Ch4

استمتعوا
.
.
.
.

: سام أذهب لهم الآن .
كان يدفع الصغير للأمام أتجاههم .

و هنا فتحت لينا باب المتجر ، و اتجهت للطفل الصغير حتى تنقذ الطفل .

أسرع الطفل لها ، و أمسكته في النهاية ، لكنها شعرت بشيء لزج في يدها المحيطة بالطفل ، لتجد الدماء بهما .

أبعدت الطفل عنها و قلبها ينبض لأقصى حد لتجد الحشرة مخترقة ظهر الطفل .

توقفت جميع الأصوات من جديد ، حركة الصغير حتى ترى وجهه ، وقعت قطرات من دموعها علي وجنتي الصغير ، لم تبكي عند بدأ الكارثة ، لم تبكي عند فقدانها الاتصال بعائلتها ، لقد وصلت إلى حدها في تلك اللحظة .

راقبا لينا من بعيد ، لا يستوعبا ما حدث منذ ثواني ، لقد ماتت عائلة بالكامل الآن .

من صدمتهم لم يلاحظوا أن تلك الكائنات أبعدت لحظة اقتراب لينا من الطفل ، لكنهم بعدها نظروا لبعض البعض .

: أن الحشرات لم تقترب من لينا .

: أذن لينا من البشر التى تتجاهلهم الحشرات .
: أذن لينا من الناجين .

تحدثا الاثنين في آن واحد ، وقفا حتى يخرجوا من المتجر. كانا يريدون اقتراب منها و لكن تراجعوا عن تلك الفكرة .

: جون ، أن اقتربنا منها الآن قد نلتهم ، نحن لا نعرف أن كنا من الناجين ك'لينا' أو لا .

مرت دقائق علي احتضان لينا للطفل الميت ، و كأن العالم توقف عند تلك اللحظة .

' رائحة الموت ، أريد المزيد ، أريد المزيد '

فزعت لينا مما سمعته ، لا تعلم عن مصدره ، و لكنه كان السبب في أن تستيقظ من غفوتها ، تركت الطفل الأرض ، أغلقت عينيه الباكيه ، دموعها لم تتوقف عن النزول ، ألتفت لينا ل'سومين ' و جون ، اللذان ما زالا واقفين مواجهين بنظرهم ل'لينا' .

: أ ...أنا أسفه عن ما فعلت لقد وضعتكما في خطر .
قالت بتقطع من بين دموعها ضاغطة علي شفتيها التى كادت أن تدمى .

لمست سومين كتف لينا لمواساتها .

: أنا أعتذر مقدما عن ما سأقوله لكِ الآن ، لكن بفعلك الأحمق هذا كدتِ أن توقعينا من ورطه ، من حسن الحظ إنكِ من الناجين و إلّا كنتِ الآن في خبر كان .

لم يتحمل جون ما فعلته لينا ، و يرى أن فعلتها ما هي غير تهور .

: لا داعي لهذا جون ، ما حدث قد حدث ، لنفتش عن أي شيء قد يروي ظمأنا .

وأخدت سومين بيد لينا للعثور على بعض المياه ، المتجر كان في حالة يرثى لها ، كل الأرفف في حالة تكسير ، في النهاية وجدوا بعض زجاجات المياه المبعثرة ، لتسحب اثنتين منها معطيه أحدها ل'لينا' .

نظرت سومين لجون الصامت : لتخدم نفسك .

تنهد جون و أتجه حتى يأخد أيضاً زجاجة المياه ، ظلوا علي هذا الحال إلى أن هدأت لينا .

: وجودنا هنا يشكل خطراً على حياتنا ، خاصتا لأننا لا نعلم أن كنا من الناجين أو لا عدا لينا التى تأكدت بأنها منهم .
رمى جون بما يفكر به لهما .

: و هل من جديد فيما قولت؟! ، أننا في خطر من لحظة خروجنا من المشفى ... لا بل نحن به من لحظة ظهور تلك الكائنات اللعينة .
ردفتها بسخرية .

وقفت لينا فجأةً ، و اتجهت لها أنظار سومين و جون .

: ألسنا في نهاية العالم . ليؤما كليهما .. أذن لنقذه .
و ارتسمت ابتسامة علي وجهها و تبدلت ملامح اليأس التى كانت عندما احتضنت الطفل .

: أنتِ بخير لينا ، من ذلك الذي سينقذ العالم نحن ، طبيب أحمق و ممرضتين ...

: لست أحمق . قطاعها جون .

: لديك مشكلة مع إنك أحمقاً و ليس مع إنقاذ العالم ..

: بل لدي مشكلة مع إنقاذ العالم .

: أذا، أنت حقاً أحمق .

: توقفا الآن .
صمتا كليهما ، و قلبا وجههم عكس اتجاه الآخر .

: أعلم أن ما سأقوله يعد جنوناً ، لكن من اللحظة معرفتي أنني من الناجين حرك بداخلي شيئاً ، لا أعلم أنا مشتتة .

: لينا ، أن ما تخبرينا به خارج قدرتنا البشرية ، أترين الحكومات ، تلك الكيانات العملاقة ، لم تتوصل لأي حل حتى تلك الساعة .
حاولت سومين ترجع لينا عن ما تفكر به ، ما تفكر به سومين أن ما قد ينقذ العالم بعد ما رأت منذ قليل من قتل المجموعة ، كيان يفوق القدرات البشرية ، أو أن تختفي تلك الحشرات فجأة كما ظهرت .

: ما تقولينه صحيح ، أذن لنحاول أن نرجع للمشفى .
كانت تريد توصيل ما في خواطرها لكنها عجزت في النهاية.

: ما الخطة الآن .
أضافت لينا .

: لا حل إلا أن نخاطر و نتحرك من هنا .
يعلم جون أنهم في خطر تحديداً هو و سومين .

: حسنا، سأخرج الآن و أراقب الوضع و أعطى لكما أشاره للتحرك .
لينا تعلم أن لا خطر عليها بعد أن تأكدت من أنها من الناجين .

خرجت لينا من المتجر و بدأت بمسح المكان بعينيها .

تجمدت مكانها عند وقوع نظرها علي مكان جثمان الصغير التى بدأت تتلاشى .

قبضت يدها حتى ابيضت أصابعها لتسيطر على أعصابها ، خطت بعض الخطوات الأخرى حتى تتأكد بأن الساحة أمانة .

وصلت بخطواتها لباقي أجساد المجموعة المتحللة ، وجدت السلاح الناري الذي حاولت المجموعة الدفاع عن نفسها به ، اقتربت بيدها مرتعشة حتى تحمله ، و قريب منه صوره واقعه من جيب منهم ، التقطتها أيضا .

الصورة لأحد العائلات اللطيفة ، جميع من فيها اعتلت علي وجههم ابتسامة واسعة ، ذكرتها بعائلتها الصغيرة ، لتهرب من عينيها الدموع واقعه الصورة ، مسحتها سريعاً .

ألتفت لينا لجون و سومين ، و أعطت الإشارة حتى يتحركا من المتجر .

: نتحرك لذلك المبنى سريعاً .
همست سومين.

وصلا للمبنى العالي القريب من المحطة ،و وقفوا يفكرون في الخطوة التالية .

: أبيتك قريب من هنا جون .

: ليس كثيراً ، إذ كانت معنا سيارة كنا وصلنا في دقائق .

عبست لينا ، أصبح الوصول للمشفى كالمهمة المستحيلة .

أغلقت عينيها كنوع من الهروب عن الواقع .

...

: لما الثانوية بتلك الصعوبة ، لما لا أصل لمستوى زملائي ، لمَ من المستحيل أن أصل لما أريد .
قالتها بين دموعها المتساقطة .

: لما البكاء عزيزتي .. و مسحت والدتها دموعها المتساقطة و أكملت .

: المستحيل هو ما وضعه البشر لحدودهم ، لكنك تستطاعين علي الوصول لهدفك . إنها ليست مجرد كلمات ، لتزيلي تلك الكلمة من عقلك ، حسنا عزيزتي .

: حسنا أمى .

...

ابتسمت لينا من تلك الذكرى اللطيفة ، تلك الأيام التى اعتقدت أنها أصعب ما مرت به بدت الآن أنها كانت مزحة مقارنة بما يحدث اليوم .

خرجت لينا من الجهة الثانية للمبنى الضخم ، للتأكد بأن الشارع الآخر أمن أيضاً ، و أعطت الإشارة لهما للتحرك من جديد .

من مبنى للآخر تحركوا الثلاثة ببطء خوفاً من مواجهة تلك الكائنات .

: توقفا . قالتها فجأةً سومين .

: ماذا حدث .

: أليست تلك الشاحنة التى تمتلكها المشفى .

نظرا إليها بتمعن ، أنها هي حقا واقفة في منتصف الطريق .

: بتأكيد تلك العصابة الحقيرة تخطط لسرقة أخرى .

: من أفضل لنا أن نبتعد عنهم ، أن وجودنا هنا لا استبعد أن يقتلونا تلك المره .

: لينا تحمل معها السلاح الناري لتلك المجموعة .

لم ترمي لينا السلاح ، أعقدت بداخلها أنه قد يساعدهم بطريقة أو بأخرى .

: لكن لا أحد منا يستطيع أن يستخدمه .

: ما الصعوبة في الضغط هنا و عندها تخرج الرصاصة للجهة المطلوبة ....
و سحبت سومين السلاح من لينا ، موضحه بأنه سهل ، و لكنها أطلقت منه بالخطأ جهة جون .
.
.
.
.
يتب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي