Ch3

استمتعوا
.
.
.
.

المئات من الحشرات و قد تكون الألف منها تلتهم الجثث حتى كادت تختفي .

: لم تعد مهمه التخلص من الجثث بعد الآن بل قتل تلك الحشرات . قالتها سومين .

: كيف سنتخلص منها ، لكن أيمكن أن تهاجم عليا في أي اللحظه .

رد جون عليهم : أن كانت تنوي الهجوم علينا لاصبحنا أموتاً في لحظه.

: الآن تأكدنا أن حديث ذلك الخبير صحيحة .

أمسك جون رأسه يفكر بطريقة من الخروج من تلك الورطه و معه لينا و سومين .

: علينا أن نفكر سريعاً بحل قبل طلوع الفجر . همست سومين .

ألتفت جون حوله ، يعلم تلك المنطقة جيداً ، كان والده يأتي به هو و أخواته للتنزه ، و أصبحت تلك المنطقة مكان راحته ، لكن بتأكيد لم يكن يتنزه بل يأخذ راحته بطريقة أخرى .

نظر لهم طويلاً قبل أن ينطق : لا حل غير أننا نحمل أكياس الجثث و رميها في تلك البحيرة .

: أجننت تريد منا أن نقترب من الكائنات المقززه ، أن كنت لا تخف علي حياتك فأنا أفعل . أردفتها سومين .

: جون محق يجب أن نتخلص منها الآن و نعود .

: ساصاب بجنون بسببكما .

صعد جون الشاحنه و بيده الهاتف لينير به المكان ، و حمل أول حقيبه .

: من يرانا الآن سيفكر في أننا قتلا متسلسلين ليس بطبيب و ممرضتين ، لينظر جون لسومين نظره لم تفهمها سومين لتصمت بعدها .

: لنصعد و نساعد جون ، هيا سومين .

لم تكن الجثث بكثيره بسبب في أن مشفى رفضت إستقبال معظم المرضى ذلك الصباح و لكن لم تكن بقليله لينتهوا منها سريعاً .

: وضع تلك الحشرات مريب جدآ ، لما ملتصقة بتلك الطريقه علي جثث و لم تهاجم علينا للآن.

: هذا من حسن حظنا سوجين ، لنهى هذا و نرحل .
صعدت لينا بعدها للشاحنه لمساعدة جون .

ملئ وجه سوجين ملامح التقزز من شكل تلك الحشرات .

اهتزت فجأة الشاحنه .

لتهمس سوجين : أشعر أي منكم بتلك الحركه .

و اتبعت اهتزازات صوت خطوات من جانب الشاحنه ، و نظر الثلاثة بينهم بتوتر .

قالت لينا بخفوت: متأكدة أننا لسنا وحدنا هنا .

: نعم يا حضرات لستم وحدكم . ليصل رد للينا من خارج الشاحنه .

: من أنتم .

ليبدأ بعد سؤال جون بظهور بعض الأفراد بالملابس سوداء ، بيد كل منهم أسلحة غريبه.

: انزلوا الآن من الشاحنه . قالها أحدهم بعنف ، و صعد إثنين منهم ليخرجوا الثلاثة من الشاحنه .

كمل ذلك كان قد أوشك الثلاثة علي انتهاء من إلقاء الجثث في البحيره و تبقى عدة أكياس ، و لكن هجوم تلك العصابة أوقفتهم في فزع .

نزلوا من الشاحنه جاريين من أفراد العصابة .

اردف أحد أفراد العصابة بسخرية : و أخيراً شيئاً يستحق العنان .

: م...ماذا تريدون منا . قالتها سومين بصراخ محاولة التخلص من تحكم من يمسك بها .

: لا يرد منكم شيء عدا تلك الشاحنه الجميله ، لسنا بطامعين أليس كذلك .

أخرج أحدهم أداة حادة لتهديدهم .

: الآن سنرحل ، وداعا يا مغفلين . و عالت صوت ضحكاتهم تاركين وراءهم الثلاثة في حالة صدمة .

نظرت سومين لهما : أرى حياتي تودعني من هناك .

لم ينطق إثنين أخرين من صدمه و باقيا علي حالهم حتى ظهر أول علامات الصباح ، زادت من وضوح المعالم المكان محيط بهم .

: لم يبقى لنا إلا حلاً ، أن نسير لأقرب مكان به بشر .

سخرت سومين : أننا أموات علي كل حال ، إذن فنمت و نحن نحاول .

: لنذهب لبيتِ ، إنه ليس ببعيد عن هنا .

حدقت سومين لجون بغضب : ها ! لمَ لم تنطق منذ البداية .

: ليس أمامنا متسعاً من وقت لبدا أي شجار ، لنتجه لهناك جون .

تحرك جون ومعه لينا و خلفهما المتذمره سومين ، غطت لينا بعينها علي المكان التي كان الظلام يخفي معالمها ، أشجار العملاقة علي طول الطريق من الجانبين ، و زاد اندهشها بكيف جاءت فكره لجون للتخلص من جثث هنا .

لم يكن الوقت بمناسب حتى لتفكير بذلك ، يكفي ما مرو به للآن ، أغلقت عينيها لثواني من تعب ، و هنا أتت في عقلها صورة عائلتها ، أشتاقت لهم ، أشتقاقت لكم اللحظات السعيدة التى مرو بها معاً .

بدأ شعور الندم بداخلها من أنها تركتهم و تركت مدينتها لأجل جي و العمل ، الذي لم يكناً يستحقاً تلك التضحية .

القلق ينتشر داخلها ، و الخوف يزرع بذوره بها ، ماذا أن حدث لعائلتها العزيزه مكروه ، ماذا قد تفعل وقتها .

دقات قلبها تزداد كلما تذكرت وجوههم ، و أخذت يدها في الارتعاش .

لاحظت سومين اهتزاز يد لينا لتمسكها ، ألتفت لينا لها و قابلتها بابتسامة صغيرة لتكن سبيلاً لتهدئتها .

تعاني سومين بنفس معاناة لينا ، لكنها كل ما تظهر تلك الابتسامة التى تخبر من حولها بأنها بخير ، لكنها ليست كذلك ، تنهدت سومين محاولة التخلص من سحابة الأفكار السوداوية .

كان يتقدمهم جون بتلك الهاله التى بدأت تتغير من لحظة خروجهم من المشفى ، لم يعد جون ذلك الانطوائي ، دائم الجلوس مع نفسه ، أكانت تلك شخصيته من البداية ، أمَ يخفي ما هو حقيقي خلف ذلك القناع .

أشعة الشمس غطت كل الأنحاء ، من النظر الأولى تشعر أن كل شيء بخير ، و الكل هنا يتمنى هذا .

بدأت معالم المدينة الظهور من جديد ، لم يكن ذلك مطمئناً لهم ، يعلموا أن من اللحظة توغلهم بالداخل ستبدأ المناظر المأساويه بظهور من جديد .

: لا أستطيع الإستمرار بهذا الحال ، حلقي كالصحراء القاحله .
تعبت سومين كالباقي و لكن لم تعد تتحمل .

: لم يعد لدينا الطاقة الكافية لإكمال الطريق ، فنعثر عن أي شيء .

ليستجب جون لهما : أعتقد أن أي متجر قريب قد يوفي بالغرض .

المباني من حولهم في صمت مميت ، الأرض غارقة في الدماء ، بقايا الجثث في كل الأنحاء ، ملئت تعابير التقزز وجههم .

التفت لينا لهما : ألم تلاحظوا شيئا غريباً .

: الحشرات مختفيه ، الوضع ليس طبيعياً فوق أنه غير طبيعي بفعل .

تنهدت سومين :لا تتحدثوا و لنعثر علي المتجر سريعاً .

ظلو يتجولون في الإرجاء ، حتى وصلوا للمحطة الوقود ، و عندها وجدو المتجر ، و هنا ترجعوا للخلف من الصدمة .

ألاف الحشرات علي المباني المحيطة بالمحطة ، تعالت أصوات الصراخ من خلف تلك المباني .

لينا بخوف : لقد بدأ نشاطهم من جديد .

و سرعوا خطواتهم باتجاه المتجر حتى وصلوا له ، و أغلق جون باب المتجر بقوة .

: أضرب النار عليهم .
صدع صوت أحد الأشخاص من بعيد .

كانت الحشرات قد أحاطت بمجموعة ، التى خرجت من أحد المباني و خلفهم تلك الكائنات العملاقه .

: لما حجمها ضعف ما كان البارحة و ....
همست سومين لهما ، و كان الثلاثة يراقبون تلك المجموعة من خلف زجاج المتجر .

قطع حديثها تعالي أصوات تلك المجموعة ، لم تستطيع طلقات النارية التأثير عليهم ، خمسة أشخاص في أعمار مختلفة .

: جاك أحمل الصغير و أهرب من هنا ، سأصرف انتباهم . صاح أكبر من كان في المجموعه .

و بقا الثلاثة في المواجهة ، لحظات و أمسكت الحشرات بالرأس الرجل الكبير محطمة إياها ، جاعله من قطرات تملىء وجوه من حوله .

سقط العجوز في أرض و من حوله بركة دماء تتزايد حجمها مع خروج الدماء منه ، هرب الباقي عند رؤية ما حدث .

و لكن حدث لهم ما حدث لأكبرهم ، الحشرات لم تآكل الجلود تلك المره و لكن كل ما بقا من جسدهم .

أما عن الفتى و الصغير الذي يحمله بيده ، كانا قد بعدا مسافه عن تلك المأساة.

صرخ الطفل ببكاء جهة الثلاثة الموته خلفه : جدي .

سقط الطفل علي أرض ، و قد غرق بالدماء بعد أن أحيط كليهما من تلك الكائنات أيضا.

كان الفتى يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وقع نظره علي لينا و الباقي المختبئين في المتجر .

: سام أذهب لهم الآن .
كان يدفع الصغير للأمام أتجاهم .

و هنا فتحت لينا باب المتجر ، و اتجهت للطفل الصغير حتى تنقذ الطفل .

أسرع الطفل لها ، و أمسكته في النهاية ، لكنها شعرت بشيء لزج في يدها المحيطة بالطفل ، لتجد الدماء بهما .

أبعدت الطفل عنها و قلبها ينبض لأقصى حد لتجد الحشرة مخترقة ظهر الطفل .
.
.
.
.
.
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي