... المهم انت تقوم بالسلامه ونطمن عليك .
يحيى : هبقي كويس أن شاء الله .
والد ميرنا : شدة وتزول يا يحيى أن شاء الله .
يحيى : هتزول يا عمى قريب متقلقش .
نادين ..... استغربنا من جملة يحيى دى لكن قطع التوتر الموجود دخول الدكتور ... كشف الدكتور على يحيى وطمنا أن الحمد لله بقي احسن بس المفروض يقعد كام يوم فى المستشفى لغاية ما كل معدلاته الحيوية تتظبط ... عدى اليوم واحنا معاه وجه معاد انتهاء الزيارة ... والد ووالدة ميرنا روحوا واخدوها معاهم بحجه أن مفيش مرافق ليحيي وأنها مش هترجع البيت من غيره ... محمد أخد ماما فاطمة ونهال ويزن ... أما عمى أنور فطلب يقعد مع يحيي وبعد ما مشي الكل ... رجعت لعمى مرة تانيه .
نادين : عمى .
أنور : نادين ... أنتى لسه هنا مامشيتيش مع الجماعة ليه ؟!
نادين : أنا أسفه يا عمى ... بس ممكن أقعد معاك الليلة ؟
أنور : أكيد ممكن ... لكن انا خايف عليكى تتعبى .
نادين : لا تعب ولا حاجه ... انتوا مش هتحسوا بوجودى ... هو لسه نايم ؟!
أنور : اه ... قدامه نص ساعة على العلاج لسه .
نادين : طيب تمام ... انا هقعد جنبه شويه وحضرتك ريح .
أنور : طيب انا هفرد ضهرى هنا قصادك على السرير التانى .
نادين : تمام يا حبيبي .
نادين ..... يحيى تعبان جدا ... جسمه كله متبهدل ... وقلبي واجعنى عليه جدا ... أنا معرفتش اروح واسيبه... وهما وافقوا انى اقعد معاه بعد ميرنا ما مشت ... فرحت أنهم وافقوا ... وفضلت قاعدة جنبه ... الم جوايا من ألمه ونفسي اطيب جراحه لكن مش بإيدى ...اسوأ حاجه أن حته من روحك تكون مجروحة كده وانت مش عارف تهون عليها ... ياريت كل وجع مريت بيه كنت أنا اللى أخده وانت متألمتش يا ابن عمى .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي