الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر ...
يحيى ..... صوت منبه الموبايل بيرن قومت وأنا مش مستوعب أى حاجة ... ثوانى بجمع ... لفيت جنبي لاقيتها ... وقتها أدركت اللى حصل واستوعبته ... كارثة ... كارثة بكل المقاييس ... ملامحها الطفولية وشعرها على دراعى وايديها اللى حضنانى ... مكنتش فاهم كنت بفكر ازاى وقتها وازاى ضعفت بالشكل ده ... خطوة جات بدرى جدا ومكنش فى بالى أنها تحصل خالص حالياً ... خطوة كنت مستنيها بس مش بالطريقة دى ... بس ده كله ميمنعش إحساسي بيها اللى مسيطر عليا وفرحتى أنها فى حضنى وبين إيديا ... هى مراتى قدام ربنا سبحانه وتعالى وقدام أهلنا ... لكن خوفى من اللى هيحصل وقفنى .
يحيى (بهدوء) : نادين ... نادين يا حبيبتى فوقى .
نادين : سبنى شويه يا يزن .
يحيى : أنا يحيى يا نانو .
نادين (بدأت تصحي وتستوعب اللى حواليها ) : يحيى .
يحيى (باصص عليها ومستني رد فعلها ) : صباح الخير يا روحى .
نادين (بخجل ودموع بدأت تتجمع فى عنيها ) : صباح النور ... أنا هنزل تحت .
يحيى : أنا آسف أن ده حصل ... أنا كنت مغيب وقتها ومعرفش ده حصل ازاى .
نادين (بدموع) : مش المفروض تعتذر ... لانى وافقت عليه ... بس أنا خايفة .
يحيى (حضنها ) : ممكن متفكريش فى أى حاجة حالياً ... ممكن تخلى عندك يقين فى الله أن كله هيبقي كويس ومش هيحصل أى شىء وحش .
نادين : حاضر .
يحيى : يلا بينا علشان ورايا دوشة كتير جدا النهاردة .
نادين : حاضر .
يحيى ..... عايز اقولها انى قلقان عليها أكتر منها لكن مقدرتش ... نزلت اشوف تقرير المعمل الجنائى وفعلا طلع الحريق بفعل فاعل لأنهم لقوا أثر بنزين وغير أمن البوابة اللى انضرب .
محمد :وبعدين هنعمل ايه ؟! وهنعرف اللى عمل كده منين ؟!
يحيى : على أساس أننا مش عارفين يعنى ؟!!
محمد: تقصد مين ؟! هشام ؟!
يحيى : أنا رايح النهاردة لميرنا ... وربنا يسهل .
.....
(عند ميرنا ...)
والد ميرنا : أحنا زعلنا جدا على اللى حصل فى الشركة يا يحيى ... ربنا يعوضك خير ان شاء الله .
يحيى : شكرا يا عمى ... فين ميرنا ؟!
والدة ميرنا : ميرنا فوق فى اوضتها نايمة ... علشان انت عارف تعب الحمل وكده .
يحيى : تمام ... أنا هطلع عندها .
يحيى ..... طلعت اوضتها لاقيتها نايمه وواضح عليها التعب جدا ... كنت حاسس أن الموضوع أكبر من الحمل .
يحيى : ميرنا أنتى كويسة ؟!
ميرنا : اه ... تمام ... انا اسفه انى مقدرتش أجى اطمن عليك امبارح .
يحيى : لا عادى ولا يهمك ... انتى روحتى لدكتور ؟
ميرنا (بتوتر ) : اه اه طبعا روحت .
يحيى : بس أنتى شكلك مش طبيعي ... أنتى كويسة؟ تعالى ننزل للدكتور دلوقت .
ميرنا : لا لا مش مستاهله ... أنا بقيت أحسن دلوقت .
يحيى : بقيتى أحسن ازاى ؟ أنتى كنتى تعبانه أكتر من كده ؟! بس انتى هنا من كام يوم بس ويوم ماجيتى كنتى كويسة جدا ... ميرنا هو فى ايه بالظبط ؟!
والدة ميرنا : هى كويسة ... بس المفروض تعرف اللى حصل يا يحيى ... احنا كنا مخبين عليك علشان ظروفك الحالية .. لكن لازم تعرف .
يحيى : أعرف ايه بالظبط ؟!
والد يحيى : ميرنا وقعت من السلم وغصب عنها والبيبي نزل ... ربنا يعوضكم خير ... أنتوا لسه شباب فى بداية حياتكم .
(يحيى كان مصدوم مش قادر يتكلم ... هل يحزن علشان ابنه اللى راح ولا يفرح لانه كان الحاجه اللى هتربطه بالعيلة دى للأبد )
والدة ميرنا: قدر الله وماشاء فعل ... الحمد لله أن بنتى بخير وربنا يعوضها ان شاء الله.
يحيى : الحمد لله ... أنا همشي وهرجعلها اخر اليوم اطمن عليها .
(خرج يحيى وهو شارد ومش فاهم مشاعره ... يفرح ولا يحزن ... قلبه موجوع على ضناه ... لكنه مطمن لحكمة ربنا وأنه اختار كده ... بعد ما وصل العربية اكتشف أنه نسي سلسله المفاتيح فوق ... فرجع يجيبها ... بعد ما طلع السلم سمع حوار بينهم فى اوضة ميرنا )
ميرنا : بس انتوا استعجلتوا أنكم قولتوا اللى حصل يا بابا .
والد ميرنا : لازم كان يعرف أومال هتفضلي مخبية عليه لأمتى ؟
ميرنا : أنا خايفة من رد فعله .
والدة ميرنا : وهو هيعمل ايه المفروض يعرف أنه قضاء ربنا ... أكيد مش هنقوله أنك نزلتيه بإرادتك وانك مكنتيش عايزه اطفال دلوقت .
والد ميرنا : وكويس أننا قولنا أنك وقعتى من على السلم ... بس نبهي على شيري أنها متقولش حاجه ولا على الدكتور اللى جنابك روحتيله .
ميرنا : متقلقش يابابا ... شيري مستحيل تتكلم .
والدة ميرنا : انتى عرفتى منين دكتور بير السلم ده ؟
ميرنا (بتوتر ) : ناس معرفة قالولى عليه .
يحيى ..... نار بتجرى جوايا وغضب بدأ يعمينى ... أنا لو دخلت دلوقت مش عارف هعمل ايه فيهم ... لكنى فضلت الصمت ونزلت فى هدوء وطلبت من الشغالة تجيب المفاتيح من عندهم وفعلا جابتهم وخرجت فورا ... وقتها روحت لهشام وكان لازم أتأكد من ظنونى ناحيته .
يحيى : شدة وتزول يا دكتور ... طمنى عليك .
هشام : بخير يا يحيى ... طول ما فيا نفس يبقي بخير ... وماتقلقش الشدة دى وقتها قصير جدا .
يحيى : نتمنى والله ... بس القضايا تقيلة اوى عليك ومجمل الأحكام انا وانت عارفين أنه هيطول .
هشام : لا متقلقش ... مش هشام عزيز اللى يفضل فى الشدة دى ... مش هشام عزيز اللى يتنصبله الفخ ده ... علشان هشام هيحرق قلب اللى نصبه على أعز ما يملك ... صحيح ... ربنا يعوضك على شركتك اللى راحت ... وعلى ابنك اللى راح .
يحيى (بابتسامه تحدى ) : أكيد هيعوضنى عن كل اللى حصل ... اسيبك أنا بقى علشان مش فاضي ... سلام يا ... دكتور .
يحيى .... خرجت من عند هشام وانا متأكد خلاص أنه السبب فى الحريق ... لكن مش فاهم هو على علاقه بأن ميرنا تنزل الجنين ولا لأ؟! ... فكلمت محمد وحكيت كل اللى حصل واتفقنا على الخطوة التانية ... لكن استغربنا أن لسه فايز الاسيوطى مأخدش أى رد فعل ل هشام ... عدى شهر على كل اللى حصل ده ... واتحفظت قضية الحريق ضد مجهول ...حتى وإن كنا عارفين الفاعل لكن مفيش أى دليل ضده ...بدأت أنا ومحمد نعيد تجهيز الشركة مع مساعدة كبيرة من بابا ربنا يباركله وطلبت منه اكتبله شيكات بأى مبلغ هيدفعه لكنه رفض فأنا أصريت ووافق قدام إصرارى ... أما عن هشام فبدأت محاكمته بالفعل وفى انتظار صدور الأحكام ضده ... وميرنا قررت ترجع البيت من اسبوع ... انا سيبتها ترجع علشان فى أكتر من حاجة عايز أتاكد منهم قبل ما أبعدها عنى تماما ... أما نادين ... فهى بعيده عنى تماما من وقت اللى حصل ... كل ما أحاول أكلمها تهرب ... وكل ما نتجمع فى أى مكان تختفى على طول ... لغاية ما قررت أنى أجبرها تقابلنى ... لانها حتى رسايلى كانت مش بترد عليها .

يزن : نانو ... تعالى معايا علشان نطلع نحط أكل للحمام .
نادين : انا تعبانه يا زيزو ... خد نهال معاك مش قادرة اطلع .
يزن : انا كل ما اقولك حاجه تقولى تعبانه ... انا زهقت بقي .
نادين : اوووه ... طيب طيب ... اتفضل قدامى ... بس ثوانى هدخل الحمام واجيلك .
يزن : تمام ... أنا هسبقك وانتى حصلينى على بيتنا .
نادين : حاضر ... دقايق وهبقي وراك أن شاء الله.
(طلعت نادين على سطوح بيتهم ل غية الحمام لكن ملقتش يزن )
نادين : يزن ... انت فين ياض ... أنا مش قادرة أقف .
يحيى : يزن مش هنا ... أنفع أنا ؟
نادين : يحيى .
يحيى : قلب يحيى ... وروح يحيى ... اللى بتهرب من شهر من يحيى .
نادين : فين يزن ؟ أنت أكلت الحمام ؟
يحيى : والله هو أكل من بدرى ... لكن مش الحمام اللى عايزك ... صاحبه اللى مستنيكي من بدرى .
نادين : أنا عايزه أنزل .
يحيى : بتهربى منى ليه ؟! وبتبعدى عنى ليه ؟! ندمتى على اللى حصل ؟
نادين : ....
يحيى : ندمتى ؟! أنتى عارفه انك مراتى ولا لأ ؟! وعارفه أن ده حق من حقوقى ولا لأ ؟ أنا كنت مأجله لغاية ما اظبط كل ظروفى علشان نتجمع فى بيت واحد ... لكن قدر الله وما شاء فعل .
نادين :....
يحيى : أنتى ساكته ليه ؟!
نادين : أنا حامل يا يحيى .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي